صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-06@09:03:53 GMT

في شهرها السادس لابد من وقف الحرب

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

في شهرها السادس لابد من وقف الحرب

بقلم: تاج السر عثمان بابو

1
تدخل الحرب شهرها السادس بعد 15 سبتمبر القادم ، مع استمرار الخسائر في الارواح والاصابات و الدمار والخراب في البنية التحتية ومؤسسات الدولة والمصانع والممتلكات ، دون حسم لها من أحد الطرفين المتصارعين على السلطة والثروة بدعم من محاور اقليمية ودولية ،بحيث اصبح وقف الحرب ضرورة بدون تسويف للحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها ، فضلا عن وضع حد لجرائم الحرب التي تتزايد مع استمراراها، كما في الآتي:
– تجاوز عدد القتلي فيها 5 الف شخص ،ونزوح أكثر من 4,8 مليون سوداني حسب منظمة الهجرة الدولية ، مع استمرار تضرر المدنيين من القصف الجوي ، للآحياء السكنية والاسواق مما أدي لقتلي وجرحي كما في ام درمان وسوق “قورو” جنوب الخرطوم.


– اضافة للنقص في الغذاء والدواء والعلاج والوقود وانقطاع خدمات الماء والكهرباء لفترات طويلة، ، وارتفاع تكلفة المواصلات والسلع الضرورية، وتدمير البنيات التحتية وقصف المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والمصانع.
– حالات العنف الجنسي والاغتصاب ، والاعتقالات والاختطاف والتعذيب الوحشي للمعتقلين كما رصدت بعثة الأمم المتحدة 655 حالة طالت أكثر من 12,629 شخص ( ارتكبتها قوات الدعم السريع والجيش والشرطة والحركات المسلحة) ، اضافة لتوقف العام الدراسي للتعليم العام والجامعي، وتدهور الأوضاع المعيشية والزيادات في الأسعار، وحرق الأسواق ، وتعطيل نشاط البنوك.
– تدمير المصانع الذي طال 400 مصنع بولاية الخرطوم حسب اتحاد اصحاب العمل ، والإنتاج الزراعي حتى اصبحت البلاد مهددة بالمجاعة، فقد أشارت الأمم المتحدة الي أن السودان يواجه خطر الجوع لأكثر من 20,3 مليون شخص الذين يعانون من نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي الحاد، أي الجوع الشديد ، فضلا عن عدم فتح المسارات الآمنة لوصول الأغاثات للمواطنين تحت وابل الرصاص والقنابل ، مع عدم صرف العاملين لمرتباتهم لمدة خمسة أشهر، وجرائم الجنجويد في الابادة الجماعية في غرب دارفور. .
– اضافة لخطورة تمدد الحرب لبقية الأقاليم كما حدث في دارفور التي تكررت فيها المجازر والابادة الجماعية لتعيد للذاكرة مجازر 2003 التي ادت لمقتل 300 الف شخص وتشريد أكثر من 2 مليون شخص ، مما أدي ليكون البشير ومن معه مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، ،اضافة لتمدد الحرب لكردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، واتخاذها طابعا عرقيا واثنيا، مما يهدد وحدة البلاد ، كما في دعوات الفلول للتسليح في الشرق ، والدعوات للقبائل لدعم الجنجويد في دارفور ، الشئ الذي يهدد أمن البلدان المجاورة، مما يتطلب ضرورة وقف الحرب لا اطالة امدها، لضمان وحدة وسلامة وسيادة البلاد .
– جرائم الابادة الجماعية كما في فتح المحكمة الجنائية تحقيقا في جريمة حرب وإبادة جماعية نفذها الجنجويد حدثت بالجنينة ضد المساليت كما أشار المدعى العام للمحكمة الجنائية كريم خان حول مقتل (87) من المساليت على يد قوات الدعم السريع ( الجنجويد)، وطالبت المحكمة الجنائية بتفاصيل من حكومة الخرطوم ، كما ادانت واشنطن جرائم الحرب التي قام بها الجنجويد ، التي لا تنفصل عن جرائم الحرب السابقة في دارفور، فالتراخي والافلات من العقاب شجع على المزيد من ارتكاب الجرائم ، فضلا عن نهب ممتلكات الناس واحتلال مساكنهم ومراكز الخدمات الأساسية من مؤسسات تعليمية وعلاجية وخدمية ،واتخاذ الناس دروعا بشرية في الأحياء، مما أدي لقتلي وجرحي، كما في مطالب المتضررين بخروج الجنجويد من منازلهم ومن الأحياء السكنية ووقف قصف الجيش للمدنيين ، وغير ذلك من جرائم الحرب التي تأثر بها المدنيون في الخرطوم ومدن دارفور والأبيض. الخ، اضافة للجهود الخارقة التي بذلها الأطباء والعاملون في الحقل الصحي بتقديم الخدمات للمتضررين رغم شح الامكانيات وتوقف حوالي 70% من مستشفيات العاصمة، كما يبذل العاملون في المياه والكهرباء جهدا كبيرا في اصلاح اعطال خدمات المياه والكهرباء تحت وابل القصف والرصاص ، وتأثر بعض الأحياء لفترات طويلة بانقطاع المياه والكهرباء والاتصالات والانترنت، وهجوم الجنجويد على منازلهم لنهب عرباتهم وبقية ممتلكاتهم.
