تدخل الحرب الدائرة رحاها في السودان شهرها السادس، بينما تتزايد وتيرة العنف، وتتفاقم الأوضاع الإنسانية لملايين السودانيين يوماً بعد يوم، دون أن يلوح في الأفق أمل لإسكات صوت المدافع ووقف أزيز الطائرات الحربية، التي راح ضحيتها الآلاف بين قتيل ومصاب.

وتشهد العاصمة الخرطوم ومدن أخرى مثل نيالا قتالاً ضارياً بين الجيش وقوات الدعم السريع، ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس دوت أصوات المدافع بمدن العاصمة الخرطوم الثلاث، إذ تبادل الطرفان القصف المدفعي في مدينة أمدرمان وأحيائها القديمة تحديداً، فيما شن الطيران الحربي غارات جوية ضد أهداف للدعم السريع جنوبي الخرطوم، ومدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور.

وبحسب مصادر طبية فإن حوالي 40 شخصاً من المدنيين قتلوا وأصيب العشرات بمدينة نيالا جراء تبادل القصف بالمدينة التي تعد إحدى البؤر الملتهبة طوال أشهر الحرب. وبحسب شهود، فإن أصوات تبادل إطلاق النار سمعت منذ الصباح وسط المدينة، حيث يقع مقر قيادة الجيش، ونفذ الطيران الحربي غارات على مواقع تجمعات الدعم السريع بعدد من أحياء المدينة.

ودارت معارك عنيفة في الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية جنوبي الخرطوم، وعلمت «البيان» أن قوة تابعة للدعم السريع حاولت مجدداً الهجوم على سلاح المدرعات وسلاح الذخيرة إلا أن دفاعات الجيش صدت الهجوم، بعد اشتباكات عنيفة، وأجرت بعدها عملية تمشيط واسعة بمحيط سلاح المدرعات الذي يمثل نقاط قوة الجيش السوداني.

في الأثناء أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس أمام مجلس الأمن الدولي تنحيه من منصبه أمس، محذّراً من خطر تحوّل النزاع إلى «حرب أهلية»، وذلك بعد أشهر من تصنيفه شخصاً غير مرغوب به من قبل السلطات في الخرطوم.

صحيفة البيان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لجنة إغاثية سودانية: مقتل 4 نازحين في مخيم (أبوشوك) بقصف للدعم السريع

الخرطوم - أعلنت لجنة إغاثية سودانية، الأحد، عن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في مخيم "أبوشوك" للنازحين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور (غرب)، جراء قصف مدفعي اتهمت قوات "الدعم السريع" بتنفيذه على المخيم.

وأفادت "غرفة طوارئ معسكر أبو شوك"، في بيان، بأن "قوات الدعم السريع استهدفت اليوم مخيم أبوشوك بالفاشر بقصف مدفعي بعد هدوء لأيام".

وأوضحت أن القصف "أودى بحياة 4 مدنيين عزل وإصابة آخرين".

وغرف الطوارئ هي عبارة عن مجموعات أهلية تأسس أغلبها بعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل/ نيسان 2023، وتضم متطوعين ينشطون في أعمال الإسعاف والإغاثة والرعاية.

ولم يصدر أي تعليق من "الدعم السريع" بهذا الخصوص حتى الساعة 13:25 ت.غ.

وفي ذات السياق، حذرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور (أهلية)، الأحد، من تدهور الأوضاع الإنسانية بمخيمات النازحين في الفاشر، جراء الحصار على المدينة، وتوقف أنشطة المنظمات الأممية الدولية في مخيم زمزم بالفاشر.

وقالت المنسقية في بيان، إن "الأوضاع الإنسانية تتفاقم في مخيمات النازحين في دارفور، خاصة المخيمات بمدينة الفاشر مثل زمزم وأبوشوك وأبوجا، و مراكز الإيواء، في ظل الحصار المفروض عليها (..)".

وحذرت من أن "توقف عمل العديد من المنظمات في مخيم زمزم، ينذر بخطر داهم يلوح في الأفق، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى كافة الأطراف المتصارعة والداعمين لها".

ودعت المنسقية المجتمع الدولي إلى "عدم نسيان الضحايا الذين هم في أمسّ الحاجة إلى خدمات الطوارئ، ويواجهون مصيرهم المحتوم، بالموت البطيء بسبب الجوع والمجاعة ونقص الدواء".

ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

والأسبوع الماضي، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، تعليق أنشطتها في مخيم زمزم الذي يعاني من المجاعة، جراء تصاعد أعمال العنف بالمخيم، كما أوقف برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات الغذائية في المخيم.

وتتهم الحكومة السودانية ومنظمات دولية ولجان شعبية "الدعم السريع" بالهجوم وقصف المخيم مدفعيا بشكل متكرر، بينما تقول الأخيرة إن "قوات الجيش والقوات المساندة له تستخدم المخيم كقاعدة عسكرية".

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايات الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان.

وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرق المدينة وجنوبها.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • قائد المدرعات: سنكمل تطهير ولاية الخرطوم في شهر رمضان شهر الإنتصارات
  • مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • معارك شرق الخرطوم والجيش يكثف غاراته على الدعم السريع بمحيط الفاشر
  • لجنة إغاثية سودانية: مقتل 4 نازحين في مخيم (أبوشوك) بقصف للدعم السريع
  • كيف صمدت مقار الجيش السوداني أمام حصار 21 شهرا؟
  • وفاة 15 شخصا في الحوادث خلال 24 ساعة!
  • الجيش السوداني يتقدم أكثر باتجاه العاصمة و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
  • مقتل 10 من الدعم السريع والجيش يتقدم في محاور القتال شرقي الخرطوم
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض