سودانايل:
2025-04-07@03:25:26 GMT

جيش جاحد وشعب شاهد..!! بقلم: إسماعيل عبدالله

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

شهد الشعب على جحود مؤسسة الجيش، التي ومنذ تأسيسها ما فتئت تقتل سكان الدولة المنوط بها توفير الأمن والطمأنينة لهم، وظهرت آخر تجليات الآلة الاجرامية لهذه المؤسسة في القصف الجوي المستهدف للمدنيين القاطنين أطراف ومراكز المدن الرئيسية – الخرطوم، ام درمان، الخرطوم بحري ونيالا، رأى الشعب بأم عينيه الحمم البركانية لبراميل الأنتونوف الساقطة على رؤوس العجزة والمسنين والأطفال والنساء، هذا المسلسل الدموي الذي لم يتوقف منذ أن علم الناس أن هنالك وحش كاسر اسمه الجيش، وبفضل تقنيات التصوير والتوثيق والتسجيل الحديث ظفر الناشطون بالتقاط تسجيلات مؤكدة، على بشاعة القتل الانتقامي الموجه من فوهات مدافع الطيران الحكومي، تجاه الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يدور بين القوتين المتخاصمتين، لكن وكعادة قادة الجيش العنصري والجهوي فإنّ وصمة التمرد ظلت حصرية على مكونات اجتماعية بعينها دون سواها، فلو قدر الله وأن فرداً واحداً قد كشر عن نابه تجاه السلطة الظالمة، فيا ويل أهله ورهطه، وكما يقول المثل:(المرأة غلبها بناء بيتها ذهبت تطارد الكلاب)، فبعد أن هُزم جيشنا جيش الهناء المفترض فيه حراسة مالنا ودمنا من قبل الأبطال في ميدان معارك أبريل، لم يجد ما يشفي غليله سوى الفتك بالمدنيين الذين يرى فيهم حواضن (للتمرد) بحكم نظرة قيادته العنصرية، لقد دفعت شعوب دارفور وجبال النوبة والانقسنا ثمن قرار أبنائها بحمل السلاح في وجه الدويلة الاستعمارية الظالمة، فشهدت الجبال والسهول دماً مسفوحاً لمدى عقود من الزمان.


الجحود الذي تمارسه مؤسسة الجيش بعد أن امتصت دم الشعب ببناء ترسانة ما يسمى منظومة الصناعات الدفاعية، واحتكارها لثروات البلاد بحجة بناء الجيش القوي الأمين والمأمون على حقن دماء المواطنين، يتمثل هذا الجحود في توجيه هذه الإمكانيات نحو قتل وتشريد المدنيين العزل الذين يعتبرون المنتج والمصدر الحقيقي لموارد البلاد، التي تغذي خزينة هذه المنظومة الاقتصادية الجبارة التي لم تشهد البلاد مثيل لها، والتي اتضح فيما بعد أنها مجرد ملاذ للمجرمين والقطط السمان المتاجرين بقضايا الدين والدولة والجيش، فبعد حرب أبريل اقتنعت الشعوب السودانية ويئست من المؤسسة التي لطالما شغلت الاعلام، بحروبها الكذوبة في الجنوب والشرق والغرب، وتوصل المواطن التلقائي لحقائق محبطة حول هذه المؤسسة المخاتلة والداعمة لكل الأجندة الغير وطنية، فالحرب لها فوائدها برغم مآسيها القاسية، وأولى هذه الفوائد أن القناعات قد ترسخت في وجدان البسطاء بأن عدوهم الأساسي هو هذه المؤسسة المعطوبة، التي فتكت بالمجتمعات وفصلت البلاد وزرعت البغضاء بين العباد، وهذه القناعات بمثابة العتبة التي يجب أن يبنى عليها في مستقبل الأيام، ليتم التخلص من هذا العبء الثقيل الذي أورث الناس الدماء والأشلاء والجماجم، هذا الطوطم والتابوه المكتوب على جداره الشائك ممنوع الاقتراب والتصوير، قد فُضح سره وتمت تعريته وبانت عورته أمام العالم بعد الدمار الذي أحدثه بالبنية التحتية والكيانات المجتمعية.
واحد من أقدار الشعوب السودانية أنها تُرضع الغول الذي يفترسها صباح مساء بحجة الحماية من الخطر القادم، ومن سخريات الأقدار ذاتها أن هذا الغول وبينما هو يسمع خبر استيلاء الجار الشمالي على حلايب وشلاتين وأبي رماد، يردد المنتظرون لغضبته المستحيلة قول الشاعر (أسد علي وفي الحروب نعامة تفر من صفير الصافر)، والجميع يردد من أين جاء هذا الجيش العرمرم بشيمة الغدر والجبن والخيانة وسفك دماء المدنيين من مواطنيه؟، لقد خرج هذا الشبح الباهت من نفوس وعقول السكان المكتوين بلسعات أنيابه المسمومة، وتهيأ المواطنون للوقوف ولو مع الشيطان الرجيم الرادع لهذا المخلوق المنحرف، الوالغ في دماء الشيوخ والنساء والأطفال، وكما أن عدالة السماء لا محالة نازلة برداً وسلاماً على الأنقياء، فقد تكبدت مليشيات هذا الجيش المنحرف عن جادة الطريق خسائر لم يشهد التاريخ لها مثيل، فقد دُكت عشرات المتحركات القاصدة إعادة عجلة الدويلة الظالمة للوراء، وجزاها الخالق من جنس عملها وما زالت تتجرع كؤوس الموت المستحق، من قبل جنود من جند الله أرسلهم خصيصاً لهذه المهمة، حتى يعي ذابحو كرامة الانسان أن الدماء قصاص، وأنه ما من نقطة دم أراقها القائمون على تمكين هذه المؤسسة الظالمة، إلّا وردها الله قصاصاً من نفس الحناجر التي هتفت من قبل ونادت بالموت والثبور وعظائم الأمور، بحق المطالبين بإحقاق الحق وترسيخ قيم العدل المفقود في ظل هذه الدويلة وجيشها الظالمين.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
14سبتمبر2023

