سودانايل:
2025-03-17@02:56:58 GMT

جيش جاحد وشعب شاهد..!! بقلم: إسماعيل عبدالله

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

شهد الشعب على جحود مؤسسة الجيش، التي ومنذ تأسيسها ما فتئت تقتل سكان الدولة المنوط بها توفير الأمن والطمأنينة لهم، وظهرت آخر تجليات الآلة الاجرامية لهذه المؤسسة في القصف الجوي المستهدف للمدنيين القاطنين أطراف ومراكز المدن الرئيسية – الخرطوم، ام درمان، الخرطوم بحري ونيالا، رأى الشعب بأم عينيه الحمم البركانية لبراميل الأنتونوف الساقطة على رؤوس العجزة والمسنين والأطفال والنساء، هذا المسلسل الدموي الذي لم يتوقف منذ أن علم الناس أن هنالك وحش كاسر اسمه الجيش، وبفضل تقنيات التصوير والتوثيق والتسجيل الحديث ظفر الناشطون بالتقاط تسجيلات مؤكدة، على بشاعة القتل الانتقامي الموجه من فوهات مدافع الطيران الحكومي، تجاه الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يدور بين القوتين المتخاصمتين، لكن وكعادة قادة الجيش العنصري والجهوي فإنّ وصمة التمرد ظلت حصرية على مكونات اجتماعية بعينها دون سواها، فلو قدر الله وأن فرداً واحداً قد كشر عن نابه تجاه السلطة الظالمة، فيا ويل أهله ورهطه، وكما يقول المثل:(المرأة غلبها بناء بيتها ذهبت تطارد الكلاب)، فبعد أن هُزم جيشنا جيش الهناء المفترض فيه حراسة مالنا ودمنا من قبل الأبطال في ميدان معارك أبريل، لم يجد ما يشفي غليله سوى الفتك بالمدنيين الذين يرى فيهم حواضن (للتمرد) بحكم نظرة قيادته العنصرية، لقد دفعت شعوب دارفور وجبال النوبة والانقسنا ثمن قرار أبنائها بحمل السلاح في وجه الدويلة الاستعمارية الظالمة، فشهدت الجبال والسهول دماً مسفوحاً لمدى عقود من الزمان.


الجحود الذي تمارسه مؤسسة الجيش بعد أن امتصت دم الشعب ببناء ترسانة ما يسمى منظومة الصناعات الدفاعية، واحتكارها لثروات البلاد بحجة بناء الجيش القوي الأمين والمأمون على حقن دماء المواطنين، يتمثل هذا الجحود في توجيه هذه الإمكانيات نحو قتل وتشريد المدنيين العزل الذين يعتبرون المنتج والمصدر الحقيقي لموارد البلاد، التي تغذي خزينة هذه المنظومة الاقتصادية الجبارة التي لم تشهد البلاد مثيل لها، والتي اتضح فيما بعد أنها مجرد ملاذ للمجرمين والقطط السمان المتاجرين بقضايا الدين والدولة والجيش، فبعد حرب أبريل اقتنعت الشعوب السودانية ويئست من المؤسسة التي لطالما شغلت الاعلام، بحروبها الكذوبة في الجنوب والشرق والغرب، وتوصل المواطن التلقائي لحقائق محبطة حول هذه المؤسسة المخاتلة والداعمة لكل الأجندة الغير وطنية، فالحرب لها فوائدها برغم مآسيها القاسية، وأولى هذه الفوائد أن القناعات قد ترسخت في وجدان البسطاء بأن عدوهم الأساسي هو هذه المؤسسة المعطوبة، التي فتكت بالمجتمعات وفصلت البلاد وزرعت البغضاء بين العباد، وهذه القناعات بمثابة العتبة التي يجب أن يبنى عليها في مستقبل الأيام، ليتم التخلص من هذا العبء الثقيل الذي أورث الناس الدماء والأشلاء والجماجم، هذا الطوطم والتابوه المكتوب على جداره الشائك ممنوع الاقتراب والتصوير، قد فُضح سره وتمت تعريته وبانت عورته أمام العالم بعد الدمار الذي أحدثه بالبنية التحتية والكيانات المجتمعية.
واحد من أقدار الشعوب السودانية أنها تُرضع الغول الذي يفترسها صباح مساء بحجة الحماية من الخطر القادم، ومن سخريات الأقدار ذاتها أن هذا الغول وبينما هو يسمع خبر استيلاء الجار الشمالي على حلايب وشلاتين وأبي رماد، يردد المنتظرون لغضبته المستحيلة قول الشاعر (أسد علي وفي الحروب نعامة تفر من صفير الصافر)، والجميع يردد من أين جاء هذا الجيش العرمرم بشيمة الغدر والجبن والخيانة وسفك دماء المدنيين من مواطنيه؟، لقد خرج هذا الشبح الباهت من نفوس وعقول السكان المكتوين بلسعات أنيابه المسمومة، وتهيأ المواطنون للوقوف ولو مع الشيطان الرجيم الرادع لهذا المخلوق المنحرف، الوالغ في دماء الشيوخ والنساء والأطفال، وكما أن عدالة السماء لا محالة نازلة برداً وسلاماً على الأنقياء، فقد تكبدت مليشيات هذا الجيش المنحرف عن جادة الطريق خسائر لم يشهد التاريخ لها مثيل، فقد دُكت عشرات المتحركات القاصدة إعادة عجلة الدويلة الظالمة للوراء، وجزاها الخالق من جنس عملها وما زالت تتجرع كؤوس الموت المستحق، من قبل جنود من جند الله أرسلهم خصيصاً لهذه المهمة، حتى يعي ذابحو كرامة الانسان أن الدماء قصاص، وأنه ما من نقطة دم أراقها القائمون على تمكين هذه المؤسسة الظالمة، إلّا وردها الله قصاصاً من نفس الحناجر التي هتفت من قبل ونادت بالموت والثبور وعظائم الأمور، بحق المطالبين بإحقاق الحق وترسيخ قيم العدل المفقود في ظل هذه الدويلة وجيشها الظالمين.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
14سبتمبر2023

