قال الفقهاء إنّ من تعمّد السلام قبل الإمام لعذر، فلا تبطل صلاته، أما إذا كان بدون عذر فلا يجوز، وهناك العديد من الأعذار التي تبيح للمأموم أن ينفرد عن إمامه وأن يسلم قبله. 

واستدل الفقهاء بمثال العذر في تطويل الإمام تطويلًا زائدًا على السُنة، فإنه يجوز للمأموم أن ينفرد، ودليل ذلك: قصة الرجل الذي صلى مع معاذ ، وكان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة، فدخل ذات ليلة في الصلاة فابتدأ سورة طويلة (البقرة) فانفرد رجل وصلى وحده، فلما علم به معاذ قال: إنه قد نافق، يعني: حيث خرج عن جماعة المسلمين ، ولكن الرجل شكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ : (أتريد أن تكون فتانًا يا معاذ) ولم يوبخ الرجل ، فدلّ هذا على جواز انفراد المأموم ؛ لتطويل الإمام، لكن بشرط أن يكون تطويلاً خارجًا عن السُنة ؛ لا خارجا عن العادة .


ولذلك لو أمَّ رجل جماعة؛ وكان إمامهم الراتب يصلي بهم بقراءة قصيرة وركوع وسجود خفيفين ؛ فصلى بهم هذا بقراءة وركوع وسجود على مقتضى السُنة ، فإنه لا يجوز لأحد أن ينفرد ؛ لأن هذا ليس بعذر.


وأوضح العلماء من الأعذار أيضًا: أن يطرأ على الإنسان قيئ في أثناء الصلاة ؛ لا يستطيع أن يبقى حتى يكمل الإمام؛ فيخفف في الصلاة وينصرف .


ومن الأعذار أيضا : أن يطرأ على الإنسان غازات (رياح في بطنه) يشق عليه أن يبقى مع إمامه ، فينفرد ويخفف وينصرف.


ومن الأعذار أيضا : أن يطرأ عليه احتباس البول أو الغائط ، فيحصر ببول أو غائط.


لكن إذا قدر أنه لا يستفيد من مفارقة الإمام شيئا؛ لأن الإمام يخفف، ولو خفف أكثر من تخفيف الإمام لم تحصل الطمأنينة فلا يجوز أن ينفرد ؛ لأنه لا يستفيد شيئا بهذا الانفراد.


ومن الأعذار أيضًا: أن تكون صلاة المأموم أقل من صلاة الإمام، مثل : أن يصلي المغرب خلف من يُصلي العشاء على القول بالجواز ؛ فإنه في هذه الحال له أن ينفرد ويقرأ التشهد ويسلم وينصرف، أو يدخل مع الإمام إذا كان يريد أن يجمع مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء ، ثم يتم بعد سلامه. وهذا القول رواية عن الإمام أحمد رحمه الله ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وهو الحق ، ونوع العذر هنا عذر شرعي ؛ لأنه لو قام مع الإمام في الرابعة لبطلت صلاته".


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة

إقرأ أيضاً:

«تأخير وتقديم».. متى يجوز الجمع بين صلاتين في السفر؟ (فيديو)

رد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال أحد المواطنين حول الجمع بين الصلوات في السفر، موضحًا أن الجمع بين الصلاتين في السفر هو رخصة مشروعة، ويجوز في حال السفر أن يتم الجمع بين صلاتين إما في صورة «جمع تقديم» أو «جمع تأخير».

الجمع بين الصلوات

وأضاف «شلبي»، خلال حواره مع الإعلامية زينب سعد الدين، بحلقة برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الأربعاء:«في جمع التقديم، تُصلى الصلاة الثانية مع الأولى في وقت الأولى، مثل الصلاة العصر مع الظهر، أو العشاء مع المغرب، ولكن هناك ثلاثة شروط لهذا الجمع: الأول، يجب أن تنوي الجمع بين الصلاتين من بداية الصلاة، سواء الظهر أو المغرب، الثاني، يجب أن تبدأ الصلاة الأولى أولاً، ثم تُصلى الثانية بعدها مباشرة، الثالث، أن تكون هناك مولاة بين الصلاتين دون فاصل طويل بينهما».

ضوابط جمع التأخير

وتابع: «أما في جمع التأخير، فتؤخر الصلاة الأولى إلى وقت الصلاة الثانية، مثل تأخير الظهر إلى وقت العصر أو تأخير المغرب إلى وقت العشاء، والشرط الأساسي هنا هو أن تنوي تأخير الصلاة، ويجب أن نعلم أن النية هي التي تحدد إذا كانت الصلاة جمع تأخير أم قضاء، إذا لم تنوِ جمع التأخير وأصبح الوقت قد فات، فالصلاة تعتبر قضاءً، أما بالنسبة للترتيب والمولاة بين الصلاتين في جمع التأخير، ليس شرطًا أن تصلي الصلاة الأولى مباشرة بعدها الثانية، ولكن الأفضل أن يكون هناك ترتيب ومولاة لضمان براءة الذمة».

مقالات مشابهة

  • 6 حالات تُباح فيها الغيبة.. ضوابط شرعية لحفظ الحقوق والمصالح
  • «الداخلية»: القانون الجديد يتضمن مخالفات لا يجوز فيها الصلح
  • «تأخير وتقديم».. متى يجوز الجمع بين صلاتين في السفر؟ (فيديو)
  • حكم ذكر اسم الشخص في الدعاء في الصلاة
  • حكم الصلاة في البيوت حال المطر .. دار الإفتاء تجيب
  • خالد الجندي: لو عاوز ترافق سيدنا النبي في الجنة افعل هذا الأمر.. فيديو
  • خالد الجندي: من يرغب في مرافقة النبي في الجنة عليه بكثرة السجود
  • خالد الجندي: لو عاوز ترافق سيدنا النبي في الجنة افعل هذا الأمر
  • تعرف على الحالات التي يجوز فيها الحبس الاحتياطي
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر