يمن مونيتور:
2024-09-18@22:38:56 GMT

هوامش ومتون: العزف على نياط قلب اليمن

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

هوامش ومتون: العزف على نياط قلب اليمن

عبدالرزاق الربيعي

خلال اطلاعي على برنامج الموسم الجديد لدار الأوبرا السلطانية مسقط لفتت نظري فعالية تحمل عنوان (سيمفونيات تراثية من قلب اليمن)، وهي فعاليّة، كما جاء في التعريف، تحتفي بالموسيقى التقليدية الشائعة في أرض اليمن، وهذه الموسيقى القادمة من جنوب الجزيرة العربية تأتي في قالب سيمفوني، في مزاوجة بين الموسيقى التراثية، والآلات الغربيّة، ولنا أن نتخيّل الهيئة التي سيظهر عليها الحفل، فالموسيقى اليمنية تاريخ، ولها حضور في الأغنية الخليجية والعربية يشهد له القاصي والداني، وكثيرا ما عزفت أوتار العود اليمني الأربعة (القنبس) على قيثارة الروح، لأنّها بنت بيئتها، وتضاريس الأرضيّة التي نبتت فيها، ورهافة إحساس إنسانها، الذي ينتمي لأقدم الحضارات التي ظهرت في المنطقة، وتؤكد النقوش التي تعود إلى الحضارات اليمنية: السبئية والمعينية والحميرية أن اليمن عرفت الموسيقى وآلة العود منذ الألف الأول قبل الميلاد، وفي أحد النقوش تظهر امرأة تمسك بالعود اليمني (القنبوس)، ويشير الباحث أحمد تيمور إلى أن (طويس) الذي يعد أول من غنى في الإسلام هو يمني نشأ في المدينة، وله الفضل في نقل الأصوات الغنائية الثمانية إلى الحجاز، كما ورد في كتاب (الأغاني) للأصفهاني، مثلما انتقلت مع اليمنيين الباحثين عن اللؤلؤ في أعماق الخليج، وقد اشتهرت بعض المناطق اليمنية بالموسيقى والغناء، ونسبت إليها، بعض أنماط الغناء المتعدّدة، منها: اللحجي المنسوب إلى منطقة لحج، ومن أبرز من يؤدي هذا النمط الغنائي الراحل أحمد فضل عبدالكريم، الملقب بـ (القمندان)، والفن الحضرمي النمط الغنائي الأكثر انتشارا في منطقة الخليج، وأشهر من غنّاه: حسين أبوبكر المحضار وأبوبكر سالم بلفقيه، والتعزي الذي يؤديه: عبدالباسط عبسي وعبده إبراهيم الصبري وأيوب طارش الذي يُعدّ أبرز الوجوه الفنية لمحافظة تعز، وقد اشتهرت أغانيه في المناسبات الوطنية، وهو ملحن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، والصنعاني الذي تمّ إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي عام 2009م بجهود مجموعة من الباحثين على رأسهم الفرنسي جان لامبير، إلى جانب أنماط أخرى من بينها: العدني، واليافعي، والتهامي، وغيرها، ولكل لون من هذه الألوان الغنائية مقاماتها وإيقاعاتها، وخصوصيتها، وتختلف مع الألوان الأخرى باختلاف مشاربها، ويؤكد المهتمون أن الفن الحضرمي «تأثّر بالموسيقى الهندية، فيما تأثّر الفن في لحج وعدن بالموسيقى الأفريقية»، مع ذلك تتشابه هذه الألوان بما يجعلها تحمل سمات واحدة هي سمات الأغنية اليمنية.

وحين زرت منطقة (كوكبان) الواقعة شمال صنعاء، وقفت في مكان شاهق، وكان لا بدّ لي أن أستحضر أغاني فرقة (الثلاثة الكوكباني) التي أسّسها أشقاء ثلاثة شكّلوا فرقة فنية، قال لي رفيق رحلتي اليمني مازحا: اصغِ إلى الريح، إنّها حين تمرّ بـ(كوكبان) يتحوّل صفيرها إلى أنغام عذبة!، فضحكت، وأصغيت لأغنية الفرقة (خطر غصن القنا) التي ترجمت صفير الريح:

«خطر غصن القنا

أنا يابوي أنا

أمان يا نازل الوادي أمان

لمه تجفا لمه؟

أخذ قلبي وراح

وشق صدري بالأعيان الصحاح

يا طول همي ويا طول النواح

من حب من حل هجري واستباح

قتلي وظلمي»

وانتشرت أغانيها، فردّدتها الكثير من الحناجر العربية، وهذا ليس بجديد على الأغنية اليمنية، إذ يرجّح الباحثون أن الموشحات الأندلسية مأخوذة من الموشحات اليمنية، وما دمنا قد ولجنا هذا الباب، فإن الإخوة اليمنيين يتحدّثون بمرارة عن (سرقة) التراث الموسيقي والغنائي اليمني، وتثار بين وقت وآخر هذه القضية فالكثير من الأغاني والألحان المشهورة مأخوذة من أغان يمنية، فمن منّا لم يترنّم بأغنية (يا بنات المكلا) لفهد بلّان؟ واكتشفنا فيما بعد أنّها من منبع يمني، وتنسب للشاعر حسين المحضار، لكن لا يوجد تأكيد على ذلك، وفي جميع الأحوال، فالشاعر يتغنّى بجمال بنات مدينة المكلا الواقعة في حضرموت، وكذلك أغنية (يا منيتي يا سلا خاطري)، و(قلّي متى شوفك يا كامل وصوفك، قلّي متى قلّي با تسمح ظروفك)، والأمر صار معروفا للكثيرين؟ فالكاتب السعودي عبده خال ذكر في منشور له «تم سرقة واستنزاف الموروث الغنائي اليمني بصورة أقل ما يقال عنها (جريمة فنية).. وللأسف الشديد المثقفون والفنانون اليمنيون لم يفعلوا شيئا من أجل استرداد الحق الأدبي لهذا الموروث» وخصوصا الفن الحضرمي لتقارب اللهجة من اللهجة المنتشرة في منطقة الخليج ومهما قيل في الأمر فإنّ الغناء والموسيقى تراث إنساني، واليمن كما قيل «أمّ العرب والطرب».

 

المصدر: جريدة عمان

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الفن اليمن سلطنة عمان الذی ی

إقرأ أيضاً:

ماذا قال بزشكيان عن صاروخ اليمن الذي استهدف إسرائيل؟

بغداد اليوم- متابعة

علق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الإثنين، (16 أيلول 2024)، حول إمكانية وجود دور إيران في الإطلاق الأخير لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت من اليمن إلى إسرائيل.

وقال بزشكيان في أول مؤتمر صحفي يعقده منذ توليه المنصب في تموز الماضي: "سيستغرق الأمر أسبوعا حتى تذهب القوى البشرية إلى اليمن الآن. كيف وصل هذا الصاروخ إلى هناك؟ ليس لدينا أي من هذه الصواريخ على الإطلاق".

وبعد أن سأل عدد من الصحفيين مرة أخرى عن امتلاك إيران لهذا الصاروخ، قال بزشكيان: "ليس لدينا هذا النوع من الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت".

وأضاف: "نعم، نحن متحدون ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة"، مبيناً "لدينا قوة صاروخية، لكن في اليمن، لديهم تكنولوجيا الصواريخ بأنفسهم".

وفيما يتعلق بإرسال طهران صواريخ إلى الحوثيين في اليمن، أجاب بزشكيان "الغرب يعلم أن إيران لا تستطيع إرسال صواريخ إلى اليمن".

وأضاف "في إيران، ليس لدينا صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت من النوع الذي يستخدمه أنصار الله في اليمن ضد إسرائيل".

وتابع بزشكيان "يعلم الغرب أن إيران لا تستطيع إرسال صواريخ إلى اليمن على الإطلاق؛ لدينا قوة الصواريخ، لكن ليس من الجيد أن نعطي الصواريخ لليمن، قبل الحرب على غزة، تعلم اليمن تكنولوجيا صناعة الصواريخ وكان ينتجها".

مقالات مشابهة

  • كيف حطم الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب” معادلة السرعة وأصبح فرط صوتي؟
  • شاهد - الصاروخ اليمني فلسطين (2) الذي ضرب قلب يافا
  • رسميًا.. الاتصالات اليمنية تعلن إطلاق خدمة ‘‘ستارلينك’’ في اليمن
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • مباحثات بين وزيري دفاع أمريكا و”إسرائيل” بشأن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • الحوثيون يعمقون الانقسام في اليمن بقطع مرتبات موظفي الخطوط الجوية اليمنية بالجنوب
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • إيران تفاجئ العالم وتكشف معلومات جديدة عن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • ماذا قال بزشكيان عن صاروخ اليمن الذي استهدف إسرائيل؟
  • بزشكيان: الصاروخ اليمني فرط صوتي الذي قصف يافا من إنتاج اليمنيين