القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا

رُغم منع الاحتلال الإسرائيلي "القائمة الذهبية" من دخول المسجد الأقصى المبارك، إلا أنه ما زال يحتفظ بنسخ منها، ويدرج إليها كل عام أسماء إضافية، ليستخدمها قُبيل الأعياد اليهودية، بهدف تفريغ المسجد من المرابطين والمرابطات.

و"القائمة الذهبية" أصدرها الاحتلال عام 2016، وأطلق عليها "القائمة السوداء"، بعدما أدرج فيها أسماء عشرات المرابطين والمرابطات، لمنعهم من دخول المسجد الأقصى.

وقبيل حلول "الأعياد اليهودية"، تستخدم شرطة الاحتلال تلك القائمة لتسليم هؤلاء المرابطين والمرابطات والناشطين قرارات إبعاد "احترازية"، إما ورقيًا أو شفويًا عند أبواب الأقصى، أو يُسلمها لهم الضابط بعد الاستدعاء للتحقيق في مركز الشرطة.

وفي الآونة الأخيرة، صعدت سلطات الاحتلال من حملة استدعاءات وإبعاد تعسفية عن المسجد الأقصى بحق المرابطين والناشطين المقدسيين؛ استعدادًا لتمرير اقتحامات المستوطنين الواسعة للمسجد بهدوء خلال "الأعياد اليهودية" المقبلة.

وإلى جانب إصدارها قرارات إبعاد بالجملة، وجهت مخابرات الاحتلال تهديدات للمرابطين بعدم "التحريض" أو التواجد في محيط الأقصى خلال فترة الاقتحامات.

تفريغ الأقصى

الباحث المختص في شؤون القدس أمجد شهاب يقول إن سلطات الاحتلال تسعى إلى تفريغ المسجد الأقصى ومنع تواجد المصلين والمرابطين خلال أعيادها؛ لتهيئة الأجواء للمستوطنين لتنفيذ اقتحاماتهم للمسجد.

ويوضح شهاب، في حديثه لوكالة "صفا"، أن موسم الأعياد يعد الأصعب على الأقصى هذا العام، والذي يشهد ذكرى عدة انتفاضات فلسطينية انطلقت دفاعًا عن المسجد، وهي "انتفاضة الأقصى، وهبة النفق، ومجزرة الأقصى الثانية، وانتفاضة القدس".

ويضيف أن الاحتلال يحاول فرض وقائع جديدة على الأقصى، عبر زيادة أعداد المقتحمين اليهود، وتفريغه من مرابطيه ورواده بالإبعاد والاعتقال.

ووفقًا للباحث المقدسي، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يريد تصعيد الأوضاع في القدس والأقصى، بل يسعى إلى تجنب أي احتكاكات أو صدامات مع المقدسيين والفلسطينيين.

ويشير إلى أن المرابطين يتعرضون للعديد من الانتهاكات الإسرائيلية، المتمثلة بالملاحقة والاعتقال والإبعاد، والتهديد، ودفع الغرامات وغيرها، بهدف إرهابهم ومنع وجودهم داخل الأقصى، وكسر إرادتهم، وثنيهم عن الدفاع عنه.

استفراد بالمرابطين

ويستخدم الاحتلال سيف الاعتقالات والاستدعاءات والإبعاد بحق المقدسيين، لمنع وصولهم إلى الأقصى وتخويفهم ومنعهم من الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي لسياسات الاقتحام، فضلًا عن طمس الهوية الإسلامية عن الأماكن المقدسة.

ويبين أن تواجد المرابطين داخل الأقصى يُؤكد على إسلاميته وقدسيته وهويته، منتقدًا في الوقت نفسه، تقصير دائرة الأوقاف الإسلامية والقوى الوطنية والإسلامية تجاه تعزيز الرباط داخل المسجد، في ظل مواصلة سياسة الإبعاد.

