الحرة:
2024-09-19@14:34:20 GMT

لبنان.. شح المياه وحرائق الغابات يثقلان كاهل سكان عكار 

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

لبنان.. شح المياه وحرائق الغابات يثقلان كاهل سكان عكار 

في منطقة عكار المكسوة بالأحراج في شمال لبنان، يفاقم شح المياه وارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات المتكررة، معاناة سكان يرزحون أساسا تحت وطأة انهيار اقتصادي تطغى تداعياته على قضايا التغير المناخي.

ويقول المزارع عبد الله حمود (60 عاما): "موجات الحر كانت مرتفعة هذا العام. لم أشهد يوما طقسا بهذا الشكل، حتى أنه أتى على قسم من الزرع".

في أرضه الممتدة بين هضاب خضراء قرب بلدة القبيات المحاذية للحدود السورية، يزرع حمود الذي أمضى حياته في المنطقة، الخضار على أنواعها، من طماطم وخيار وملفوف (كرنب)، كما يولي اهتماما خاصا بأشجار التين. لكن الشح في المياه يأتي اليوم على أحب مهنة إلى قلبه. 

وفي منطقة عكار التي تفتقر للخدمات الأساسية، لطالما اعتمد حمود على نبع مجاور لري مزروعاته، لكن مياه النبع شحت تدريجيا خلال السنوات الماضية، حتى أن الكمية لم تعد كافية لزراعة كامل أرضه.

ويقول المزارع الذي انكب على حراثة أرضه: "ليس باستطاعنا أن نشتري المياه كل اليوم، لا للمزرعة ولا حتى للبيت".

ويضيف: "نبعنا كان قويا (...) لكن ليس هناك اليوم سوى القليل من المياه.. وفي حال جفت تماما، سيكون علينا الرحيل".

تحذير.. لبنان يتجه نحو التصحر ودعوة لإعلان الطوارئ في خضم الأزمات التي يمر بها لبنان، تتسلل أزمة خطيرة بدأ يشعر بها اللبنانيون، وكرر رئيس مجلس أمناء ايكاردا، الدكتور ميشال أفرام تحذيره منها، من خلال إشارته إلى تعرض البلد لأمرين خطيرين، هما التصحر ونقص الثلوج والأمطار، والتلوث الشامل للمياه.

وشهد لبنان في الموسم الحالي كمية أمطار دون معدلاتها الموسمية، وفق ما يقول رئيس قسم التقديرات السطحية في مصلحة الأرصاد الجوية، محمد كنج.

ويشير إلى أن موجة الحر، التي ضربت لبنان لمدة 13 يوما في أغسطس، تُعد "الأعنف من حيث عدد الأيام وشمولية المناطق، ودرجات الحرارة الاستثنائية التي سُجلت على الساحل والجبال وفي الداخل".

وتعد منطقة عكار الأكثر فقرا في لبنان، وطالما اشتكى أهلها من التهميش وإهمال مؤسسات الدولة وغياب الخدمات الضرورية. وفاقم الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بلبنان منذ عام 2019 الوضع المعيشي سوءا.

وفضلا عن ذلك، بيّن تقرير للجامعة الأميركية في بيروت، العام الماضي، أن قدرة عكار على التكيف مع متطلبات تغير المناخ "ضعيفة إلى متوسطة"، مما يعني أنها عرضة لمزيد من التدهور، على وقع تغير معدلات هطول الأمطار ودرجات الحرارة.

"البيئة ليست ترفا"

وفي عام 2021، أتت حرائق على مساحات واسعة في محيط القبيات التي تعلو المنازل هضابها، حتى أن مراهقا في الـ15 من العمر توفي أثناء محاولته إخماد الحريق.

وتقول المدرّسة السابقة، نجلا شاهين (58 عاما): "الحرائق أثرت علينا كثيرا، خفنا على حياتنا بعدما أطاحت بالنبات والأشجار". لكن بعد هذه التجربة، بات هناك المزيد من الوعي حول كيفية تفادي الحرائق والتعامل معها.

وتشير شاهين بشكل خاص إلى برج بنته منظمة "مجلس البيئة" غير الحكومية في القبيات، لمراقبة الأحراج تفاديا للحرائق.  وتضيف أن ذلك كان "ضرورياً، في ظل غياب الدولة" عن كل قضايا البيئة.

وشاركت شاهين وابنها سامي (13 عاما) مطلع سبتمبر في جولة ضمن مهرجان "ريف" المحلي، الذي يجمع بين البيئة والسينما.

وتسلق خلالها المشاركون منحدرات أحراج عكار المليئة بأشجار الصنوبر، ومرّوا بالقرب من عد ينابيع، أحدها شحت مياهه وآخر جفت تماما. 

ورغم صغر سنه، فإن سامي يريد "بقدر المستطاع أن يزيد الوعي" بشأن قضايا البيئة، في بلد يكاد أن يكون تدوير النفايات فيه شبه معدوم، وتنتشر فيه مكبات القمامة العشوائية.

ويُرجع أنطوان ضاهر، من منظمة "مجلس البيئة"، الشح في المياه إلى تراجع معدل الأمطار وارتفاع الطلب على المياه، التي يحض السكان على "خفض استهلاكها"، متخوفا من جفاف يهدد مستقبل الغابات. 

ويقول: "إنها مشكلة عالمية، لكننا اليوم بتنا جزءاً من التغير المناخي".

ويحذر من أنه "رغم الأوضاع المعيشية في لبنان، فإنه لا يجدر غض الطرف عن البيئة"، مستطردا: "ليست قضية ترف، بل إنها في صلب حياتنا، حين نسيء إلى البيئة، نسيء لأنفسنا وصحتنا ورفاهيتنا".

موسم الحرائق

وفي القبيات، يدرب خالد طالب، من جمعية "درب عكار"، بعض السكان على إجراءات مكافحة حرائق الغابات، بعدما قررت جمعيته الانخراط في عمليات إخماد النيران، إثر حرائق عام 2020، وأصبحت اليوم تضم 15 متطوعا في هذا المجال.  

ويشير طالب لوكالة فرانس برس، إلى أن نيران عام 2021 "أتت على أكثر من 1800 هكتار".

مستقبل قريب.. حين ستبلغ الحرارة 50 درجة مئوية بمنطقة البحر المتوسط توقع خبراء أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية في منطقة البحر الأبيض المتوسط بحلول منتصف القرن، وأنه من المحتمل حدوث ارتفاعات فوق 45 درجة مئوية سنويا، بحلول عام 2100، وفق مجلة إيكونوميست

وفي عكار، وفق قوله، 200 كيلومتر مربع من الغابات، أي ما يعادل ثلث مساحة المنطقة، وفيها 73 نوعا من الأشجار من أصل 76 نوعا منتشرا في لبنان. 

ويحذر من أن لبنان "لا يمتلك الإمكانيات اللوجيستية للتعامل مع حرائق كبيرة"، وقد شهد عددا منها خلال السنوات القليلة الماضية، من بينها حرائق في عام 2019، التهمت مساحات حرجية واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم في عدة مناطق.

وفاقمت تلك الحرائق غضب اللبنانيين قبيل اندلاع احتجاجات غير مسبوقة عمّت البلاد ضد الطبقة السياسية وأحزابها كافة، متهمة إياهم بالفساد والتقصير. 

وبدلا عن الدولة، يعرب طالب عن ثقته بـ"المجتمعات المحلية" التي أصبحت "قادرة أكثر على التعامل مع مثل هذه الأزمات".

ويقول: "لم نولد إطفائيين ولم تكن لدينا فكرة عن كيفية إخماد الحرائق، لكن توجهنا الأساسي اليوم هو حماية هذه الغابات".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الكابينيت يضع "إعادة سكان الشمال" ضمن الأهداف الرسمية وهوكشتاين يحذر من حرب طويلة الأمد مع لبنان

عقد مجلس الأمن الإسرائيلي اجتماعه الليلة الماضية في تل أبيب لمناقشة تصعيد المواجهات مع حزب الله وشن عملية عسكرية. وقد أسفر الاجتماع عن تحديد أهداف الحرب، حيث أعلن مكتب رئيس الوزراء أن "عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان" ستكون ضمن الأولويات بشكل رسمي.

اعلان

لا تزال إسرائيل تدرس بجدية توسيع عملياتها العسكرية ضد حزب الله، مع الأخذ في الاعتبار التداعيات المختلفة لهذا التوسع والتوقيت الملائم له، وسط ضغوطات سياسية. وقبل صدور قرار الكابينيت، أشار مسؤول أمني إسرائيلي لوسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن "الجيش لا يرغب في تكرار سيناريو غزة، حيث غابت الأهداف الواضحة للحرب، لذلك، تم وضع مجموعة من الأهداف الواضحة والقابلة للقياس وسنعمل عليها".

نار مشتعلة في منطقة قرب كيبوتس سنير، شمالي إسرائيل، بعد هجوم من لبنانLeo Correa/AP

وبحسب مصادر لوكالة "أسوشيتد برس"، أوضح المبعوث الأمريكي لدى واشنطن، عاموس هوكشتاين، لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين أن تصعيد الصراع مع حزب الله على الحدود الإسرائيلية اللبنانية لن يساهم في تحقيق الهدف المتمثل في إعادة الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم.

