العاصفة دانيال.. الجالية المصرية تفقد رقم ضخم في ضحايا كارثة ليبيا
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، بارتفاع عدد الوفيات بين المصريين في ليبيا جراء العاصفة دانيال التي ضربت البلاد هذا الأسبوع، إلى 250 مصريا في مدينة درنة وحدها، التي تضم العدد الأكبر من أبناء الجالية المصرية.
وأوضحت منظمة الهجرة الدولية، في أحدث تقرير لها، أن عددا كبيرا من المهاجرين يعيشون في منطقة منخفضة متاخمة للوادي في مدينة درنة، ما يثير المخاوف من أن تكون الفيضانات قد دمرت العديد من منازلهم، منوهة بتسجيل وفاة ما لا يقل عن 250 مصريا.
وأكدت المنظمة، أن درنة هي المنطقة الأكثر تضررًا جراء الفيضانات الناجمة عن العاصفة، حيث أدت العاصفة دانيال إلى انفجار السدود وجريان المياه لمناطق واسعة من المدينة؛ ما تسبب في دمار كبير.
وذكرت أن الطرق المسدودة والمدمرة والمغمورة بالمياه تؤدي تعرقل وصول الجهات الإنسانية الفاعلة بشكل كبير، موضحة أن مدينة درنة لها 7 مداخل، لكن متاح حاليا اثنان فقط من الجنوب، فيما انهارت الجسور فوق نهر درنة الذي يربط الجزء الشرقي من المدينة بالغرب، لافتة إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وتعطيل شبكة الاتصالات ما يحد من الاتصالات مع الأفراد داخل المدينة.
ولفتت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، إلى نزوح ما لا يقل عن 30 ألف شخص في درنة بسبب العاصفة دانيال، بالإضافة إلى 3 آلاف في مدينة البيضاء، وألف آخرين في المخيلي، و2،085 شخص لا يزالون نازحين في بنغازي، منوهة بأن العدد الإجمالي للوفيات جراء العاصفة لا يزال غير مؤكد.
يذكر أن العاصفة دانيال ضربت اليابسة في شرق ليبيا، يوم الأحد 10 سبتمبر، ما تسبب في ظروف مناخية قاسية، بما في ذلك الرياح القوية والأمطار الغزيرة المفاجئة التي أثرت على عدة مناطق شمال شرق البلاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منظمة الهجرة الدولية المهاجرين مدينة درنة العاصفة دانيال العاصفة دانیال
إقرأ أيضاً:
عاصفة واحدة أغرقت سفننا
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قبل 100 عام، وعلى وجه التحديد في عام 1925 كان حوض الخليج العربي مسرحاً مأساوياً لفاجعة بحرية أغرقت السفن الخشبية التي كانت تعمل هناك، حيث بسطت العاصفة مخالبها على المسطحات المائية الممتدة من رأس البيشة في البصرة وحتى رأس مسندم في سلطنة عمان. .
لم تكن السفن الخليجية العاملة في عرض البحر مزودة في ذلك العام المشؤوم باجهزة التنبؤ بأحوال الطقس، وليست لديها وسيلة التواصل مع المحطات الساحلية، فعلى الرغم من أنشطة المحطات الساحلية في البصرة وفي مسقط وفي بندر عباس التي كانت تدعم السفن التجارية العابرة للمحيطات بتقارير يومية عن الطقس وتقلبات البحر، لكن سفننا الخشبية التقليدية لم تكن على تواصل مع تلك المحطات. كل ما كانوا يمتلكونه وقتذاك هو مخطوطاتهم الموروثة، وقواعدهم الملاحية المحفوظة في كتيبات صغيرة يطلق عليها (رحماني) أو (راهماني) والتي تعود في اصلها إلى المرشد البحري شهاب الدين أحمد بن ماجد، أو سليمان بن أحمد المهري، أو النوخذة جاسم القطامي، وغيرهم. واحيانا تأتي التعاليم على شكل أرجوزات يحفظها العاملون في البحر على ظهر القلب بلغة قريبة من العامية. مثال على ذلك قولهم:
وينبغي معرفة الأرياحي
ومدخل البحر والمفتاحي
فغلقه يمكث ربع عامي
مدة تسعين من الأيامي
فهذه التسعون فيها الغلقا
حقيق من جاز بها أن يشقى
وبالتالي فان العاصفة المشؤومة التي اكتسحت الخليج عام 1925 كانت خارج التوقعات، وكانوا يسمون تلك السنة: (سنة الطبعة)، ومفردة (طبعة) تعني الغرق، من قولهم: طبعت السفينة. أي غرقت. .
تذكر السجلات التاريخية ان العاصفة هبت في ليلة الثاني من أكتوبر في تلك السنة. .
لقد فجعت المدن الخليجية كلها في تلك الليلة بفقدان رجالها وبحارتها، جاءت في البداية على شكل رياح شديدة اجتاحت مناطق الغوص (مغاصات اللؤلؤ)، نذكر من تلك المغاصات: فشت الديبل وداس وحالول وأبو الحنين وجنة وحولي واشتيه وغيرهن. وكانت سفن الغوص حينها تستعد للمغادرة والعودة الى ديارها، فقد كانت السفن متقاربة ومتلاصقة للتعبير عن فرحتها وسعادتها بانتهاء موسم الغوص. كانت الرياح الشديدة مصحوبة بأمطار غزيرة، فقد تعالت الأمواج ثم تلاطمت، فتبعثرت السفن في كل الاتجاهات، وتصادمت مع بعضها البعض، فغرقت أكثرها في غضون ساعات معدودات. يقال إنها كانت مئات السفن، غرق منها ما يقارب 80%، وبعد انتهاء العاصفة وسكون البحر هرعت سفن الإنقاذ بعد أن وصلتها اخبار الكارثة، حاملة معها الطعام والشراب والإسعافات الأولية، وقد ذكر تلك الحادثة الدكتور بندركار الهندي الجنسية، وهو الشاهد على آثار تلك العاصفة، وذكر المؤرخون بأن الذين غرقوا كانوا قرابة 8000 بحارا، وجاء كذلك في مذكرات مستشار حكومة البحرين (تشارلز بلجريف) الذي تحدث عن الحادثة نقلا عن الأهالي في البحرين. وللباحثة الاماراتية (فاطمة حمد بوعيسى الشامسي) كتاب من تأليفها يحمل عنوان: (سنة الطبعة – ملحمة أبطالها الأجداد)، وهو من إصدارات عام 2022. .
ختاماً: يبدو ان النكبات لا تأتي فرادى ففي تلك الليلة بالتمام والكمال من ذلك العام انهار نفق القطار في مدينة تشيرش هيل التابعة لولاية فيرجينيا أسفر عن مقتل معظم العاملين في النفق. .
لا ريب أنها صدفة من العيار الثقيل. . .