والاحتلال- كما يقول شهاب- يستغل تواجد المرابطين والمرابطات في الأقصى بأعداد قليلة، من أجل الاستفراد بهم والتخلص منهم، لأجل إتاحة المجال للمتطرفين لاقتحامه دون أي ردود فعل.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تعرضت المرابطة المقدسية خديجة خويص للتحقيق في مركز "القشلة" بالقدس 4 مرات، وجرى توقيفها على حاجز شعفاط أثناء عودتها من تحقيق لدى مخابرات الاحتلال وتسليمها استدعاءً جديد للتحقيق أمس الأربعاء، جرى على أثره إبعادها عن الأقصى لمدة أسبوع قابل للتمديد ستة أشهر.

بدورها، هددت مخابرات الاحتلال المرابطة المقدسية نفيسة خويص بالاعتقال حال تواجدت في المسجد الأقصى خلال الأيام القادمة، كما استدعت المرابطة منتهى أمارة من مدينة أم الفحم للتحقيق، ووجهت لها تهديدًا حال الاعتراض على اقتحامات المستوطنين.

وخشية من اندلاع هجمات في مدينة القدس خلال الأعياد اليهودية، التي تبدأ السبت المقبل، أعلن قائد ما يسمى شرطة الاحتلال في القدس "دورون ترجمان"، عن نشر مزيد من القوات الأمنية في أنحاء المدينة ومحيطها.

وقال "ترجمان" إن: "هناك تحذيرات ملموسة من التصعيد خلال الأعياد، وهو ما نخشاه منذ أسابيع، وكذلك هناك تزايد في التنبيهات والتهديدات بكل أنواعها، وفي كل الأوقات".

وأشار إلى أن قواته نفذت "عمليات استباقية" بمنع مقدسيين من الدخول للمسجد الأقصى بزعم منع "التحريض"، لافتًا إلى أن هناك 110 آخرين يخضعون للمراقبة والرصد الدائم.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: المسجد الأقصى إبعاد عن الأقصى الأعياد اليهودية الأعیاد الیهودیة المسجد الأقصى

إقرأ أيضاً:

أبو دياب لـ"صفا": الاحتلال أعلن الحرب على المسجد الأقصى

القدس المحتلة - خاص صفا قال الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن الاحتلال الإسرائيلي وجماعاته المتطرفة يشنون هجمة مضادة على المسجد الأقصى المبارك، لتفريغ معركة "طوفان الأقصى" من مضمونها وإنجازاتها. وأوضح أبو دياب، في حديث خاص لوكالة "صفا"، يوم الاثنين، أن "جماعات الهيكل" المزعوم وبدعم من حكومة الاحتلال المتطرفة تُصعد منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي من انتهاكاتها بحق الأقصى، بهدف الانتقام منه، ومحاولة تغيير الوضع القائم فيه، وفرض وقائع تهويدية جديدة عليه. وأضاف أن معركة "طوفان الأقصى" لها مآلات عديدة، إذ كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال، وأظهرت فشله العسكري والاستخباري، وحطمت قوة الردع لديه، فضلًا عن انهيار الاقتصاد الإسرائيلي، والصراعات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي، وكذلك تغير الرأي العام العالمي نحو الاحتلال. وتابع أن هذه المعركة أفشلت كل النظريات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، وأوقفت الهرولة العربية نحو التطبيع، كما أعادت القضية الفلسطينية للواجهة. وبين أن الاحتلال انتقم خلال حربه المتواصلة على قطاع غزة من "البشر والحجر والشجر"، ولم يستطيع تحقيق أي صورة نصر أو إنجاز. وأكد أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة يحاولون وضع موطيء قدم لهم في المسجد الأقصى، وما نشرته "منظمة نشطاء الهيكل" من مقطع فيديو يُظهر احتراق الأقصى بمثابة إعلان حرب على المسجد وعلى العقيدة الإسلامية. واعتبر هذه الخطوة خطيرة، وتشكل استفزازًا لمشاعر الأمة، وربما هي خطوة متقدمة في مخطط فرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى. وأشار إلى أن الأقصى منذ "طوفان الأقصى" يشهد تغييرات فعلية على الأرض،مثل زيادة الطقوس والصلوات التلمودية العلنية والجماعية، وأداء "اليجود المحلمي"، ناهيك عن الحديث عن بناء كنيس يهودي داخل المسجد المبارك. وأوضح أن الاحتلال بدأ ينتقل من التخطيط إلى التنفيذ الفعلي داخل الأقصى، في ظل استمرار خذلان الأمة العربية والإسلامية، وتراخيها في الوقوف مع القضية الفلسطينية، وقطاع غزة. وأكد الباحث المقدسي أن حكومة الاحتلال تسعى لتفريغ ما حصل في السابع من أكتوبر من انجازات، عبر تنفيذ هجمة معاكسة على الأقصى، بغية فرض السيطرة الكاملة عليه. وقال إن الجماعات المتطرفة تريد تحقيق أطماعها وأحلامها بهدم الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه، لكن هذه مجرد أحلام وأطماع لا يمكن تحقيقها. وحذر أبو دياب من إقدام هذه الجماعات المتطرفة على تنفيذ أية خطوات خطيرة في المسجد الأقصى، باعتباره الصاعق الذي سيُفجر الأوضاع في المنطقة بأكملها. وأضاف "ما زالت الأرض الفلسطينية تغلي، والقدس على صفيح ساخن، وأي مساس بالأقصى قد يُفجر الأوضاع". ومن وجهة نظره فإن "أجهزة أمن الاحتلال تعرف جيدًا مدى حساسية الأقصى بالنسبة للفلسطينيين والمسلمين، وردة فعل العالم العربي حال المساس به، لذلك هي تريد إسكاته وتحييده حتى لا يتم قلب الطاولة على دولة الاحتلال". وأكد أن الاحتلال سيحاول زيادة الضغط على الأقصى خاصة مع اقتراب موسم الأعياد اليهودية، وكذلك إعطاء مساحة أكبر للمستوطنين لأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية، لكنه لن يُعطي الفرصة لغلاة المتطرفين لإشعال الوضع في المسجد. وذكر المختص في شؤون القدس أن اقتحامات الأقصى شهدت منذ السابع من أكتوبر، تصاعدًا غير مسبوق في أعداد المقتحمين، إذ اقتحمه 44 ألف متطرف، فضلًا عن زيادة وتيرة الانتهاكات والتحريض ضد المسجد. وفي سابقة خطيرة، نشرت ما تسمى منظمة "نشطاء جبل الهيكل" اليمينية المتطرفة قبل عدة أيام، مقطع فيديو قصير يُحاكي حريقًا كبيرًا في المسجد الأقصى المبارك. وعلّقت المنظمة المتطرفة على مقطع الفيديو الذي نشرته عبر حسابها على منصة "إكس"، "قريبًا في هذه الأيام"، حيث يظهر المقطع قبة الصخرة المشرفة داخل أسوار الأقصى وفي محيطها حريق كبير. وينتظر المسجد الأقصى أعتى مواسم العدوان عليه في موسم الأعياد اليهودية في الفترة من 3 إلى 24 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، في ذروة التهديد الوجودي الذي يُمكن أن يشهده منذ احتلاله عام 1967. ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مناقشة خاصة غدًا تتعلق بما يسمى "الوضع الراهن" في الأقصى، بعد تحذيرات من مسؤولين من تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والذي دعا خلال الأيام الأخيرة لتغيير الوضع القائم في الأقصى وبناء كنيس والسماح لليهود بالصلاة فيه.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون صهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى ويُؤدون طقوسًا تلمودية
  • 109 مستوطنين يقتحمون الأقصى وسط قيود مشددة
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وسط قيود مشددة
  • خبير مقدسي: لهذه الأسباب تستهدف الجمعيات الاستيطانية جبل الزيتون
  • العدو الصهيوني يخطر بهدم 37 منزلا ومنشأة تجارية جنوب المسجد الأقصى
  • أبو دياب لـ"صفا": الاحتلال أعلن الحرب على المسجد الأقصى
  • مستوطنون يجددون اقتحام المسجد الأقصى
  • 123 مستوطنًا يقتحمون باحات الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى