بتجرد:
2024-11-24@11:44:40 GMT

المسلسل السعودي “بيت طاهر”.. كوميديا الحياة اليومية

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

المسلسل السعودي “بيت طاهر”.. كوميديا الحياة اليومية

متابعة بتجــرد: منذ الدقائق الأولى للمسلسل السعودي “بيت طاهر” يسري جو مختلف من الكوميديا الاجتماعية الواقعية، تستمر حتى الدقائق الأخيرة، بجانب حالة من التشويق والإيقاع المحكم قلما نراه في المسلسلات العربية المليئة بالمناطق المترهلة.

هذا عمل، رغم خفته، وروح “الهواية” التي تطل منه، إلا أنه مرح دون استظراف، ومسل دون ادعاء.

يطل محمد بخش، بوجهه المنحوت، الذي أكسبته التجارب خبرة، وقدرة على التعبير بأقل جهد ممكن، في شخصية الأب جمعة، خشن الطباع، طيب القلب، غير قادر على إدارة محل السمك الذي يملكه، ولا إدارة حياة ابنيه، الأكبر يوسف (يؤديه الهاشمي الفيصل)، والصغيرة عزيزة (وجود السفياني).

وعلى مقربة منهم تجلس الجدة لطيفة (نعيمة أحمد)، والدة الأم التي رحلت منذ عهد قريب، ويدور بينهم حوار عائلي من النوع الذي نسمعه في كل بيت.

الأب غير راض عن أحوال أبناءه، الكبير “خائب”، لا يعمر في وظيفة، وزوجته مستاءة من طموحاته وأحلامه التي تمنى دوما بالفشل، والصغيرة تستعد للسفر لاستكمال دراستها في كوريا، رغم عدم رضاء الأب عن ابتعادها عنه وسفرها إلى بلد غريب.

أما الأبناء والجدة فهم أيضا غير راضين عن أبيهم الذي يسئ إدارة محل السمك، حتى أوشكوا على الإفلاس، ويزيد الأمر تعقيداً عناده، وعدم اقتناعه بتغيير نشاط المحل أو اشراكهم في إدارته.

وفوق ذلك ينتظر من الجدة أن تبيع مزرعة تملكها من ميراثها ليحل مشاكله المالية، والجدة هي صوت العقل والحكمة، وهي أيضاً صندوق الدعم المالي الذي يعتمد عليه الابنين باستمرار.

ما يلفت في “بيت طاهر” هو الحوار المستمد من الحياة اليومية، والأداء الطبيعي للممثلين، إن أهم ما يشعرون به لا يقال، فالأب يخشى عليهم، ولكنه يعاملهم باستعلاء واستهانة، والأبناء والجدة يريدون أن يقولوا له الكثير، ولكنهم لا يستطيعون.

ومثل كثير من الشباب نجد ليوسف صديق مقرب، اسمه كريم (محمد الفرا) هو أخيه في الرضاعة، كما يقول، تربى بالقرب من عائلة جمعة ويعتبرهم عائلته، وإن كان يلقى من الأب أسوأ معاملة ممكنة.

لكن المعاملات والعلاقات هنا لا تحمل مبالغات الدراما، ولا مبالغات الكوميديا، وإنما تحافظ على تلك الشعرة الواقعية بين الجدية والمزاح، التي نراها في الحياة الطبيعية.

الأجواء سعودية تماماً، والقصة وتفاصيل الحياة اليومية نابعة من البيئة، وحياة الطبقة المتوسطة، التي تعيش بشكل معقول، ولكنها تعاني من أجل تحسين أحوالها، أو الحفاظ عليها من الانهيار.

تمتد هذه الواقعية في الشخصيات إلى القصة التي يقوم عليها العمل، إذ يخطط الابنان والجدة وصديقهم كريم، ثم الأب لاحقاً، لعمل مشروع “طب شرعي” يتمثل في زرع وتصنيع مادة اسمها “الحبسة” لتعزيز الأداء لدى الرجال، ولكن يواجههم بالطبع أن هذه المواد ممنوعة، وتحتاج إلى تصريح طبي، وبالتالي يجدون أنفسهم في موقف تجارة الممنوعات.

