الجزيرة:
2024-07-06@04:18:27 GMT

حرب ثالثة تلوح في قره باغ.. ما خيارات أنقرة؟

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

حرب ثالثة تلوح في قره باغ.. ما خيارات أنقرة؟

إسطنبول – تشهد الحدود بين أذربيجان وأرمينيا حالة من التوتر بينهما، مع حشد كل منهما قوات الجيش قرب السياج الفاصل بين البلدين، مما يهدد باندلاع حرب ثالثة في إقليم ناغورني قره باغ، الذي استعادت باكو السيطرة على أجزاء واسعة منه في حرب 2020، وهو سيناريو لا تفضله أنقرة، بحسب مراقبين.

وعقب سقوط الاتحاد السوفياتي وتحرير منطقة القوقاز، غزت أرمينيا إقليم قره باغ عام 1993 وضمته، وأقامت فيه حكما ذاتيا، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وفي عام 2020، اندلعت حرب واسعة بين البلدين، تمكنت أذربيجان خلالها من استعادة قسم كبير من أراضي الإقليم، لتنتهي الحرب باتفاق لوقف إطلاق النار، وتعهدت يريفان بالتخلي عن المزيد من أراضي قره باغ.

وتتواصل منذ ذلك الوقت الاشتباكات العسكرية المحدودة على جانبي الحدود، لكنها تصاعدت مؤخرا مع حشد الطرفين مزيدا من القوات العسكرية، ولا سيما في مدينة هانكندي، التي نص اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020 على أن تتخلى عنها أرمينيا لصالح أذربيجان تدريجيا.

وتضمن الاتفاق تعهد أرمينيا بفتح ممر زنغزور من أجل ربط جمهورية ناختشيفان التابعة لأذربيجان، والتي تتمتع بحكم ذاتي وتشترك في الحدود مع كل من تركيا وأرمينيا وإيران.

ممر زنغزور التابع لأرمينيا يفصل حاليا بين أراضي أذربيجان ومقاطعة نخجوان الأذرية المتمتعة بالحكم الذاتي (الجزيرة) صراع الممرات الحدودية

ويرى مراقبون أن قضية فتح الممرات الحدودية التي تطالب بها أذربيجان وتركيا، وتتلكأ فيها أرمينيا وتساندها في ذلك إيران، طغت على الصراع وجهود التطبيع بين أطرافه التي أعقبت حرب 2020.

وفي حديث للجزيرة نت، يقول المحلل السياسي والخبير في شؤون منطقة القوقاز باسل الحاج جاسم إن "التوتر بين أذربيجان وأرمينيا ليس جديدا، لكنه مرتبط بعدم استكمال الاتفاق الذي أنهى الحرب السابقة برعاية روسية، والذي ينتهي بتبادل فتح الممرات البرية، وهي عبارة عن ممر عبر أراضي أرمينيا بين إقليم ناختشيفان وأذربيجان الأم، وآخر عبر أراضي أذربيجان يربط أرمينيا بعاصمة إقليم قره باغ، والتي لا تزال تحت سيطرة الأرمن".

ويؤكد الحاج جاسم أن ملف فتح الممرات البرية يتجاوز النزاع بين الجارين في جنوب القوقاز، مشيرا إلى حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل فترة عن معارضة إيران منح أرمينيا ممرا بريا داخل أراضيها لأذربيجان، وسبق أن تحدث أكثر من مسؤول إيراني عن رفضهم لأي تغييرات في الخرائط على حدودهم.


خطر التحول الأرميني

ولا تقتصر الأخطار الناجمة عن التوتر بين أذربيجان وأرمينيا على مصالح تركيا وأمنها القومي، بل تتعدى ذلك إلى الأبعاد الدولية للصراع و"التحول السياسي الذي يقوده رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان"، حسب ما يرى مصطفى كيركتشي أوغلو المحرر في القسم الدولي بجريدة "يني شفق" التركية المقربة من الحكومة.

ويشرح أوغلو للجزيرة نت قائلا "بعد وصول باشينيان إلى السلطة، بدأ يحاول بقوة تحويل مسار بلاده، التي كانت معتمدة بشكل كبير على روسيا، نحو الولايات المتحدة"، مشبها جهوده بالخطوات التي اتخذها الرئيس المصري الراحل أنور السادات بعد حرب 1973، وتمكن وقتها من النجاح بعد تحقيق نصر نسبي، مما ساعد بلاده على أن تُؤخذ مطالبها على محمل الجد.

وأضاف الصحفي التركي أن وضع باشينيان أضعف بكثير، "إذ يبدو جيشه مقابل أذربيجان أقل تجهيزا، في حين تنظر إليه روسيا، حليفته التقليدية، بتحفظ حاليا".

ورأى أن الأثر المحتمل على الأمن القومي التركي قد يتعلق بشكل كبير -وربما أكثر من احتمال الحرب- بجهود باشينيان التقرب من الولايات المتحدة، إذ تمهد لاحتمال أن تطيح جماعة موالية لروسيا برئيس الوزراء من خلال انقلاب عسكري، مما يعني استمرار أرمينيا بوصفها دولة ضعيفة أكثر في المنطقة ولكن لا تزال معادية لتركيا.