– تدهور الاقتصاد السوداني ، فقد اشار تقرير البعثة الاممية الي انفاض النشاط الاقتصادي الي (33 %- 42%)
2
واضح من أعلاه الملامح العامة لخسائر الحرب التي تتناسب طرديا مع استمرار الحرب، مما يتطلب الاسراع بوقفها بدون تسويف ، هذا الوضع المأساوى يتطلب البعد عن المراوغة ،وارتفاع صوت العقل والقاء السلاح والتفاوض لوقف الحرب، فلاوضاع الهشة في البلاد لا تحتمل المراوغة كما في خطابات البرهان المتناقضة بعد خروجه من الخرطوم بعد اريعة اشهر من الحرب، وزياراته لبعض الدول ( مصر، جنوب السودان، قطر ، اريتريا) التي أكدت أنه لابد من التفاوض لوقف الحرب وأن طال السفر.
3
مما سبق يتضح ضرورة قيام اوسع تحالف لوقف الحرب التي بات خطرها يهدد وحدة البلاد وسيادتها ، وإعادة إعمار البلاد ، وانقاذ الوطن من الكارثة المحدقة، والتصدي لمراوغات البرهان والفلول والدعم السريع التي سوف تودي بالبلاد للتهلكة، وهذا يتطلب كما اشرنا سابقا اضافة لوقف الحرب انهاء الحكم العسكري، وثيقة دستورية جديدة تؤكد الحكم المدني الديمقراطي والغاء كل القوانين المقيدة للحريات، وان يكون جهاز الأمن لجمع المعلومات وتحليلها ورفعها، وتفكيك التمكين وإعادة أموال الشعب المنهوبة، وقيام المجلس التشريعي الذي يختار رئيس الوزراء والحكومة ، ورؤساء المفوضيات، ويجيز القوانين المطاوبة، وخروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد بعد ضم شركاتهم لولاية وزارة المالية، وحل مليشيات الفلول وجيوش الحركات بعد حل مليشيات الدعم السريع ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد،
فضلا عن بقية أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية مثل:-.
– الحل الشامل العادل بعد الغاء اتفاق جوبا ،والمؤتمرالجامع يشترك فيه النازحون في المعسكرات والتنظيمات السياسية والمدنية الذي يضمن وقف الحرب وعودة اللاجئين لمساكنهم و لحواكيرهم ورجوع المستوطنين لبلدانهم ، والتعويض العادل وإعمار مناطقهم ، وحل المليشيات، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب،وقيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفنرة الانتقالية الذي يقرر في شكل الحكم، ويتم فيه التوافق على دستور ديمقراطي، وقانون انتخابات يضمن قيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.
– – المحاسبة على جرائم الحرب ،القصاص للشهداء في مجازر دارفور بتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية ، والمحاكم للمجازر والانتهاكات الأخيرة في دارفور والمنطقتين، ومجزرة فض الاعتصام ، ومجازر مابعد انقلاب 25 أكتوبر.
تمكين المرأة وتمثيلها بنسبة لانق عن 50% في المؤسسات التنفيذية والتشريعية ، وتوفير فرص التعليم والتدريب و العمل للشباب.
– تحسين مستوي المعيشة وصرف مرتبات العاملين ، ودعم المزارعين بمدخلات الإنتاج لمواجهة شبح المجاعة ، ومجانية التعليم والعلاج ، ودعم السلع الأساسية ،وتركيز الأسعار ، وسيطرة بنك السودان علي النقد الأجنبي، وقيام بورصات الذهب والصمغ ومؤسسات الأقطان والماشية، وانسياب عائدها بالعملة الصعبة لبنك السودان.
– التفكيك الكامل لنظام انقلاب 30 يونيو 1989 واستعادة أموال وممتلكات الشعب المنهوبة.
– السيادة الوطنية وقيام علاقات متوازنة مع كل دول العالم ،، واستعادة أراضي السودان المحتلة ،وعدم قيام قواعد عسكرية في البلاد، وإعادة النظر في كل الاتفاقات حول الأراضي والتعدين المجحفة بشعب السودان ومستقبل أجياله، وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية.

الوسومتاج السر عثمان بابو

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: المیاه والکهرباء جرائم الحرب الحرب التی لوقف الحرب وقف الحرب فی دارفور فضلا عن کما فی

إقرأ أيضاً:

أزمة جديدة بجنوب السودان.. صراع عسكري واحتقان سياسي يهددان البلاد

يعاني جنوب السودان موجة جديدة من التوترات، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بين القوات الحكومية ومليشيات محلية، بينما تشهد العاصمة جوبا تطورات خطيرة مع اعتقال قيادات عسكرية بارزة ومحاولة فاشلة للقبض على مسؤول استخباراتي سابق.

هذه الأحداث المتلاحقة تهدد الاستقرار الهش في البلاد وتطرح تساؤلات عن مستقبل اتفاق السلام.

اشتباكات عنيفة في الناصر

أفادت مصادر متعددة، من بينها "سودان تريبون" وإذاعة فرنسا الدولية، باندلاع مواجهات مسلحة بين الجيش الحكومي ومجموعة مسلحة تُعرف باسم "الجيش الأبيض" في منطقة الناصر بولاية أعالي النيل.

تتكون هذه المجموعة بشكل رئيسي من شبان ينتمون إلى قبائل النوير، وقد لعبت دورا بارزا في النزاع السابق بين الحكومة والمعارضة، وهي معروفة باستخدامها أساليب حرب العصابات والمواجهات العنيفة.

ووفقا للتقارير، استخدمت القوات الحكومية أسلحة ثقيلة ومدرعات في محاولة للسيطرة على البلدة، في حين رد المسلحون بعنف، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

ولا تزال حصيلة القتلى غير واضحة، لكن شهود عيان أفادوا بأن السكان المحليين فروا من منازلهم خشية استمرار القتال.

وتأتي هذه المواجهات في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية، حيث تتهم المعارضة المسلحة الحكومة بانتهاك اتفاق السلام، بينما تؤكد الحكومة أن عملياتها تهدف إلى القضاء على التمردات غير الشرعية وفرض الأمن في المناطق المضطربة.

خريطة جنوب السودان (الجزيرة) اعتقال جنرال بارز

في العاصمة جوبا، اعتقلت قوات الأمن جنرالا بارزا مقربا من زعيم المعارضة رياك مشار، في خطوة أثارت مخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام. ووفقا لتقارير إذاعة فرنسا الدولية "آر إف آي" (RFI)، لم تصدر السلطات أي توضيحات رسمية بشأن دوافع الاعتقال، لكن مصادر رجحت أن يكون مرتبطا بتزايد التوتر بين الحكومة وحركة المعارضة المسلحة التي يقودها مشار.

إعلان

يُذكر أن رياك مشار، نائب الرئيس الحالي، خاض صراعا طويلا مع الرئيس سلفاكير قبل توقيع اتفاق السلام في عام 2018، لكن العلاقات بين الطرفين لا تزال متوترة، وسط اتهامات متبادلة بعدم تنفيذ الاتفاق بالكامل. ويخشى أنصار المعارضة أن يكون اعتقال القيادات العسكرية خطوة تهدف إلى تقويض نفوذ مشار في الجيش وإضعاف المعارضة قبل الانتخابات المرتقبة.

إطلاق نار في جوبا

في تطور آخر زاد من التوتر في العاصمة، اندلع تبادل لإطلاق النار في جوبا عقب محاولة قوات الأمن اعتقال رئيس جهاز المخابرات السابق، وفقا لما أوردته "إيستليف فويس"(Eastleigh Voice).

وبحسب المصادر، واجهت العملية مقاومة مسلحة من قوات موالية للمسؤول السابق، مما أدى إلى اندلاع مواجهات في شوارع العاصمة وسط حالة من الذعر بين المدنيين.

وتعكس هذه الحادثة حالة عدم الاستقرار داخل الأجهزة الأمنية، إذ تشير بعض التقارير إلى وجود تململ داخل المؤسسة العسكرية، حيث يعترض عدد من الضباط الكبار على سياسات الحكومة الحالية.

وقد يؤدي هذا الوضع إلى تمردات داخلية أو حتى انشقاقات في صفوف القوات المسلحة، مما يزيد من هشاشة الوضع الأمني في البلاد.

ماذا بعد؟ هل ينهار اتفاق السلام؟

تثير هذه التطورات تساؤلات جوهرية عن مستقبل جنوب السودان، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقررة في أواخر 2025، والتي ستكون الأولى منذ استقلال البلاد في 2011. وفي ظل تصاعد أعمال العنف واستمرار الاعتقالات السياسية، يخشى كثيرون أن تسير البلاد نحو موجة جديدة من الصراع المسلح، مما قد يهدد جهود المجتمع الدولي لإرساء السلام وتعزيز الاستقرار.

يرى محللون أن استمرار هذه التوترات قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات أو حتى انهيار اتفاق السلام، مما قد يعيد البلاد إلى دوامة الصراع المسلح. وفي ظل غياب حلول سياسية حقيقية، تبقى المخاوف قائمة بشأن قدرة الحكومة والمعارضة على تجاوز خلافاتهما وضمان استقرار مستدام في البلاد.

مقالات مشابهة

  • بعد سلسلة من الاعتقالات لمسؤولين موالين للمعارضة.. رئيس جنوب السودان: البلاد لن تعود للحرب
  • مؤتمر دولي بلندن منتصف أبريل لـ«السلام وحماية المدنيين» في السودان .. وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: زيارة وفد بريطاني للتشاور
  • جريمة كيكل إنّه طلع من الجنجويد وبقى ضدّهم
  • أزمة جديدة بجنوب السودان.. صراع عسكري واحتقان سياسي يهددان البلاد
  • كيف تكيفت أسواق دارفور مع تحديات رمضان في ظل الحرب؟
  • وادي محرم.. البلاد التي نُغادرها ولا تُغـادرنا
  • معارك ومسيرات انتحارية بالسودان وتقارير عن جرائم اغتصاب
  • الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 3450 أسرة في شمال دارفور غربي السودان خلال يومي الجمعة والسبت في منطقة دار السلام وكلمندو بولاية شمال دارفور
  • مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