كشف استطلاع جديد صادر عن لينكدإن، أكبر شبكة مهنية في العالم، عن استعداد المهنيين لتبني أساليب عمل جديدة ناتجة عن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي. 

ووفقًًا للبيانات الصادرة عن لينكدإن، فإن التوجه نحو استحداث أساليب عمل متطورة قائمة على استخدام الذكاء الاصطناعي في منظومات العمل دفع 79% من المهنيين السعوديين إلى الجزم بأن الذكاء الاصطناعي سوف يغير مسار وظائفهم خلال العام القادم.

من جهة أخرى يعتقد 86% أن الذكاء الاصطناعي سوف يكون بمثابة "زميل خفي" يساعدهم في أداء وظائفهم.

ويحظى الذكاء الاصطناعي باهتمام كبير في المملكة، خاصة بعد الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في العام 2020، والتي تقودها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) من أجل الارتقاء ببيئة وطنية تصقل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما ألهم المهنيين في المملكة إلى خوض غمار المعرفة والتعلم لاكتساب المزيد من المهارات في هذا المجال.

وأظهرت البيانات أن 70% من المهنيين لديهم رغبة في تعلم طرق جديدة تمكنهم من توظيف الذكاء الاصطناعي في أعمالهم، كما أعرب 79% منهم عن ثقتهم بأنهم سيستفيدون من تقنيات الذكاء الاصطناعي في وظائفهم.   

هذا وصرح 7% فقط من المستجيبين أنهم لم يتخذوا أي خطوات عملية في توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي، بينما كشف 58% أنهم قد بدأوا باستخدام تطبيقات أدوات الذكاء الاصطناعي في وظائفهم.

الجدير بالذكر أن الشركات قد بدأت باتخاذ خطوات مدروسة لتبني الذكاء الاصطناعي، حيث صرّح 53% من المستجيبين أن شركاتهم بدأت بتقديم برامج تدريبية أو قواعد إرشادية بشأن توظيف الذكاء الاصطناعي في أعمالهم اليومية. 

ويظهر الاستطلاع أن القوة العاملة في المملكة تتطلع بعين التفاؤل إلى إمكانية تحسين الذكاء الاصطناعي للمسارات المهنية، حيث أجمع 97% أن الذكاء الاصطناعي سوف يساهم في الارتقاء بمستقبلهم الوظيفي.

وحول مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في حياتهم العملية، صرّح  72% من الموظفين أن هذا التوجه سوف يمكّنهم من التركيز على مجالات العمل التي يفضلونها. ومن الإيجابيات الأساسية التي ذكرت رفع مستويات الإنتاجية (44%)، وتحفيز الإبداع (42%). كما صرح 83% من المهنيين أنهم يخططون لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تلخيص المقالات والمواد الطويلة، ويخطط 80% منهم في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي من أجل إيجاد حلول تمكنهم من التغلب على تحديات العمل. 

ورغم التفاؤل إزاء توظيف الذكاء الاصطناعي في المملكة، إلا أن الجيل الأصغر سنًا أكثر حذرًا في تبني الذكاء الاصطناعي، حيث يشعر 61% من العاملين من جيل زد (Gen-Z) بالقلق حيال مستوى معرفتهم بالذكاء الاصطناعي وأن عليهم اكتساب المزيد من المعرفة حول هذه التقنية. 

ويعد نقص المعرفة (21%) من أبرز الأسباب التي تثني الموظفين من جيل زد (Gen-Z) عن توظيف الذكاء الاصطناعي في وظائفهم، حيث أقر 43% بأنهم لم يرصدوا استخدام زملائهم أو رؤسائهم في العمل للذكاء الاصطناعي، ولذلك فإنهم لا يستطيعون التعلم منهم، وذكر 29% أن حاجز اللغة يحد من قدرتهم على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث تتوفر معظم المعلومات عنها باللغة الإنجليزية.  

ورغم هذا الحماس الحذر في وسط المهنيين من جيل زد (Gen-z)، إلا أن 84% منهم يعتقدون أن مهارات الذكاء الاصطناعي سوف تساهم في مساعدتهم على الارتقاء الوظيفي ويعتقد 80% أنها سوف تساعدهم على تحقيق التوازن بين حياتهم العملية والشخصية.

