الامن والدفاع النيابية تكشف تفاصيل الاتفاق الثلاثي بشأن المعارضة الإيرانية- عاجل
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
بغداد اليوم- بغداد
كشفت لجنة الامن والدفاع النيابية، اليوم الخميس (14 أيلول 2023) تفاصيل "الاتفاق الثلاثي" بشأن المعارضة الإيرانية في إقليم كردستان، فيما اشارت الى المضي بتطبيق الاتفاق كونه الخيار الانسب.
واستقبل وزير الخارجية الإيراني نظيره العراقي في طهران، يوم أمس الأربعاء (13 أيلول 2023)، في زيارة تأتي على وقع تهديدات إيرانية متصاعدة ضد إقليم كردستان العراق في حال لم ينفذ الاتفاق الأخير بشأن نزع سلاح المعارضة الكردية الإيرانية.
اتفاق بغداد وطهران واربيل
ويقول عضو لجنة الامن والدفاع النيابية وعد القدو لـ “بغداد اليوم": إن الدستور العراقي كان واضح في منع وجود اي انشطة معادية لدول الجوار تنطلق من اراضي البلاد لمنع اي ازمات او اشكاليات تنعكس سلبًا على المشهد الأمني.
وأشار الى أنه "هناك اتفاق بين بغداد وطهران واقليم كردستان على نقاط محددة لمعالجة ملف المعارضة الايرانية الموجودة في الاقليم ابرز نقاطها نزع سلاحها والتحول الى مسار مدني تحت الحماية، بشرط أن لا تقوم بأي اعمال او انشطة عسكرية او امنية ضد ايران".
وبين القدو "المضي بتطبيق الاتفاق لإنه الخيار الانسب لمنع اي تصعيد لا يخدم المنطقة ككل"، مشيرا الى أن "الامن والاستقرار ضرورة قصوى في العراق".
تعاون أمني بين العراق وإيران
من جانبه، قال وزير الخارجية فؤاد حسين: إنّ التعاون الأمني بين العراق وإيران يرتكز إلى الدستور العراقي، مبينا أنّ الدستور "لا يسمح باستغلال أي مجموعة الأراضي العراقية لمهاجمة دول أخرى".
وأشار حسين خلال زيارته الى طهران الى أن "عناصر المجموعات المعارضة لإيران سينقلون إلى معسكرات تحت إشراف الأمم المتحدة"، مؤكداً أنّ "بلده يسعى إلى نزع أسلحة المعارضين الإيرانيين في العراق".
ولفت إلى "وجود التعاون بين بغداد وأربيل وتأكيدهما على ضرورة تنفيذ الاتفاقية الأمنية المشتركة"، مضيفا ان "الحكومة العراقية ملتزمة بها لتحقيق الهدف النهائي منها ونزع أسلحة المعارضة الكردية الإيرانية".
وفي (29 آب 2023)، كشف مصدر مطلع عن وجود خطة بديلة تتضمن نقل مقرات فصائل المعارضة الكردية الإيرانية من المناطق الحدودية مع إيران إلى معسكرات ومخيمات داخل الإقليم.
وقال المصدر لـ"بغداد اليوم" إن "الخطة ستكون بإشراف الأمم المتحدة وتتضمن نقل مقرات الأحزاب الإيرانية من المناطق الحدودية في بنجوين وكويه وجومان إلى مناطق أخرى وإقامة مخيمات لهم".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
المعارضة تطالب الرئيس الأوكراني بكشف تفاصيل مفاوضات السلام وصفقة المعادن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعيش أوكرانيا هذه الأيام توتراً داخلياً متزايداً، لا فقط بفعل التهديدات العسكرية الروسية المستمرة، بل بسبب ضبابية مواقف قيادتها السياسية من محادثات السلام الجارية، وما يُرافقها من ملفات اقتصادية حساسة، أبرزها "صفقة المعادن" مع الولايات المتحدة.
ففي وقت يشتد فيه الضغط الدولي على كييف، وتُقدَّم لها عروض سلام تنطوي على تنازلات جوهرية، تصاعدت أصوات المعارضة داخل البرلمان الأوكراني مطالبةً بشفافية فورية من الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
الكتلة البرلمانية المعارضة، وعلى رأسها "التضامن الأوروبي" بقيادة الرئيس السابق بيترو بوروشينكو، طالبت بعقد جلسة طارئة يشارك فيها زيلينسكي شخصيًا، لشرح تفاصيل محادثات السلام ومآلات الاتفاق المحتمل مع واشنطن بشأن المعادن النادرة. المعارضة تشعر بأنها "مُستبعدة" من مفاوضات مصيرية تخص مستقبل البلاد، وتنتقد الغموض في التواصل الرسمي، مما يعكس فجوة آخذة في الاتساع بين صناع القرار والبرلمان، وربما بين الرئاسة والرأي العام.
ضغط أمريكي وعرض غير متكافئ
من جهتها، تمارس إدارة الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي، دونالد ترمب، ضغوطاً متزايدة لدفع أوكرانيا نحو تنازلات إقليمية ومعدنية. تشمل الخطة المقترحة من واشنطن الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية، وتجميد النزاع عند خطوط القتال الحالية، والسماح لروسيا بتشغيل محطة زابوروجيا النووية وبيع طاقتها لأوكرانيا وروسيا معًا.
غير أن هذه الخطة، بحسب مسؤولين أوكرانيين، لا تمنح أي ضمانات أمنية لأوكرانيا، ولا تقدم أساساً حقيقياً لتحقيق سلام مستدام، بل تُعزز مكاسب روسيا وتُضعف موقف كييف التفاوضي.
نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو عبرت بوضوح عن موقف الحكومة الرافض للعرض الأميركي بصيغته الحالية، قائلة: "أوكرانيا مستعدة للتفاوض، لا للاستسلام". وجاء ذلك في خضم دعوات المعارضة لتوضيح دور "صفقة المعادن" -التي تسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى الموارد المعدنية الأوكرانية- ضمن خطة السلام المقترحة، وما إذا كانت هذه الاتفاقيات ستمنح كييف أي مزايا مقابل التنازلات السيادية المطروحة.
مأزق زيلينسكيحتى الآن، لم يستجب زيلينسكي لدعوة المعارضة لحضور جلسة البرلمان، حيث ينشغل بسلسلة لقاءات دبلوماسية مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين، وسط جولة مرتقبة تشمل جنوب إفريقيا، إيطاليا، إسبانيا، وبولندا. ويبدو أن الرئيس يسعى لحشد دعم دولي بديل في وقت يتقلص فيه الحماس الأميركي لدعم غير مشروط لكييف.
ورغم تأكيد زيلينسكي أن بلاده تسعى إلى "وقف إطلاق نار شامل" يسبق أي تسوية سياسية، فإن غياب التواصل مع الداخل يعمّق الشعور العام بأن مستقبل أوكرانيا يُرسم خلف الأبواب المغلقة، دون مساءلة أو تشاور حقيقي.
إن مطالبة المعارضة الأوكرانية للرئيس زيلينسكي بالحضور إلى البرلمان لا تعكس فقط أزمة ثقة سياسية، بل تُسلط الضوء على مأزق أخلاقي واستراتيجي تعيشه كييف: كيف تُفاوض على السلام دون أن تبدو وكأنها تُفرّط؟ وكيف تحافظ على الدعم الدولي دون أن تخسر شرعيتها الداخلية؟ وبين واشنطن وموسكو، يبدو أن مستقبل أوكرانيا لا يزال معلقاً في فراغ تفاوضي غامض، تُرسم فيه خرائط السلام بيد غير أوكرانية، وعلى حساب أوكراني.