سودانايل:
2024-10-05@06:37:40 GMT

جيش جاحد وشعب شاهد..!! بقلم: إسماعيل عبدالله

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

شهد الشعب على جحود مؤسسة الجيش، التي ومنذ تأسيسها ما فتئت تقتل سكان الدولة المنوط بها توفير الأمن والطمأنينة لهم، وظهرت آخر تجليات الآلة الاجرامية لهذه المؤسسة في القصف الجوي المستهدف للمدنيين القاطنين أطراف ومراكز المدن الرئيسية – الخرطوم، ام درمان، الخرطوم بحري ونيالا، رأى الشعب بأم عينيه الحمم البركانية لبراميل الأنتونوف الساقطة على رؤوس العجزة والمسنين والأطفال والنساء، هذا المسلسل الدموي الذي لم يتوقف منذ أن علم الناس أن هنالك وحش كاسر اسمه الجيش، وبفضل تقنيات التصوير والتوثيق والتسجيل الحديث ظفر الناشطون بالتقاط تسجيلات مؤكدة، على بشاعة القتل الانتقامي الموجه من فوهات مدافع الطيران الحكومي، تجاه الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يدور بين القوتين المتخاصمتين، لكن وكعادة قادة الجيش العنصري والجهوي فإنّ وصمة التمرد ظلت حصرية على مكونات اجتماعية بعينها دون سواها، فلو قدر الله وأن فرداً واحداً قد كشر عن نابه تجاه السلطة الظالمة، فيا ويل أهله ورهطه، وكما يقول المثل:(المرأة غلبها بناء بيتها ذهبت تطارد الكلاب)، فبعد أن هُزم جيشنا جيش الهناء المفترض فيه حراسة مالنا ودمنا من قبل الأبطال في ميدان معارك أبريل، لم يجد ما يشفي غليله سوى الفتك بالمدنيين الذين يرى فيهم حواضن (للتمرد) بحكم نظرة قيادته العنصرية، لقد دفعت شعوب دارفور وجبال النوبة والانقسنا ثمن قرار أبنائها بحمل السلاح في وجه الدويلة الاستعمارية الظالمة، فشهدت الجبال والسهول دماً مسفوحاً لمدى عقود من الزمان.