الموقف رغم خطورته إلا أننا نسمع بحالات شبيهة تحدث يومياً، حيث يحاول البعض التحايل على القوانين اعتقاداً منهم أنها ليست عادلة، وليس لإنهم مقتنعون أنهم مجرمون.

الشخصيات مقتنعون بصحة موقفهم، وهم طيبون إلى حد السذاجة، وفوق ذلك فإن اختيار الممثلين موفق للغاية، بحيث لا يوجد في المسلسل أشرار تقريباً، باستثناء الحلقة الأخيرة، حيث تظهر شخصية غامضة غير مريحة، وإن كانت خفيفة الظل أيضاً، لذلك يتعاطف المشاهد معه، بل يكاد يتمنى أن ينجح مشروعهم، دون أن يتعرضوا للمتاعب، أو يعرضوا أحداً ما للأذى.

ورغم الجرأة التي تتسم بها قصة المسلسل، وبعض تفاصيله المتعلقة بتأثير “الحبسة”، لكن المعالجة راقية وذكية، والمواقف الكوميدية تظل دوماً في إطار الابتسامة، أو الضحكة الخجولة.

في مسلسل “بيت طاهر” الذي أنتجته منصة “نتفليكس” تبدو آثار الحرفية واضحة، أولاً في الكتابة المختزلة والوافية، لورشة العمل التي شاركت في الكتابة، والتي تطورت، كما يبدو، خلال الإعداد والبروفات والتصوير.

ويخلو العمل من الثرثرة المعتادة في المسلسلات التليفزيونية، إيبلغ طوله 6 حلقات فقط، لا تزيد مدة كل منها عن 35 دقيقة. 

تتبدى الحرفية أيضاً في فريق العمل، المختار وفقاً لمناسبته للدور، وليس لنجوميته أو شهرته، وباستثناء المخضرمين محمد بخش ونعيمة أحمد، فإن أغلب فريق العمل من الشباب الذين يمثلون لأول مرة، أو لديهم تجارب محدودة سابقاً.

تتبدى الحرفية بشكل آخر في فريق الإخراج، الذي يضم سلطان العبد المحسن، يعاونه كل من ياسر حماد وسلطان ربيع، حيث تم توزيع الحلقات عليهم، على عادة المنصات، وخاصة “نتفليكس”.

وهذا النظام يحقق التنوع والتنافسية من ناحية، ولكن عيبه أحياناً تفاوت المستوى بين الحلقات، أو اختلاف أسلوبها وإيقاعها. ولعل أهم ما في “بيت طاهر” أن نتيجة التعاون على مستوى الكتابة والإخراج جيدة للغاية، إذ تحقق الجودة وتخلو من الاضطراب، وأعتقد أن مشاهداً لم يقرأ العناوين لن يخطر بباله أن هناك أكثر من مخرج وكاتب للعمل.

بجانب عائلة جمعة يضم المسلسل عدداً قليلاً من الشخصيات والخطوط الأخرى، لكنها متشابكة وتدور حول الخط الأصلي للقصة، ورغم أن معظم الأحداث داخلية، لكن الكاميرا تغادر البيوت أحياناً لتستعرض الحياة في شوارع جدة، سواء الطرق الرئيسية، أو الشوارع الخلفية الملتفة بالغموض والريبة، أو لزيارة مقر إحدى الجمعيات الفنية الموسيقية، وهو ما يضفي مزيداً من الإحساس بالواقعية.

في المسلسل حرفية “نتفليكس”، ممزوجة بحس وثائقي شبابي غير ملعن أو مباشر، ولكنه هناك في التفاصيل والحوار والأداء والطبيعية التي تسري بين فريق العمل. 

أخيرا، ينتهي المسلسل بمشهد ذكي، يفتح الباب أمام أجزاء تالية، توحي بأنها ستكون أكثر درامية وبوليسية، ورغم أن من حق صناع العمل أن يتمنوا مواصلة المشروع، لكن نخشى أن تفقد هذه الأجزاء أفضل ما في “بيت طاهر”، وهو واقعيته.

main 2023-09-14 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: فی المسلسل بیت طاهر

إقرأ أيضاً:

السعودية.. هل ما زال “الراتب لا يكفي الحاجة”؟

كشفت نتائج دراسة جديدة عن عدم رضا 62 في المئة من الموظفين بالسعودية عن رواتبهم، معتبرين أنها “لا تعكس مستوى الجهد والعمل المبذول”، في وقت أكدت فيه الحكومة السعودية وعيها بضرورة تحسين الأجور مستقبلا.

