حذرت تقارير حديثة من خطر تورط موسكو في اختيار المهاجرين من آسيا الوسطى، وذلك لدعم جهودها الحربية في أوكرانيا، وتأثير ذلك على ديمغرافية البلاد.

وتقول مجلة "ناشونال إنترست" إنه بينما تشن روسيا حربها غير المبررة ضد أوكرانيا، أرسلت موسكو بشكل غير متناسب أقلياتها العرقية للقتال، بما في ذلك البورياتس، والتوفان، والشيشان، وداغستان، والعديد من الأشخاص من آسيا الوسطى.

وفي حين أن جميع المواطنين الروس كانوا لعبة عادلة للتعبئة العسكرية الروسية، فقد ذهبت موسكو إلى أبعد من ذلك من خلال تحفيز، وفي بعض الحالات، إجبار المهاجرين من آسيا الوسطى على الخدمة في الحرب في أوكرانيا للحصول على الجنسية الروسية.
رداً على ذلك، تتخذ دول آسيا الوسطى، التي حاولت البقاء على الحياد طوال الحرب الروسية الأوكرانية، تدابير لتقليل عدد مواطنيها الذين يتم إلقاؤهم في المعركة.  تفاقم القضايا الديمغرافية تنبع جهود تجنيد المهاجرين الأجانب في روسيا من تفاقم القضايا الديمغرافية، إذ عانت روسيا من القضايا الديموغرافية لأكثر من ثلاثين عاما، لكن الحرب في أوكرانيا فاقمت المشكلة، حيث يفوق عدد النساء عدد الرجال بأكثر من عشرة ملايين. حيث تكبد الجيش الروسي خسائر في الحرب الروسية الأوكرانية أكثر مما كان عليه في عقد من الحرب في أفغانستان في عام 1980 أو حملتين في الشيشان في عام 1990.

الهجوم الأوكراني المضاد يستنزف "آلة الحرب" الروسية https://t.co/E9XvrZT0Qn pic.twitter.com/MD6ClFDZUs

— 24.ae (@20fourMedia) September 5, 2023 بالإضافة إلى ذلك، في عام 2022، حصل حوالي 155 ألف روسي على تصاريح إقامة مؤقتة في أوروبا وتركيا والجمهوريات السوفيتية السابقة.
وللتعويض عن هذه الخسائر، تعد آسيا الوسطى أهدافاً رئيسية لآلة الحرب الروسية، إذ تستضيف روسيا نحو 9 ملايين مهاجر من آسيا الوسطى يأملون في الحصول على رواتب أعلى من بلدهم الأصلي. ومع ذلك، غالباً ما يتم الاعتماد على ذوي جنسية آسيا الوسطى من قبل أصحاب العمل، إذ يعانون من مستويات معيشية منخفضة وظروف عمل غير آمنة ومرهقة وخدمات صحية سيئة.

The losses of war are placing more burdens on a shrinking, ailing population. Russia may be entering a doom loop of demographic decline https://t.co/CeNQ6WfjAL

— The Economist (@TheEconomist) July 7, 2023 وتمارس موسكو ضغوطاً سياسية كبيرة على آسيا الوسطى بالنظر إلى أن دول آسيا الوسطى تعتمد بشكل أساسي على روسيا من أجل الأمن، فمن الصعب على هذه الدول أن تكون صريحة في رفضها لضغوط آسيا الوسطى للمشاركة في الحرب الروسية الأوكرانية. اتهامات واعتقالات على الرغم من ذلك، حذرت حكومات قيرغيزستان وكازاخستان وأوزبكستان بشدة من التداعيات القانونية للمواطنين المشاركين في الحروب الخارجية.
في مايو (أيار) 2023، حكم على رجل قرغيزي يبلغ من العمر واحد وثلاثين عاماً بالسجن عشر سنوات في محكمة في بيشكيك بعد إدانته بالانضمام إلى انفصاليين مدعومين من روسيا في منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا. كما تم اعتقال مواطن قرغيزي آخر كان يعمل كجزء من مجموعة المرتزقة الخاصة فاغنر في أغسطس (آب).
مع قيام بيشكيك بقمع المواطنين الذين يخدمون في الحرب في أوكرانيا، تم التأكد من وفاة اثني عشر قيرغيزياً في أوكرانيا، بينما تم الإبلاغ عن اختفاء حوالي عشرين، بحسب المجلة.
وفي كازاخستان، بعد أن قال طالب كازاخستاني على وسائل التواصل الاجتماعي إنه ذهب إلى أوكرانيا للانضمام إلى مجموعة فاغنر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخستانية أيبيك سمادياروف: "نود أن نحذر من أن جميع المواطنين الذين يعتزمون أو يفكرون في الذهاب والانضمام إلى تلك الرتب سيواجهون ما بين خمس وتسع سنوات في السجن في كازاخستان، حيث تعتبر جريمة جنائية". مناطق بديلة وأعلنت سفارة أوزبكستان في روسيا، في بيان صدر في 10 أغسطس (آب) 2022، أن أي شكل من أشكال المشاركة في الأنشطة العسكرية على أراضي الدول الأجنبية يعتبر نشاطا مرتزقا وسيعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات.
جاء هذا الإعلان على الفور بعد اقتراح زعيم مهاجر أوزبكي في بيرم، روسيا، لإنشاء "كتيبة تطوعية" للانضمام إلى "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

