شاركت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بعرض خمسة من أفلامها المدعومة من صندوق البحر الأحمر في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي (TIFF). 

ويتم عرض الأفلام المشاركة من المملكة العربية السعودية والعالم العربي وإفريقيا، خلال فترة المهرجان من 7 إلى 15 سبتمبر 2023.

يُعدّ مهرجان تورونتو السينمائي الدولي أحد أكبر المهرجانات السينمائية،حيث يشمل على العديد من العروض والمناقشات وورش العمل والفعاليات، كما يشكّل منصّة للتطوير المهني لصانعي الأفلام ويتيح لهم فرصة للتفاعل وتبادل الخبرات مع أهم الخبراء في مجال صناعة الأفلام من جميع أنحاء العالم.

حظى فيلم "مندوب الليل" للمخرج والمنتج السعودي علي الكلثمي، منإنتاج أستديو "تلفاز 11" على اهتمام كبير في مهرجان تورونتو السينمائي؛ حيث تم تصنيف العرض العالمي الأول للفيلم ضمن "Discovery program"، الذي انطلق منه العديد من المخرجين العالميين من بينهم المخرج كريستوفر نولان. تدور أحداث الفيلم في قالب من الكوميديا السوداء حول قصة سائق تطبيق توصيل في مدينة الرياض، يلعب دوره محمد الدوخي في محاولة يائسة لكسب المزيد من المال لتغطية نفقات والده الطبّية ويتورّط في مغامرات غير مشروعة لتحقيق ذلك. حصل الفيلم على تمويل التطوير عام 2021 حينما كان مجرد فكرة، وبعد الانتهاء من تطوير العمل حضي مندوب الليل على دعم إنتاجمن صندوق البحر الاحمر هذا العام ويعتبر صندوق البحر الأحمر منتج مشارك للفلم.

كما يتم عرض فيلمين آخرين مدعومين من صندوق البحر الأحمر، وهما "بانيلوأداما" و"إن شاء الله ولد"، كجزء من برنامج “Centrepiece" في مهرجانتورونتو السينمائي.

 

يحكي فيلم "بانيل وأداما" عن كفاح زوجان شابين للصمود أمام العواصف الحياتية ويتحديان توقعات أسرتيهما في شمال السنغال، وهو من إخراج راماتاتولاي سي. كما حصل هذا الفيلم على دعم سوق البحر الأحمر وتم ترشيحهلكل من جوائز السعفة الذهبية والكاميرا الذهبية في مهرجان كان.

أما عن الفيلم الثاني "إن شاء الله ولد" للمخرج أمجد الرشيد، يروي الفيلم قصة معاناة امرأة بعد وفاة زوجها، حيث تحاول يائسةً توفير حياة أفضل لابنتها وتواجه خيارات صعبة. حصل الفيلم على تمويل الإنتاج من صندوق البحر الأحمر كما حصد على جائزة السكة الذهبية ضمن فعاليات أسبوع النقد في مهرجان كان السينمائي.

تم عرض فيلم "بنات ألفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية ضمن برنامج "Special Presentations" في مهرجان تورونتو السينمائي. قدّمت المخرجةتجربة سينمائية تجمع بين الوثائقي والدراما حيث اُستلهم الفيلم من قصة حقيقية لامرأة تدعى ألفة في الأربعينيات من العمر، تنحدر من عائلة فقيرة وهي ربة منزل وأم لأربعة فتيات، حصل الفيلم على تمويل الإنتاج من صندوق البحر الأحمر كما نال على جائزتي "العين الذهبية" و "فرانسوا شالي" في مهرجان كان السينمائي الدولي.

 

ويمثّل الفيلم المغربي "كذب أبيض" الفيلم الخامس الذي تم عرضه ضمنبرنامج "TIFF Docs"، من إخراج أسماء المدير، حيث يروي قصة عائلتها غفي خضّم أحداث انتفاضة الخبز عام 1981، حيث ظلت تبحث عن أصل وقصة صورة عثرت عليها في منزل والديها. حصلَ الفيلم على جائزة أفضل إخراج في مسابقة "نظرة ما" ضمن مهرجان كان السينمائي، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان ديربان السينمائي الدولي. ويجدر بالذكر أن الفيلم قد حصل على تمويل الإنتاج من صندوق البحر الأحمر.

وبهذه المناسبة قال محمد التركي، الرئيس التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، "أود أن أعرب عن امتناني للجنتي الخبراءوالاختيار في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي. حيث إن نجاح هذه الأفلام الخمسة يمثّل كشهادة على المواهب الرائعة التي ندعمها في مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، ونحن فخورون بأن هذه الأفلام ستتاح لها الفرصة لروايةقصص من المملكة العربية السعودية والعالم العربي وإفريقيا، وذلك بتمكينها من الحضور على المنصات السينمائية الدولية مثل مهرجان تورونتو السينمائي الدولي."


يقدم صندوق البحر الأحمر التمويل للأفلام في جميع مراحل التطوير والإنتاجوما بعد الإنتاج، وجاء لدعم الأصوات الأصلية والمواهب الجديدة، خاصة من المملكة العربية السعودية والعالم العربي وإفريقيا.

حول مؤسسة البحر الأحمر السينمائي:

تهدف مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثالثة إلى جلب أفضل المختارات من السينما العربية والعالمية إلى مدينة جدة، حيث ستقدم تشكيلة متنوعة ومختارة من الأفلام، إلى جانب مجموعة من البرامج بدايةً من الاحتفال بتاريخ عمالقة الفن في السينما ونهايةً بتقديم أصوات واعدة وجديدة من داخل المنطقة وخارجها للجمهور. ستتيح المؤسسة أيضاً منصّة تحتضن نخبة من صنّاع الأفلام العرب والعالميين والمواهب الفنيّة وتستضيف العديد من مسابقات الأفلام الطويلة والقصيرة، وإقامة العديد من المناسبات والدروس وورش العمل التي تهدف إلى دعم المواهب الناشئة.

يعمل صندوق البحر الأحمر تحت مظلة مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، كمنصة تحتضن وتجمع صناع الأفلام العرب وخبراء الصناعة من أنحاء العالم، كما يدير مسابقات للأفلام الطويلة والقصيرة ويقيم سلسلة من الفعاليات والدروس وورش العمل التي تهدف إلى رعاية وتنمية المواهب الناشئة. كما يرعى صندوق البحر الأحمر توطيد روابط التواصل والعلاقات بين صناع الأفلام السعوديين والعالميين عبر إتاحة برنامج متكامل يضم عدداً من الندوات السينمائية التي تسعى إلى احتواء الإنتاج الدولي والإقليمي المشترك، إلى جانب المشاريع والأعمال التي لا تزال قيد الإنتاج والتوزيع العالمي، كما أنه سيخلق فرصاً جديدة للعمل والتعاون طوال أيامه الأربعة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحر الأحمر السينمائي المملكة العربية السعودية مهرجان تورونتو السینمائی الدولی فی مهرجان تورونتو السینمائی الفیلم على مهرجان کان العدید من على تمویل

إقرأ أيضاً:

«المركب الشراعي» رحلة عبر الزمن

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مساجد الشارقة.. صور تجسّد عمارة القلوب د. نزار قبيلات يكتب: «فوات الأوان».. توسّل النصوص وتفلّت الإجابات

يأخذنا كتاب «حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر: تاريخ ثقافي للاستكشاف المحمول بحراً في العالم الإسلامي» في رحلة عبر الزمن، مستعرضاً الدور الحيوي الذي لعبته المراكب الشراعية في تشكيل هوية المجتمعات الساحلية على ضفاف البحر الأحمر. يتناول المؤلف والباحث ديونيسيوس آجيوس، المتخصص في الدراسات الإثنوغرافية واللغوية، هذا الموضوع من منظور ثقافي شامل، حيث يسجل بصوت سكان البحر الأحمر أنفسهم تاريخاً شفهياً غنياً، مدعوماً بالمصادر التاريخية والمقابلات الميدانية.
ترجم الكتاب د. أحمد إيبش، الباحث والمؤرخ المتخصّص في التاريخ الإسلامي والتاريخ الحديث، وصدر الكتاب عن مشروع «كلمة»، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، ويتميز الكتاب بأسلوبه التحليلي الذي لا يقتصر على البعد التاريخي للمراكب الشراعية، بل يدمج بين الجغرافيا، والثقافة، والتجارة، والمعتقدات التقليدية، ليرسم صورة متكاملة عن هذا العالم البحري. كما أنه يُعدُّ أول دراسة من نوعها تُسلِّط الضوء على المركب الشراعي كوسيلة للتبادل الثقافي، وليس مجرد أداة للنقل أو التجارة.
رحلة بحرية 
يركز المؤلف في كتابه على أن البحر الأحمر لم يكن مجرد ممر مائي، بل كان مسرحاً لحركة دائمة من التجار، والصيادين، والحجاج، والبحارة الذين لعبوا دوراً أساسياً في بناء الهوية الثقافية للمنطقة. ومن خلال 18 فصلاً، يستعرض الكتاب تطور المراكب الشراعية، وأشكالها المختلفة، وأساليب بنائها، إضافة إلى الطقوس والعادات المرتبطة بالملاحة البحرية.
يبدأ الكتاب باستعراض الذكريات الثقافية للمراكب الشراعية، حيث يجمع شهادات حيَّة من سكان السواحل حول دور البحر في حياتهم اليومية. ويوضح المؤلف أن المراكب الشراعية لم تكن وسيلةَ نقلٍ فحسب، بل كانت جزءاً من نسيج الحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث شكَّلت وسيلة لنقل البضائع، وتيسير رحلات الحج، وممارسة الصيد واللؤلؤ.
في هذا الإطار، يخصِّص الكاتب فصولاً لدراسة السياق الجغرافي والمناخي للبحر الأحمر، ويقدم وصفاً دقيقاً لطبيعته البحرية، والتيارات، والرياح الموسمية التي حدَّدَت مواسم الإبحار عبر العصور، كما يتطرق إلى العلاقة بين البحر والتجارة، خاصة خلال الفترة العثمانية والاستعمارية، حين أصبحت موانئ مثل جدة، وعدن، والمخا مراكز رئيسة لتجارة البن والسلع الشرقية.
أنواع المراكب
من الفصول المهمة في الكتاب، ذلك الذي يتناول أنواع المراكب الشراعية في البحر الأحمر، مثل السَّنبوك، والزاروك، والفلوكة، والدَّاو، حيث يسجل المؤلف أوصافها، وتصاميمها، والتغيرات التي طرأت عليها عبر الزمن، ليُظهر الكتاب كيف أن بناء السفن كان يعتمد على الخبرة المتوارثة دون الحاجة إلى مخططات مكتوبة، مما جعل لكل مجتمع ساحلي بصمته الخاصة في صناعة السفن. كما يتناول الكتاب حياة البحارة على متن هذه المراكب، وأغاني البحر التي كانت تُنشَد أثناء الإبحار، مما يعكس التقاليد البحرية العريقة التي كادت تندثر. 
تحولات وتحديات 
لا يغفل الكتاب التحولات التي طرأت على البحر الأحمر مع دخول السفن البخارية، وافتتاح قناة السويس عام 1869، حيث أدَّى ذلك إلى تراجع دور المراكب الشراعية لصالح النقل البحري الحديث، كما يتطرق إلى التحديات التي تواجه المجتمعات البحرية اليوم، مثل التغيرات البيئية، واندثار الحرف التقليدية، وتأثير العولمة على هوية البحر الأحمر.
وثيقة تاريخية 
 يُعد هذا الكتاب وثيقة ثقافية وتاريخية فريدة، حيث يجمع بين البحث الأكاديمي والعمل الميداني، ليقدم رؤية شاملة حول الدور الذي لعبته المراكب الشراعية في تاريخ البحر الأحمر، فمن خلال هذا السرد العميق، يدعونا ديونيسيوس آجيوس إلى إعادة اكتشاف تراث بحري مهدد بالاندثار، والتأمل في العلاقة بين الإنسان والبحر كقوة دافعة للتاريخ والتفاعل الثقافي.
«حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر» ليس مجرد كتاب تاريخي، بل هو شهادة حيَّة على تراث بحري غني، ونافذة تطلُّ على عالم كان فيه البحر أكثر من مجرد طريق، بل حياة بحدِّ ذاتها.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علاقات دولية: القانون الدولي يدين الحوثيين بسبب سجل انتهاكاتهم
  • النقل: اكتمال عدد من مشاريع تأهيل مطار بغداد الدولي بداية نيسان المقبل
  • قرار صنعاء وفشل واشنطن في البحر الأحمر
  • معامل البحر الأحمر تفتح باب التقديم للنسخة الثالثة من برنامج «معمل المسلسلات»
  • في حفلها السنوي.. "بوشر الوقفية" تحتفي بالمبادرات الخيرية وتؤكد أهمية الشراكة المجتمعية
  • 5 إبريل.. انطلاق مهرجان جمعية الفيلم بأفضل الأفلام
  • «المركب الشراعي» رحلة عبر الزمن
  • بمشاركة جارموش ولينكليتر.. مهرجان كان السينمائي يستعد لنسخة استثنائية
  • لبنان يبلور نقاط اتفاق مجدّد مع صندوق النقد الدولي
  • رئيس مؤسسة صندوق دعم المرأة في الشرق الاوسط السيدة كولشان كمال علي في الاحتفالية المركزية ..