Related3 مؤشرات تدل على أن إسرائيل تقترب من تنفيذ عملية عسكرية واسعة في جنوب لبنانالحرب في يومها الـ 344: قصف لا يتوقف على غزة ونتنياهو يقرر توسيع العملية العسكرية في الشمال عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة يغلقون جسرا بتل أبيب ويتهمون نتنياهو وزوجته بممارسة الإرهاب النفسي

وأفادت المصادر أن هوكشتاين شدد خلال محادثاته مع نتنياهو يوم الاثنين على أن الزعيم الإسرائيلي "يخاطر بإشعال صراع إقليمي واسع وطويل الأمد إذا قرر المضي قدماً في حرب شاملة في لبنان".

مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلن عن نتائج اجتماع الكابينيت وجعل "عودة الشمال إلى منازلهم" ضمن الأهداف المحدثة

كما أكد هوكشتاين للمسؤولين الإسرائيليين أن إدارة بايدن لا تزال ملتزمة بالبحث عن حل دبلوماسي للتوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل، سواء بالتزامن مع اتفاق حول غزة أو بشكل مستقل.

وفي رده على هوكشتاين، قال نتنياهو وفقًا للمصدر إن "إعادة سكاننا إلى منازلهم لن تكون ممكنة دون تغيير جذري في الوضع الأمني في الشمال"، معربًا عن "تقدير إسرائيل للدعم الأمريكي"، ولكنه أضاف أن إسرائيل "ستفعل ما هو ضروري لضمان أمنها وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية صفعه بكرسي على رأسه.. شاهد ماذا حدث مع أحد المرشحين لرئاسة بلدية ساو باولو 3 مؤشرات تدل على أن إسرائيل تقترب من تنفيذ عملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان بسكويت محشو بالمخدرات للجنود: الجيش الإسرائيلي يفتح تحقيقاً في الواقعة واشنطن إسرائيل لبنان بنيامين نتنياهو حزب الله اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next كير ستارمر يلتقي جورجيا ميلوني في روما لبحث استراتيجيات وقف تدفق المهاجرين يعرض الآن Next الأمم المتحدة تحذر: لائحة الاتحاد الأوروبي لحماية البالغين قد تنتهك حقوق ذوي الإعاقة يعرض الآن Next ألمانيا تغضب جيرانها الأوروبيين وتوسع حملة التفتيش الأمنية على جميع حدودها البرية يعرض الآن Next صفعه بكرسي على رأسه.. شاهد ماذا حدث مع أحد المرشحين لرئاسة بلدية ساو باولو يعرض الآن Next إسرائيل تستعد لعملية عسكرية موسعة على جبهة لبنان وترجيحات بإقالة غالانت وتعيين جدعون ساعر خلفا له اعلانالاكثر قراءة ظهرت في 15 دولة.. هذا ما نعرفه عن سلالة فيروس كوفيد-19 الجديدة الرئيس الإيراني: لم نزود اليمن بصواريخ متطورة ونسعى لتحسين علاقاتنا مع دول الجوار ترامب: خطاب بايدن وكامالا هاريس وراء محاولة اغتيالي تفاصيل محاولة الاغتيال الجديدة لدونالد ترامب: من هو المشتبه به الذي هدد ب"حرق الكرملين"؟ 3 مؤشرات تدل على أن إسرائيل تقترب من تنفيذ عملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالاتحاد الأوروبيإسرائيلأوروباحزب اللهأزمة المهاجرينقصفرجل إطفاءدونالد ترامبحرائقرومانياروسياالبرازيل Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • ‏صحيفة "يسرائيل هيوم": القيادة السياسية الإسرائيلية صدقت على عمليات لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم
  • لبنان.. 20 قتيلا و450 جريحا حصيلة التفجيرات التي استهدفت الأجهزة اللاسلكية اليوم
  • نتنياهو يجدد تعهده بعودة سكان الشمال لمنازلهم
  • غداة تفجيرات البيجر.. نتنياهو: قلت إننا سنعيد سكان الشمال لبيوتهم
  • قرن ونصف… ما المدة التي يحتاجها سكان طهران لاقتناء منزل؟
  • حملة تبرع بالدم لعناصر الدفاع المدني في مستشفى حلبا - عكار
  • ارتفاع تكاليف المعيشة يثقل كاهل السوريين.. لا حلول أمام النظام
  • الكابينيت يضع "إعادة سكان الشمال" ضمن الأهداف الرسمية وهوكشتاين يحذر من حرب طويلة الأمد مع لبنان
  • «أهلاً مدارس».. تخفيف الأعباء عن كاهل أولياء الأمور
  • مقرر أممي: تلوث المياه في غزة قنبلة تأثيرها أكبر من التي تدمر المباني