ويتوقع الموظفون في السعودية أن المهارات الشخصية مثل الإبداع (76%) وإدارة الوقت (75%) والقدرة على حل المشكلات (74%) والمرونة في مواجهة التحديات (74%) سوف تصبح أكثر أهمية مع تنامي أهمية الذكاء الاصطناعي.

وكشفت بيانات لينكدإن عن نمو بمقدار 21 ضعفًا في عدد الوظائف المفتوحة عالميًّا والتي تذكر مهارات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" منذ شهر نوفمبر من العام الماضي، مما يُظهر أهمية مهارات الذكاء الاصطناعي للباحثين عن التطور الوظيفي. 

وقال علي مطر، رئيس لينكدإن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق الأوروبية الناشئة: "شهدنا في المملكة العربية السعودية استجابة إيجابية هائلة لتبني الذكاء الاصطناعي، حيث أكدت غالبية القوة العاملة أخذها خطوات جدية لإدخال هذه التكنولوجيا على الوظائف".

وأضاف "مطر" قائلاً: "من أجل مواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، لا بد من بذل المزيد من الجهود لتعليم المهنيين وإكسابهم المهارات والمعرفة التي تؤهلهم لتبني الذكاء الاصطناعي بشكل فعال. وينطبق هذا الأمر بصورة أكبر على الجيل الأصغر سنًا، والذي يبدي ترددًا في تبني الذكاء الاصطناعي. ويحرص هذا الجيل على التعلم إدراكًا منه للمزايا العديدة التي يمكن أن يجلبها الذكاء الاصطناعي إلى حياتهم المهنية، والتي تشمل الارتقاء الوظيفي وتحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية".

واختتم تصريحه مشيراً إلى اهتمامهم الكبير بحسب وصفه في لينكدإن لجزئية تعليم القوة العاملة وذلك من خلال توفير الإمكانات والمصادر التعليمية التي تساهم في تعزيز جاهزية المستخدمين لتوظيف الذكاء الاصطناعي. وقد رصدنا أيضا رغبة العاملين بشكل عام في تعلم المزيد عن الذكاء الاصطناعي، حيث نشهد زيادة ملحوظة في المحتوى المتعلق بهذا الموضوع على منصة لينكدإن وزيادة في معدل إضافة مهارات الذكاء الاصطناعي إلى حسابات الأعضاء. كما أن هناك تركيزا متناميا على المهارات الشخصية والناعمة بالموازاة مع تعلم الأشخاص كيفية الشراكة مع الذكاء الاصطناعي، وهي الشراكة التي سترسم ملامح مستقبل العمل".

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تقنيات الذكاء الاصطناعي لينكدإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي توظیف الذکاء الاصطناعی فی استخدام الذکاء الاصطناعی مهارات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی سوف فی المملکة

إقرأ أيضاً:

لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!

في زمن تتسارع فيه علاقتنا بالتكنولوجيا، يبدو أن كلمات بسيطة مثل "من فضلك" و"شكرًا" قد تحمل ثمنًا غير متوقع. فقد أثار أحد مستخدمي منصة X  سؤالًا طريفًا لكنه عميق الدلالة، قال فيه:

كم أنفقت OpenAI على الكهرباء لأن الناس يقولون "من فضلك" و"شكرًا" لنماذج الذكاء الاصطناعي؟

وجاء الرد سريعًا من سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مازحًا وبكل ثقة: "تلك الملايين كانت مُنفقة في مكانها الصحيح.. من يدري ما ستجلبه اللباقة!".

 

 

لكن خلف هذا التعليق، انطلقت تساؤلات جدّية: هل نُهدر الطاقة والموارد حين نخاطب الذكاء الاصطناعي بأدب؟ أم أن للّباقة مع الآلات قيمة تتجاوز الكلفة؟.



المجاملة ليست مجرد تكلفة… بل أسلوب تعامل



تشير تقديرات الخبراء إلى أن كل تفاعل مع روبوت دردشة يكلف الشركة مالًا وطاقة، وكل كلمة إضافية تُرسل كجزء من الطلب تستهلك المزيد من الموارد.

قال البروفيسور نيل جونسون من جامعة جورج واشنطن:"كل طلب موجه إلى روبوت مثل ChatGPT يتطلب حركة إلكترونات، وهذه الحركة تحتاج طاقة. والسؤال هو: من يدفع هذه الفاتورة؟".
ويشبّه جونسون الكلمات الإضافية بورق التغليف المستخدم لتغليف عطر، إذ تحتاج النماذج اللغوية إلى "اختراق" هذا التغليف للوصول إلى مضمون الطلب، مما يشكل عبئًا إضافيًا.

 

اقرأ أيضاً.. أول طالب ذكاء اصطناعي في مقاعد الدراسة الجامعية


لكن رغم هذا، يرى كثيرون أن اللطافة مع الذكاء الاصطناعي ليست فقط عادة بشرية أو مظهرًا من مظاهر "إضفاء الطابع الإنساني" على الآلة، بل إن لها تأثيرًا مباشرًا على جودة التفاعل.

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يربك نقابة المحامين في كاليفورنيا حاسوب حراري جديد يفتح آفاقًا ثورية لتسريع الذكاء الاصطناعي

وأوضح كيرتيس بيفرز، مدير في فريق تصميم Microsoft Copilot، أن استخدام اللغة المهذبة يضبط نبرة الرد من قبل النموذج، فعندما يلتقط الذكاء الاصطناعي إشارات اللباقة، يكون أكثر ميلًا للرد بنفس الأسلوب.



هل المجاملة ضرورة ثقافية؟

حتى وإن لم تكن الآلة "تشعر"، فإن طريقة تعامل البشر معها قد تُشكّل انعكاسًا لطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض لاحقًا.

 

وأشارت شيري توركل، أستاذة في معهد MIT، أن الذكاء الاصطناعي ليس "واعيًا" فعلًا، لكنه لا يزال "حيًا" ليبرّر إظهار المجاملة له.


وتشير إلى تجربة "تماغوتشي" في التسعينيات، حيث أصيب الأطفال بالحزن الحقيقي عند "وفاة" حيواناتهم الرقمية، مما يُظهر كيف يمكن للعلاقات بين البشر والكائنات غير الحية أن تؤثر نفسيًا.

 



اقرأ أيضاً.. حين يرى الذكاء الاصطناعي ما لا يراه الطبيب.. قفزة في تشخيص قصر النظر


اللباقة بدافع الخوف

أجريت دراسة في ديسمبر 2024 من قبل شركة Future أظهرت أن نسبة كبيرة من المستخدمين يتعاملون بلباقة مع الذكاء الاصطناعي:

67% من المستخدمين في الولايات المتحدة يستخدمون عبارات مجاملة،و71% من المستخدمين في المملكة المتحدة يفعلون الشيء ذاته.

لكن المفارقة أن 12% من المستخدمين يتحلون باللباقة بدافع الخوف من "العواقب المستقبلية" لسوء التعامل مع التكنولوجيا.



المجاملة... تكلفة مستحقة؟

بين التكاليف الكهربائية والبيئية، وبين الأبعاد الثقافية والإنسانية، يبدو أن المجاملة في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي ليست مجرد تصرف عابر. بل إنها تحمل وزنًا أخلاقيًا وسلوكيًا، وقد تشكّل مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة.


إسلام العبادي(أبوظبي)

 

مقالات مشابهة

  • كيف خسرت آبل عرش الذكاء الاصطناعي لصالح ميتا؟
  • انطلاق البرنامج التدريبي على التعلم عن بعد باستخدام الذكاء الاصطناعي للأخصائيين النفسيين بالفيوم
  • "استخدامات الذكاء الاصطناعي ومستقبله" فى ورشة تدريبية لطلاب كلية الآداب بجامعة أسيوط
  • عسكرة الذكاء الاصطناعي .. كيف تتحول التكنولوجيا إلى أداة قتل عمياء؟
  • الإمارات.. نموذج عالمي في تطوير البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي
  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
  • خادم الحرمين الشريفين: المملكة أصبحت نموذجًا عالميًا في التحول خلال أقل من عقد
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي