قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان خلال اجتماع لوفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع فلسطين إن إسرائيل تشن "حرب استنزاف" فيما يتعلق بالمشاريع الممولة أوروبيًّا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال تدميرها والسعي إلى الحد منها.

وأشار الأورومتوسطي أن الحكومة الإسرائيلية تساهم في تأجيج إرهاب المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، من خلال منحهم تراخيص وتشجيعهم على حمل السلاح، وإصدار الأوامر للجيش الإسرائيلي لدعمهم ومساندتهم خلال ملاحقتهم السكان الفلسطينيين وإحراق أراضيهم والاعتداء عليهم.

وعقد وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع فلسطين اجتماعًا في ستراسبورغ مساء أمس الأربعاء حول "هدم المشاريع والمنشآت الممولة أوروبيًا في فلسطين وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية"

وتحدث في الاجتماع كل من: محمد شحادة"، مسؤول التواصل لدى المرصد الأورومتوسطي، و"جوفاني دي جيرولامو"، رئيس وحدة الشرق الأوسط لدى المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (DGECHO)، و"مايكل مان"، رئيس قسم الشرق الأوسط - إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة وعملية السلام في الشرق الأوسط في خدمة العمل الخارجي الأوروبية (EEAS)، و"جوناثان ويتال"، رئيس وحدة التنسيق الميدانية في الضفة الغربية في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

ودعا مسؤول التواصل لدى الأورومتوسطي، "محمد شحادة" أعضاء البرلمان الأوروبي إلى رفع صوتهم وتسمية الأمور بمسمياتها، بدءًا من إدانة الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، و "تصنيف مجموعات المستوطنين على أنها منظمات إرهابية".

وأضاف: "أعلم أنّ هناك تردد في استخدام هذه التسمية في بروكسل، لكنّ إدارة بايدن في الولايات المتحدة الأمريكية فعلت ذلك في البيان الأخير لوزارة الخارجية الذي وصف عنف المستوطنين بـ"الإرهاب". فالدخول إلى البلدات والقرى الفلسطينية وتهديد النساء والأطفال بالبنادق والأسلحة (...) نجح في إفراغ معظم المناطق بين أريحا و رام الله ".

وطالب "شحادة" أعضاء البرلمان الأوروبي بدعوة مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على مرتكبي جرائم القتل والعنف ضد الفلسطينيين، من خلال إصدار أوامر حظر السفر ضد أبرز نشطاء المستوطنين الذين ينفذون أكثر الاعتداءات عنفًا.

وأكد أنه بينما تحاول السلطات الإسرائيلية طرد الفلسطينيين والحد من وجودهم في المنطقة (ج) من الضفة الغربية، فإنّ على الاتحاد الأوروبي في المقابل دعم وتمويل حق الفلسطينيين في التواجد هناك.

وقال: "الجيش الإسرائيلي يعمل يدًا بيد مع المستوطنين. كما [حدث أخيرًا] حين طرد المستوطنون تجمعًا سكنيًا فلسطينيًا، ثم جاء الجيش الإسرائيلي للمنطقة ودمر مدرسة ممولة أوروبيًا للتأكد من عدم عودة الفلسطينيين لها مجددًا"

وأضاف: من المهم "تمويل وجود الفلسطينيين في المنطقة (ج) والتعاون مع السلطة الفلسطينية ليس فقط في المشاريع الإنسانية، وإنما في المشاريع التنموية كذلك (...) إنها حرب استنزاف ورؤية من الأكثر صبرًا. لهذا، فإنّ الاتحاد الأوروبي، من خلال تمويله المشاريع في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، يساعد في كسب حرب الاستنزاف تلك".

ودمرت السلطات الإسرائيلية خلال السنوات الماضية نحو 9% من المشاريع الممولة أوروبيًّا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشملت تلك المشاريع مدارس ومنشآت تجارية ومشاريع زراعية وحدائق وأماكن ترفيهية.

ورغم اتباع إسرائيل نهج تدمير المشاريع الممولة أوروبيًّا منذ عام 2001، حين دمرت نحو 150 مشروعًا تطويريًا مولته جزئيًّا أو كليًّا المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلا أن وتيرة الهدم ارتفعت بشكل ملحوظ في عام 2016 وما بعده، وذلك بعد تحرك الاتحاد الأوروبي نحو وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية في نوفمبر 2015.

وطالب "شحادة" أعضاء البرلمان الأوروبي باتخاذ إجراءات ملموسة لمحاسبة السلطات الإسرائيلية على الانتهاكات الجسيمة في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك تهجير الفلسطينيين من قراهم ودعم عنف المستوطنين وتدمير المشاريع الممولة أوروبيًّا.

وأضاف: "يجب اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف هجمات المستوطنين على المناطق الفلسطينية، وحماية المشاريع الممولة أوروبيًّا. لكن هناك مشكلة مفادها أن الاتحاد الأوروبي لم يقم حتى بإعداد قائمة بالإجراءات الممكن اتخاذها (...) أعدّوا قائمة، الأمر بهذه البساطة، إنه بديهي".

وقال "إحدى الطرق لمحاسبتها [إسرائيل] هو مجلس الشراكة. لديكم اجتماع قادم مع مجلس الشراكة، ومن المتوقع دعوة إسرائيل إليه. إذا سمحتم لذلك بالمرور دون شروط مقابل سلوك إسرائيل المستمر، فإن ذلك سيعطي إشارات بضعفكم أمام الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين".

ودعا "شحادة" أعضاء البرلمان إلى تحدي القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على الفلسطينيين، مضيفًا: "استمروا في إحداث ضجيج جيد [للحديث عن الضحايا]، واذهبوا للميدان وقابلوا الفلسطينيين لخلق شعور أن العالم لم يتخلّ عن قضيتهم، وأنهم ليسوا معزولين، لأن هذا هو التصور الذي تحاول الحكومة الإسرائيلية نقله للفلسطينيين؛ أنهم أصبحوا وحيدين".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: السلطات الإسرائیلیة الأراضی الفلسطینیة البرلمان الأوروبی الاتحاد الأوروبی فی الضفة الغربیة الفلسطینیین فی أعضاء البرلمان من خلال

إقرأ أيضاً:

البرلمان الأوروبي يؤيد إرسال صواريخ تاوروس إلى أوكرانيا

أعربت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا عن تأييدها لاستخدام أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، قائلة إنه يتعين على ألمانيا تسليم نظام «تاوروس» الصاروخي بعيد المدى بسرعة إلى أوكرانيا. 
وأجابت ميتسولا، في مقابلة نشرتها اليوم السبت صحف مجموعة فونكه الإعلامية الألمانية بـ «نعم»، عندما تم سؤالها عما إذا كان يتعين على الدول التي تزود أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى أن تسمح لها باستخدامها وما إذا كان يتعين على ألمانيا تسليم نظام تاوروس الصاروخي إلى أوكرانيا. 
وأضافت ميتسولا: «نعم، هذا هو أيضاً موقف البرلمان الأوروبي. هناك دعم واسع لهذا الطلب. سنرى ما إذا كان هناك تغيير مماثل في هذه السياسة بعد انتخابات البوندستاج».

أخبار ذات صلة روسيا: بوتين لا يزال منفتحاً على الحوار وخفض التصعيد روسيا تعلن السيطرة على 7 بلدات جديدة في دونيتسك المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • البرلمان الأوروبي يؤيد إرسال صواريخ تاوروس إلى أوكرانيا
  • تجدد اعتداءات المستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين في نابلس
  • السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتشجيع المستوطنين على الإرهاب
  • السلطة الفلسطينية: قرار كاتس يشجع المستوطنين على ارتكاب الجرائم
  • «الخارجية الفلسطينية»: قرار إسرائيل إلغاء اعتقال المستوطنين يشجع على المزيد من الجرائم
  • سفير سلطنة عمان يطالب بالالتزام بالقانون الدولي والإنساني لحماية الأطفال الفلسطينيين
  • إسرائيل توقف أوامر اعتقال المستوطنين بتهمة الاعتداء على الفلسطينيين
  • محافظ لحج يطالب بسرعة إنجاز وثائق المشاريع التنموية.. خطوة نحو التنفيذ
  • كاتب صحفي: أمريكا تشارك إسرائيل في قتل الفلسطينيين واللبنانيين
  • نائب رئيس "المركزي الأوروبي" يطالب بالحذر في خفض الفائدة