3 عوائق تبقي أوكرانيا غارقة في الحرب https://t.co/zYkKsDRV9T pic.twitter.com/fpEMsMAVAB

— 24.ae (@20fourMedia) September 11, 2023 وعلى الرغم من أن روسيا هي الوجهة الرئيسية للعمال المهاجرين في آسيا الوسطى، فإن تجنيد روسيا لآسيا الوسطى لتأجيج حربها في أوكرانيا قد يدفع دول آسيا الوسطى إلى إيجاد مناطق بديلة حيث يمكن للعمال المهاجرين العثور على عمل، وستكون هذه ضربة كبيرة لروسيا حيث نمت موسكو للاعتماد على هؤلاء العمال في مختلف الصناعات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية من آسیا الوسطى الحرب الروسیة فی أوکرانیا فی الحرب الحرب فی

إقرأ أيضاً:

ترامب يؤكد الاتفاق مع روسيا على معظم النقاط الرئيسة لإنهاء الحرب في أوكرانيا

قال مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف إن الاجتماع بين بوتين وستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان "بنّاء ومفيدا"، كما كشف ترامب أنه تم الاتفاق على معظم النقاط الرئيسية المطروحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وبحسب أوشاكوف، فإن اللقاء الذي استمر 3 ساعات ساهم في تضييق هوة الخلافات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفا أن مناقشات بوتين وويتكوف ركزت على إمكانية استئناف المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.

كما سمح الاجتماع لروسيا والولايات المتحدة بتقارب أكبر لمواقفهما، ليس فقط بشأن أوكرانيا، ولكن أيضا بشأن عدد من القضايا الدولية الأخرى.

من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه تم الاتفاق على معظم النقاط الرئيسية في اتفاق إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا.

وأضاف ترامب أن مبعوثه ستيف ويتكوف يجري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالكرملين مباحثات بشأن تسوية النزاع.

وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" بُعيد وصوله إلى روما أن روسيا وأوكرانيا "قريبتان جدا من اتفاق، وعلى الجانبين الآن أن يجتمعا على أعلى مستوى لوضع اللمسات الأخيرة عليه".

إعلان وثيقة سلام أوكرانية

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية هيورهي تيخي إن الجانب الأوكراني أكد في محادثات لندن مواقفه المبدئية ضمن رؤية أوسع وأطول أمدا للتسوية السلمية.

وأوضح المتحدث أن أوكرانيا تتمسك بـ3 مبادئ خلال المفاوضات، وهي أنها لن تعترف بأي جزء من أراضيها كأرض روسية، ولن تقبل بأي قيود على قواتها المسلحة أو قدراتها الدفاعية أو صناعتها العسكرية، وأنه لا يحق لأي دولة ثالثة أن تمتلك حق الفيتو على قرار أوكرانيا بشأن انضمامها إلى أي من التحالفات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية إن هذه ليست مسألة وقف إطلاق نار فوري فحسب، بل هي إطار عام وعميق لإنهاء الحرب.

في السياق ذاته، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن وثيقة تتضمن خطة سلام أوكرانية ترد على مقترح ترامب بخطة تشمل نشر قوة أوروبية بدعم واشنطن على أراضي أوكرانيا.

ووفق ما نقلته الصحيفة عن هذه الوثيقة، فإن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يعتمد على توافق الآراء بين الأعضاء، كما أن القضايا المتعلقة بالأراضي يمكن بحثها بعد وقف إطلاق النار.

ونقلت نيويورك تايمز عن مصدر أن المسؤولين الأميركيين أكدوا في محادثات بلندن وباريس عزم ترامب معارضة انضمام كييف للناتو.

ويضغط الرئيس الأميركي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 3 سنوات في أوكرانيا، وكان قد هدد بالتخلي عن وساطته إذا لم ير تقدما يُفضي إلى وقف النار.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن الخميس في مقابلة مع قناة "سي بي إس" الأميركية أن موسكو مستعدة لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال لافروف إن ترامب "يتحدث عن اتفاق، ونحن مستعدون لإبرام اتفاق، لكن بعضا من العناصر المحددة لا يزال يحتاج إلى ضبط دقيق".

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تطرح مبادرة سلام جديدة: تنازلات محتملة وإشارات انفراج في الحرب مع موسكو
  • أوكرانيا تطرح عرضا مضادا لـ إقتراح ترامب بشأن إنهاء الحرب مع روسيا
  • ترامب يؤكد الاتفاق مع روسيا على معظم النقاط الرئيسة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • لافروف: روسيا تدرس مقترحات جدية بشأن التسوية في أوكرانيا
  • أوكرانيا في مرمى الاتهامات .. تفاصيل عملية استهداف جنرال روسي بارز في موسكو
  • ترامب: القرم ستبقى مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: أوكرانيا هي المسؤولة عن بدء الحرب ضد روسيا والقرم ستبقي مع موسكو
  • لافروف : موسكو مستعدة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • كير ستارمر: البريطانيون دفعوا ثمن الحرب الروسية في أوكرانيا
  • ترامب يشيد بموقف روسيا من التفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا