تشات جي بي تي يظهر براعة تضاهي الأطباء في الطوارئ
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
لاهاي "أ.ف.ب": خلص باحثون هولنديون إلى أن برنامج الدردشة الآلي "تشات جي بي تي" الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي ينجح في إجراء عمليات تشخيص في غرفة الطوارئ تضاهي الأطباء بدقتها، وفي بعض الحالات تتفوق عليهم، قائلين إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن "يُحدث ثورة في المجال الطبي".
مع ذلك، أكد معدو الدراسة التي نُشرت نتائجها الأربعاء، أن مصير أطباء الطوارئ الوظيفي ليس مهدداً بعد، إذ إن برنامج الدردشة الآلي قد يكون قادراً على تسريع التشخيص ولكن ليس استبدال قدرة الإنسان على التمييز وخبرته.
وجرت مراجعة ثلاثين حالة تم علاجها في قسم الطوارئ في هولندا في عام 2022، من خلال مدّ "تشات جي بي تي" ببيانات تستند إلى تاريخ المريض والاختبارات المخبرية التي خضع لها وملاحظات الطبيب، وطُلب من برنامج الدردشة الآلي التوصل إلى خمسة تشخيصات محتملة.
ونجح الأطباء في تقديم التشخيص الصحيح في 87% من الحالات، مقارنة بـ97% للإصدار 3.5 من "تشات جي بي تي".
ولفت هيدي تن بيرغ، من قسم الطوارئ في مستشفى جيروين بوش في جنوب هولندا، إلى أن روبوت الدردشة "كان قادراً على إجراء تشخيصات طبية مثلما يفعل الطبيب البشري".
وشدد الباحث ستيف كورستينز المشارك في الدراسة على أنها لا تخلص إلى أن أجهزة الكمبيوتر يمكنها في يوم من الأيام تشغيل غرف الطوارئ، ولكن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي دوراً حيوياً في مساعدة الأطباء تحت الضغط.
وقال لوكالة فرانس برس إن روبوت الدردشة "يمكن أن يساعد في التشخيص وربما يقترح أفكاراً لم تخطر للطبيب".
ومع ذلك، أشار إلى أن مثل هذه الأدوات ليست مصممة كأجهزة طبية، مشاطراً المخاوف بشأن سرية البيانات الطبية الحساسة في روبوت الدردشة.
وكما الحال في مجالات أخرى، أظهر "تشات جي بي تي" بعض القصور.
وتشير الدراسة إلى أن منطقه كان "في بعض الأحيان غير معقول أو غير متسق من الناحية الطبية، ما قد يؤدي إلى معلومات خاطئة أو تشخيص غير صحيح، مع ما يترتب على ذلك من تبعات كبيرة".
ويقرّ العلماء أيضاً بوجود بعض أوجه القصور في أبحاثهم، مثل صغر حجم العينة.
كما أن الدراسة اقتصرت على مراجعة حالات بسيطة نسبياً، تشمل مرضى لديهم مشكلة رئيسية واحدة فقط. وبالتالي فإن فعالية برنامج الذكاء الاصطناعي في الحالات المعقدة غير واضحة.
في بعض الأحيان، لم يقدم "تشات جي بي تي" التشخيص الصحيح في جميع الاحتمالات الخمسة، وفق كورستينز، خصوصاً في حالة تمدد الأوعية الدموية في الأبهر البطني، وهو من المضاعفات التي قد تهدد الحياة، مع تورم الشريان الأبهر.
ولكن ما قد يشفع لـ"تشات جي بي تي" في هذه الحالة هو أن الطبيب أيضاً فشل في التشخيص.
ويشير التقرير أيضاً إلى "أخطاء" طبية ارتكبها برنامج الدردشة الآلي، على سبيل المثال تشخيص فقر الدم (انخفاض مستوى الهيموغلوبين في الدم) لدى مريض لديه مستوى هيموغلوبين طبيعي.
وسيتم عرض نتائج الدراسة، المنشورة في المجلة المتخصصة "أنالز أوف إيمرجنسي ميديسين" Annals of Emergency Medicine، في المؤتمر الأوروبي لطب الطوارئ لعام 2023 في برشلونة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تشات جی بی تی إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيطاليا تغرّم "Chat GPT" بأكثر من 15 مليون دولار.. ما السبب؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
أعلنت هيئة حماية البيانات الإيطالية، الجمعة، أنها فرضت غرامة قدرها 15 مليون يورو (15.64 مليون دولار) على شركة "أوبن إيه آي" الأميركية على خلفية اتهامها باستخدام بيانات شخصية بشكل احتيالي من خلال برنامج "تشات جي بي تي" التابع لها.
وقالت الهيئة المستقلة المسؤولة عن حماية الحقوق والحريات الأساسية المرتبطة بمعالجة البيانات الشخصية إن "هيئة حماية البيانات فرضت غرامة قدرها 15 مليون يورو على شركة أوبن إيه آي"، وهو مبلغ جرى تخفيضه نظرا إلى أن الشركة كانت متعاونة أثناء التحقيق.
واعتبرت الهيئة الإيطالية أنه لم يتم إخطارها من "أوبن إيه آي" بـ "انتهاك البيانات الذي تعرضت له في مارس 2023"، مضيفة "أنها عالجت البيانات الشخصية للمستخدمين لتدريب "تشات جي بي تي" من دون أساس قانوني مناسب"، في انتهاك "لمبدأ الشفافية والالتزامات المترتبة عن ذلك المرتبطة بإعلام المستخدمين".
كذلك، خلص التحقيق الذي استمر قرابة عامين إلى أن "أوبن إيه آي" لم يكن لديها "نظام للتحقق من العمر المناسب لمنع الأطفال دون سن 13 عاما من التعرض لمحتوى غير لائق" ناتج عن الذكاء الاصطناعي، بحسب هيئة حماية البيانات.
وبالإضافة إلى الغرامة، قالت الهيئة إنها أمرت "أوبن إيه آي" بتنفيذ حملة توعية مدتها ستة أشهر لتعريف عامة الناس بصورة أفضل بـ"تشات جي بي تي".
وفي اذار 2023، حظرت هيئة حماية البيانات الإيطالية لفترة وجيزة استخدام "تشات جي بي تي" في إيطاليابسبب انتهاكات مفترضة للخصوصية.
وكانت إيطاليا أول دولة غربية تتخذ إجراءات ضد منصة الذكاء الاصطناعي الأكثر شهرة.
وتعليقا على قرار الهيئة، اعتبرت إدارة "أوبن إيه آي" أن الغرامة المفروضة عليها "غير متناسبة"، مشيرة إلى أنها ستستأنف القرار.
ولفتت الشركة إلى أنها عملت مع الهيئة الإيطالية بعد تعليق "تشات جي بي تي" لإعادة الخدمة بعد شهر.
وقالت في بيان "لقد أدركوا منذ ذلك الحين نهجنا في حماية الخصوصية في الذكاء الاصطناعي، لكن هذه الغرامة تمثل ما يقرب من عشرين ضعف الإيرادات التي حققناها في إيطاليا خلال الفترة المعنية".
وأضافت: "نعتقد أن نهج (الهيئة الإيطالية لحماية البيانات) يقوض طموحات إيطاليا في مجال الذكاء الاصطناعي، لكننا نظل ملتزمين بالعمل مع سلطات الخصوصية في جميع أنحاء العالم لتقديم الذكاء الاصطناعي الذي يقدم الفوائد ويحترم حقوق الخصوصية".