العاصفة الإعصارية دانيال.. كيف تكونت ولماذا سببت هذا الدمار؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
يتردد كثيرا مصطلح الإعصار أو العاصفة "دانيال" هذه الأيام، خاصة بعدما تسببت في فيضانات شديدة بليبيا، والتي تطورت بدورها لتهدم سدّين مائيين وتتسبب بكارثة في مدينة درنة وصل عدد ضحاياها أكثر من 5 آلاف قتيل إلى جانب آلاف المفقودين والمصابين.
ودانيال عاصفة شبيهة بالإعصار تحدث في البحر المتوسط حصرا، وتسمى عاصفة إعصارية متوسطية.
وتعتبر العاصفة والإعصار من الظواهر الجوية التي تتميز بالرياح القوية والأمطار، لكن العاصفة بشكل عام أصغر بفارق كبير من الإعصار، والذي يكون عادة أكبر حجما ويمكن أن يمتد لمئات أو حتى آلاف الكيلومترات. وقد تحدث العواصف في مناطق مختلفة حول العالم وتحت ظروف جوية مختلفة، وأما الأعاصير فترتبط في المقام الأول بالمناطق الاستوائية وتتشكل فوق مياه المحيط الدافئة بالقرب من خط الاستواء.
وبحسب دراسة نشرت عام 2015 بالمؤتمر الدولي الـ 14 لعلوم وتكنولوجيا البيئة برودس اليونانية، فقد توصلت المسوحات المختلفة طويلة المدى للأقمار الصناعية إلى حدوث 67 إعصارا من هذا النوع بين عامي 1947 و2014.
مالطا وصقلية الإيطالية تعرضتا في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 للعاصفة "كندريسا" الشبيهة بـ "دانيال" (ناسا) كيف تتكون الأعاصير؟ولكي يتكون أي إعصار، فإنه لا بد من وجود فارق كبير في الضغط الجوي بين منطقة منخفضة الضغط تكون مركز الإعصار، وبين مناطق مرتفعة الضغط تحيط بها.
وفي حالة المرتفع الجوي، فإن اتجاه الرياح يكون مع عقارب الساعة. أما في المنخفض الجوي، فيكون اتجاه الرياح عكس عقارب الساعة. وهنا يمكن للرياح أن تجري في صورة دوائر بين المرتفع والمنخفض الجوي، ومن ثم يرفع من احتمال نشوء الإعصار مع كل انخفاض في الضغط الجوي.
إلى أي حد تصل قوتها؟ولا تعتبر العواصف الإعصارية في البحر المتوسط من الأعاصير المدارية المصنفة رسميا، لكن شدتها قد تصل أحياناً إلى قوة إعصار من الفئة 1 (أي تكون سرعة العاصفة 119- 153 كيلومترا في الساعة) على مقياس سفير-سيمبسون، الذي طوره المهندس المدني هربرت سفير وخبير الأرصاد الجوية بوب سيمبسون عام 1971.
ورغم ذلك فقد تم تسجيل حالات أكثر خطورة من العاصفة الإعصارية المتوسطية "دانيال" إذ شهد عام 2020 عاصفة وصلت شدتها مستوى الفئة 2، أي بسرعة 154-177 كيلومترا على الساعة، على نفس المقياس.
ورغم ذلك، فإن الخطر الرئيسي الذي تشكله هذه العواصف لا يرتبط عادة بسرعة الرياح المدمرة، بل بالأمطار الغزيرة التي تتسبب فيها، والتي تؤدي بدورها إلى فيضانات مفاجئة شديدة تهدد الحياة، وهذا هو ما حدث في حالة ليبيا.
ليست المرة الأولىولا تعد هذه المرة الأولى التي تضرب فيها عاصفة إعصارية متوسطية بهذه القوة. ففي سبتمبر/أيلول 1969 تطور إعصار شديد بالبحر المتوسط، وأدى لفيضانات شديدة سببت مقتل قرابة 600 شخص في كل من مالطا وتونس والجزائر، وتركت 250 ألفًا بلا مأوى، وألحقت أضرارًا جسيمة بالاقتصادات الإقليمية.
View this post on InstagramA post shared by الجزيرة نت (@aljazeera.net)
وقد تكررت هذه الظاهرة الجوية بشكل كثيف خلال العقدين الماضيين فقط، ومنها ما حدث في مالطا وجزيرة صقلية الإيطالية، حينما ضربتا في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 بعاصفة إعصارية شبيهة سميت "كندريسا" كانت أحد أقوى العواصف الإعصارية المتوسطية على الإطلاق، إذ اشتدت سرعتها خلال يومين، ووصلت ذروتها في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، وتسببت في مقتل 3 أشخاص وأضرار لا تقل عن 250 مليون دولار.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. شاهدوا آثار الدمار في بلدة مقنة عقب الغارات الإسرائيلية
أغار العدو الإسرائيلي أمس على بلدة مقنة.
وأظهرت مقاطع فيديو خسائر مادية كبيرة في البنى التحتية والمنازل.
مشاهد الدمار في بلدة مقنة جراء العدوان الاخير#lebanon24https://t.co/mo6ASjCfQw pic.twitter.com/AEapizQI5s
— Lebanon 24 (@Lebanon24) November 22, 2024