العربية: “صور مؤلمة تبكي الحجر” .. قصة الإخلاء المؤلم
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان طيلة الساعات الماضية، بصور مؤلمة تبكي الحجر للشاعر السوداني هاشم صديق الشهير بشاعر الملحمة، أحد أبرز رموز الفن والإبداع بالبلاد.
تفاصيل الحكاية الحزينة بدأت عند تداول مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي صوراً صادمة للشاعر هاشم صديق محمولاً على عربة يجرها حصان (كارو) أثناء عملية إخلاء من مقر إقامته بحي بانت شرق بمدينة أم درمان، إحدى المدن الثلاث المكوِّنة للعاصمة السودانية الخرطوم، إلى ضاحية الثورة بالطرف الغربي للمدينة.
وقالت مصادر مقربة من أسرة الشاعر هاشم صديق لـ”العربية.نت” إن عملية الإخلاء جرت تحت ظروف بالغة التعقيد، حيث بحثوا لأكثر من عشرة أيام عن مركبة ذات ثلاث عجلات “توك توك” لحمل الشاعر عليها، لأن قوات الدعم السريع لا تسمح بعبور المركبات العادية من المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني إلى مناطق سيطرتها، لكن كل محاولاتهم بتوفير مركبة باءت بالفشل، ولم يجدوا مفراً من إخلاء الشاعر السوداني إلا محمولاً على ظهر “عربة كارو” خاصّةً بعد أن صارت الحياة مستحيلة داخل الحي العريق، حيث زادت معدلات القصف المدفعي والصاروخي والجوي العنيف، وتحولت إلى منطقة عمليات عسكرية. وأضافت ذات المصادر لـ”العربية.نت” أن هاشم صديق وصل إلى مأمنه بسلام في أحد المنازل بضاحية الثورة بمدينة أم درمان الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني.
بدوره، روى الشاعر هاشم صديق، تفاصيل رحلة خروجه من منزله بحي بانت شرق إلى ضاحية الثورة بمدينة أم درمان، وطمأن الجميع عبر مقطع صوتي على تطبيق “واتساب” بأنه بخير في كنف أسرة سودانية بضاحية الثورة شملته برعايتها ولم تحوجه إلى شيء. هاشم صديق أضاف بصوت واهن ظهر عليه الإعياء والتعب “لست خائفاً أو حزيناً، وأود أن أشكر الذين اجتهدوا في إخلائي بهذه الطريقة”.
وفي كلمات مؤثرة، قال هاشم إن كل ما قدمه خلال مسيرته الإبداعية كان محبةً للشعب السوداني، وتعهد بأن ينذر ما تبقى من عمره لإكمال مسيرته الإبداعية، داعياً لتوفير أدوات إنتاج تعينه على ذلك. وكشف عن حلمه بأن يتمكّن رغم الوهن النفسي والجسدي من كتابة مسرحية جديدة ومن تقديم برامج جديدة، وتمنى أن تجد مجموعاته الشعرية القديمة وعددها 12، حظّها من إعادة النشر مرةً أخرى بعد أن نفدت كل الطبعات السابقة من الأسواق.
يعد هاشم صديق أحد أساطير الثقافة والأدب بالسودان، وقدّم أعمالاً خالدة بشتى مجالات الفن والإبداع بالبلاد، ورفد المسرح السوداني بأعمال رائعة مثل مسرحية أحلام الزمان الحائزة على جائزة الدولة لأفضل نص مسرحي عام 1973، ومسرحية “نبتة حبيبتي” الحائزة على جائزة النص الأدبي عام 1974 وغيرها، بالإضافة إلى مسلسلات إذاعية وتلفزيونية شهيرة.
وبسبب بعض أعماله الإبداعية، ناصبه نظاما نميري والبشير العداء، وتعرضت بعض أعماله للإيقاف الأمني.
كما يعد أحد أشهر الشعراء بالبلاد، وغنى من أشعاره كبار الفنانين كمحمد الأمين ومحمد وردي وأبو عركي البخيت. وأشهر هذه الأعمال هي “أوبريت ملحمة الثورة” أو “الملحمة” التي تروي قصة ثورة أكتوبر 1964 الشعبية بالسودان. وقد كتب هاشم صديق نصوصها وهو لا يزال صغيراً في السن لم يتجاوز العشرين عاماً.
وتعد “الملحمة” التي قام بتلحينها الفنان الموسيقار محمد الأمين أول تجربة ناجحة في فن الغناء الموسيقي الكورالي بالسودان، إذ لاقت قبولاً كبيراً لدى المستمع السوداني حتى صارت بمثابة تراث وطني.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: هاشم صدیق
إقرأ أيضاً:
بالصورة.. طالب يمني يحكي موقف مؤثر مع سوداني بسيط يعمل بسوق ببورتسودان: (وضع لي مبلغ “10 ألف جنيه” بحثت عليه ولم اجده.. الشعب السوداني شعبُ كريم ،معطاء يقدر طالب العلم ويحترمه)
كتب مواطن “يمني”, يدرس بمستشفى “عثمان دقنة” الواقعة في مدينة بورتسودان, تدوينة على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد كتب “عبد القوي العدني”, تدوينته التي كانت عبارة عن موقف قابله بأحد المطاعم البلدية بسوق مدينة بورتسودان.
عبد القوي, قال في قصته التي نالت إعجاب متابعيه السودانيين: في نهاية صباح هذا اليوم وانا خارج من الدراسة التطبيقية في مستشفى عثمان دقنة الواقع في مدينة بورتسودان دخلت مطعماً شعبي لأتناول وجبة الإفطار من الأكلات السودانية الشعبية منهمكاً متعباً ومهرقاً من شدة حد الشمس جلست في حافةِ طاولة كان فيها رجل سوداني بسيط الحال تبدوا عليه ملامح التعب عاملُ في السوق “الحر” يتناول الفول فكما هو المعتاد.
تفضل ياولدي: لا شكرا ياوالديتفضل ياعمنا : لا شكرا ياولدي ربنا يديك العافيةمن أين انت: انا من اليمن !اليمن؟ نعميا سلاموبتعمل شنو هنا ؟والله طالب ادرسثم بدأ بإمدادي بدعوات الخيراستئذنته لآتي بحبة رغيفِ عيش اضافيةً ورجعت وإذا به قد وضع لي مبلغ “عشرة الف جنيه”. بحثت عليه ولم اجده.تفاجئت وحزنت في نفسي وسعدتُ كثيراً لموقفهالشعب السوداني شعبُ ،بسيط،كريم ،معطاءشعب يقدر طالب العلم ويحترمه ، مررت بكثير من المواقف عندما اقول: انا “طالب” يقدرني المرور والعسكري وكل طبقات المجتمع..شعب أحببناه لسماحة قلبه عشنا فيه سنين ولم نجد غير المحبه والطيبةنسأل الله أن يزيل الغمة على هذا الشعب الكريم وان تعود البلد كما كانت واكثر آمنةً مستقرة.محمد عثمان _ الخرطومالنيلينإنضم لقناة النيلين على واتساب