الناس لبعضيها.. شاب منوفي يلغي فرحه حزنا على جاره المتوفي في ليبيا
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
سادت حالة من الحزن بين أبناء عزبة سيدى صالح بقرية زاوية الناعورة بمركز الشهداء في محافظة المنوفية وذلك عقب وفاة أحد أبناء العزبة في حادث أثناء عمله باحدي المدن الليبية عقب إعصار دانيال.
وشيع العشرات من أهالي القرية جثمان عيد عبود خميس ابن القرية صباح أمس الأربعاء عقب وصول الجثمان من ليبيا بعد وفاته بصعق كهربائي أثناء عمله كحداد مسلح في البناء حيث تلامس أحد الأسياخ الحديدية مع التيار الكهربائي أثناء عمله.
بعد إعصار دانيال|مصرع حداد مسلح بصعق كهربائي أمام شقيقه في ليبيا.. فيديو وصور بالمجان.. «صحة المنوفية» تنظم قافلة طبية بكافة التخصصات لمدة يومين بمركز تلا
وأعلن الشاب محمد الشاعر أحد أبناء القرية عن إلغاء حفل فرحه المقرر إقامته غدا الجمعة في إحدى القاعات بالقرية وذلك تقديرا منه لحزن أسرة ضحية لقمة العيش في ليبيا.
وكتب الشاب في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك " ننعي بكل الحزن والأسي أسرة المرحوم بإذن الله عيد عبود خميس العائد من ليبيا وتم إلغاء قاعه لامور بسيدي صالح التي تم حجزها ل فرحي الموافق يوم الجمعه القادم بأذن الله
مشاركين أهالي المرحوم بإذن الله حزنهم وأساهم علي فقدان المرحوم بإذن الله سائلين الله عز وجل أن يتغمده برحمته ويجعل مثواه الجنه وقدر الله وما شاء فعل الحمد لله رب العالمين".
فيما جاءت التعليقات بأن هذا من شيم الاخلاق والاحترام بين الجيران أبناء القرية الواحدة وسط دعوات بالرحمة المتوفي.
وقال، شقيق المتوفي ، أنهما كانوا يعملون في ليبيا منذ عام ٢٠١٦ وعادوا الي مصر أثناء الثورات ولكنهم عادوا مرة أخري للعمل في ليبيا كحدادين مسلح في مدينة الابيار في ٢٠٢١.
واضاف، أن شقيقه كان يعمل معه، وأثناء إعصار دانيال حذرت السلطات الليبية من الخروج بسبب العاصفة والامطار, مؤكدا أنهم كانوا علي مسافة بعيدة من مدينة درنة التي شهدت احداث كبيرة نتيجة الإعصار.
واشار، الي أن عقب انتهاء الاعصار خرجوا للعمل في موقع البناء بسبب ضغط الشغل الكبير وأثناء رفع شقيقه أحد الأسياخ الحديدية صعقه التيار الكهربائى نتيجة تلامسه مع أحد الأسلاك الكهربائية.
وتابع الشقيق الأكبر، أنه كان مع شقيقه ولكن لحظة الوفاة حدثت في ثانية من الزمن ومات أمام عينه حيث كان يعتبره ابنه الأصغر وليس شقيقه فقط فقد كان يعملان معاً.
وأوضح أن شقيقه زار مصر في إجازة لمدة أربعة أشهر في رمضان الماضي حيث كان متزوج ولديه أربعة أبناء اثنين من البنات واثنين من الأولاد أكبرهم في الصف الثالث الابتدائي.
وتابع أنه قام بإنهاء إجراءات دفن شقيقه وعاد بالجثمان من ليبيا ليتم دفنه في قريته بالشهداء، مؤكدا أنه تم تسهيل الإجراءات له للمرور والعودة الي مصر.
وأكد أنه تم دفن شقيقه في الساعات الأولي من صباح أمس وحضر العشرات من أبناء العزبة والقري المجاورة رغم أن الجنازة كانت في السابعة صباحا ولكن شارك الكثيرين لحبهم لشقيقه الأصغر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعي التيار الكهربائى المدن الليبية المنوفية صعق كهرباء ضحية لقمة العيش عمل في ليبيا محافظة المنوفية فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
هدي النبوة.. خطيب المسجد النبوي: يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرا
قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه ينبغي بذل الخير والسعي في إسعاد الناس ونفعهم، والتيسير على العباد، ودفع الضرر عنهم، والسعي في إصلاح ذات البين.
هدي النبوةوأضاف“ الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الثالثة في جمادي الآخر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أن ذلك امتثالاً لما حثّ عليه دين الإسلام، وبما جاء في كتاب الله جل وعلا، وهدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من القول والعمل.
وأوضح أن من هدي النبوة، ومن نور الرسالة الذي يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرًا وهدفًا، ويربط المسلم مجتمعه، ويجعله فاعلاً بينهم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا) رواه الطبراني.
وأشار إلى أن هذا الحديث، يصحّح نظر المسلم للكون والخلق والحياة، ويقوّم المسار، ويوجه البوصلة، وهو جدير بأن نتأمل حروفه ونتبين مدلوله، ليتدفق في عروق الأفراد والمجتمعات طعم الإسلام، وحلاوة هذا الدين.
يصحّح نظر المسلموتابع: خاصة حين تغلب روح الأنانية والفردية، ويتضخم حب الذات، وتجمد العواطف، وتذبل العلاقات، وينشغل المسلم عن واجبه تجاه أمته، وعن رسالته في حق وطنه، وعن دوره في مجتمعه.
ولفت إلى أن أعظم وسام يناله المسلم؛ أن يكون أحبّ الناس إلى الله، وأعظم تحفيز للمسارعين إلى الله وطالبي رضاه، زرع البسمة على الشفاه، وكشفُ الكربة عن المكروبين، وبذل العون للمحتاج.
وأفاد بأنه بمثل هذه التوجيهات الربانية والنبوية يربّي الإسلام أفراده على العطاء، ويجعل كل واحد منهم نبعًا يفيض بالخير والعطاء، فمن سلك هذا المسلك فإن حياته تتّسع، وصدره ينشرح، وتحلّ عليه البركة.
ونبه إلى أن أبواب النفع ليست محدودة في نطاق محصور، ولا في مجال ضيق، مشيرًا إلى وظيفة النبوة التي جُعلت لنفع الخلق وإخراجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام، فترك لنا الأنبياء والصالحون أمثلة عظيمة على المشاريع الحياتية التي كرّسوا حياتهم من أجلها.
أبواب النفعونوه بأنه قام كل نبيٍ بدعوة قومه لتوحيد الله، وأرسى معالم ومنارات اهتدى بها الناس من بعدهم، فنبي الله نوح عليه السلام يبني سفينة النجاة لأمته، ونبي الله إبراهيم عليه السلام يلبّي نداء ربه ويمتثل أمره ببناء الكعبة لتكون قبله للتوحيد وللعبادة للأجيال القادمة.
واستطرد: ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ويرسي فيها مكارم الأخلاق وقيم التربية ومحاسن الأمور، ولما رجع صلوات ربي وسلامه عليه من غار حراء قد عرته الدهشة للملك الذي جاءه في الغار.
وأردف : يقول لخديجة رضي الله عنها: "قد خشيت على نفسي" فقالت له: "كلا، أبشر، والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" متفق عليه.
وبين أن هذه الأحوال كلها مشتملة على نفع متعدٍّ للآخرين، فكانت عاصمة له بإذن الله من أن يصيبه خزيٌ أو حزن أو أذى، كما تعلم الصحابة من نبيهم هذا الدرس ووعوه جيدًا وضربوا أروع النماذج في النفع، واستثمر كل واحد منهم ما وهبه الله من قدرات ومواهب في مشاريع حياتية تركت آثارًا خالدة على الأمة الإسلامية.
تعلم الصحابة هذا الدرسوبين الشيخ الثبيتي أن نفع الأمة له أشكال عديدة، فتارة بنشر الإسلام وبناء قيمه السامية، وتارة بإغاثة الملهوفين، ودعم الفقراء والمساكين، ومرة ببناء المساجد ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات الخيرية.
وواصل: ثم بنفع الوطن الذي عاش على ترابه واستنشق هواءه ونهل من معينه بالإسهام في بناء مؤسساته، والعمل على ازدهاره ورفع شأنه، والانخراط في تنميته والعمل على استقراره وتعزيز لحمته.
وأفاد بأن من بين الناس من يجعل حياته مشروعًا يحمل الخير للناس، يضع نصب عينيه تجاوز حدود الوقت والمكان، فيكون سببًا في نفع أجيال متعاقبة حتى بعد أن يودع هذه الدنيا.
وذكر أن هؤلاء هم أصحاب الهمم العالية والطموحات الكبيرة، الذين يبذلون حياتهم لمشروع واحد عظيم، وهدف سامٍ كبير يملأ حياتهم، ويملأ حياة الناس من بعدهم، فينتفع به الناس أيّما انتفاع، ويسعى دومًا بالارتقاء بشأن المجتمع بخدمة يقدمها في مجال العلم أو الاقتصاد أو الصحة أو أي مجال من مجالات الخير والتطوع والتطوير والبناء.
مشروع الحياةوأكد أن مشروع الحياة حتى لو كان صغيرًا فإنه كبير بالنية الصادقة، وهي رسالة يحملها صاحبها طيلة حياته، يعمل من أجلها في كل لحظة من لحظات عمره، يبذل في سبيلها من جهده ووقته وماله؛ ليكون أثره ممتدًا بعد وفاته، ونفعه وأجره مدرارًا في ميزان حسناته، ومن أخلص النية وكان هدفه إرضاء ربه؛ نال مراده وبارك الله في جهده.
وأشار إلى أن مشروع الحياة قد يستغرق سنوات حتى يؤتي ثماره، لكن أصحاب الهمم العالية لا تثنيهم العقبات، ولا يحبطهم الفشل، بل يتعلمون ويمضون قدمًا بالصبر ومداومة العمل والعطاء وبذل الخير، مذكرًا بمن ساهموا في نفع الناس وتطوير المجتمعات بتأسيس المدارس والجامعات والمستشفيات، وتطوير العلوم والمعارف، ونشر العلم، وغرس القيم والدعوة إلى الله، فخلّد التاريخ أسماءهم، وحفظ الرب أجرهم، لا لأنهم بحثوا عن المجد الشخصي، ولكن لأنهم اختاروا نفع الناس، والارتقاء بأمتهم ووطنهم، ولا ينقطع أجرهم بوفاتهم.
ودعا إلى استشعار هذه المفاهيم العظيمة في تطوير المجتمع، وتأسيس المبادرات التي تنهض بالوطن، وتعزز من قوة الأمة، مشيرًا إلى حاجة الأمة اليوم إلى كل جهد نافع، ولكل مشروع يحمل الخير للأجيال القادمة.