المحتوى الهابط حرب جديدة تخوضها وزارة الداخلية بـلجان متخصصة
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
"المحتوى الهابط" حرب جديدة تخوضها وزارة الداخلية بلجان متخصصة
شفق نيوز/ "مَنْ أمِن العقوبة.. أساء الأدب"، بهذه الكلمات علقت أخصائية الصحة النفسية، الدكتورة هبة الشموسي، على انتشار ظاهرة "المحتوى الهابط" في البلاد، معتبرة ما يحدث "حرباً فكرية" لاستهداف المجتمع ودفعه نحو الهاوية.
وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت في كانون الثاني/يناير الماضي، عن تشكيل لجنة متخصصة لمحاربة "المحتوى الهابط" الذي "يخالف الأخلاق والتقاليد" في مجتمع لا يزال محافظاً إلى حد كبير.
وعدت الوزارة في شريط فيديو ترويجي للحملة أن "هذا المحتوى لا يقلّ خطورة عن الجريمة المنظمة لأنه سبب من أسباب تخريب الأسرة العراقية والمجتمع".
وفي آخر ملاحقات "المحتوى الهابط" في العراق، أصدرت محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا النشر والاعلام، الثلاثاء الماضي، أمر قبض وتفتيش بحق الفنانة (جوانا الاصيل) بتهمة المحتوى الهابط.
ووجهت المحكمة وفقا لقرار الحكم الصادر عنها، أعضاء الضبط القضائي، وأفراد الشرطة، بأنهم "مأذونون" بالقبض على المتهمة "ياسمين محمد حسين ساجت العامري" الملقبة بـ"جوانا الأصيل" وفقا لشكوى الإدعاء العام لقيام المتهمة بنشر محتوى فاضح مخل بالحياء.
ومنذ شهر شباط/ فبراير من العام 2023، تشن وزارة الداخلية ومجلس القضاء الأعلى حملة لملاحقة من اتهمتهم بنشر "محتوى هابط" في وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى إثر ذلك صدرت مذكرات قبض وأحكاماً بالحبس بحق عدة أشخاص.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، في الشهر ذاته، تلقيها 96 ألف إخبار عن "المحتويات الهابطة" عبر منصة "بلّغ" التي أطلقتها على موقعها الرسمي، فيما توعدت أي ضابط يثبت علاقته بناشري "المحتوى الهابط والبلوغرات" بإجراءات قانونية.
جدل ومخاوف
وتنتشر في الآونة الأخيرة بث مقاطع فيديو لمشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي يُقدّمون فيها محتوى هابطاً لا ينسجم مع الثقافة العامة والعادات والتقاليد المجتمعية، وفقا لما رصده ناشطون ومتابعون للشأن الاجتماعي.
لكن في المقابل، يحذّر الناشطون من أن تتحول الحملة إلى مشروع لتكميم الأفواه يهدد حرية التعبير، بحجّة المحتوى "الهابط" الذي لم توضع له معايير محددة، متسائلين عن آليات ومعايير تحديد المحتوى الهابط من الإيجابي، والتي هي وفقهم "فضفاضة" ولا تخضع لنصوص قانونية صريحة وملزمة.
ولطالما أثارت العبارات "المطاطة" التي تستخدم في القوانين المعنية بحرية التعبير حفيظة الناشطين والصحافيين في البلاد، إذ يرون أن عبارة "النظام العام" غير الخاضعة لتعريف محدد من قبل السلطات مثلت مساحة كبرى لتقويض حرية التعبير والتظاهر السلمي في البلاد.
دور التكنولوجيا
تحظى منصتا "يوتيوب" و"تيك توك" برواج في أوساط صانعي المحتوى في العراق، فيما يبلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خلال عام 2022، 28 مليون مستخدم نشط في عموم البلاد.
وفي هذا السياق، تشير أخصائية الصحة النفسية، الدكتورة هبة الشموسي، إلى أن "المجتمع العراقي كان موجهاً فكرياً وعقائدياً وسياسياً لجهة واحدة قبل عام 2003، لذلك لم يكن هناك شيء يطلق عليه بـ(المحتوى الهابط)".
وتضيف الشموسي لوكالة شفق نيوز، "لكن بعد الحرب، دخلت التكنولوجيا بصورة مفاجئة وسريعة إلى المجتمع العراقي على خلاف ما حصل في المجتمعات الأخرى العربية والغربية التي كانت تدخل إليهم بشكل تدريجي، ما أثر سلباً على شخصية الفرد العراقي".
وتوضح أخصائية الصحة النفسية، أن "أكثر فئة تأثرت بسوء استخدام التكنولوجيا هم الشباب الذين وعوا على حروب متنوعة، (فكرية، وتكنولوجية، وسياسية)، لذلك أصبح لديهم تذبذب في الشخصية بين العادات والقيم السابقة والأخرى التي يكتسبها من مواقع التواصل الاجتماعي".
ما يتطلب، وفق الشموسي، "توحيد الجهود وإطلاق حملة للحد من انتشار ظاهرة المحتويات الهابطة في المجتمع التي تنذر بتشكيل جيل يتجه نحو الهاوية".
وتتفق الناشطة، سكينة حيدر، مع ما ذهبت إليه، هبة الشموسي، حول ضرورة الحد من انتشار المحتويات الهابطة، مُحمّلة "وزارة الاتصالات مسؤولية مراقبة وسائل التواصل وحجب المواقع التي تقدم هذه المحتويات".
وتشير حيدر خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الأطفال معرّضون لخطر التقليد السيء لما يشاهدون من هذه المحتويات، في ظل صعوبة سيطرة الأهالي ومراقبة أجهزة أطفالهم على مدار اليوم".
انقسام مجتمعي
بدوره، يرى رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية، هادي جلو مرعي، أن "المزاج العام في العالم تغير، فما يراه البعض محتوى هابطاً عند آخرين خلاف ذلك، كما هو الحال مع العديد من القضايا الإنسانية الأخرى المختلف عليها".
ويضيف مرعي لوكالة شفق نيوز، أن "نظرة المجتمع تتغير وتختلف من جيل لآخر، فضلاً عن تأثير الثقافة الوافدة وما يُشاهد في مواقع التواصل من مشاهد ينقسم المجتمع في تصنيفها لكنها بالنتيجة تلقى رواجاً واهتماماً من ملايين".
ويتابع: "بل أن بعض الأشخاص ينشرون محتويات مُنحطّة وغير أخلاقية تتعدى الألفاظ النابية، لكن لديهم متابعين بالملايين ويتفاعلون معهم، ما يدل على أن المزاج تغير، وبدأ المجتمع يتقبل ثقافة التفاهة، ما يهدد بنية المجتمعات الإنسانية".
تشديد العقوبة
من جهته، يقول الخبير القانوني، حيدر الصوفي، إن "عقوبة المحتوى الهابط في قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 غالباً ما تكون عدة أشهر، وهذه عقوبة قليلة لا تتناسب مع جسامة الفعل الهابط ودخوله إلى كل بيت ومشاهدته من أفراد العائلة كافة وخصوصاً الأطفال والبنات".
ويرى الصوفي في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "هذه العقوبة الخفيفة قد تساعد في نشر المحتوى الهابط وعدم ايقاف ارتكاب هذه الجريمة، لا سيما وأن هذه العقوبة عندما تقترن بالظروف المخففة لها في حال كان المتهم/ة في مقتبل العمر، أو ارتكب الجريمة لأول مرة، أو بدا نادماً، فهذه الظروف تُخفف العقوبة إلى عدة أيام بدل الأشهر".
ويتابع، "لذلك يرى خبراء القانون، ضرورة تعديل العقوبة من الحبس عدة أشهر إلى الحبس عدة سنوات، وفي الظروف المشددة قد تصل إلى السجن 15 سنة، أي رفع مستوى هذه الجريمة من جنح إلى جنايات"، مؤكداً أن "أفضل رادع لإيقاف جرائم المحتوى الهابط هو بتشديد هذه العقوبة".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي وزارة الداخلية المحتوى الهابط التواصل الاجتماعی لوکالة شفق نیوز المحتوى الهابط وزارة الداخلیة مواقع التواصل
إقرأ أيضاً:
وفقاً لاستطلاع شرطة أبوظبي.. "أمن الطرق" يتصدر اهتمام المجتمع
تصدر "أمن الطرق" اهتمام المجتمع في استطلاع للرأي، أجرته شرطة أبوظبي، باللغتين العربية والإنجليزية، لتحديد "المحتوى الرقمي" الأكثر أهمية خلال العام 2024 لمتابعي حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشف الاستطلاع تفضيل الجمهور لمنصة انستغرام، باعتبارها أكثر منصة تواصل اجتماعي يتابع من خلالها المحتوى الإعلامي لشرطة أبوظبي.
وتبين من خلال الاستطلاع، اهتمام الجمهور بالمحتوى المتعلق بأمن الطرق، وتعزيز السلامة المرورية الذي تنشره حسابات "شرطة أبوظبي" على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد العميد محمد على المهيري مدير إدارة الإعلام الأمني، بقطاع شؤون القيادة، أن اهتمام شرطة أبوظبي بإجراء استطلاعات الراي يأتي ضمن جهودها المستمرة لتطوير محتوى رسائلها اليومية عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبما يتماشى مع أولويات المجتمع واهتماماته.
وأضاف أن تفاعل الجمهور مع الاستطلاعات يؤكد تجاوب المجتمع مع الرسائل الإعلامية والحملات المنتظمة التي تنشرها شرطة أبوظبي لتعزيز وعي السائقين بالنظم واللوائح المرورية، وتحفيز السلوكيات الإيجابية لمستخدمي الطرق، والتحذير من التجاوزات والتصرفات السلبية، ضمن أهدافها لتعزيز سلامة مستخدمي الطرق.
وأشار إلى أن شرطة أبوظبي تقدم عبر قنواتها الإعلامية، خدمات إخبارية يومية، إلى جانب رسائل التوعية، والتنبيهات التحذيرية الاستباقية، بالحالات الطارئة على الطرق، على مدار الساعة، تأكيدًا للشراكة بين الشرطة والمجتمع، لتعزيز أمن وسلامة الجميع.
#أخبارنا | استطلاع لشرطة أبوظبي: "أمن الطرق" يتصدر اهتمام المجتمع
التفاصيل :https://t.co/Dppq66OiCn#شرطة_أبوظبي pic.twitter.com/y4EUC9KrRO
وأكد المقدم خليفة عبدالله العبيدلي، مدير مركز التواصل الاجتماعي بإدارة الإعلام الأمني، أن نتائج الاستطلاع بينت أهمية منصة "انستغرام" لدى جمهور المتابعين باعتبارها الأفضل لديهم في متابعة المحتوى الإعلامي لشرطة أبوظبي تلتها منصة "إكس" و"فيس بوك".
وأوضح أن إدارة الإعلام الأمني وبالتنسيق مع مركز التواصل الاجتماعي في شرطة أبوظبي تقوم بإعداد المواد من أخبار وتقارير ولقاءات وبث فيديوهات التوعية وفقاً لأعلى درجات المهنية والاحترافية وبإشراف الكوادر الوطنية المبدعة التي تحرص على مواكبة الأحداث وإيصال رسائل هادفة إلى جانب إثراء منصات التواصل الاجتماعي بالجديد والمفيد والهادف.
وأشار العبيدلي إلى أن شرطة أبوظبي وظفت وسائل التواصل الاجتماعي بالمجال الأمني على نحو ممنهج، في إطار سياسات معتمدة لاستخدامها وسياسة المتحدث الرسمي، مما أسهم في تحقيق الاستثمار الأمثل لها وتوحيد صوت المؤسسة إعلامياً، موضحاً أنه يتم تكثيف المادة المصورة باستهداف فئة مواطني الإمارات عبر منصة "انستغرام" المفضلة لديهم، وزيادة التواصل مع الجنسيات الأجنبية عبر منصة "الفيس بوك"، والاهتمام بالمادة الخبرية في "إكس"، مع التركيز على محتوى رقمي ومثير لاهتمام الجمهور.
وذكر أن نتائج الاستطلاع تسهم بدور كبير في تحديد مؤشرات العمل الإعلامي للمرحلة المقبلة خلال العام الجديد 2025 بالتركيز على أكثر المنصات اقبالاً من الجمهور بما يعزز وصول رسائل التوعية الإعلامية إلى أكبر شريحة من المجتمع عبر منصات التواصل الاجتماعي عموماً.