أكد السفير السعودي الجديد لدى إيران عبدالله بن سعود العنزي، أن العلاقات بين الرياض وطهران ستشهد فصلا جديدا وستتطور على جميع الأصعدة خاصة الاقتصادية والاستثمارية.

وقال العنزي في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) الأربعاء إن العلاقات التي استؤنفت مؤخرا بين البلدين ستكون "بناءة وقوية وعلى أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وحسن الجوار".

وأوضح أن زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى السعودية ستنجز في وقتها المناسب بناء على دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وتابع السفير السعودي قائلاً إن الاتفاق بين طهران والرياض كان له انعكاس وصدى واسعين، و"تأثير كبير في الكثير من المواضيع".

وأرجع العنزي الترحيب الدولي الواسع بالاتفاق إلى كون البلدين "جارين ومهمين في المنطقة" مؤكدا أن الاتفاق "سيعزز السلام والأمن في المنطقة ويساعد في تحقيق الرخاء لشعبي البلدين".
اقرأ أيضاً

السعودية: سفيرنا لدى إيران قدم أوراق اعتماده رسميا

وكان السفير السعودي قدم أوراق اعتماده رسميا الأحد الماضي، إلى وزير خارجية طهران حسين أمير عبداللهيان، قبل أن يعقدا جلسة ثنائية بحثت بعض القضايا الثنائية والإقليمية.

ووصل العنزي الأسبوع الماضي إلى طهران، وفي نفس اليوم توجه سفير إيران بالمملكة علي رضا عنايتي إلى الرياض، ليعلنان لرسميا رفع مستوى الوفدين الدبلوماسيين بين البلدين.

وتوصلت إيران والسعودية في بكين، يوم 10 مارس/آذار الماضي، وبعد 5 جولات من المفاوضات الأمنية في العراق (ابتداء من أبريل/نيسان 2021 والجولة الأخيرة في مايو/أيار 2022)، وثلاث جولات من المحادثات في عمان، ووساطة هذين البلدين، إلى اتفاق نهائي لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.

اقرأ أيضاً

رسميا.. السفير الإيراني الجديد يصل السعودية لبدء مهامه الدبلوماسية

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية إيران السفير السعودي لدى إيران السفیر السعودی

إقرأ أيضاً:

مأزق إيران مع دونالد ترامب

قال تشارلي غاميل، مؤرخ ودبلوماسي بريطاني سابق عمل في مكتب إيران بوزارة الخارجية، إن ثمة جدلاً ساخناً بين السياسيين في إيران – سواء كانوا من المتشددين أو الإصلاحيين – يدور حول سؤال مصيري مفاده: هل يجب على طهران أن تدخل في مفاوضات مع دونالد ترامب؟

ترامب يسعى إلى تحقيق إنجاز دبلوماسي تاريخي

وأضاف الكاتب في مقاله بموقع مجلة "سبكتيتور" البريطانية: لم يُخفِ ترامب رغبته في إبرام اتفاق جديد يُجبر إيران على التخلي عن برنامجها النووي، إذ يرى أن مثل هذا الاتفاق قد يقلل من احتمالية قيام إسرائيل بشن هجوم عسكري ضد إيران.
لكن على عكس إدارته الأولى، التي ضمت شخصيات متشددة مثل مايك بومبيو وجون بولتون وبريان هوك، تحيط بترامب اليوم مجموعة من المستشارين الذين تتراوح آراؤهم بين الحمائم والصقور.

وتشير هذه التشكيلة المتنوعة إلى أن ترامب يُبقي جميع الخيارات مفتوحة، لكنه يميل إلى التفاوض كخطوة أولى. ومع ذلك، فإن أي اتفاق لن يكون ممكناً دون الأخذ في الاعتبار موقف إسرائيل.

معارضة نتانياهو للمفاوضات

وأشار الكاتب إلى أن أول زعيم أجنبي زار البيت الأبيض بعد فوز ترامب هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو، مرجحاً أن تكون إيران القضية الأهم على جدول الأعمال. 

Trita Parsi: "Trump is keeping the door wide open for a major deal with Iran. That door won’t be open forever.
And Trump should take note: No deal he makes in the Middle East will make up for the disaster of getting the U.S. military bogged down in Gaza.https://t.co/jwiCuZMdVX

— Iraj Tafreshi (@IrajTafreshi) February 5, 2025

وكان نتانياهو دائماً العقبة الكبرى أمام أي محاولات أمريكية للتفاوض مع طهران، إذ استخدم على مدى سنوات في الأمم المتحدة رسوم القنابل والوثائق المسروقة من طهران لإقناع العالم بضرورة التصدي لإيران.
وتابع الكاتب: سيحاول نتانياهو إقناع ترامب بأن النظام الإيراني اليوم أضعف من أي وقت مضى، وأن هناك صراعات داخل الحرس الثوري الإيراني وضبابية حول مسألة خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي.
ومن هذا المنطلق، سيضغط نتانياهو على ترامب لزيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران بدلاً من تقديم عروض دبلوماسية.

صفقة دبلوماسية أم سياسة الخنق؟

في المقابل، يبدو أن ترامب يسعى إلى تحقيق إنجاز دبلوماسي تاريخي، كما فعل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في سنغافورة عام 2018.

