مابعد الإستقالة !!
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
صباح محمد الحسن
تفتح إستقالة فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) بالسودان نافذة جديدة ربما تأتي برياح عاتية تزعج خصومه يكون تأثيرها أكبر من وجود الرجل في المنصب فمخطيء من يعتقد إن فولكر تقدم بإستقالته لأن ليس لديه مايقدمه، على العكس قدم فولكر كل شي عنده ومن بعدها تقدم بالإستقاله، فالبعض يجهل إن عمل البعثة الأممية هو تسهيل عملية الإنتقال الديمقراطي وليس تحقيق التحول الديمقراطي
هذا الفهم المغلوط هو الذي أجج الحماس في نفوس الفلول ودفعها لطرد الرجل، وعاد وسيطر عليها الأمس مجددا لتهلل فرحا بذهابه !!
فإعلام الفلول تأبط الخبر لكن تجاهل ما وراءه اما جهلا، او قصداً حتى ينال نصيبه من التصفيق بعملية (التبشير).
وتفتح إستقالة فولكر نافذة جديدة لأن الخطاب الذي بعث به الدكتور عبد الله حمدوك لمجلس الأمن يطلب فيه بعثه سياسية توقع بين سطوره عرقلة عمل البعثة للحيلولة دون إكمال عملها لذلك أشار الي إنه اذا فشلت مهمة البعثة يجب الإنتقال الي البند السابع.
فالذي يأتي خلفا لفولكر لن يأتي بتفويض أقل منه، كما أن البعثة السياسية ستستمر في عملها برئاسة جديدة، لكن الأخطر هو إستبدالها ببعثة عسكرية وهو أمر أقرب للحدوث من غيره في بلد تشتعل فيها الحرب.
فرحيل فولكر أشبه برحيل أوكامبو الذي حاربته الفلول وطالبت برحيله، فغادر بعد أن دفع بكل التقارير الخطيرة عن كل ما إرتكبه نظام البشير من فظائع بإقليم دارفور فتفاجأ الناس بقرار المحكمة الجنائية ضد البشير بعد القرار الذي إستند على تقرير اوكامبو وليس على بقاءه ووجوده
وفولكر عندما تقدم البرهان الي الأمم المتحده بطرده لم يستجب غوتيريس وقال أنه يثق فيه، وهذا يعني أن إستقالة فولكر لم تأت إستجابة لطلب الحكومة السودانية بدليل أن فولكر بعدها واصل عمله من مكتبه بأديس أبابا واكمل تقاريره من هناك وخاطب جلسة لمجلس الأمن
إذن لم تنته اللعبة بعد، ومضحك أن تفسر الفلول ذهاب فولكر أنه إنتصار للدبلوماسية السودانية فنجاح الدبلوماسيات يجسده العمل على منع القرارات الدولية وإفشال عملية إنزال العقوبات والحد من تأثير التقارير السالبة التي ترفع ضد البلاد، نجاحها ليس في طرد المبعوثين، فإن كانت الدبلوماسية السودانية ناجحة إذن نحن ننتظر إنجازها في الحد من وقوع قرارات قادمة، وإن كانت (مبسوطة) الآن بإستقالة فولكر وتعده نجاحا لها فمن الأفضل لها أن تأتي لتفتح محلات في (سوق العيش) بالقضارف.
ولم تأت إستقالة فولكر صدفة جاءت بترتيب دقيق وقبولها يعني إتجاه الأمم المتحدة للموافقة على دخول قوات دولية سيما أن التوقيت الآن مناسب جدا للإنتقال من خيار الحل السياسي الي الحل العسكري
لهذا فإن الخبر ليس في إستقالة فولكر، الخبر مابعد الإستقالة، وعند إدراك هذه الحقيقة يجب الإدراك أيضا أن ليس هناك فرصة جديدة لممارسة هواية التضليل وطرد من يأتي بعد فولكر، او مناهضة أي قرار جديد، حتى لم تعد الطرق آمنه في الخرطوم لزحف أخضر الي مكاتب الأمم المتحدة، إنتهى الوقت.
طيف أخير:
شكل التوقيع على مسودة جدة لن يختلف عن التوقيع على مسودة نيفاشا، وقتها قالت الحكومة إنها لن توقع وانسحب الوفد وعاد الي السودان، عندها طلب المجتمع الدولي تفويض أعلى فدفعت الدولة بعلي عثمان ووقعت الحكومة فما أشبه عثمان بالبرهان في الليلة والبارحة !!
نقلاً عن صحيفة الجريدة
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إستقالة فولکر
إقرأ أيضاً:
مارتن شولتز الألماني الذي تسبب بسقوط مارين لوبان
بالبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، لم يكن أحد ليتخيل أن القرار الإداري الذي اتخذه الألماني مارتن شولتز في مارس/آذار 2015 من شأنه أن يؤدي إلى انهيار قانوني سيهز المشهد السياسي الفرنسي بعد 10 سنوات من ذلك التاريخ، وفق ما جاء بتقرير في مجلة لوبوان الفرنسية.
ولا شك -وفقا للمجلة- أن هذا النائب الألماني عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي لم يتوقع التداعيات السياسية التي ستؤثر على المرشحة الفرنسية الأوفر حظا حسب استطلاعات الرأي بالانتخابات الرئاسية، عندما أثار قضية مساعدين برلمانيين من حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه مارين لوبان.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: هوس ترامب بغرينلاند يُظهر أهمية القطب الشماليlist 2 of 2يسرائيل هيوم: هذه هي الفجوة بين إسرائيل وحماس في المفاوضاتend of list
وكان شولتز (69 عاماً) شخصية محورية تلك السنوات في البرلمان الأوروبي، فهذا الشخص العصامي يتحدث 5 لغات بما في ذلك الفرنسية، وقد تمكن من تسلق كل الدرجات الأوروبية حتى وصل إلى رئاسة برلمان ستراسبورغ دون أن يحصل على شهادة جامعية.
وفي ستراسبورغ، يتذكر الناس شولتز باعتبار أنه يتمتع بأسلوب مباشر. فصراحته جعلته مشهورًا خلال العديد من المواجهات التي لا تُنسى، وبالذات مواجهته مع رئيس الوزراء الإيطالي المشهور سلفيو برلسكوني (1936-2023) الذي قارنه عام 2003 بـ"كابو" وهو أحد معسكرات الاعتقال النازية (حيث يحول الضحية إلى سجان) مما أثار حادثة دبلوماسية كبرى بين ألمانيا وإيطاليا.
إعلانأما علاقته مع لوبان فتميزت بالتوتر، إذ كان من دعاة إبرام معاهدة دستورية جديدة يطلق عليها "الولايات المتحدة الأوروبية" في حين عرف عن لوبان انتقادها للمؤسسات الأوروبية ونفورها الواضح والمستمر من المفوضية الأوروبية.
واليوم، ها هو القضاء يحظر على لوبان الترشح لرئاسة فرنسا لمدة 5 سنوات، مما يعني عمليا حرمانها من الترشح للمرة الرابعة للرئاسة عام 2027، وهو ما وُصف بالزلزال السياسي، وقد رفض شولتز -في اتصال مع صحيفة "لوبوان"- التعليق على قرار المحكمة الفرنسية.
لكن عدم تعليقه على ما حدث لا يغير حقيقة أن شولتز، وهو رئيس سابق للبرلمان الأوروبي، هو المحرض -وإن لم يكن ذلك هو مقصده- على إجراء أدى الآن إلى تغيير جذري في المشهد السياسي الفرنسي.
وكانت القصة قد بدأت برسالة مجهولة المصدر تلقاها شولتز عام 2015، وتتعلق بتهم موجهة للمنتخبة بالحزب الوطني الفرنسي كاثرين غريسيت رئيسة موظفي لوبان بمقر الجبهة الوطنية، وحارسها الشخصي تييري ليجيه.
وقد بعث شولتز بهذه الرسالة إلى مكتب مكافحة الاحتيال الأوروبي بعد أن لاحظ أن 20 من المساعدين البرلمانيين الـ24 أعضاء البرلمان الأوروبي، من حزب الجبهة الوطنية، يظهرون أيضًا في المخطط التنظيمي للحزب في باريس.