"جماعات الهيكل" تُوفر حافلات مجانية للمستوطنين لاقتحام الأقصى
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
القدس المحتلة - صفا
أعلنت جماعة "جبل الهيكل في أيدينا" المتطرفة أنها ستوفر لجمهور المستوطنين المقتحمين حافلات مجانية لتوصلهم إلى المسجد الأقصى المبارك لاقتحامه، طوال موسم الأعياد اليهودية المقبلة.
وأوضحت الجماعة المتطرفة أن توفير الحافلات يأتي من أجل تعزيز أعداد المقتحمين، مخاطبة جمهورها: "هل تعترضكم عقبات للقادمين من الأماكن البعيدة؟، نحن نوفر لكم المواصلات إلى جبل الهيكل".
ويمتد موسم الأعياد التوراتية القادم على مدى 22 يومًا تبدأ بـ "رأس السنة العبرية" يوم الأحد 17-9 وتتبعه "أيام التوبة"، وصولًا إلى "عيد الغفران" في 25-9، و "عيد العرش" من 30-9 وحتى 7-10-2023.
وتوظف "جماعات الهيكل" تلك الأعياد لتكون أشد مواسم العدوان على المسجد الأقصى والمحطة السنوية لفرض كامل الطقوس التوراتية فيه.
وتواصل الجماعات المتطرفة حشد المستوطنين في اقتحام واسع للأقصى، خلال ثلاثة أعياد يهودية مقررة الشهر الجاري، سيتخللها أداء الطقوس التلمودية والتوراتية في المسجد، أبرزها "الصلوات والدعاء والصوم وذبح القرابين والنفخ في البوق، وغيرها"، في مسعي لتهويده وفرض واقع جديد فيه، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
وكثف المقدسيون دعوات الحشد والرباط الدائم في المسجد المبارك، خلال الأيام المقبلة، لإفشال مخططات المستوطنين ومساعي التهويد المستمرة بحق الأقصى ومدينة القدس المحتلة، إضافة إلى دعم المقدسيين والمرابطين الذين يتعرضون لمضايقات إسرائيلية متكررة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الأقصى اقتحامات المستوطنين الأعياد اليهودية
إقرأ أيضاً:
الواقع المأساوي في المسجد الأقصى
منذ ثمانية عقود، هي عمر الدولة العبرية، لم تترك اسرائيل فرصةً، على المستوى الدولي أو الاقليمي أو المحلي، إلا استغلتها من أجل التوسع وبسط النفوذ والهيمنة وتغيير الواقع على الأرض ومسح كل ما له علاقة بالفلسطينيين وتذويب أية علامة على الهوية الفلسطينية المزروعة على هذه الأرض منذ مئات السنين.
لكن أخطر الأماكن التي يستهدفها الاسرائيليون كلما سنحت لهم الفرصة هي الحرم القدسي الشريف، الذي هو في نهاية المطاف عنوان الصراع مع الاحتلال، والذي هو رمز الوجود العربي والاسلامي في المدينة المقدسة، إذ يعمل الاسرائيليون ليل نهار على تغيير هويته وتهويده وتهجير كل من يسكن حوله من الفلسطينيين المتمسكين بالأرض والهوية.
أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس المحتلة تشير الى أن 53 ألفاً و488 مستوطناً اسرائيلياً قاموا باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه خلال العام 2024، وهو أعلى رقم في التاريخ على الاطلاق، إذ في العام 2003 لم يتمكن سوى 289 اسرائيلياً فقط من دخول الحرم الشريف والعبث فيه.
ومن المعلوم بطبيعة الحال أن انتفاضة الأقصى الكبرى اندلعت في العام 2000 عندما اقتحم أرييل شارون المسجد الأقصى وتصدى له المصلون هناك، وسرعان ما هبت كل الأرض الفلسطينية في انتفاضة شاملة استمرت لسنوات وحملت اسم "الأقصى" لأنها بدأت من هناك وسقط أول شهدائها هناك أيضاً دفاعاً عن الحرم الشريف أمام اقتحام شارون الذي كان آنذاك زعيم المعارضة في الكنيست الاسرائيلي وأحد رموز اليمين المتطرف.
ولمن يظن بأن تسارع وتيرة الاقتحامات للأقصى له علاقة بالحرب الحالية في غزة، أو بعملية السابع من أكتوبر، فإن بيانات العام 2022 تشير الى أن 48 ألفاً اقتحموا المسجد الأقصى، وهو ما يؤكد بأن اسرائيل تعمل منذ أكثر من ربع قرن على تغيير الواقع في المدينة المقدسة، ولكن بشكل تدريجي ومدروس وبعيداً عن الأضواء.
هذه البيانات تعني بأن نحو 150 اسرائيلياً يدخلون الى المسجد الأقصى يومياً، وفي المقابل فإن الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وغزة، وحتى من سكان القدس ذاتها، ممنوعون من الصلاة والتردد بحرية على الحرم الشريف، وهذا يعني بالضرورة أن اسرائيل تتجه الى تقسيم الحرم مكانياً وزمانياً، بل بدأت بالسيطرة عليه بشكل كامل وذلك على غرار الوضع في الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل.
ثمة واقع مأساوي بالغ البؤس في القدس المحتلة، وهذه المعلومات تؤكد بأن اسرائيل تقوم بتغيير الوقائع بالقوة، وذلك بالتزامن مع جمود العملية السياسية وتوقف المفاوضات، وهو ما يعني أن اسرائيل تستخدم القوة في السيطرة والنفوذ والهيمنة، وكل هذا يحدث بينما العربُ يتفرجون دون أن يحركوا ساكناً.