لكن المشكلة تكمن، برأي الكاتب، في أن أي عرض متشدد قد يدفع خامنئي إلى الزاوية، مما يجعل من المستحيل على إيران التفاوض دون التعرض لهزة داخلية خطيرة. وبالتالي، فإن مسار العلاقة بين طهران وواشنطن في 2025 سيكون حاسماً لمستقبل الشرق الأوسط.

هل يمكن لطهران الصمود؟

ولفت الكاتب النظر إلى أن الاقتصاد الإيراني يواجه كارثة حقيقية. فالتضخم والبطالة في ارتفاع مستمر، بينما تنهار قيمة الريال الإيراني، وترتفع مستويات الفقر بشكل غير مسبوق. وتعاني البلاد من أزمة طاقة خانقة، حيث تجد إيران – رغم ثرواتها النفطية والغازية الهائلة – صعوبة في توفير التدفئة للمدارس والمستشفيات والمباني الحكومية. 

Iran’s Donald Trump dilemma https://t.co/dBjyaPDDJ8

— R.g.holms (@HolmsR26652) February 3, 2025

وفي ظل هذه الظروف، بدأت بعض الأصوات داخل النظام تطالب بإيجاد مخرج من العزلة الدولية. وهناك مخاوف حقيقية لدى بعض المسؤولين من أن استمرار هذا الوضع قد يهدد بقاء إيران نفسها. ويعتقد هؤلاء أن رفع العقوبات وجذب الاستثمارات الأجنبية قد يكون السبيل الوحيد لإنقاذ الاقتصاد المنهار.
لكن المشكلة، حسب الكاتب، أن هذا الحل قد لا يكون مرحباً به من قبل حلفاء إيران الأساسيين، روسيا والصين.

الصين وروسيا: المستفيدون من معاناة إيران وتستفيد بكين وموسكو من العقوبات المفروضة على إيران. فالصين، على سبيل المثال، تشتري النفط والغاز الإيراني بأسعار مخفضة بسبب العزلة الاقتصادية التي تعيشها طهران. أما روسيا، فهي بحاجة إلى الدعم الإيراني لموازنة قوتها الجيوسياسية في الصراعات العالمية، لا سيما في أوكرانيا وسوريا.
وفي حال رفعت واشنطن العقوبات عن إيران، فسيؤدي ذلك إلى إخراج طهران من دائرة النفوذ الروسي والصيني، مما قد يغير المشهد الاستراتيجي في المنطقة.
لكن هناك خطر آخر يهدد النظام الإيراني من الداخل، وفق الكاتب. فرفع العقوبات قد يغضب شريحة كبيرة من الشباب الإيراني الغاضب والرافض لوجود النظام الديني برمّته. هؤلاء الشباب يرون أن أي اتفاق مع واشنطن من شأنه أن يطيل عمر النظام، وهو ما يتعارض مع تطلعاتهم إلى التغيير.
وإذا قرر خامنئي التفاوض مع ترامب، فقد تُفسَّر هذه الخطوة على أنها علامة ضعف، مما قد يؤدي إلى موجة احتجاجات جديدة تهدد بقاء النظام. الحرس الثوري والفساد الداخلي وعلى مر السنوات، تحوّلت إيران إلى دولة تعاني من استشراء الفساد، حيث يتم تهريب المليارات إلى حسابات مصرفية في جنيف ولندن. وإذا تدفقت الأموال بفعل تخفيف العقوبات، فهناك احتمال كبير أن ينتهي بها المطاف في جيوب النخبة الحاكمة بدلاً من تحسين حياة المواطنين العاديين.
وبالتالي، قد يكون ما يُفترض أن يكون "إنقاذاً" للنظام هو في الحقيقة تسريعاً لانهياره من الداخل. إيران وأمريكا: صراع عقائدي أم ضرورة سياسية؟ وبالنسبة للمتشددين في طهران، فإن ترامب ليس مجرد رئيس أمريكي، بل هو التجسيد الصارخ لما يكرهه النظام: الغطرسة الأمريكية، والسياسات غير المتوقعة، والقوة العسكرية الطاغية. فقد انسحب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، وهو من أمر باغتيال قاسم سليماني، القائد الأبرز للحرس الثوري.
لكن المفارقة، حسب الكاتب، أن النظام الإيراني اليوم قد يجد نفسه مضطراً للرهان على هذا الرجل نفسه لإنقاذ اقتصاده المتداعي. وهنا تكمن المفارقة الكبرى: هل يمكن لإيران أن تثق بترامب، أم أنها ستكون مجرد ضحية أخرى لبراغماتيته السياسية؟

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: نرغب بإقامة «علاقات ودية» مع جميع الدول
  • «الدبيبة» يبحث مع السفير الألماني استئناف الرحلات الجوية بين البلدين
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يستقبل السفير التونسي بالقاهرة لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • "مدينة صواريخ" إيرانية تشكل تحدياً جديداً لأمريكا وإسرائيل
  • إيران توجه رسالة طمأنة إلى ترامب
  • مأزق إيران مع دونالد ترامب
  • أردوغان: زيارة الرئيس السوري تاريخية وتفتح فصلا جديدا من التعاون
  • أول لقاء رسمي بين أردوغان والشرع في أنقرة لبحث علاقات البلدين
  • السيسي وملك البحرين يؤكدان عمق وقوةً علاقات البلدين وتعزيزها في كافة المجالات
  • وزير الداخلية يبحث مع السفير القبرصي سبل التعاون بين البلدين وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة