أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، بمجلس الوزراء، فعاليات الجلسة الرابعة عشرة من المنتدى الفكري للمركز، تحت عنوان: "الانعكاسات الاقتصادية للثورة الصناعية الرابعة"، بمشاركة نخبة من رؤساء الشركات المحلية والأجنبية، وممثلي مجلس الدفاع الوطني ووزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصناعة والتعليم العالي والبحث العلمي، والمجلس الأعلى للجامعات، بالإضافة إلى عدد من الخبراء والأكاديميين.

وأكد أسامة الجوهري، مساعد رئيس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أن تلك الجلسة جاءت بهدف وضع توصيات تسهم في تعزيز النشاط الاقتصادي في ضوء مستجدات التصنيع القائم على التقنيات التكنولوجية والابتكار، وبما يكفل زيادة الصادرات وتنافسية المنتج المصري.

وفي مُستهل الجلسة، ألقت الدكتورة هبة عبد المنعم، رئيس محور شؤون المكتب الفني لرئاسة "مركز المعلومات"، عرضًا تقديميًا حول الإطار العام لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والمكاسب الاقتصادية المتوقعة، بهدف إلقاء الضوء على اتجاهات سوق تقنيات الثورة الصناعية في مصر، والجهود الحكومية المبذولة لتبني تلك التوجهات، بما يشمله ذلك من فرص وتحديات لتسريع وتيرة تبني التقنيات المتطورة.

وأشارت الدكتورة هبة عبد المنعم، من خلال العرض، إلى تركيز الثورة الصناعية الرابعة على الاستفادة من الفرص اللانهائية التي يتيحها استخدام التقنيات التي تلغي الحدود الفاصلة بين كل ما هو فيزيائي ورقمي وبيولوجي في ظل بوتقة من التطورات التقنية المتسارعة التي امتد تأثيرها إلى عدد كبير من الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، لافتة إلى أنه من المتوقع أن تُسهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق مكاسب اقتصادية للعالم تقدر بنحو 3.7 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2025. فيما يُتوقع أن يُسهم استخدام أبرز تقنياتها، الممثلةً في تقنيات الذكاء الاصطناعي، في تحقيق مكاسب للاقتصاد العالمي تقدر بنحو 16 تريليون دولار في عام 2030 وفق عدد من التقديرات الدولية. 

بالإضافة إلى ذلك، أكّد العرض أنه من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة معدلات أتمتة الأنشطة الاقتصادية، وتحقيق مكاسب في مستويات إنتاجية العمالة بنسب تصل إلى 40%، وهو ما من شأنه أن يسهم بشكل كبير في حل مشكلات هيكلية تواجه الاقتصاد العالمي جراء عدد من التحديات التي تواجه الدول المتقدمة والنامية على حد سواء.

وأوضحت رئيس محور شؤون المكتب الفني لرئاسة مركز المعلومات، أنه في خضم هذه التطورات، لم تكن مصر بمعزل عن المستجدات العالمية والتوجه نحو استخدام التقنيات الناشئة؛ حيث تشير الإحصاءات الدولية المتاحة إلى ارتفاع سوق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مصر إلى نحو 600 مليون دولار في عام 2023، فيما يتوقع ارتفاعها إلى ما يناهز الملياري دولار عام 2030 بمعدل نمو مركب يقدر بنحو 19% سنويًا، ويُتوقع نمو سوق أنشطة الذكاء الاصطناعي التوليدي بنسبة أعلى تقدر بنحو 28% حتى عام 2030، وهو ما سيسهم، في مجمله، في توليد مكاسب للاقتصاد المصري تتراوح ما بين 3 إلى 4 نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا بحلول عام 2030.

كما أكدت "عبد المنعم"، في عرضها، أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في تبني تلك التوجهات العالمية، وذلك من خلال تأسيس المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي، وإطلاق استراتيجية الذكاء الاصطناعي لتعزيز مستويات استفادة قطاعات الاقتصاد المصري من تقنياته الواعدة، وتنفيذ المرحلتين الأولى والثانية لتطوير البنية التحتية للاتصالات ونشر كابلات الألياف الضوئية لرفع كفاءة الإنترنت باستثمارات بلغت 2 مليار دولار لتسهيل توطين تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

وفي السياق ذاته، قال اللواء إبراهيم عثمان هلال، نائب أمين عام مجلس الدفاع الوطني، إن هناك 14 جهة بالدولة قد عملت خلال الفترة الماضية بتنسيق كامل، لوضع رؤية فنية محددة لتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وذلك تحت إشراف مجلس الدفاع الوطني، وبالتعاون مع عدد من الكيانات بالقطاع الخاص، بجانب عدد من الخبرات المصرية العاملة في ذلك المجال بالخارج، مشيرًا إلى أهمية تلك الرؤية في إعداد "استراتيجية مصر للثورات الصناعية 2030"، والتي قام مركز معلومات مجلس الوزراء ببلورتها بالتعاون مع مجلس الدفاع الوطني، مؤكدًا أهمية العمل خلال الفترة المقبلة على تفعيل تلك الاستراتيجية وتحويلها إلى خطط وبرامج تنفيذية من قبل الجهات المختصة في ظل التغيرات العالمية المتسارعة للإنتاج بالاعتماد على التقنيات التكنولوجية المتطورة، والقائمة على تعزيز اتجاهات البحث العلمي والإبداع والابتكار.

في حين استعرض الدكتور مصطفى رفعت، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، مراحل الانتقال بين الثورات الصناعية المختلفة، بدءًا من الثورة الصناعية الأولى التي انطلقت بالاعتماد على قوى البخار والفحم، والثورة الصناعية الثانية التي ظهرت مع اكتشافات النفط والغاز وانتشار الكهرباء، مرورًا بالثورة الصناعية الثالثة التي انطلقت بظهور الحاسب الآلي والإنترنت، وانتهاءً بالثورة الصناعية الرابعة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها، مستعرضًا أدوار الجهات الحكومية في التحول نحو مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة، خاصة وزارة التعليم العالي، وذلك في ضوء رؤية مصر 2030.

وأكد المهندس محمد عبد الكريم، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، أن الهيئة تعمل على تعزيز نشر الرقمنة والتحول الرقمي كهدف لا غنى عنه في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وذلك بما يكفل تعزيز إنتاجية المصانع وفق تكنولوجيات مبتكرة تساعد فى زيادة الإنتاج والتصدير بمستويات تتمتع بالتنافسية والجودة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی مرکز المعلومات عدد من عام 2030

إقرأ أيضاً:

وحدات الاستخبارات الإسرائيلية التي وفرت معلومات لاغتيال حسن نصر الله

قالت إسرائيل إنها خططت لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله منذ مدة طويلة، وعكفت لسنوات على جمع معلومات استخباراتية عن تحركاته هو وعدد من قادة الحزب وعناصره وترسانته العسكرية.

وعقب محاولات اغتيال عدة وعمليات استخبارتية فاشلة، وسنين من التخطيط الاستخباراتي منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، قصف سلاح الجو الإسرائيلي في 28 سبتمبر/أيلول 2024 المقر المركزي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتالت فيه نصر الله وقيادات أخرى لبنانية وإيرانية.

وقالت صحف إسرائيلية إن هذه العملية الاستخباراتية تعاونت فيها 3 وحدات رئيسية تابعة لـ"شعبة الاستخبارات العسكرية" (أمان)، هي الوحدة 8200 والوحدة 9900 والوحدة 504.

وشعبة الاستخبارات العسكرية جهاز استخباراتي تابع للجيش الإسرائيلي، يتكون من عدة وحدات، وهو المسؤول عن جمع المعلومات العسكرية وتحليلها، ويعمل بالتنسيق مع باقي أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مثل الاستخبارات الخارجية (الموساد) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

شعار الوحدة 8200 في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (موقع الجيش الإسرائيلي) الوحدة 8200

أكبر الوحدات في شعبة الاستخبارات العسكرية، مهمتها جمع المعلومات الرئيسية، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.

التاريخ

يعود تاريخ الوحدة 8200 إلى فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، حين سعت كيانات عدة لجمع المعلومات وفك التشفير، فنشأت هذه الوحدة وعُرفت باسم "وحدة التحصيل المركزية".

وانتقلت الوحدة عام 1953 إلى معسكر غليلوت وتغيّر اسمها إلى الوحدة 515، وأنشئ فيها قسم "مرام" المختص بالأنظمة الحاسوبية، ثم خضعت لعدة تطورات وأنشئت فيها عدد من الأقسام المختصة.

وفي بداية القرن الـ21 تطورت الوحدة وأصبحت وكالة استخباراتية مركزية وشاركت في جمع معلومات عن كبار الشخصيات في حزب الله أثناء حرب يوليو/تموز 2006.

