يتردد كثيرا مصطلح الإعصار أو العاصفة "دانيال" هذه الأيام، خاصة بعدما تسببت في فيضانات شديدة بليبيا، والتي تطورت بدورها لتهدم سدّين مائيين وتتسبب بكارثة في مدينة درنة وصل عدد ضحاياها أكثر من 5 آلاف قتيل إلى جانب آلاف المفقودين والمصابين.

ودانيال عاصفة شبيهة بالإعصار تحدث في البحر المتوسط حصرا، وتسمى عاصفة إعصارية متوسطية.

وتم التعرف على هذه الظاهرة لأول مرة ثمانينيات القرن الفائت، ومع دراستها اكتشف العلماء أنها تتشكل في الغالب فوق غرب ووسط البحر المتوسط.

وتعتبر العاصفة والإعصار من الظواهر الجوية التي تتميز بالرياح القوية والأمطار، لكن العاصفة بشكل عام أصغر بفارق كبير من الإعصار، والذي يكون عادة أكبر حجما ويمكن أن يمتد لمئات أو حتى آلاف الكيلومترات. وقد تحدث العواصف في مناطق مختلفة حول العالم وتحت ظروف جوية مختلفة، وأما الأعاصير فترتبط في المقام الأول بالمناطق الاستوائية وتتشكل فوق مياه المحيط الدافئة بالقرب من خط الاستواء.

وبحسب دراسة نشرت عام 2015 بالمؤتمر الدولي الـ 14 لعلوم وتكنولوجيا البيئة برودس اليونانية، فقد توصلت المسوحات المختلفة طويلة المدى للأقمار الصناعية إلى حدوث 67 إعصارا من هذا النوع بين عامي 1947 و2014.

مالطا وصقلية الإيطالية تعرضتا في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 للعاصفة "كندريسا" الشبيهة بـ "دانيال" (ناسا) كيف تتكون الأعاصير؟

ولكي يتكون أي إعصار، فإنه لا بد من وجود فارق كبير في الضغط الجوي بين منطقة منخفضة الضغط تكون مركز الإعصار، وبين مناطق مرتفعة الضغط تحيط بها.

وفي حالة المرتفع الجوي، فإن اتجاه الرياح يكون مع عقارب الساعة. أما في المنخفض الجوي، فيكون اتجاه الرياح عكس عقارب الساعة. وهنا يمكن للرياح أن تجري في صورة دوائر بين المرتفع والمنخفض الجوي، ومن ثم يرفع من احتمال نشوء الإعصار مع كل انخفاض في الضغط الجوي.

إلى أي حد تصل قوتها؟

ولا تعتبر العواصف الإعصارية في البحر المتوسط من الأعاصير المدارية المصنفة رسميا، لكن شدتها قد تصل أحياناً إلى قوة إعصار من الفئة 1 (أي تكون سرعة العاصفة 119- 153 كيلومترا في الساعة) على مقياس سفير-سيمبسون، الذي طوره المهندس المدني هربرت سفير وخبير الأرصاد الجوية بوب سيمبسون عام 1971.

ورغم ذلك فقد تم تسجيل حالات أكثر خطورة من العاصفة الإعصارية المتوسطية "دانيال" إذ شهد عام 2020 عاصفة وصلت شدتها مستوى الفئة 2، أي بسرعة 154-177 كيلومترا على الساعة، على نفس المقياس.

ورغم ذلك، فإن الخطر الرئيسي الذي تشكله هذه العواصف لا يرتبط عادة بسرعة الرياح المدمرة، بل بالأمطار الغزيرة التي تتسبب فيها، والتي تؤدي بدورها إلى فيضانات مفاجئة شديدة تهدد الحياة، وهذا هو ما حدث في حالة ليبيا.

ليست المرة الأولى

ولا تعد هذه المرة الأولى التي تضرب فيها عاصفة إعصارية متوسطية بهذه القوة. ففي سبتمبر/أيلول 1969 تطور إعصار شديد بالبحر المتوسط، وأدى لفيضانات شديدة سببت مقتل قرابة 600 شخص في كل من مالطا وتونس والجزائر، وتركت 250 ألفًا بلا مأوى، وألحقت أضرارًا جسيمة بالاقتصادات الإقليمية.

View this post on Instagram

A post shared by الجزيرة نت (@aljazeera.net)

وقد تكررت هذه الظاهرة الجوية بشكل كثيف خلال العقدين الماضيين فقط، ومنها ما حدث في مالطا وجزيرة صقلية الإيطالية، حينما ضربتا في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 بعاصفة إعصارية شبيهة سميت "كندريسا" كانت أحد أقوى العواصف الإعصارية المتوسطية على الإطلاق، إذ اشتدت سرعتها خلال يومين، ووصلت ذروتها في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، وتسببت في مقتل 3 أشخاص وأضرار لا تقل عن 250 مليون دولار.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

"الوضع مأساوي".. فيضانات وانهيارات أرضية تضرب النرويج

ذكرت وسائل إعلام محلية، الجمعة، أن عواصف ليلية تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية في جنوب غربي النرويج وهي أحدث دولة في أوروبا تتعرض لطقس سيئ.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وتراجع سقوط الأمطار صباح أمس، طبقا لما قالته خبيرة الأرصاد الجوية، جولي سولسفيك لهيئة الإذاعة النرويجية (إن.آر.كيه) مضيفة أن تحذيرات من فيضان وانهيارأرضي مازالت سارية.
أخبار متعلقة 425 مليون دولار.. أمريكا ترسل مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانياعشرات المفقودين.. ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في إسبانيا .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } قاعة غمرتها المياه في فندق غرب النرويج بعد أمطار غزيرة - د ب أفيضانات في النرويجوقالت الشرطة إنه لم ترد أنباء حتى الآن عن مفقودين أو مصابين بسبب العواصف. وأصبح من الصعب الوصول إلى بلدة أودا، التي تضم حوالي خمسة آلاف شخص، على بعد حوالي 60 كيلومترا، جنوب شرق بيرجن، صباح الجمعة، بعد انهيار جسر.
وجرى إغلاق جميع الطرق الأخرى المؤدية إلى البلدة الأخرى، بسبب العواصف. ووصف عمدة بلدة، أودا الوضع بأنه "مأساوي"، في حديثه إلى وكالة أنباء (إن.تي.بي) مساء الخميس.العاصفة تنتقل للسويدوذكرت هيئة الإذاعة النرويجية أن قبوا تابعا لفندق أولينسفانج التاريخي شمال أودا غمرته المياه خلال الليل. وتردد أن العديد من التحف والأعمال الفنية مخزنة في قبو الفندق.
وانتقلت العاصفة إلى السويد، بعد ظهر الجمعة. وحذرت هيئة الأرصاد الجوية السويدية من هبوب رياح قوية مصحوبة بعواصف محلية، خاصة في جنوب وشرق البلاد.تعطل خطوط المترووقالت شركة "إي.أون" للكهرباء إن العديد من خطوط المترو تعطلت، وفي بعض الأوقات تضرر ما يزيد 12 ألف منزل في جنوبي السويد جراء انقطاع التيار الكهربائي.
ويأتي ذلك عقب مقتل ما يزيد على 200 شخص جراء الفيضانات المدمرة في إسبانيا في وقت سابق الأسبوع الماضي، مع تسجيل عشرات في عداد المفقودين.

مقالات مشابهة

  • إيران تعلن إغلاق مجالها الجوي بيوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. تفاصيل
  • ما علاقة بعلبك بالمقاومة اللبنانية ولماذا تستهدفها إسرائيل؟
  • الصين تجلي 282 ألف شخص في مقاطعة تشجيانغ مع اقتراب الإعصار كونغ-ري
  • تفاصيل مرعبة كيف قتل المئات بفيضانات إسبانيا المفاجئة
  • "الوضع مأساوي".. فيضانات وانهيارات أرضية تضرب النرويج
  • «ناسا» تحذر من عاصفة جيومغناطيسية قد تضرب الأرض.. هل تؤثر على الاتصالات؟
  • مقتل شخصين وجرح 580 آخرين جراء الاعصار كونغ-ري في تايوان
  • ألكاراز يسقط أمام «عاصفة» هومبرت!
  • ما الأونروا؟ ولماذا حظرتها إسرائيل؟.. 7 نقاط تشرح الموقف
  • الإمارات تشدد على إبقاء الفضاء خالياً من الأسلحة النووية والدمار الشامل