هيئة الدواء تعلن عن عقار لعلاج الأطفال المبتسرين من الفيروس المخلوي التنفسي
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
وافقت هيئة الدواء المصرية على إطلاق أول عقار وقائي بمصر للفيروس المخلوي التنفسي، دواء سيناجيس Synagis، واعتماده في أكثر من 45 دولة حول العالم، فهو يحتوي على مادة باليفيزوماب Palivizumab، التي تعمل كجسم مضاد للفيروس المخلوي التنفسي وتسهم كعقار وقائى من الفيروس.
وقالت الدكتورة عبلة الألفي، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة: “يمكن أن يسبب الفيروس المخلوي التنفسي عدوى شديدة لدى بعض الأشخاص، بما فيهم الأطفال بعمر 12 شهرًا، خاصة ممن ولدوا قبل الأوان (المبتسرين) والأطفال المصابين بمرض قلبي منذ الولادة (المرض القلبي الخلقي) أو أمراض القلب المزمنة، والأطفال المصابين بالاضطرابات العصبية العضلية، مثل ضمور العضلات، وأيضاً البالغون المصابون بضعف جهاز المناعة بسبب أمراض كالسرطان، والمصابون بأمراض القلب أو الرئة، وكبار السن، خاصة من هم بعمر 65 سنة فأكثر”.
وأضافت أن الفيروس المخلوي التنفسي هو السبب الرئيسي لالتهابات الجهاز التنفسي، كما أنه سبب رئيسي للوفيات من الأمراض المعدية لدى الأطفال الصغار مما قد يصل إلى 200 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كل عام.
ولفتت إلى أن وزارة الصحة والسكان أعلنت عن زيادة في معدل هذا الفيروس المخلوي التنفسي من 15% في 2020 إلى 70% في 2022.
وأشارت إلى أن معدلات المرضى والوفيات الناجمة عن الفيروس أعلى بكثير لدى الأطفال المبتسرين، لأن الأطفال المبتسرين يفتقدون جزئيًا أو بشكل كامل الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وتحدث العدوى عادة في أول عامين بعد الولادة وتميل إلى أن تكون الأكثر خطورة فى هذه المرحلة بسبب ضعف المناعة لديهم.
وصرح الدكتور أحمد البليدي، أستاذ طب الأطفال جامعة القاهرة، قائلا إنه في مصر يبدأ نشاط الفيروس في أوائل الشتاء وينتهي في أوائل الربيع، ومدة موسم الفيروس حوالي 18 أسبوعا، وهي الأكثر توقيتاً لهذا العقار الوقائي.
وأوضح أن حالات العدوى الشديدة بالفيروس المخلوي التنفسي قد تتطلب الدخول للمستشفى ليتمكن الأطباء من مراقبة مشاكل التنفس وعلاجها وتزويد الجسم بالسوائل عبر الوريد، هذا ومن أهم أعراضه ما يلي: سيلان الأنف أو احتقانه، والسعال الجاف، والحمى الخفيفة، والتهاب الحلق، والعُطاس، والصداع.
من جانبه، أوضح الدكتور عادل رياض، أستاذ طب الأطفال بجامعة بنها، طرق الوقاية من الفيروس قائلا: "يمكن لدواء سيناجيس Synagis الذي يعطَى عن طريق الحقن، أن يساعد في وقاية الرضّع والأطفال بعمر سنتين وأقل المعرضين لخطر كبير من الإصابة بمضاعفات خطيرة في حال الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي”.
وأضاف: “ينصح أن يُعطى عقار سيناجيس Synagis للأطفال الأكثر عرضة مرة واحدة في الشهر خلال موسم العدوى، طالما يوجد احتمالية التعرّض لخطر الإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي”، لافتاً إلى أنه إذا كان الطفل سيخضع لعملية القلب المفتوح فقد يعطى جرعة إضافية من العقار بعد العملية.
وأكد الدكتور شريف وجيه، رئيس القطاع الطبي بشركة أسترازينيكا مصر، أن عقار سيناجيس Synagis يحتوي على مكون يسمى باليفيزوماب، وهو جسم مضاد يعمل بشكل خاص ضد هذا الفيروس، حيث يتم سنويا اصابة أكثر من 30 مليون طفل أقل من سن 5 سنوات فى جميع أنحاء العالم.
وأوضح أن هذا العقار الوقائي الأول في مصر للفيروس المخلوي التنفسي لحماية الأطفال الرضع المعرضين للخطر الشديد.
وأشار إلى أن شركة أسترازينيكا تضع صحة المريض في المقام الأول، وتسعى جاهدة إلى خدمة أكبر عدد من المرضى بمصر وتلبية احتياجاتهم وتسهيل حصولهم على أحدث العلاجات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأطفال المصابين الأطفال المبتسرين التهاب الحلق الفیروس المخلوی التنفسی إلى أن
إقرأ أيضاً:
عائلة الباشا المقدسية حافظت على كنيس يهودي فكانت المكافأة طردها من منزلها
قد تكون قضية إخلاء عائلة الباشا الفلسطينية، من عقارها في البلدة القديمة بالقدس لصالح المستوطنين واحدة من أغرب وأكثر القصص إيلاما. ورغم أن المعارك القضائية مع المستوطنين بدأت في شهر أبريل/نيسان 2018 فإن لهذا العقار حكاية ممتدة مع اليهود منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
محامي عائلة الباشا نائل راشد روى للجزيرة نت تفاصيل قضية العقار، الذي يقع على تقاطع بين شارعي الواد والبرقوق في القدس العتيقة، والتي وصفها بالشائكة، منذ تسلمَها عام 2020.
عن هذا العقار قال المحامي إن كنيسا يهوديا يطلق عليه اسم "تراث حاييم" كان يشغل الطابق العلوي في القسم الغربي من العقار قبل عام 1948، وهو مؤجر اليوم لجمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية.
وكان الجزء الشرقي من العقار يملكه في مطلع القرن الماضي يهودي كان غارقا في الديون، فعُرض جزء من عقاره في المزاد العلني واشتراه آنذاك المقدسي جودت عبد الغني الباشا، وتم توثيق هذه الملكية في المحاكم والطابو في الأربعينيات.
سكنت عائلة الباشا العقار وأجّرت بعض مرافقه لعائلات مقدسية أخرى، ومع اندلاع حرب عام 1948 أخلى اليهود الكنيس وكتبوا بروتوكولا أمنّوا بموجبه جودت الباشا على مفاتيحه، وطلبوا منه الحفاظ عليه وعلى الكتب الدينية الموجودة بداخله حتى يعودوا إليه.
إعلانحرس الباشا مكان العبادة اليهودي وفقا للمحامي، وبعد عودة اليهود إلى الكنيس بدأت الجمعيات الاستيطانية تنبش في الماضي، وعرفت أن ملكيات أخرى تعود لليهود في العقار بالإضافة إلى الكنيس وادّعوا أن القسم الشرقي من المبنى تعود ملكيته لهم، ويطالبون العائلة والعائلات المستأجرة بإخلاء الطوابق الثلاثة فيه.
ووفقا للمحامي فإن الدعوى قدمتها دائرة "القيّم العام"، وهي إحدى الدوائر التابعة لوزارة العدل الإسرائيلية، وتدير الأملاك التي يدّعي اليهود أنهم كانوا يملكونها في فترتي الانتداب البريطاني والحكم الأردني.
"قُدّمت الدعوى ضد 13 فردا من عائلة الباشا بالإضافة لبعض المستأجرين، ويخدم فيها القيّم العام -كجهة رسمية- المستوطنين، فهو يعمل في القضية كمدّع، لكنه يقول إن ملكيتها تعود لوقف بنبنيستي اليهودي" يضيف راشد.
وأشار المحامي الموّكل بالدفاع عن العائلة إلى أنهم خلال المسار القانوني الممتد منذ 7 أعوام لم يدّعوا شيئا عن الكنيس واعترفوا بوجوده التاريخي، إلا أنهم يثبتون أمام المحكمة أن جودت الباشا اشترى جزءا من العقار من يهودي، يدّعي اليهود الآن أنه كان يعود لحاخام يُدعى "يتسحاك ڤينوچراد".
وحول المسار القانوني للقضية -الذي وصل قبل أيام إلى إصدار محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس قرارا لصالح المستوطنين- أفاد راشد أنه بمجرد رفع الدعوى ضد العائلة "قدمنا للمحكمة ادعاءات أولية أثبتنا فيها أننا نملك شيئا في العقار ولسنا متعدين عليه، وبالتالي تم التعامل مع الملف كملف عادي تُسمع فيه الإثباتات والشهادات".
وبالإضافة للإثباتات قدم المحامي أدلة على أن عائلة الباشا تسكن في العقار وتستخدمه منذ أكثر من 70 عاما، وبالتالي حتى لو كان لليهود حق في العقار فقد سقط بالتقادم.
إعلانلكن واجه هذا المحامي معضلتين الأولى أن الذي رفع الدعوى ضد العائلات دائرة رسمية في الدولة وهي "القيّم العام"، وتنظر المحاكم لكل ورقة يقدمها على أنها مثبتة ومضمونة، وعلى المحامي أن يثبت عكسها، وهنا تكمن خطورة أن "المستوطنين تسللوا من خلال جسم يتبع للدولة وأخذوا امتيازا فأوراقهم تعتبر مقبولة".
المعضلة الثانية هي أن المحكمة الإسرائيلية العليا أصدرت قبل نحو عام قرارا بإخلاء عائلة "دويك" من حي بطن الهوى في سلوان، ينص على أن الأراضي التي تعود ملكيتها ليهودي أو تدار بواسطة القيّم العام هي أراض عامة، والأرض العامة لا يسري عليها قانون التقادم مثل الأرض الخاصة، "وهنا سقط ادعائي بالتقادم بقرار العليا هذا" يضيف راشد.
وفضلًا عن ذلك وصف هذا المحامي القرار الصادر عن محكمة الصلح بـ "التافه والضعيف ومن الممكن الاستئناف عليه للمحكمتين المركزية والعليا، لأن إثبات حق اليهود في العقار صعب وفيه ثغرات قانونية".
أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، يوم أمس، قرارا بإخلاء عائلة الباشا المقدسية من منزلها الأثري الكائن في طريق الواد بالبلدة القديمة، بهدف ضمه إلى كنيس يهودي، مع إمهالها مدة معينة للاستئناف على القرار.
بُني العقار السكني قبل عام 1930 -أي قبل الاحتلال-، ويتكون من 3 طوابق،… pic.twitter.com/IvYWi9pYyD
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) March 5, 2025
فرصة قانونيةوسيعتمد هذا المحامي عند تقديم الاستئناف على أكثر من ثغرة أولها الإشارة إلى الأخطاء التي تضمنها قرار محكمة الصلح بعد استماعها للإثباتات، وثانيها موضوع قانونية تقديم دعاوى من قبل مستوطنين باسم القيّم العام، وثالثها تقديم دعوى لنقض عقود البيع الموجودة بين القيّم العام ووقف "بنبنيستي" والتي تمت المصادقة عليها في المحكمة المركزية.
"سأبطل هذه المصادقة لأنه بإمكان أي شخص بيع عقار لآخر وتصديقه بالمحكمة لكن الشخص الثالث الذي يدعي ملكيته في العقار وهو الباشا لم يكن مشمولا في الصفقة ولم يعلم عنها".
إعلانتوجهت الجزيرة نت لأبناء عائلة الباشا لكنهم فضلوا عدم الحديث لوسائل الإعلام وحصر التصريحات على لسان محاميهم نائل راشد، لكن المسن المقدسي عبد المجيد الباشا (72 عاما) تحدث بكلمات قليلة قائلا إنه ولد في هذا العقار وإن عائلته الممتدة تعيش فيه منذ عام 1930 بعد شرائه.
وعند سؤاله عمّا يعنيه له هذا العقار أجاب "هذا موطني ولا شيء أغلى منه على قلبي.. أذكر في طفولتي أن كتيبة للجيش الأردني كان مقرها بجوار منزلنا القريب من المسجد الأقصى".