يمن مونيتور:
2025-01-30@18:29:09 GMT

هوامش ومتون: العزف على نياط قلب اليمن

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

هوامش ومتون: العزف على نياط قلب اليمن

عبدالرزاق الربيعي

خلال اطلاعي على برنامج الموسم الجديد لدار الأوبرا السلطانية مسقط لفتت نظري فعالية تحمل عنوان (سيمفونيات تراثية من قلب اليمن)، وهي فعاليّة، كما جاء في التعريف، تحتفي بالموسيقى التقليدية الشائعة في أرض اليمن، وهذه الموسيقى القادمة من جنوب الجزيرة العربية تأتي في قالب سيمفوني، في مزاوجة بين الموسيقى التراثية، والآلات الغربيّة، ولنا أن نتخيّل الهيئة التي سيظهر عليها الحفل، فالموسيقى اليمنية تاريخ، ولها حضور في الأغنية الخليجية والعربية يشهد له القاصي والداني، وكثيرا ما عزفت أوتار العود اليمني الأربعة (القنبس) على قيثارة الروح، لأنّها بنت بيئتها، وتضاريس الأرضيّة التي نبتت فيها، ورهافة إحساس إنسانها، الذي ينتمي لأقدم الحضارات التي ظهرت في المنطقة، وتؤكد النقوش التي تعود إلى الحضارات اليمنية: السبئية والمعينية والحميرية أن اليمن عرفت الموسيقى وآلة العود منذ الألف الأول قبل الميلاد، وفي أحد النقوش تظهر امرأة تمسك بالعود اليمني (القنبوس)، ويشير الباحث أحمد تيمور إلى أن (طويس) الذي يعد أول من غنى في الإسلام هو يمني نشأ في المدينة، وله الفضل في نقل الأصوات الغنائية الثمانية إلى الحجاز، كما ورد في كتاب (الأغاني) للأصفهاني، مثلما انتقلت مع اليمنيين الباحثين عن اللؤلؤ في أعماق الخليج، وقد اشتهرت بعض المناطق اليمنية بالموسيقى والغناء، ونسبت إليها، بعض أنماط الغناء المتعدّدة، منها: اللحجي المنسوب إلى منطقة لحج، ومن أبرز من يؤدي هذا النمط الغنائي الراحل أحمد فضل عبدالكريم، الملقب بـ (القمندان)، والفن الحضرمي النمط الغنائي الأكثر انتشارا في منطقة الخليج، وأشهر من غنّاه: حسين أبوبكر المحضار وأبوبكر سالم بلفقيه، والتعزي الذي يؤديه: عبدالباسط عبسي وعبده إبراهيم الصبري وأيوب طارش الذي يُعدّ أبرز الوجوه الفنية لمحافظة تعز، وقد اشتهرت أغانيه في المناسبات الوطنية، وهو ملحن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، والصنعاني الذي تمّ إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي عام 2009م بجهود مجموعة من الباحثين على رأسهم الفرنسي جان لامبير، إلى جانب أنماط أخرى من بينها: العدني، واليافعي، والتهامي، وغيرها، ولكل لون من هذه الألوان الغنائية مقاماتها وإيقاعاتها، وخصوصيتها، وتختلف مع الألوان الأخرى باختلاف مشاربها، ويؤكد المهتمون أن الفن الحضرمي «تأثّر بالموسيقى الهندية، فيما تأثّر الفن في لحج وعدن بالموسيقى الأفريقية»، مع ذلك تتشابه هذه الألوان بما يجعلها تحمل سمات واحدة هي سمات الأغنية اليمنية.

وحين زرت منطقة (كوكبان) الواقعة شمال صنعاء، وقفت في مكان شاهق، وكان لا بدّ لي أن أستحضر أغاني فرقة (الثلاثة الكوكباني) التي أسّسها أشقاء ثلاثة شكّلوا فرقة فنية، قال لي رفيق رحلتي اليمني مازحا: اصغِ إلى الريح، إنّها حين تمرّ بـ(كوكبان) يتحوّل صفيرها إلى أنغام عذبة!، فضحكت، وأصغيت لأغنية الفرقة (خطر غصن القنا) التي ترجمت صفير الريح:

«خطر غصن القنا

أنا يابوي أنا

أمان يا نازل الوادي أمان

لمه تجفا لمه؟

أخذ قلبي وراح

وشق صدري بالأعيان الصحاح

يا طول همي ويا طول النواح

من حب من حل هجري واستباح

قتلي وظلمي»