وفي عام 2010 أشارت صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية إلى أن الوحدة 8200 تدير قاعدة عسكرية كبيرة في صحراء النقب، تسمى قاعدة أوريم، وتقع على بعد 30 كيلومترا من بئر السبع.

هيكل الوحدة

تتكون بشكل رئيسي من الشباب (ذكورا وإناثا) الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاما، ويدير الوحدة قائد برتبة "عميد" تبقى هويته سرية خلال فترة ولايته، ونائبه يكون برتبة "مقدم"، وفي حالة الحاجة لذكر أسميهما تستخدم الحروف الأولى منهما فحسب.

إخفاق أمام طوفان الأقصى

فشلت الوحدة 8200 في التنبؤ بطوفان الأقصى الذي باغت إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين استطاع مقاتلو كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- التسلل إلى قاعدة أوريم العسكرية ومداهمتها وقتل من فيها، وأخذوا ملفات استخباراتية معهم ومعلومات حساسة وأجهزة ذات قيمة عالية، وانسحبوا من دون أي أضرار في صفوفهم.

إضافة إلى ذلك سيطرت المقاومة على مستوطنات غلاف غزة ساعات عدة، وقتل عدد كبير من العسكريين وأسر العشرات.

حاولت الوحدة في تحليل أولي تبرير ما حدث وأشارت إلى وجود ثغرة أمنية استخباراتية لم يستطع خبراؤها تفسيرها، وذلك وفق ما ورد في صحيفة "جوريزاليم بوست" الإسرائيلية.

وقادت الوحدة 8200 نشاطا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدفت فيه قادة حماس وجهازها العسكري، وتركز على إثارة مشاعر الكره ضد المقاومة.

شعار الوحدة 990 في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (موقع الجيش الإسرائيلي) الوحدة 9900

وحدة من جهاز الاستخبارات الإسرائيلية مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية الجغرافية والمرئية، وتتعامل مع مجالات فك التشفير البصري ورسم الخرائط الدقيقة وخرائط الأقمار الصناعية.

وتؤدي الوحدة دورا أساسيا في التخطيط الإستراتيجي للعمليات والتدابير المضادة، ويطلق عليها "الأخت الصغرى" للوحدة 8200، وقد تأسست عام 1948 في شكلها الأولي، قبل أن تتطور وتتوسع.

تتكون الوحدة 9900 من 5 وحدات فرعية وهي:

وحدة الأقمار الصناعية

تأسست عام 1997 وكانت بمنزلة وكالة استخباراتية وطنية تتبع لإسرائيل، مهمتها توفير معلومات استخباراتية لجميع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

تطورت وحدة الأقمار الصناعية فأصبحت تتعامل مع تطوير "تكنولوجيا الأقمار الصناعية النانوية"، وهي نوع من الأقمار الصناعية خفيفة الوزن وصغيرة الحجم، ويعمل جنود نظاميون في الجيش الإسرائيلي على تشغيلها وصيانتها.

وحدة الطائرات بدون طيار

تأسست هذه الوحدة عام 2020 وحازت على جائزة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للابتكار. مهمتها تشغيل الطائرات بدون طيار وإرسالها بطلعات جوية بهدف جمع صور دقيقة وسريعة وعالية الجودة.

أنشئت لهدفين: الأول عملياتي يتعلق بقدرة الطائرة بدون طيار على العمل قريبا من الأرض ورصد الأفراد والأهداف بدقة عالية، وفي حالة سقوطها فإن معلوماتها محمية ضد التسرب، والثاني اقتصادي، إذ يمكن عن طريق الطائرة من دون طيار تركيب كاميرات مراقبة لتصوير المناطق بدقة عالية وبتكلفة منخفضة.

وحدة رسم الخرائط

توفر هذه الوحدة للجيش معلومات جغرافية مع إمكانية رسم الخرائط في اللحظة نفسها التي تحدث فيها الأحداث. وقد بدأت عملها وحدة للخرائط الكلاسيكية، تتعامل مع التضاريس والخرائط الفيزيائية، قبل إعلان قيام إسرائيل، وفي مارس/آذار 1948 أنشئت فرقة الخرائط والتصوير الفوتوغرافي بقيادة المقدم بنحاس يويلي.