//////////////////////

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه المؤسسة

إقرأ أيضاً:

عودة جماعية للسودانيين إلى وطنهم بعد انتصارات الجيش وبدء استقرار الأوضاع|شاهد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت المناطق الحدودية مع السودان تدفقاً ملحوظاً لحافلات النقل التي تنقل الآلاف من السودانيين العائدين إلى وطنهم عقب انتصارات الجيش الأخيرة، والتي أدت إلى تحرير العاصمة الخرطوم من سيطرة المليشيات واستعادة الأمن في ولايات رئيسية مثل الجزيرة والبحر الأحمر، ويعتبر هذا التحرك انعكاساً لأمل الشعب في عودة الحياة الطبيعية واستقرار الأوضاع بعد سنوات من الصراع.

في الأيام الأخيرة، شهدت الحدود بين مصر والسودان تكدساً لحافلات النقل حيث تعمل الحكومة السودانية بالتنسيق مع السلطات المصرية لتسهيل عودة النازحين، حيث تُشغل حوالي 200 حافلة يومياً تنقل ما يقرب من 10 آلاف سوداني من مصر إلى السودان. وتأتي هذه الجهود ضمن خطة وطنية لإعادة التوطين وتسهيل عودة العائلات التي لجأت إلى الخارج منذ بداية الحرب، إذ أظهرت الإحصائيات الرسمية أن مليون و200 ألف سوداني لجأوا إلى مصر منذ اندلاع الصراع.

من ناحية التسهيلات الجوية، أطلقت مبادرة "سودانير" خصومات تصل إلى 50% على تذاكر الطيران، مع تخصيص 50 مقعداً مخفّضاً يومياً على رحلات متجهة إلى بورتسودان. كما تم تقديم تذاكر مجانية لأبناء شهداء الحرب، مما يعكس حرص الجهات المعنية على تقديم الدعم والمساعدة للفئات الأكثر تضرراً.

وفي إطار الإجراءات البرية، قامت السلطات المصرية بالسماح بعبور الحافلات مباشرة من القاهرة إلى وادي حلفا، فيما أعادت السودان فتح معبري أرقين وأشكيت لاستيعاب التدفق الكبير للعائدين. وقد تم تنظيم قوائم الانتظار وفقاً لأولويات محددة تشمل الأسر، والطلاب، وأصحاب الأعمال، وذلك لضمان سير عملية العودة بسلاسة.

على الرغم من التسهيلات الكبيرة المقدمة، لا تخلو العملية من تحديات؛ حيث يواجه العائدون نقصاً في الحافلات داخل السودان لتوزيعهم على مختلف المناطق، وتراكم المركبات على المعابر نتيجة الزيادة المفاجئة في أعداد العائدين. ومع ذلك، يبقى استقرار الأوضاع وانتصارات الجيش بمثابة شعاع أمل يعيد للسودانيين رغبتهم في العودة واستئناف حياتهم الطبيعية على أرض الوطن.

مقالات مشابهة

  • 17 قتيلا على الأقل جراء عواصف وفيضانات في الولايات المتحدة (شاهد)
  • عودة جماعية للسودانيين إلى وطنهم بعد انتصارات الجيش وبدء استقرار الأوضاع|شاهد
  • الجيش اللبناني يزيل عوائق إسرائيلية "مفخخة" جنوبي البلاد
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • التعميم على المركبة التي تسببت بحادث شارع الستين في إربد / شاهد
  • شاهد | "اليوم" ترصد الإقبال الكبير على منتزه الملك عبدالله بالأحساء
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • مراسل سانا في حلب: قوات الجيش العربي السوري تصل إلى محيط مناطق قوات سوريا الديمقراطية في مدينة حلب وتؤمّن الطريق الذي سيسلكه الرتل العسكري المغادر من حيي الشيخ مقصود والأشرفية باتجاه شرق الفرات
  • القيادة تهنئ رئيس جمهورية السنغال بذكرى يوم استقلال بلاده
  • الجيش السوداني وولادة المليشيات: رحمٌ لا يكفّ عن الإنجاب