وانتشرت أغانيها، فردّدتها الكثير من الحناجر العربية، وهذا ليس بجديد على الأغنية اليمنية، إذ يرجّح الباحثون أن الموشحات الأندلسية مأخوذة من الموشحات اليمنية، وما دمنا قد ولجنا هذا الباب، فإن الإخوة اليمنيين يتحدّثون بمرارة عن (سرقة) التراث الموسيقي والغنائي اليمني، وتثار بين وقت وآخر هذه القضية فالكثير من الأغاني والألحان المشهورة مأخوذة من أغان يمنية، فمن منّا لم يترنّم بأغنية (يا بنات المكلا) لفهد بلّان؟ واكتشفنا فيما بعد أنّها من منبع يمني، وتنسب للشاعر حسين المحضار، لكن لا يوجد تأكيد على ذلك، وفي جميع الأحوال، فالشاعر يتغنّى بجمال بنات مدينة المكلا الواقعة في حضرموت، وكذلك أغنية (يا منيتي يا سلا خاطري)، و(قلّي متى شوفك يا كامل وصوفك، قلّي متى قلّي با تسمح ظروفك)، والأمر صار معروفا للكثيرين؟ فالكاتب السعودي عبده خال ذكر في منشور له «تم سرقة واستنزاف الموروث الغنائي اليمني بصورة أقل ما يقال عنها (جريمة فنية).. وللأسف الشديد المثقفون والفنانون اليمنيون لم يفعلوا شيئا من أجل استرداد الحق الأدبي لهذا الموروث» وخصوصا الفن الحضرمي لتقارب اللهجة من اللهجة المنتشرة في منطقة الخليج ومهما قيل في الأمر فإنّ الغناء والموسيقى تراث إنساني، واليمن كما قيل «أمّ العرب والطرب».

 

المصدر: جريدة عمان

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الفن اليمن سلطنة عمان الذی ی

إقرأ أيضاً:

مسؤولون إيرانيون: الشعب اليمني سطّر ملحمة تاريخية في دعم الشعب الفلسطيني

 

الثورة /
وصف مسؤولون عسكريون وسياسيون إيرانيون، الدور الذي اضطلع به الشعب اليمني في دعم القضية الفلسطينية، “بالأسطوري” وبأنه “ملحمة تاريخية” و”نموذج فريد” في نصرة المظلومين.
حيث أكد عضو الهيئة الرئاسية لمجلس خبراء القيادة في إيران، عباس الكعبي، أن الشعب اليمني المجاهد الأسطوري سطر ملحمة تاريخية في إسناد غزة وفلسطين ونصرة المظلومين.
وأشار الأدميرال علي رضا تنكسيري، قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني، إلى أن اليمنيين، رغم خروجهم من حرب ضروس وغير متكافئة، وقفوا وقفة عز ورجولة إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وأكد أن اليمنيين شعب لا يهاب أحداً سوى الله بفضل قيادتهم الحكيمة التي رفعت شأن الإسلام.
من جانبه، أشاد اللواء عبد الرحيم الموسوي، قائد الجيش الإيراني، بالشعب اليمني الصامد الذي بات “فخراً للأمة الإسلامية”..
وأشار إلى أن الشعب اليمني حمل عالياً راية المقاومة على أكتافه وقدّم دروساً في المقاومة.
وفي سياق متصل، أشار العميد أمير علي حاجي زادة، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، إلى أن خروج الشعب اليمني الأسبوعي كل جمعة من أجل غزة كان أمراً لا نظير له على مستوى العالم.
وأكد أن الشعب اليمني قدم كل ما لديه من أجل إسناد غزة ونجح بحق في الامتحان الإلهي.

مقالات مشابهة

  • تسريبات لقرار مرتقب بتغيير سفير اليمن في واشنطن الحضرمي
  • أخنوش يلتقي وزير الخارجية اليمني معبرا عن دعم المغرب ل"وحدة الجمهورية اليمنية"
  • خلال استقباله لوزير الخارجية اليمني..أخنوش يؤكد دعم المغرب الثابت لوحدة واستقرار وسيادة الجمهورية اليمنية
  • مسؤولون إيرانيون: الشعب اليمني سطّر ملحمة تاريخية في دعم الشعب الفلسطيني
  • وفاة المعمر اليمني العزعزي عن 120 عاما
  • مسؤولون إيرانيون: الشعب اليمني سطر ملحمة تاريخية في دعم غزة وفلسطين
  • وفاة المعمر اليمني سيف العزيزي عن عمر يناهز ١٢٠ عاما
  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة عشرة التي يُسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري
  • “يديعوت أحرونوت” العبرية: التهديد اليمني لـ”إسرائيل” سيظل قائماً وقد يتطور مع مرور الوقت
  • الحرب القادمة في اليمن… ما الذي تعنيه أوامر ترامب؟!