الجحود الذي تمارسه مؤسسة الجيش بعد أن امتصت دم الشعب ببناء ترسانة ما يسمى منظومة الصناعات الدفاعية، واحتكارها لثروات البلاد بحجة بناء الجيش القوي الأمين والمأمون على حقن دماء المواطنين، يتمثل هذا الجحود في توجيه هذه الإمكانيات نحو قتل وتشريد المدنيين العزل الذين يعتبرون المنتج والمصدر الحقيقي لموارد البلاد، التي تغذي خزينة هذه المنظومة الاقتصادية الجبارة التي لم تشهد البلاد مثيل لها، والتي اتضح فيما بعد أنها مجرد ملاذ للمجرمين والقطط السمان المتاجرين بقضايا الدين والدولة والجيش، فبعد حرب أبريل اقتنعت الشعوب السودانية ويئست من المؤسسة التي لطالما شغلت الاعلام، بحروبها الكذوبة في الجنوب والشرق والغرب، وتوصل المواطن التلقائي لحقائق محبطة حول هذه المؤسسة المخاتلة والداعمة لكل الأجندة الغير وطنية، فالحرب لها فوائدها برغم مآسيها القاسية، وأولى هذه الفوائد أن القناعات قد ترسخت في وجدان البسطاء بأن عدوهم الأساسي هو هذه المؤسسة المعطوبة، التي فتكت بالمجتمعات وفصلت البلاد وزرعت البغضاء بين العباد، وهذه القناعات بمثابة العتبة التي يجب أن يبنى عليها في مستقبل الأيام، ليتم التخلص من هذا العبء الثقيل الذي أورث الناس الدماء والأشلاء والجماجم، هذا الطوطم والتابوه المكتوب على جداره الشائك ممنوع الاقتراب والتصوير، قد فُضح سره وتمت تعريته وبانت عورته أمام العالم بعد الدمار الذي أحدثه بالبنية التحتية والكيانات المجتمعية.
واحد من أقدار الشعوب السودانية أنها تُرضع الغول الذي يفترسها صباح مساء بحجة الحماية من الخطر القادم، ومن سخريات الأقدار ذاتها أن هذا الغول وبينما هو يسمع خبر استيلاء الجار الشمالي على حلايب وشلاتين وأبي رماد، يردد المنتظرون لغضبته المستحيلة قول الشاعر (أسد علي وفي الحروب نعامة تفر من صفير الصافر)، والجميع يردد من أين جاء هذا الجيش العرمرم بشيمة الغدر والجبن والخيانة وسفك دماء المدنيين من مواطنيه؟، لقد خرج هذا الشبح الباهت من نفوس وعقول السكان المكتوين بلسعات أنيابه المسمومة، وتهيأ المواطنون للوقوف ولو مع الشيطان الرجيم الرادع لهذا المخلوق المنحرف، الوالغ في دماء الشيوخ والنساء والأطفال، وكما أن عدالة السماء لا محالة نازلة برداً وسلاماً على الأنقياء، فقد تكبدت مليشيات هذا الجيش المنحرف عن جادة الطريق خسائر لم يشهد التاريخ لها مثيل، فقد دُكت عشرات المتحركات القاصدة إعادة عجلة الدويلة الظالمة للوراء، وجزاها الخالق من جنس عملها وما زالت تتجرع كؤوس الموت المستحق، من قبل جنود من جند الله أرسلهم خصيصاً لهذه المهمة، حتى يعي ذابحو كرامة الانسان أن الدماء قصاص، وأنه ما من نقطة دم أراقها القائمون على تمكين هذه المؤسسة الظالمة، إلّا وردها الله قصاصاً من نفس الحناجر التي هتفت من قبل ونادت بالموت والثبور وعظائم الأمور، بحق المطالبين بإحقاق الحق وترسيخ قيم العدل المفقود في ظل هذه الدويلة وجيشها الظالمين.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
14سبتمبر2023

//////////////////////

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه المؤسسة

إقرأ أيضاً:

المتحدث العسكري لـ الراديو 9090: أسطورة الجيش الذي لا يقهر تحطمت تحت أقدام المصريين

استضافت الإعلامية وفاء شهبور، في لقاء خاص وحصري على إذاعة «الراديو 9090»، العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، احتفالا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة الـ51.

ووجه المتحدث العسكري، الشكر لأسرة الراديو 9090 ومستمعي الراديو على هذه الاستضافة، كما توجه بتحية إعزاز وتقدير للشعب المصري العظيم في ذكرى انتصارات أكتوبر.

وحمل اللقاء، في طياته الكثير من الأسرار والكواليس عن دور القوات المسلحة في بناء الوطن وحماية أمنه واستقراره.

وتناول العقيد غريب عبد الحافظ، خلال اللقاء، الجهود التي تبذلها القوات المسلحة في مواجهة التحديات الأمنية، وكيف استطاعت تحقيق انتصارات كبيرة في هذا المجال، ودور القوات المسلحة في تقديم المساعدات الإنسانية للدول الأخرى، وكيف تساهم بشكل كبير في تعزيز التعاون الدولي في استقرار الأمن والسلام.

واستعرض العقيد غريب عبد الحافظ، أحدث التطورات التي تشهدها القوات المسلحة المصرية، من حيث التجهيزات والتدريب، وكيف تسعى للحفاظ على مكانتها كواحدة من أقوى الجيوش في المنطقة.

ووجه العقيد غريب عبد الحافظ، رسالة إلى الشباب المصري، حثهم فيها على المساهمة في بناء الوطن وعدم السير خلف الشائعات التي تستهدف أمن واستقرار الدولة المصرية.