وتعاونت الفرقة حينها مع قسم المسح الإلزامي، وموظفي رسم الخرائط الذين عملوا على الأرض، وكانت مهمة الفرقة حينها إعداد خرائط للاحتياجات العملياتية للجيش الإسرائيلي خلال حرب النكبة.

تطورت الوحدة لتتعامل مع الخرائط الرقمية، وأصبحت تهتم بتوفير الدعم الاستخباراتي الجغرافي الدقيق لكافة وحدات الجيش الإسرائيلي، وللقوات الخاصة.

تضم الوحدة فرقا خاصة مهمتها رسم تصورات ثلاثية الأبعاد ونماذج معمارية للأهداف المطلوبة، مما يسمح بالتخطيط للهجمات بدقة، وبسبب قدرتها على تصميم النماذج المعمارية ثلاثية الأبعاد أدت دورا أساسيا هاما في اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عبد العظيم بو العطا عام 2019، بعد تحليل طويل الأمد للمبنى الذي كان فيه القيادي.

وحدة التحليل أو فك التشفير

وهي المركز المسؤول عن التحليل الاستخباراتي للوحدة 9900 على جميع الجبهات، كما يتولى مسؤولية توجيه عمليات جمع المعلومات.

ويتمثل هدف الوحدة في تحويل البيانات المرئية التي جُمعت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، كما تتخصص في تحليل الصور الحية الواردة من وحدات جمع المعلومات من الوحدة 9900 أو من القوات الخاصة.

ويشمل تحليل البيانات: المستوى الجغرافي والجوي والاتصالات والإشارات، ومع تطور التكنولوجيا أصبحت الوحدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن التحركات أو التغييرات التي تحدث.

وحدة إدارة الحرب

تتولى مسؤولية نقل المعلومات الاستخباراتية إلى الجنود على الأرض بطريقة تمكّنهم من القتال والمواجهة على نحو أفضل، من خلال تقنيات حديثة وخرائط متقدمة، بهدف كشف الهدف بطريقة مثلى. وكان الهدف الأساسي من إنشاء هذه الوحدة هو الكشف عن مواقع "العدو المتخفي" كما تسميه الوحدة.

وتقدم الوحدة المعلومات للجنود من خلال نظام إشارات المرور:

اللون الأحمر يدل على وجود تهديد فوري ويحتاج إلى إجراء عاجل. اللون الأصفر يشير إلى تحذير محتمل أو خطر محتمل، مما يتطلب الاستعداد والانتباه وأخذ الحذر. اللون الأخضر يدل على أن الوضع آمن ولا يوجد تهديد مباشر. وحدة شلف

وهي وحدة استطلاع جوي مشتركة بين الوحدة 9900 وسرب الطيران 100، تقدم رؤية جوية من خلال بث مباشر يتضمن صورا وفيديوهات تلتقطها الطائرات وتنقل على نحو فوري للقادة والمقاتلين، بهدف الدعم الميداني المباشر.

وتتحمل وحدة 9900 مسؤولية تشغيل معدات التصوير المتقدمة، في حين يتولى سرب الطيران 100 مسؤولية تشغيل الطائرات.

شعار الوحدة 504 في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (موقع الجيش الإسرائيلي) الوحدة 504

وتسمى أيضا "مجموعة الاستخبارات البشرية"، هي وحدة استخبارات عسكرية في الجيش الإسرائيلي، وتجمع معلوماتها الاستخباراتية عبر تجنيد عملاء لها خارج أماكن السيطرة الإسرائيلية في المناطق الحدودية في سوريا ولبنان ومصر وأيضا في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتركز الوحدة 504 على العمل داخل لبنان أكثر من أي منطقة أخرى، وتجمع معلوماتها عبر استخدام المعدات المتطورة، وجمع البيانات من الميدان، وإحضار المعلومات حول البنى التحتية المختلفة، وتستعمل جميعها غالبا في التخطيط للعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي.

تأسست عام 1949 وسميت حينئذ "موديعين 10″، ولقبت بـ"تصميم الاستخبارات البشرية" وكان رئيسها الأول ديفيد كرون، ووصلت أوج عملها خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، وحينئذ استجوبت مقاتلين لحزب الله وأدارت شبكة واسعة من العملاء.

وخلال حرب الأيام الستة عام 1967، نشطت الوحدة في تقديم المعلومات حول أماكن مدافع الجيش الأردني، وبعد فترة وجيزة من انتهاء "مؤتمر القوانين الثلاثة" في الخرطوم الذي تلا الحرب، نجح عميل من الوحدة في الحصول على البروتوكولات السرية للمؤتمر.

عناصر الوحدة 504

تعتمد الوحدة على 3 عناصر رئيسية لتيسير عملياتها، هي:

العميل، وهو المورد الأساسي وصاحب المعلومة الاستخباراتية. ضباط المهمات الخاصة، ويطلق عليهم اختصارا بـ"كاتام"، وهم المسؤولون عن تجنيد العملاء وتشغيلهم، ويدير كل ضابط منهم مجموعة من العملاء، ويوجههم لمهماتهم. المقاتلون، وهم عنصر حماية يتواجد في كل عملية تشرع بها الوحدة، ويُختارون بعناية، ويمرون بتدريب عسكري، بداية من لواء غولاني ثم تدريب داخلي في "مكافحة الإرهاب"، إضافة إلى أداء أنشطة سرية داخل إسرائيل وخارجها. ويضمن المقاتلون في الوحدة "أمان العميل والضابط وسرية العملية"، ويؤمنون اللقاءات بين العميل والضابط، فيفحصون منطقة اللقاء، وينسقون طرق الاتصال مع العميل.

ويعمل الضباط والجنود المقاتلون جنبا إلى جنب لتقديم المعلومات الاستخباراتية إلى مديرية الاستخبارات العسكرية لتحللها.

ويلزم أعضاء الوحدة بحضور دورة في اللغة العربية مدتها تصل إلى 9 أشهر، إضافة إلى دراسة للمكان والثقافة واللهجة المحلية للمنطقة المستهدفة.

اختصاصها وعملها

يشابه عمل الوحدة 504 المهام التي يضطلع به الموساد والشاباك، وقد تتداخل مهامهم وقد تتم بتنسيق مشترك بينهم، خاصة في العمليات عند المناطق الحدودية.

والموساد من جهة أخرى يدير عملاء ويجمع معلومات وينفذ عمليات في جميع أنحاء العالم، مع تركيز خاص على إيران، وقد تقدم الوحدة 504 الدعم للموساد عند الحاجة إلى عدد أكبر من الأفراد لعملية سرية، بمساعدة وحدات من القوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي.

وتميل أهداف وحدة 504 إلى أن تكون أقل إستراتيجية من الموساد والشاباك، وتتعلق أكثر بالعمليات العسكرية الجارية، وتنفذ عملياتها وتحقيقاتها ميدانيا وبسرعة ضمن الخطوط الأمامية في الجيش الإسرائيلي، لمساعدة القوات على التقدم وتجنب الكمائن أثناء العملية.

دورها في عملية "السيوف الحديدية"

ومنذ العملية العسكرية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023 على قطاع غزة، أدارت الوحدة أكثر من 30 ألف مكالمة أمر إجلاء، وأرسلت ما يزيد عن 10 ملايين رسالة نصية، وقدمت أكثر من 9 ملايين بلاغ مسجل، وألقت نحو 4 ملايين منشور تدعو فيها السكان إلى ترك منازلهم في القطاع.

رغم أن مقرها الرئيسي يقع في منشأة 1391، فقد أنشأت منشآت ميدانية جنوب القطاع للتحقيق مع الغزيين فور بداية العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع، وأجرت كما تقول تحقيقا مع نحو 300 غزي زعمت أنهم تابعون لحركة حماس والجهاد الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • رحلة الترجمة من القواميس الورقية إلى الذكاء الاصطناعي
  • خبراء الصحة والذكاء الاصطناعي يؤكدون أهمية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير القطاع الصحي بالمملكة
  • تريندز أول مركز بحثي من الشرق الأوسط ينضم لشبكة الثورة الصناعية الجديدة
  • مناقشة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع النفط والغاز
  • كيف أجاب الذكاء الاصطناعي عن تفاصيل اغتيال نصر الله ؟
  • الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله
  • صواريخ إسرائيلية تستهدف فيلا للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد بريف دمشق
  • وحدات الاستخبارات الإسرائيلية التي وفرت معلومات لاغتيال حسن نصر الله
  • الرئيس السيسي يجتمع بنائب رئيس الوزراء لمتابعة الملفات الصناعية والعمرانية
  • النعيمي يؤكد أهمية مشروع رسم السياسات الزراعية التي تنطلق من موجهات قائد الثورة