حفيدة أحمد عرابى تتحدث لـ«البوابة نيوز»: غيرة ابن العمدة غيرت مسار حياة زعيم الثورة.. وكان يجالس البسطاء تحت «دقن الباشا».. منزله يعانى الإهمال ومتحفه أصبح وكرًا للمخدرات
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
في «هرية رزنة» تلك القرية التي تقع على ضواحي مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، ولد الزعيم الراحل أحمد عرابي، وتحديدًا في اليوم الأخير من مارس عام ١٨٤١، لأب كان محفظًا للقرآن الكريم وشيخ بلد وأحد أعيان محافظة الشرقية يمتلك نحو ١٨٠ فدانًا.
عاش الطفل أحمد حياة رغد مع إخوته محمد وقاسم، ولكن اهتمام والده بالتعليم جعل الطفل الذي كان يتمتع بذكاء شديد يُجيد القراءة والكتابة والحساب منذ صغر سنه، فحفظ القرآن الكريم وأتقن معانيه وبات أحد نبغاء القرية بين أبناء جيله؛ إلى أن بات أحد أبرز القادة والزعماء في مصر.
حفيدة الزعيم أحمد عرابى تتحدث لـ«البوابة نيوز»
في خضم الذكرى الـ ١٤٢ لثورة الزعيم أحمد عرابي والتي قامت في الـ ٩ من سبتمبر عام ١٨٨١ ورحيل «الزعيم» أيضا في نفس الشهر عام ١٩١١، تحدثت «البوابة» مع حفيدة أحمد عرابي، السيدة وفاء السيد وهي من الجيل الرابع لـ أحفاد الزعيم الراحل.
تقول السيدة وفاء: حفظ «عرابي» القرآن الكريم وأجاد القراءة والكتابة، وكان سيكمل تعليمه في الأزهر الشريف بعد حصوله على الإجازة، وكان يتمتع بالذكاء الشديد؛ ولكن كان من أبناء جيله «ابن العمدة» وكان فاشلًا في التعليم ومحدود الذكاء، ولكن الغيرة ملأت قلب العمدة فقام بإبلاغ «الجهادية» لتجنيد أحمد عرابي ومنعه من الالتحاق بالأزهر الشريف؛ وبالفعل التحق الطفل عرابي بالجهادية في اليوم الذي كان سيلتحق بالأزهر.
أحمد عرابي أول وزير للحربية المصرية
مرت الأيام الأولى في تدريب الجهادية وبدأ تمييز المُتعلمين عن غيرهم؛ وكان عرابي يُجيد القراءة والكتابة؛ وبالفعل انضم عرابي لـ الأعمال الإدارية والكتابية في الجهادية؛ ولكن من حسن حظه أعجب به ضابط مصري وكان هو السبب الرئيسي في السماح لـ عرابي بتحقيق حلمه مره أخرى والالتحاق بالأزهر الشريف؛ رغم أن قواعد الجهادية آنذاك كانت تمنع التعليم للجنود.
تُضيف حفيدة عرابي، تدرج الزعيم في المناصب العسكرية إلى أن أصبح أول وزير للحربية المصرية؛ وتزوج من الأميرة صديقة شقيقة الخديوى إسماعيل؛ وكان يحظى عرابي بحبٍ كبير من الخديوي حتى قبل زواجه من شقيقته؛ وقد منحه الخديوي رتبه البكوية وبعدها الباشوية.
«دقن الباشا» سر حب البسطاء للزعيم عرابي
وتؤكد حفيدة عرابي، أن جدها الثالث لـ أبيها كان يحظى بحب شديد جدًا بين الفلاحين والبسطاء وأهالي قريته؛ وكانت أغلب إقامته في قاهرة المعز؛ ولكن بين فترة وأخرى كان يزور أهالي قريته ومسقط رأسه بقرية هرية رزنة ضواحي مدينة الزقازيق؛ وكان أهالي البلد ينظمون استقبالًا أسطوريًا لـ «عرابي»؛ فيُجهز الحصان الأبيض شديد القوام ويحمل الرجال والنساء والصبية جريد النخل مرددون أغنية بسيطة «الباشا عرابي جه يلا نروح طرح البلح»؛ وهي منطقة قريبة من محطة القطار الزقازيق وسميت بـ«طرح البلح» لأنها كان بها نخيل كثيف جدًا؛ وكان هذا الاستقبال الاسطوري يحدث كل زيارة عند قدوم عرابي إلى قريته.
الزعيم أحمد عرابي
وعن شخصيته، تؤكد حفيدة الزعيم أن جدها كان شديد الذكاء والبُنيان وكان لين القلب مُحبًا للبسطاء والفلاحين من أبناء قريته؛ مُدللة على ذلك بقولها: كان يقضي عرابي إجازته في قريته بين البسطاء، وكان دائمًا يجلس نهارًا مُستظلًا بشجرة تقع في أملاك والده سميت بـ «دقن الباشا»، وهي شجرة تطرح ما يُشبه بـ«وردة بيضاء وشعر غزير» ولها رائحة طيبة وذكية؛ وكان يُجالس الزعيم البسطاء من أهل القرية تحت هذه الشجرة ويشاركهم الطعام والشراب.
أدخل الشاى إلى مصر وأول من أرسل بذور المانجو لزراعتها فى الغربية
وعن نفي الخديوي توفيق «عرابي» نحو ١٩ عامًا إلى سيرلانكا بعد دخول الإنجليز مصر عام ١٨٨٢ وفشل الثورة العرابية، تقول الحفيدة: «أهل البلد حبوه جدا ونشر الإسلام في سيرلانكا وأنشأ جامعة يدرس فيها مثل جامعة الأزهر تسمى بالجامعة العربية، لافتة إلى أن أحمد عرابي هو من دخل الشاي إلى مصر؛ كما أنه بعث بذور المانجو إلى صديقه في الغربية بعد أن استحسن تذوقها في المنفى وأدخلها أيضًا مصر وتم زراعة أول شجرة مانجو في مصر في محافظة الغربية عن صديق لـ «عرابي»، خاصة وأنه الخديوي توفيق كان أمم كل أملاكه في مصر.
وتضيف «وفاء» كان يعيش جدي الزعيم عرابي في سيرلانكا بلد المنفى حياة هادئة وحُبب بين الناس؛ وكان يُقيم في بيت على تبة عالية يُحيطها مساحة خضراء واسعة؛ وقد تزوج في بلد المنفى وأنجب عددا من الأبناء من بينهم «محمد»؛ وقد تولى نجله سفيرًا لسريلانكا إلى مصر وزارهم في محافظة الشرقية وتعرف على عدد من أحفاد الزعيم عرابي في الشرقية، ولكن لم يعد هناك تواصل مع نسل الزعيم في سريلانكا في ٢٠٢٣.
الأيام الخيرة في حياة الزعيم عرابي
وتقول: حين عاد الزعيم من المنفى أقام في شقة سكنية بمنطقة السيدة زينب، وكان يعيش حياة بسيطة جدًا، قائلة: «لما كان يذهب للصلاة في مسجد السيدة زينب ويتجمع الناس من حوله كانت الحكومة آنذاك تُطارد الناس وتعتقلهم إلى أن تم منع أحمد عرابي من الخروج من شقته في السيدة زينب وتحديد إقامته؛ إلى أن توفي في السيدة عائشة وتم دفنه بمقابر الإمام الشافعي».
وتضيف الحفيدة، أن أهالي قرية «هرية رزنة» كانوا ينظمون زيارة من كل أول جمعة من شهر سبتمبر؛ ويتم الذهاب بأتوبيسات لزيارة مدفنه في مقابر الإمام الشافعي بالقاهرة وإحياء ذكرى الثورة العرابية وذكرى وفاته، ولكن انقطعت هذه العادة منذ ٢٠١٧؛ لافتة إلى أن إلى أن أحد أبناء قريته ويُدعى عزت مصطفى مُدرس تاريخ كان عاشقًا لتُراث أحمد عرابي وقد أنشأ جمعية حملت اسمه وأقام متحفًا خاصًا يضم مُقتنيات وصور الزعيم في منزله بقرية «هرية رزنة» حتى يتمكن مُحبو الزعيم من التعرف على السيرة الذاتية للزعيم.
منزله يعانى من الإهمال ومتحفه بات وكرًا للمخدرات
وعن متحف الزعيم ومنزله بمسقط رأسه بالشرقية، تقول حفيدة عرابي: لا يزال بيت الزعيم قائمًا ولكن منذ أكثر من ١٠ سنوات نطالب بترميمه «ولا حياة لمن تنادِ»، أما متحف الزعيم والحديقة الخاصة به، أصبحوا وكرًا للخارجين عن القانون بعد أن أغلق المتحف الذي كان مُتنفسًا ومتنزهًا لأهالي الشرقية وطلاب الزيارات المدرسية التي كانت تأتي من كل أنحاء مصر للتعرف على سيرة الزعيم عرابي.
وحسب حديث حفيدة عرابي لـ «البوابة» فإن متحف عرابي بالشرقية تهدمت أجزاء منه وانهار السور الخارجي للمتحف وأصبح مقلبًا للقمامة وملجأ للممنوعات والخارجين عن القانون بعد أن بات المتحف خاويًا على عروشه وتم إفراغ محتوياته وأغلق أبوابه، بعد أن كان يضم قطعًا أثرية حقيقة بالإضافة إلى ٩٠٪ من المحتويات الأصلية للزعيم الراحل.
وتضيف، المتحف عبارة عن ٤ قاعات مقسمة إلى طابقين، فحين تدخل للمتحف، تجد قاعة فرعونية كانت تحتوي على بها مومياوات وتماثيل فرعونية أصلية؛ وفي واجهة المتحف تمثال للزعيم عرابي ومصطفى كامل والبارودي؛ وفي الجهة المُقابلة كانت توجد صورة كبيرة للزعيم عرابي بالإضافة إلى صورة أخرى للزعيم وأعوانه أثناء رسم خطة الثورة وصورة أخرى للزعيم أثناء مُواجهته للخديوي توفيق حين قاله له «لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا» للمطالبة بحقوق المصريين التي نهبها الأجانب.
مطالب بترميم بيت الزعيم إعادة فتح المتحف
وتكمل، في الطابق الثاني من متحف الزعيم، توجد صالة كبيرة وبها صورة للقادة وحلفاء عرابي، وقاعة أخرى بها تراث شعبي وتماثيل بحجم كبيرة؛ وقاعة أخرى لبحر البقر وتضم محتويات أصلية لكتب الأطفال وملابسهم في مذبحة بحر البقر الذي نفذها العدوان الإسرائيلي عام ١٩٧٠، وقطع حقيقية من الطائرة الإسرائيلية وصور الأطفال وأسرهم ضحايا حادث بحر البقر.
وتضيف، كل محتويات المتحف تم نقلها إلى مخازن تل بسطة بعد إغلاق المتحف، ولكن لا يزال بيت الزعيم يأتي إلى المواطنين لزياته؛ ولكن أيضًا المنزل يُوشك على الانهيار خاصة وأنه شُيد من الطوب اللبن؛ ويضم نحو ١٥ موظفًا من الآثار لا يمكثون داخل المنزل خشية الانهيار، مؤكدة أنها منذ نحو ١٠ سنوات تطالب بترميم المنزل وإعادة افتتاح المتحف دون جدوى أو استجابة، خاصة وأن بيت الزعيم عرابي مُدرج ضمن الآثار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد عرابي الزعيم عرابي الزعيم أحمد عرابي الزعیم عرابی الزعیم أحمد أحمد عرابی متحف ا بعد أن وکان ی إلى أن
إقرأ أيضاً:
العنود اليوسف توثق غيرة زوجها عليها: ليه تناظر زوجتي؟ .. فيديو
خاص
نشرت مشهورة مواقع التواصل الاجتماعي العنود اليوسف، مقطع فيديو توثق فيه غيرة زوجها عليها، من صانع المحتوى عبدالعزيز العقلا.
وجاء زوج العنود وهو يهاوش العقلا، قائلًا له: “ليه تناظر زوجتي”، معبرة عن سعادتها الكبيرة بهذه الغيرة التي أبداها زوجها.
وتفاعل عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع المقطع، حيث علق أحدهم قائلًا:” واسترها من عيون الرجال، إن المحب لم أحب غيور “.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/11/W74TIn3PJ8VGPFh5.mp4