الانفلات الأمني في شبوة: استياء شعبي وتجاهل رسمي
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
يمن مونيتور/عتق/خاص
يشكو سكان محليون بمحافظة شبوة من حالة الانفلات الأمني الذي وصلت إليه محافظتهم، التي ساهمت في إحياء الثارات القبلية التي كادت أن تختفي في أوساط القبائل.
ويفيد السكان أن المحافظة تعيش أسوأ انفلات أمني، مؤكدين أنها شهدت جملة من الأحداث الكبيرة منذُ تعيين البرلماني عوض بن الوزير العولقي محافظًا للمحافظة خلفًا للمحافظ السابق محمد بن عديو، في ديسمبر من العام 2021.
وخلال الساعات الماضية شهدت المحافظة حوادث قتل متفرقة، من بينها حادثة القتل التي تعرض لها “رئيس شعبة التوجيه والمناهج في مكتب التربية والتعليم بمحافظة شبوة أحمد طريش الدياني وَسَط مدينة عتق عاصمة المحافظة.
وتحدثت مصادر عقب الحادثة أن مسلحين قبليين أطلقوا النار بشكل مباشر على رئيس شعبة التوجيه بالقرب من ثانوية الشهيد حنيشان حتى أردوه قتيلًا ثم لاذوا بالفرار”.
وفي ذات السياق لقي مواطن يُدعى عاتق أحمد منحاز مصرعه على يد أحد أبناء عمومته، في إحدى المناطق بمديرية مرخة بسبب خلافات أسرية.
وعقب حادثة القتل الذي تعرض لها التربوي الدياني، بعث رئيس حلف أبناء وقبائل شبوة، فارس بن ناصر الخبيلي برقية تعزية ومواساة إلى أسرة، واشاد الخبيلي بمناقب الفقيد ودورة في رفد العملية التعليمية خلال مسيرته التربوية والتعليمية، لأكثر من (ثلاثة) عقود.
وحث الخبيلي كل قبائل شبوة على التوجه إلى الصلح وطرق ابواب العدالة والابتعاد عن حكم الغاب الطارف غريم وتحكيم الشرع والقانون والعقل،
ورصد موقع يمن مونيتور ردود فعل غاضبة للمواطنين بمحافظة شبوة إزاء ما تشهده مناطقهم من انفلات أمني غير مسبوق.
وكتب أبو محسن العولقي منشور بصفحته على فيس بوك قائلا: شبوة تعيش في انفلات أمني ووضع مأساوي لم تعرفه من قبل.
وأضاف: حتى في عهد علي بن راشد لم يكن بهذا الوضع، مضيفا: كان حينها لا بأس كان فيه حضور بسيط للدولة، بالإضافة إلى أنه لم يكن لديه جيوش وأمن مثل اليوم، لكن الله يعلم ايش السالفة ومن المستفيد من هذا الوضع المزري.
وتساءل صالح النميري قائلًا: هل يستحق منسوبي الأجهزة الأمنية في عاصمة المحافظة عتق ما يتم صرفه عليهم من رواتب وعلاوات وضرائب قات وغيرها؟ ؟
هل فعلا يقومون بدورهم في حفظ الأمن وصون الأنفس؟
من جانبه يقول الإعلامي محمد علي العولقي: الحقيقة أن لدينا كل الإمكانات لكن ليس لدينا قيادات أمنية وعسكرية مخلصة.
وأفاد: سيبقى الوضع الأمني في شبوة في انفلات، إذا لم يتم إجراء تغييرات تشمل كل الوحدات الأمنية والعسكرية بالمحافظة.
وأضاف: يجب أن تبدأ التغييرات من قوات دفاع شبوة والأمن العام والقوات الخاصة وقوات النجدة والمنشآت وغيرها من تلك الوحدات العسكرية والأمنية.
وكتب الدكتور جلال الجنيدي منشور يترحم فيه على من وصفه، صاحب الجد والاجتهاد، الأستاذ: أحمد طريش الدياني العولقي الذي تم قتله داخل مدينة عتق وفي الظهيرة.
وأكد أنه بمقتله خسرت شبوة كلها هامة تربوية عظيمة، وتساءل قائلًا: إلى متى يا عتق تسفك بداخلة الدماء؟ متى أيتها السلطة ستقومين بواجبك وتضربين بيد من حديد ليعيش المواطن داخل المدينة في أمن واستقرار؟
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الانفلات الأمني اليمن شبوة
إقرأ أيضاً:
اليمنيون يودعون السيد حسن نصرالله: زخمٌ شعبي ورسائل وفاء تسبق مراسم التشييع
يمانيون../
في لحظة تاريخية فارقة، ومع استعداد أحرار العالم لتشييع سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، تتدفق مشاعر العرفان والوفاء من اليمنيين تجاه قائدٍ ظل سيفه مشرعًا في وجه الظلم والطغيان، وصدح بالحق دون هوادة.
من مواقع التواصل الاجتماعي إلى المنصات الإعلامية، تضج الساحة اليمنية برسائل التقدير والعرفان، لتجسد حجم الارتباط العاطفي والفكري بين اليمنيين وقائد لم يتوانَ يومًا عن مناصرة قضاياهم، والتعبير عن موقفه الصلب إزاء العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن.
السيد حسن نصرالله لم يكن مجرد زعيم سياسي في عيون اليمنيين؛ بل كان رمزًا للمقاومة الصلبة وصوتًا للمظلومين في زمن القهر. خاطبهم في خطاباته، استنهض فيهم العزيمة، وأكد لهم أن المقاومة ليست فكرة فحسب، بل عقيدة تُمارس على أرض الواقع.
ومع اقتراب موعد التشييع، امتلأت المنصات الإلكترونية بكلمات رثاء ووفاء تعبّر عن حزن عميق ممزوج بفخر وإجلال لشخصيةٍ سكنت القلوب قبل أن تخلد في ذاكرة التاريخ.
كتب الناشطون عبارات تعكس مدى تقديرهم للسيد نصرالله، فوصفوه بأنه “القائد الذي لم يساوم، والصوت الذي لم يخفت أمام الاستكبار”. وأكد آخرون أن خسارته ليست للبنان وحده، بل للأمة العربية بأسرها، فهو قائدٌ حمل همّ المستضعفين في كل بقاع الأرض.
وصفه البعض بأنه قامة شامخة في ميادين العزة والكرامة، وصوتٌ للحق يوم أُسدل ستار الخذلان. وفي وقتٍ اجتمعت فيه سيوف الغدر على اليمن، بقي نصرالله الرمح الذي لم ينكسر، والموقف الذي لم ينحنِ.
عبارات الرثاء التي تداولها اليمنيون لم تكن بروتوكولية، بل نابعة من قلوب أناس رأوا فيه نصيرًا لقضاياهم، ورجلًا لم يصمت حين تخلى العالم عنهم. أعادوا نشر خطاباته وصوره، واستذكروا مقولاته التي أصبحت رموزًا للمبدأ والثبات.
رأى كثيرون في السيد نصرالله ليس مجرد شخصية سياسية، بل مشروعًا متكاملًا للمقاومة والكرامة، عاش مدافعًا عن وطنه وأمته، ومات شامخًا كما عاش، ليكون أيقونةً للصمود والإرادة، ورمزًا لموقف لا يلين أمام الظلم والاستبداد.
وسائل الإعلام تحولت إلى منابر لرسائل العرفان والوفاء، حيث تجاوز التفاعل حد التأبين إلى شحذ الهمم وترسيخ القيم التي عاش لأجلها السيد نصرالله. بدا الأثر الذي تركه ممتدًا ليشعل الحماسة ويملأ القلوب بالثبات، فهو القائد الذي نطق بالحق حين صمت الجميع.
ومع اقتراب مراسم التشييع، ازدادت رسائل العرفان والوفاء، حيث وصفه الكثيرون بأنه رجل لم يعرف التراجع، صوته كان كالسيف، وحديثه يقينٌ في زمن التردد.
من كلمات الرثاء إلى مقاطع الفيديو والصور، ومن الأبيات الشعرية إلى الخطابات المليئة بالعزيمة، بدا اليمنيون في حالة إجماع على تكريم قائد ألهمهم ومنحهم العزم، ووقف بجانبهم في زمن الخذلان.
هذا الزخم الإعلامي لا يعكس مجرد استذكار لشخصية راحلة، بل يُظهر تجديدًا للعهد مع مبادئ المقاومة والوفاء لمن وقف إلى جانب الشعوب في أصعب اللحظات.
نخب واسعة من إعلاميين وسياسيين وأكاديميين عبروا عن مواقفهم تجاه سيد شهداء المقاومة، الذي تفرد بثباته يوم تهاوت المواقف، واعتلى صهوة الحق حين ارتمى غيره في وحل الخنوع.
في ظل هذه المشاعر العميقة، يتضح أن اليمنيين لا يرثون قائدًا فقدوه فحسب، بل يحيون رمزًا تتردد أصداؤه في أروقة التاريخ، وتظل مآثره شعلة تنير درب الأحرار في كل زمان ومكان.
التفاعل الواسع يمثل شهادة حيّة على العلاقة العميقة التي ربطت السيد نصرالله بشعبٍ رأى فيه أنموذجًا للصمود والإباء. وكما خلّد التاريخ أسماء العظماء الذين دافعوا عن قضايا الأمة بصدق، يكتب اليمنيون اليوم بمداد الوفاء اسم السيد نصرالله الذي سيبقى محفورًا في قلوبهم ووجدانهم، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
تقرير: جميل القشم