//////////////////////

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه المؤسسة

إقرأ أيضاً:

الجيش الأمريكي ينشر فيديو عملية قتـ ل زعيم داعش في العراق | شاهد

نشرت القيادة الأمريكية المركزية مقطع فيديو على منصة "إكس" يوثق لحظة اغتيال عبد الله مكي مصلح الرفيعي، المعروف بـ"أبو خديجة"، زعيم تنظيم داعش في العراق، في عملية منسقة بين القوات الأمريكية والعراقية.

وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتل زعيم التنظيم، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية لاحقته "بلا هوادة" إلى أن تم تصفيته بالتعاون مع الحكومة العراقية.

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" أن "مقاتلي أمريكا البواسل أنهوا حياة هذا الإرهابي البائسة، مع عضو آخر من التنظيم، بالتنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان"، مشددًا على أن "السلام يُفرض أحيانًا بالقوة".

وزير الخارجية السوري: مستعدون للتعاون مع العراق في محاربة داعشالحكم على 5 متهمين بخلية داعش سوهاج.. السبتتأجيل محاكمة 9 متهمين بقضية ولاية داعش الدلتالحضور المتهمين.. قرار قضائي ضد 5 متهمين في قضية داعش حلواناليوم.. استكمال محاكمة متهمي خلية ولاية داعش الدلتااليوم.. نظر استئناف متهم بـ خلية داعش العمرانية

وأتى الإعلان الأمريكي متزامنًا مع تصريحات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي وصف مقتل "أحد أخطر الإرهابيين في العالم" بأنه انتصار جديد للقوات العراقية على الإرهاب. 

وكتب السوداني على منصة "إكس" أن "العراقيين يواصلون انتصاراتهم المبهرة ضد قوى الظلام"، موضحًا أن العملية تمت بجهود جهاز المخابرات الوطني العراقي، بدعم من قيادة العمليات المشتركة وقوات التحالف الدولي.

وأضاف السوداني أن "أبو خديجة كان يشغل منصب ما يُعرف بـ(نائب الخليفة)، إلى جانب مهام أخرى منها توليه منصب (والي العراق وسوريا)، ومسؤوليته عن اللجنة المفوضة ومكاتب العمليات الخارجية داخل التنظيم"، مؤكدًا أنه يُعدّ "أحد أخطر الإرهابيين في العراق والعالم".

واختتم رئيس الوزراء العراقي تصريحاته بتهنئة الشعب العراقي والشعوب المحبة للسلام على هذا الإنجاز الأمني، الذي يعكس استمرار الجهود للقضاء على فلول التنظيمات الإرهابية وتأمين الاستقرار في البلاد.

مقالات مشابهة

  • الجيش الصومالي ينفذ عملية عسكرية جنوب البلاد
  • شاهد بالفيديو.. بعد الخلاف الذي نشب بينهما.. شيبة ضرار يوجه رسائل هامة للقائد “كيكل” والناشط البارز “الإنصرافي”
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الوزارة تضع آليات لضمان استفادة الجيش من خبرات الضباط المنشقين بالشكل الأمثل وتعتبرهم جزءاً أصيلاً من المؤسسة العسكرية ومن الواجب تكريمهم وإعطاؤهم المكانة التي يستحقونها
  • شاهد: الجيش الإسرائيلي يُدخل 3 طائرات حربية جديدة إلى الخدمة
  • الاتحادي الدولي للإتصالات يعزي في وفاة وزير الاتصالات والتحول الرقمي
  • السوريون يحيون ذكرى الثورة لأول مرة في دمشق.. ومروحيات الجيش تلقي الورود (شاهد)
  • شاهد| الجيش الأمريكي ينشر فيديو تصفية زعيم داعش في العراق
  • الجيش الأمريكي ينشر فيديو عملية قتـ ل زعيم داعش في العراق | شاهد
  • سليمان من قصر بعبدا: المعادلة التي تُفيد البلد هي معادلة الجيش والشعب
  • شاهد بالصورة والفيديو.. بالتهليل والتكبير.. الفنان طه سليمان يصل مدينة بحري ويختبر معدات الصوت التي استجلبها لخدمة مساجد المدينة