تركيا وأذربيجان تربطهما مصالح إستراتيجية إلى جانب الروابط التاريخية والعرقية الراسخة بينهما (أسوشيتد برس) خيارات تركيا

ويعتقد كيركتشي أوغلو أن خيارات تركيا في التصدي لعواقب انزلاق التوتر المتصاعد في القوقاز نحو حرب ثالثة تبدو معقدة، وتخضع لحسابات دقيقة تحتاج للموازنة بين المصالح والمخاوف.

ففي حين لا تتردد تركيا في المساهمة بحماية حقوق أذربيجان المشروعة، لا تريد لأذربيجان أن تضغط كثيرا على أرمينيا خصوصا باشينيان، على حد قوله.

ويتوقع المتحدث أن توافق إدارة أرمينيا الجديدة على شروط أذربيجان في المدى المتوسط، لافتا إلى عدم قدرة إدارة باشينيان على الاعتماد بالكامل على إيران، في حين تتقرب من الولايات المتحدة في الوقت نفسه.

ويرى كيركتشي أوغلو أنه من الضروري لتركيا أن تأخذ موقفا بصفتها "الأخ الأكبر" الذي يسعى لتسوية الأمور، مستفيدة من امتلاكها علاقات جيدة مع جورجيا وأذربيجان بهدف تطبيع العلاقات مع أرمينيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قره باغ

إقرأ أيضاً:

قنابل الصوت والغاز الإسرائيلية تحرق أراضي الضفة

نابلس- لمجرد شكوك تدور بخلدهم وبحجة المحاذير الأمنية، حوَّل جنود الاحتلال الإسرائيلي مزرعة المواطن مأمون يعقوب (أبو أحمد) في سهل مدينة طولكرم إلى رماد بعد أن أمطروه -قبل أيام قليلة- بقنابل حرارية ومضيئة. وزعموا أنهم قاموا بذلك خشية "تسلل فلسطينيين" إلى تلك المنطقة القريبة من الجدار العازل ومستوطنات الاحتلال فيها.

ومع اشتداد المواجهات اليومية مع جيش الاحتلال في مناطق الضفة الغربية الشمالية واقتحامه القرى والبلدات الفلسطينية، بات ملاحظا -وبشكل كبير- أنه يتعمد إطلاق النار بكثافة تجاه المحاصيل الزراعية والأشجار، خاصة الزيتون، مما تسبب في إحراقها بالكامل وتلفها وفي خسائر جمة تزامنا مع موسم حصاد الزراعات الرعوية والحنطة.

وفي السهل الغربي لمدينة طولكرم شمال الضفة حيث أرض المزارع يعقوب، أتت النيران قبل أيام على كل أرضه المقدرة بنحو 5 دونمات (الدونم يساوي ألف متر مربع) من الزراعات الخضرية داخل الدفيئات، كان ينتظرها بفارغ الصبر بعد أشهر من الزراعة والعناية بها، وتسببت تلك النيران في خسائر مالية كبيرة.

ذرائع

يتعرض يعقوب لخسائر في كل مرة يطلق فيها جنود الاحتلال هذه القنابل نحو مزرعته ومزارع جيرانه، لكن هذه المرة تجاوزت خسائره 10 آلاف دولار ثمنا للدفيئات وأدوات الزراعة التي احترقت.

وبينما أخذ يجمع بقايا القنابل، يقول للجزيرة نت إن مزرعته لا تبعد عن مستوطنة "بيت حيفر" المحاذية للجدار العازل سوى أقل من 100 متر، وإنه بالكاد يستطيع العمل فيها خلال النهار، حيث صعَّد الاحتلال مؤخرا من اقتحامه للمنطقة والقيام بعمليات تفتيش بذريعة ملاحقة مقاومين أو منع وصولهم إليها.

ويضيف المزارع يعقوب أن جنود الاحتلال يتعمدون إطلاق القنابل المضيئة والحرارية الحارقة ليلا بحجج وذرائع أمنية، ولا يريدون لأحد الاقتراب من المكان. ويدرك جيش الاحتلال -حسب يعقوب- أن من يوجد في المنطقة مزارعون، ورغم ذلك يواصل اعتداءاته ولا يكترث بنتائج تصرفاته.

ويقول "قبيل منتصف الليل أحرقوا مزرعتي، وعلمت بذلك لحظتها، لكني لم أتمكن من الوصول للأرض وإخماد النيران، لأن في ذلك خطرا على حياتنا، ويعرضنا لإطلاق نار من الاحتلال، وحتى الدفاع المدني لم يستطع الوصول إليها".

فلسطينيون يحاولون السيطرة على الحرائق التي افتعلها جيش الاحتلال في بيت فوريك شرق نابلس (الجزيرة) افتعال الحرائق

وما فعله الجنود في بلدة بيت فوريك شرق نابلس تجاوز كل المحاذير بعدما أشعلوا جبلا بأكمله تقدر مساحته بنحو 500 دونم، يوم الجمعة الماضي، حيث أطلقوا قنبال الغاز والصوت ولاحقوا المواطنين الذين هبوا لإخماد حريق افتعله المستوطنون في المنطقة الغربية.

ويقول علاء حنني -الناشط ضد انتهاكات الاحتلال في بيت فوريك- إن الجيش أصبح سببا رئيسيا في إشعال النيران، وإن الحريق الذي تسبب فيه أتى على نحو 500 شجرة زيتون وأرض الجبل الغربي بالكامل. ويمنع الجنود الإسرائيليون الفلسطينيين من الوصول لإخماد النيران، ورغم امتلاك الاحتلال أدوات وآليات الإطفاء فإنه لا يفعل ذلك، حسب تأكيد حنني.

وقنابل الصوت والغاز لا تقل خطرا -وفق حنني- عن الرصاص الحي الذي يطلقه جنود الاحتلال، فهي تتحول إلى كتلة من النار بمجرد سقوطها على الأرض، فتشتعل النيران، لا سيما أن الأرض بور ولا يسمح الاحتلال بحراثتها وتعشيبها لوجودها في المناطق "ج" التي يسيطر عليها.

ويضيف حنني للجزيرة نت أن المستوطنين ساندوا الجيش وحولوا مجرى الهواء لإبعاد النيران عن المستوطنة عبر مضخات مخصصة لذلك، ومنعوا مركبات الإطفاء الإسرائيلية التي حضرت للمكان من إخماد النيران.

وما عاشته بيت فوريك تواجهه قرية عصيرة القبلية جنوب مدينة نابلس بشكل شبه يومي، إذ أحدث المستوطنون وجيش الاحتلال -منذ بداية الصيف الحالي- نحو 7 حرائق. ويقول حافظ صالح رئيس المجلس القروي -للجزيرة نت- إن جيش الاحتلال لم يحم المستوطنين خلال شن اعتداءاتهم وجرائمهم فقط، بل أسهم بدوره في هذه الحرائق برصاصه وقنابله.

قنابل الغاز يطلقها الاحتلال خلال المواجهات مع الفلسطينيين وأحيانا يستهدف بها محاصيلهم الزراعية عمدا (الجزيرة) تقاسم أدوار الاعتداء

ومنذ عملية "طوفان الأقصى" وحتى مطلع يونيو/حزيران الماضي، ووفق إحصاءات جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، نفذ الاحتلال (جيش ومستوطنون) 224 اعتداء تنوعت بين حرائق المنازل والمركبات والمحاصيل الزراعية وغيرها. كما شن الاحتلال 36 اعتداء مباشرا على طواقم الدفاع المدني وأعاق عملهم ومنع وصولهم وأحرق مركبة إطفاء وسرق معدات.

وحسب مدير العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني نائل العزة، فإن الاحتلال يمنع وصولهم للقيام بعملهم في إخماد النيران وإغاثة المواطنين بإعلان هذه المواقع مناطق عمليات عسكرية مغلقة وينصب الحواجز.

ويضيف للجزيرة نت أن قنابل الصوت والغاز تشكل كتلة نار بحد ذاتها، ولذلك تعد سببا مباشرا للحرائق، والسبب الآخر هو أن اعتداءات المستوطنين -مؤخرا- باتت منظمة عبر استعدادهم المتواصل لإشعال النار واستخدامهم مواد سريعة الاشتعال.

وفي بيان لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمس الثلاثاء، تلقت الجزيرة نت نسخة منه، قالت الهيئة إن قوات الاحتلال و"المستعمرين" نفذوا 7681 اعتداء، في النصف الأول من العام 2024، وتسببت في قطع وتضرر 9957 شجرة منذ مطلع العام من ضمنها 4097 شجرة زيتون.

ووفق بيان آخر سابق لها، ذكرت الهيئة أن جنود الاحتلال والمستوطنين نفذوا خلال مايو/أيار الماضي 1127 اعتداء، ارتكب جيش الاحتلال منها 906 اعتداءات.

مقالات مشابهة

  • قنابل الصوت والغاز الإسرائيلية تحرق أراضي الضفة
  • التطبيع بين أنقرة ودمشق.. مسار محفوف بالألغام والأثمان
  • سبب رفض روسيا وأوكرانيا تدخل تركيا كوسيط لإنهاء الحرب
  • ثمنت اعتراف أرمينيا بدولة فلسطين… سورية: القرار يساهم في إعادة حقوق الشعب الفلسطيني
  • هزيمة تاريخية تلوح في الأفق.. حزب المحافظين يواجه خطر إنهاء 14 عاما من حكمه
  • ناشونال إنترست: هل تشعل واشنطن حربا ثالثة في الكونغو الديمقراطية؟
  • “سؤال المليار”.. هل نحن على حافة حرب عالمية ثالثة؟
  • أنقرة: نعمل مع العراق لوضع خطة للتعامل مع ملف المياه والقضاء على كافة التحديات
  • تركيا تؤكد تحديث سياساتها إزاء سوريا بناء على مصالحها الوطنية
  • بوادر جديدة للتقارب.. هل تعيد أنقرة علاقاتها مع دمشق؟