موقع 24:
2024-11-16@14:56:13 GMT

طوفان وزلزال وإخوان.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

طوفان وزلزال وإخوان.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

زلزال مدمر، فيضانات طوفانية، وقبلها حرائق واسعة في دول عربية عدة، من المغرب إلى ليبيا، ومن الجزائر إلى تونس، ومن العراق، وسوريا، إلى لبنان، لم تشهد الدول العربية، سلسلة نكبات وكوارث كما التي شهدتها في هذه السنة.

هز الزلزال المغرب، فأدمى قلوب العرب من المحيط إلى الخليج، وأغرقت الأمطار الطوفانية في ليبيا، في سيل من الحزن والألم، وامتدت موجة التعاطف والأسى مثل تسونامي عابر للقارات والدول والديانات والثقافات إلا في منطقتنا العربية، التي تكالبت عليها هذه المصائب.


وكأن العرب لا يكتفون أبداً، بمثل هذه الكوارث، ولا يترفعون عن تجرع كأس المرارة، وكأنه كُتب عليهم أن تنهشهم المصائب الطبيعية والآفات البشرية، ففي الوقت الذي لم تجف فيه دموع الليبيين خاصة الأطفال والثكالى، قبل جفاف الأرض، قال القيادي في تنظيم الإخوان الليبي وعضو البرلمان السابق، من حزب العدالة والبناء، الواجهة السياسية للإخوان في العاصمة طرابلس، محمد مرغم، وبلغة وأسلوب لا يخلو من شماتة وتشفٍ، إن عاصفة "دانيال" التي ضربت ليبيا، وخلف آلاف القتلى وشردت ما لا يحصى ولا يُعد، عقاب إلهي، لحكومة المنطقة الشرقية في البلاد، بسبب سماحها بالتعامل بالفوائد المصرفية.
ولأن المجال هنا، ليس لمناقشة مسألة خلافية مزمنة بين الفقهاء، ورجال الدين المسلمين أنفسهم قبل أن تكون مسألة خاضعة للاجتهاد العلمي والديني، فإن ما يهم هنا ليس الحسم في مثل هذه المسائل، ولكن توقيت مناقشتها أو إثارتها، خاصةً أنها ليس الأولى من نوعها لا في ليبيا، ولا في غيرها.
ففي ليبيا أيضاً قال قائد إحدى الميليشيات في العاصمة طرابلس، والإخواني الآخر، ناصرعمار الذي يقود ميليشيا قوة الإسناد ضمن "بركان الغضب" الميليشيات التي تُهيمن على الغرب الليبي، إن العاصفة "دانيال" عقاب إلهي للمنطقة الشرقية، في ليبيا، بسبب الإقرار بالعمل بالفوائد في النظام المصرفي.
إن هذا الخطاب الذي يُعد سمة أساسية في الخطاب الإخواني بشكل خاص، وقاعدة كل خطاب تكفيري متشدد، ليس مستغرباً في أدبيات تنظيم الإخوان المسلمين في عالمنا العربي منذ حوالي قرن كامل، خطاب متسلق، انتهازي، شعبوي، يمثل نموذجاً مؤسفاً لما أصبح عليه الخطاب السياسي أحياناً من إسفاف وتدهور.
والواقع أن هذا الخطاب ليس حكراً على الإخوان وحدهم، بل هو قاسم مشترك بين من يدعي الإسلام أو الدفاع عنه، وآخر الأمثلة على ذلك ما أطلقه العراقي مقتدى الصدر، الذي ادعى أن "دانيال" عقاب إلهي لليبيا على اختفاء موسى الصدر هناك، وأن زلزال المغرب، عقاب إلهي بسبب انتشار الفساد، وأوضح عبر "إكس" بعد الزلزال أن " البلاء قد عم على أهل الأرض، وهو ما يعني أن سخط الله على أهل الأرض ما زال مستمراً".
إن الصدر في العراق، ومرغم أو عمار، في ليبيا، للأسف أصوات شائعة في العالم العربي، خاصةً في أوقات النكبات والأزمات، أصوات تُبشر بثقافة الشماتة والتشفي، والتجارة بالآلام والجراح، في منطقة لم يهدأ أنين سكانها منذ عقود، وبدل نشر ثقافة العمل والعلم، لرفع تحديات جسيمة كثيرة، وبدل الدعوة إلى التضامن والتآزر، والمحبة والأخوة الإنسانية، تنطلق مثل هذه الأصوات لتبشر بغد أكثر ظلمة، وبمستقبل أشد قتامة.
وإذا تسنى لمثل هؤلاء التسلل إلى المشهد العام، لإسكات مثل هذا الفحيح، فإن ذلك ليس خطأهم، بل خطأ مجتمعات تقبل مثل هذه النماذج، وتتيح لها الرواج والانتشار، في ظل انكفاء الخطاب الديني المستنير والإنساني، وفي ظل جُبن أصحاب الرأي وحملة القلم أحياناً عن التصدي لهم ولجم انحرافهم الفكري والديني أيضاً، فالزلزال أو الطوفان، ليس عقاباً وليس انتقاماً من الله عز وجل، ولا يُمكن لمجتمعات مثل مجتمعاتنا تحلم منذ عقود باللحاق بركب الأمم المتطورة، لحل مشاكلها وأزماتها، أن تنتكس فكرياً وأخلاقياً، إلى المستوى الذي يعكسه مثل هذا الخطاب، الذي لا يختلف في بنيته عن الخطاب "الديني" الذي ساد في العصور الغابرة، والذي كانت تعكسه الأساطير البابلية، أو الفرعونية، أو الإغريقية والرومانية القديمة، عن صراعات الآلهة، وانتقام بعضها من بعض أو من البشر، في نكوص معرفي وروحي قبل أن يكون ارتداداً اجتماعياً، أو تدهوراً سياسياً وأخلاقياً، إلى مستويات مجهولة من الدونية، أثارت السخرية والاستهزاء من دعاتها، قبل، ومع، وبعد أبي الطيب المتنبي، الذي اختصر المسألة في بيته الشهير:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فی لیبیا مثل هذه

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: فوضى الخطاب الديني أحد أسباب انتشار الإلحاد

كتبت -داليا الظنيني:

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن فوضى الخطاب الديني تعد واحدة من الأسباب الرئيسية التي أسهمت في انتشار ظاهرة الإلحاد في المجتمعات الإسلامية.

وقال "الجندي"، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: إن الخطاب الديني في الفترة الأخيرة شهد فوضى كبيرة، تم من خلالها تسليط الضوء على الأخطاء التي يرتكبها بعض المنتسبين إلى الدين في حين أن هؤلاء قد لا يكون لهم علاقة حقيقية بالخطاب الديني في الأساس.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هذه الأخطاء تُستخدم لتسفيه الدين في نظر العامة، حيث يتم ترويج مواقف متطرفة أو منحرفة تحت راية الدين، قائلًا: "نجد من يدافع عن أفعال سفيهة أو يحلل ما حرّم الله أو يغرق الناس في الشهوات، ومن يروج لفكر متطرف أو يشجع على الغش أو الانحراف.

الممارسات التي تساهم في تشويه صورة الدين

وأكد الشيخ خالد الجندي، أن هذه الممارسات تساهم في تشويه صورة الدين الإسلامي، وتفتح المجال للعديد من الأسئلة والشكوك التي قد تؤدي إلى الإلحاد.

وأعرب "الجندي"، عن أسفه الشديد لما وصفه بـ"فوضى الفتاوى" التي تخرج عن غير المختصين، والتي تسهم بدورها في تعميق الأزمة وتزيد من ضبابية فهم الدين لدى الشباب، قائلاً: "نحن بحاجة إلى خطاب ديني معتدل، يعتمد على الفهم الصحيح والمتوازن للدين، ويعزز من قيم الاعتدال والوسطية، بعيدًا عن التأويلات المغلوطة أو التفسيرات الشخصية".

وأشار إلى أن فوضى الخطاب الديني تتطلب جهودًا جماعية من العلماء والمختصين لوضع حد لها، مؤكداً أن على المسلمين العودة إلى مرجعية علمية صحيحة تأخذ بعين الاعتبار ظروف المجتمع وتعمل على نشر الوعي الديني السليم بين أفراد الأمة.

وأشاد الشيخ خالد الجندي بما وصفه بـ"النظرة الحكيمة" التي تدعو إلى ضرورة تنظيم الخطاب الديني والعمل على تصحيح مفاهيم الناس، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات في الوقت الراهن.

اقرأ أيضًا:

قبل صدور الضوابط.. أسعار برامج الحج السياحي 2025 وجدية الحجز "اقتصادي و5 نجوم"

ادفع 25 ألف جنيه وقدم على أرض إسكان متوسط في مدينة حدائق أكتوبر

"الجلاد" يوجه رسالة لـ"قومي الطفولة": اوقفوا مهزلة استغلال الأطفال على السوشيال ميديا (فيديو)

تعرضت لوعكة منذ أسبوعين.. أبرز المعلومات عن الشقيقة الكبرى لشيخ الأزهر بعد وفاتها

كامل الوزير أمام وزراء النقل العرب: النقل عامل رئيسي مؤثر على النمو الاقتصادي والاجتماعي عالميًّا

بعد واقعة وسام شعيب| "الاتصالات": 14 مليون صفحة وهمية على فيسبوك وعقوبات رادعة

الشيخ خالد الجندي فوضى الخطاب الديني أسباب انتشار الإلحاد برنامج لعلهم يفقهون

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: "جنينة في الأرض".. خالد الجندي: آدم لم يخلق في جنة السماء وكان في حديقة مرتفعة الأخبار المتعلقة "جنينة في الأرض".. خالد الجندي: آدم لم يخلق في جنة السماء وكان في أخبار حدث في 8 ساعات| السيسي يهنئ ترامب برئاسة أمريكا وحقيقة تعويم الجنيه أخبار ما أسباب الإلحاد في المجتمعات؟.. خالد الجندي يوضح أخبار خالد الجندي: نتعامل مع الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء كمرجع علمي وليس أخبار أخبار مصر عبدالجواد فايد: ارتفاع اسم "سعد" بعد ثورة 19 نسبة للزعيم سعد زغلول منذ 46 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر بحضور يمامة.. بدء احتفالية حزب الوفد بذكرى عيد الجهاد الوطنى (صور) منذ 57 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس الوفد: لست راض عن نسبة مقاعدنا بمجلسي النواب والشيوخ منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر

مقالات مشابهة

  • خبير علاقات دولية: الخطاب الأمريكي لا يترجم الواقع
  • «چيل دولوز».. وإعادة تأسيس الخطاب الفلسفي
  • حدث ليلا.. السنوار «الصغير» يفاجئ إسرائيل وزلزال وشيك بتركيا وارتباك سياسي بهولندا
  • بعثة الأمم المتحدة: الانتخابات علامة فارقة في مسيرة ليبيا نحو الديمقراطية
  • اجتماع تحضيري لورشة عمل حول تعزيز التنويع الاقتصادي في ليبيا
  • تعزيز مبادرات كفاءة الطاقة في ليبيا
  • “العفو الدولية”: أنظمة أسلحة فرنسية في السودان تنتهك الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة
  • أنظمة أسلحة فرنسية تنتهك الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة في السودان
  • لعمامرة: أفورقي أكد دعمه للجهود التي تقودها الأمم المتحدة في السودان
  • خالد الجندي: فوضى الخطاب الديني أحد أسباب انتشار الإلحاد