سودانايل:
2025-01-10@23:29:11 GMT

جيش جاحد وشعب شاهد..!! بقلم: إسماعيل عبدالله

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

شهد الشعب على جحود مؤسسة الجيش، التي ومنذ تأسيسها ما فتئت تقتل سكان الدولة المنوط بها توفير الأمن والطمأنينة لهم، وظهرت آخر تجليات الآلة الاجرامية لهذه المؤسسة في القصف الجوي المستهدف للمدنيين القاطنين أطراف ومراكز المدن الرئيسية – الخرطوم، ام درمان، الخرطوم بحري ونيالا، رأى الشعب بأم عينيه الحمم البركانية لبراميل الأنتونوف الساقطة على رؤوس العجزة والمسنين والأطفال والنساء، هذا المسلسل الدموي الذي لم يتوقف منذ أن علم الناس أن هنالك وحش كاسر اسمه الجيش، وبفضل تقنيات التصوير والتوثيق والتسجيل الحديث ظفر الناشطون بالتقاط تسجيلات مؤكدة، على بشاعة القتل الانتقامي الموجه من فوهات مدافع الطيران الحكومي، تجاه الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يدور بين القوتين المتخاصمتين، لكن وكعادة قادة الجيش العنصري والجهوي فإنّ وصمة التمرد ظلت حصرية على مكونات اجتماعية بعينها دون سواها، فلو قدر الله وأن فرداً واحداً قد كشر عن نابه تجاه السلطة الظالمة، فيا ويل أهله ورهطه، وكما يقول المثل:(المرأة غلبها بناء بيتها ذهبت تطارد الكلاب)، فبعد أن هُزم جيشنا جيش الهناء المفترض فيه حراسة مالنا ودمنا من قبل الأبطال في ميدان معارك أبريل، لم يجد ما يشفي غليله سوى الفتك بالمدنيين الذين يرى فيهم حواضن (للتمرد) بحكم نظرة قيادته العنصرية، لقد دفعت شعوب دارفور وجبال النوبة والانقسنا ثمن قرار أبنائها بحمل السلاح في وجه الدويلة الاستعمارية الظالمة، فشهدت الجبال والسهول دماً مسفوحاً لمدى عقود من الزمان.


الجحود الذي تمارسه مؤسسة الجيش بعد أن امتصت دم الشعب ببناء ترسانة ما يسمى منظومة الصناعات الدفاعية، واحتكارها لثروات البلاد بحجة بناء الجيش القوي الأمين والمأمون على حقن دماء المواطنين، يتمثل هذا الجحود في توجيه هذه الإمكانيات نحو قتل وتشريد المدنيين العزل الذين يعتبرون المنتج والمصدر الحقيقي لموارد البلاد، التي تغذي خزينة هذه المنظومة الاقتصادية الجبارة التي لم تشهد البلاد مثيل لها، والتي اتضح فيما بعد أنها مجرد ملاذ للمجرمين والقطط السمان المتاجرين بقضايا الدين والدولة والجيش، فبعد حرب أبريل اقتنعت الشعوب السودانية ويئست من المؤسسة التي لطالما شغلت الاعلام، بحروبها الكذوبة في الجنوب والشرق والغرب، وتوصل المواطن التلقائي لحقائق محبطة حول هذه المؤسسة المخاتلة والداعمة لكل الأجندة الغير وطنية، فالحرب لها فوائدها برغم مآسيها القاسية، وأولى هذه الفوائد أن القناعات قد ترسخت في وجدان البسطاء بأن عدوهم الأساسي هو هذه المؤسسة المعطوبة، التي فتكت بالمجتمعات وفصلت البلاد وزرعت البغضاء بين العباد، وهذه القناعات بمثابة العتبة التي يجب أن يبنى عليها في مستقبل الأيام، ليتم التخلص من هذا العبء الثقيل الذي أورث الناس الدماء والأشلاء والجماجم، هذا الطوطم والتابوه المكتوب على جداره الشائك ممنوع الاقتراب والتصوير، قد فُضح سره وتمت تعريته وبانت عورته أمام العالم بعد الدمار الذي أحدثه بالبنية التحتية والكيانات المجتمعية.
واحد من أقدار الشعوب السودانية أنها تُرضع الغول الذي يفترسها صباح مساء بحجة الحماية من الخطر القادم، ومن سخريات الأقدار ذاتها أن هذا الغول وبينما هو يسمع خبر استيلاء الجار الشمالي على حلايب وشلاتين وأبي رماد، يردد المنتظرون لغضبته المستحيلة قول الشاعر (أسد علي وفي الحروب نعامة تفر من صفير الصافر)، والجميع يردد من أين جاء هذا الجيش العرمرم بشيمة الغدر والجبن والخيانة وسفك دماء المدنيين من مواطنيه؟، لقد خرج هذا الشبح الباهت من نفوس وعقول السكان المكتوين بلسعات أنيابه المسمومة، وتهيأ المواطنون للوقوف ولو مع الشيطان الرجيم الرادع لهذا المخلوق المنحرف، الوالغ في دماء الشيوخ والنساء والأطفال، وكما أن عدالة السماء لا محالة نازلة برداً وسلاماً على الأنقياء، فقد تكبدت مليشيات هذا الجيش المنحرف عن جادة الطريق خسائر لم يشهد التاريخ لها مثيل، فقد دُكت عشرات المتحركات القاصدة إعادة عجلة الدويلة الظالمة للوراء، وجزاها الخالق من جنس عملها وما زالت تتجرع كؤوس الموت المستحق، من قبل جنود من جند الله أرسلهم خصيصاً لهذه المهمة، حتى يعي ذابحو كرامة الانسان أن الدماء قصاص، وأنه ما من نقطة دم أراقها القائمون على تمكين هذه المؤسسة الظالمة، إلّا وردها الله قصاصاً من نفس الحناجر التي هتفت من قبل ونادت بالموت والثبور وعظائم الأمور، بحق المطالبين بإحقاق الحق وترسيخ قيم العدل المفقود في ظل هذه الدويلة وجيشها الظالمين.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
14سبتمبر2023

//////////////////////

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه المؤسسة

إقرأ أيضاً:

الجيش الصومالي ينفذ عملية عسكرية ضد مسلحين في هيران جنوب وسط البلاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الجيش الصومالي، اليوم الجمعة، تنفيذ عملية عسكرية في محافظة هيران (جنوب وسط البلاد)، تمكنت خلالها قوات جهاز الأمن والمخابرات الوطني الصومالية من إزالة 16 حاجزا أقامتها الجماعات المسلحة في المناطق الواقعة بين منطقتي هيران وجلجدود.

ونقلت وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، عن مسؤولين عسكريين في المنطقة، قولهم إن العمليات أسفرت عن اعتقال عدد من المسلحين، وتدمير نقاط التفتيش التي نصبوها في مناطق بين مدينتي محاس وبلدوين. وأشاروا إلى أنهم لن يقاتلوا الإرهابيين فحسب، بل سيقاتلون قطاع الطرق، محذرين من أنهم سيتخذون إجراءات قانونية ضد أي شخص يتم القبض عليه في هذه الجريمة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الصومالي ينفذ عملية عسكرية ضد مسلحين في هيران جنوب وسط البلاد
  • د. النور حمد الذي صدق ووفّى
  • الازمة الدستورية خانقة التي يمر بها السودان
  • حرائق الغابات تلتهم منزل مايلز تيلر الذي يقدر بـ 7.5 مليون دولار .. شاهد القصر بعد الحريق
  • قريبا سيكون على الجنجويد الدفاع عن جنوب الخرطوم أمام نفس القوات التي هزمتهم في الجزيرة ولن يصمدوا
  • حراك أوروبي لرفع سريع للعقوبات التي تعيق تعافي سوريا
  • وزير الدفاع السوري: نظام الأسد استغل الجيش لقتل الشعب وسنعيد بناء الثقة
  • نيجيريا.. مقتل 34 إرهابياً باشتباكات مع الجيش شمال شرقي البلاد
  • رئيس لجنة وقف النار: الجيش هو المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبنان
  • جنرال أمريكي: الجيش هو المؤسسة الشرعية لتأمين لبنان والدفاع عنه