وقال المتحدث العسكري، إن حرب أكتوبر كانت وستظل ملحمة تاريخية خالدة في ذاكرة ووجدان الأمة العربية، لأنها كانت تجسيد لإرادة شعب بأكمله، متابعا: شعب اصطف حول القوات المسلحة لتحقيق هدف قومي، ويمكن أيضا أن نقول حرب أكتوبر كانت شاهد عيان على بسالة المقاتل المصري وعقيدته الراسخة في ظل ظروف وتحديات صعبة مرت بها البلد، ولم يكن أبدًا لنا أن نحتفل بانتصارات أكتوبر الخالدة اليوم دون مساندة جميع أفراد الشعب المصري للقوات المسلحة.

وأشار العقيد غريب عبد الحافظ، إلى أن جيل أكتوبر العظيم أعاد صياغة تاريخ العسكرية المصرية، حيث ضحى بالدم والعرق وقضى فترة طويلة داخل القوات المسلحة لكي يترك لنا الذكرى العظيمة لحرب أكتوبر.

وأوضح أن حرب أكتوبر لم تكن انتصارًا عسكريًا فقط بل انتصار شعبي ووطني بامتياز، الشعب المصري كشف عن معدنه الأصيل في تلاحم غير مسبوق ودعم غير محدود لقواتنا المسلحة، ولا يزال هذا التلاحم هو رمز للوحدة والترابط لكل أفراد الشعب المصري.

وأكد أن القوات المسلحة، تقوم بدور حيوي لتوعية وتثقيف أبناء القوات المسلحة والمدنيين الذين لم يعاصروا حرب أكتوبر من تنظيم ندوات ولقاءات لكبار قادة القوات المسلحة وأبطالها مع ضباط وصف وجنود القوات المسلحة وندوات تستهدف الشباب لإلقاء الضوء على الدروس المستفادة من حرب أكتوبر، وتحفيز الشباب وتقديم دروس لهم في التضحية والفداء، لافتًا أن حرب أكتوبر نجحت في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر تحت أقدام المقاتل المصري.

وتابع المتحدث العسكري، أن حرب أكتوبر تعتبر بكل المقاييس معجزة يتم تدريسها حتى الآن في المعاهد والمحافل العسكرية الدولية، موضحًا أن عظمة الانتصار تتجسد في التخطيط الاستراتيجي العبقري واستعادة الكفاءة القتالية للقوات المسلحة وعبقرية القيادة المصرية في التخطيط وقدرة وبسالة الفرد المقاتل المصري في التنفيذ والتخطيط والتعاون والتناغم بين الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وخطة الخداع الإستراتيجية التي تم تنفيذها بمنتهى الحرفية والعبقرية والدقة.

وأكد أن المفاجأة الأكبر في حرب أكتوبر كانت التغير الذي طرأ على المقاتل المصري خلال المعركة، حيث ظهر بشكل مختلف تماما في التدريب والروح المعنوية والبسالة والشراسة.

مقالات مشابهة

  • شاهد| الخليج يعبر الخلود بهدف ” السالم”
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • بيان جديد لحزب الله عن العبوات التي استهدفت الجيش الاسرائيلي.. هذا ما جاء فيه
  • النفط الليبية تعلن رفع حالة القوة القاهرة عن كافة الحقول النفطية
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • ممثل سمو أمير البلاد سمو ولي العهد يلتقي نائب أمير دولة قطر
  • بن قدارة يبحث المشاريع المستقبلية لشركة “مليتة” والتحديات التي تواجهها
  • وزير البيئة اللبناني: مصر من أولى الدول التي سارعت لدعم البلاد
  • المتحدث العسكري لـ الراديو 9090: أسطورة الجيش الذي لا يقهر تحطمت تحت أقدام المصريين
  • “قادربوه” يبحث التحديات التي تواجه الرقابة على صندوق الإنماء الاقتصادي