وأظهرت دراسة “تطوير ممارسات جودة الحياة الوظيفية لرفع الإنتاجية في المنظمات السعودية”، التي نوقشت في منتدى الرياض الاقتصادي، الاثنين، أن الموظفين “يشعرون بعدم كفاية الرواتب التي يحصلون عليها مقابل عملهم”، كما كشفت أن 45 في المئة منهم “يشعرون بالتوتر في العمل”.

وفي تعليقه على نتائج الدراسة، أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أحمد بن سليمان الراجحي، أن “السعودية وصلت إلى مرحلة ناضجة في سوق العمل، إذ انتقل التركيز من مجرد البحث عن وظيفة إلى تعزيز جودة الحياة الوظيفية”.

ودعا الوزير السعودي خلال المنتدى، أصحاب الأعمال إلى “إعادة النظر في سياسات الأجور”، معربا عن أمله في أن “تعمل الوزارة على دراسة وتنفيذ التوصيات المطروحة في المنتدى، بما يحقق أهداف تحسين جودة الحياة الوظيفية، وزيادة الإنتاجية في سوق العمل”، حسبما نقلت صحيفة “سبق” المحلية.

وفي حين يرى المسؤول السعودي في هذه النتائج فرصة لتحسين بيئة العمل وتطوير سياسات الأجور، تباينت التحليلات بشأن تأثير عدم رضا الموظفين عن رواتبهم على واقع الاقتصاد السعودي ومستقبل رؤية 2030، بين من يراها “جرس إنذار” لأزمة متفاقمة، ومن يعتبرها مجرد تحدٍ مرحلي قابل للمعالجة.
“جرس إنذار”

في هذا الجانب، قال الناشط الحقوقي السعودي، طارق بن عبد العزيز، إن الأرقام التي تقدمها هذه الدراسة “جرس إنذار يسلط الضوء على مشكلة تتفاقم منذ سنوات”، مشيرا إلى أن السبب ليس فقط في الرواتب نفسها، بل في عدم مواكبتها للارتفاع الكبير في تكلفة المعيشة بالمملكة.

وأشار الناشط المقيم بالولايات المتحدة، في تصريح لموقع “الحرة”، إلى أن “السعودية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الضرائب، وزيادة أسعار البنزين والسلع الأساسية، وهو ما أثقل كاهل المواطن دون أن يقابله ارتفاع في الرواتب أو تحسين في الدخل”.

وتابع “الأمر يتجاوز الموظفين في قطاع عام أو خاص ليشمل المواطنين كافة، الذين يشعرون بأن أوضاعهم المعيشية تتراجع بدلاً من التحسن”، معتبرا أن “الوضع المادي للمواطن السعودي أصبح يتراجع مقارنة بنظرائه في دول الخليج ذات الظروف المشابهة”.

وأوضح أن “رؤية 2030 كانت تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطن ورفاهيته وهو أمر جميل، لكن بعد مرور ثماني سنوات من بدء العمل عليها، نجد أن الواقع يعكس العكس”، لافتا إلى “عدم تحقيق تحسن واضح في دخل المواطنين، ولا انعكاس مباشر لنجاح مشاريع الرؤية على حياتهم اليومية، وبدلاً من معالجة هذه القضايا، نشهد تزايد الفجوة بين ما يُعلن وما يعيشه المواطن”.

ورؤية 2030، هي خطة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الطموحة التي يقودها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف لإعداد المملكة الخليجية لمرحلة ما بعد النفط، من خلال تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات العامة وجذب الاستثمارات الخارجية.

وكشف الرئيس التنفيذي لشركة تشكيل للاستشارات الإدارية ومقدم الدراسة، مشاري بن محمد الشلهوب، أن البحث هدف إلى تطوير ممارسات جودة الحياة الوظيفية في المنظمات السعودية لتعزيز الإنتاجية والتنمية.

وأجرت الدراسة، التي نوقشت في جلسة حوارية بحضور أكثر من 1500 شخص من المسؤولين والخبراء ورجال الأعمال، تقييما للسياسات الحالية ومقارنتها بأفضل الممارسات العالمية.

وأكدت النتائج أن تحسين جودة الحياة الوظيفية سيسهم في خلق سوق عمل أكثر تنافسية، ويعزز تصنيف السعودية في مؤشر التنمية البشرية، ويدعم التنويع الاقتصادي ونمو الناتج المحلي الإجمالي.

وفي سياق متصل، اعتبر بن عبد العزيز، أن نتائج الدراسة الأخيرة “يجب أن تكون دافعا لتحقيق خطوات ملموسة لإصلاح بيئة العمل وزيادة الرواتب بما يتناسب مع التغيرات الاقتصادية”، مشيرا إلى أن “مواجهة الواقع بشفافية والعمل على تحسينه هو السبيل الحقيقي لتحقيق تطلعات المواطنين وأهداف الرؤية”.
اعتراف رسمي وإنجازات اقتصادية

في المقابل، يقول الخبير الاقتصادي، محمد البيشي، إن مسألة عدم الرضا الوظيفي تبقى مسألة طبيعية، حيث يتطلع الموظفون لزيادة رواتبهم في ظل ارتفاع الأسعار والضغوط التضخمية في الفترة الأخيرة.

وقال البيشي في تصريح لموقع “الحرة”، إن “هذه مشكلة معترف بها على أعلى المستويات الحكومية، حيث سبق لولي العهد أن أشار في لقاء تلفزيوني إلى أن خفض البطالة إلى ما دون 7 في المئة يمثل الهدف الأول، يليه تحسين رواتب 50 في المئة من موظفي الدولة في مرحلة لاحقة”.

وأضاف البيشي أن معدلات البطالة شهدت تحسناً ملحوظاً، إذ انخفضت من 12.7 في المئة إلى نحو 7 في المئة، مع ارتفاع كبير في معدلات مشاركة المواطنين والمواطنات في سوق العمل، خاصة في القطاع الخاص.

وحقق سوق العمل السعودي إنجازات مهمة في مجال التوظيف والمشاركة الاقتصادية. إذ ارتفع عدد العاملين السعوديين في القطاع الخاص من 1.7 مليون إلى 2.34 مليون، بزيادة 35 في المئة. كما زادت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل بشكل لافت، من 23.2 بالمئة إلى 35.4 بالمئة، وفقا للأرقام التي قدمها الوزير السعودي.

كما تقدمت الرياض في عدة مؤشرات دولية متعلقة بسوق العمل خلال عام 2023، وتقدمت إلى المركز 22 في مؤشر لوائح العمل، والمركز 19 في مؤشر العمالة الماهرة، والمركز 11 في مؤشر إنتاجية القوى العاملة، والمرتبة 15 في مؤشر مساواة الأجور للعمل المماثل.

ورغم المؤشرات الإيجابية التي يسجلها سوق العمل السعودي، يظل تحدي الرواتب ومستوى رضا الموظفين عنها تحديا يلقي بظلاله على مسار رؤية 2030، لا سيما مع تحذير الدراسة من أن واقع الأجور الحالي يفرض تحديات على قدرة المؤسسات في المحافظة على مواهبها.

في هذا الجانب، يؤكد البيشي أن هذا لن يؤثر على تحقيق الأهداف، موضحاً أن الغرض من الدراسة يبقى أساسا العمل على تحسين الرواتب مستقبلا وفهم احتياجات الموظفين بشكل أفضل.

وأوضح أن حجم القوى العاملة وجودة الأداء الوظيفي شهدا تحسناً ملحوظا، الأمر الذي يصب في مصلحة تحقيق أهداف رؤية 2030.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أنسنة المنطقة المركزية بـ “تبوك”.. استثمار في جودة الحياة وخدمة الإنسان
  • عبر “عين” و”مدرستي “.. جدول الحصص اليومية للأسبوع الدراسي الثاني
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • “زين” تُعزّز جهودها لتمكين المرأة في مجالات التكنولوجيا
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • “تجمع مطارات الثاني” تشارك في المعرض السعودي للطيران العام 2024
  • “العامة للكهرباء” تواصل العمل على مشروع خط نقل الطاقة الرويس أبو عرقوب
  • السعودية.. هل ما زال “الراتب لا يكفي الحاجة”؟
  • “الحياة الفطرية” تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة
  • “الحياة الفطرية” تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض