من بين التهديدات الرئيسية العديدة التي يواجهها الرواد على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) يوميا، خطر غير مرحب به ولكن لا مفر منه من كائن صغير: الميكروبات.

إقرأ المزيد صور تظهر بناء محطة الفضاء الصينية في المدار خطوة بخطوة

ويمكن لعدد لا يحصى من هذه الكائنات الدقيقة، التي يحملها رواد الفضاء ورحلات الشحن المنطلقة إلى المحطة الفضائية، إنتاج جحور سبات على شكل مصفوفات معقدة من الخلايا.

وتسمى هذه الخلايا الأغشية الحيوية، وهي موجودة على أسطح المحطة الفضائية، والبدلات الفضائية، وأنظمة المياه، على سبيل المثال لا الحصر من المواقع التي تغزوها.

وفي حين أن العديد من أنواع الميكروبات مفيدة، إلا أن الأنواع الضارة منها قادرة على التهرب من نظام الدفاع في الجسم البشري وإتلاف الأنسجة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنها تفعل ذلك أثناء بقائها في حالة سبات، وذلك بفضل حمايتها من خلال الأغشية الحيوية التي تفرزها.

وفي المحطة الفضائية، لا تشكل الأغشية الحيوية خطرا على صحة رواد الفضاء فحسب، بل أيضا على المعدات التي يلتصقون بها، لدرجة أنه تم إرسال الخراطيم والمضخات إلى الأرض لإزالة الانسداد.

وقالت سارة والاس، عالمة الأحياء الدقيقة في مركز جونسون للفضاء التابع لناسا والتي تبحث في الميكروبات في الفضاء، حسب ما جاء في بيان صدر في وقت سابق من هذا العام: "لا يمكننا تعقيم كل ما نرسله إلى الفضاء، ولا نريد ذلك، لكننا نفعل الكثير للحد من مسببات الأمراض المحتملة من الوصول إلى المحطة".

إقرأ المزيد هل يشكل قصف "ناسا" للكويكب ديمورفوس منذ عام تهديدا لكوكب الأرض؟

وفي عمل مشترك بين جامعة كولورادو ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومركز أبحاث أميس التابع لناسا، درس العلماء عينات من المحطة الفضائية باستخدام نوع محدد ومفهوم جيدا من البكتيريا سالبة الغرام، وهي الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa). وانضم العلماء أيضا إلى خبراء في شركة LiquiGlide، وهي شركة يديرها الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كريبا فاراناسي والمتخصصة في "القضاء على الاحتكاك بين المواد الصلبة والسوائل".

وعالج رواد الفضاء المواد السطحية لمحطة الفضاء الدولية بمادة تشحيم قائمة على السيليكون وقاموا بتعريضها لبكتيريا تسمى الزائفة الزنجارية. وعادة ما تتواجد هذه البكتيريا داخل التربة والمياه على الأرض، وتسبب التهابات في الدم والرئة وتتجنب بلا هوادة آثار المضادات الحيوية. ثم تم تحضين العينات على متن المحطة لمدة ثلاثة أيام. وأظهرت الاختبارات أن مادة التشحيم تمنع الميكروبات من التجمع على السطح بنحو 86%.

وكانت الأبحاث السابقة قد أظهرت بالفعل أن الطريقة نجحت على الأرض. وقال كريبا فاراناسي، أستاذ الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأحد مؤلفي الدراسة الجديدة في بيان: "وجدنا أن هذه الأسطح جيدة للغاية في منع تكوين الأغشية الحيوية في المحطة الفضائية أيضا".

ويقول العلماء إن مثل هذه الحلول ستكون مفيدة بشكل خاص خلال البعثات الفضائية طويلة المدى إلى القمر والمريخ، عندما "لا يكون من الممكن الحصول على قطع غيار من الأرض أو إعادة الطاقم إلى الأرض على الفور".

وبالعودة إلى الأرض، يعتقد العلماء أن هذه النتائج يمكن أن تساعد أيضا في الحفاظ على نظافة الأجهزة الطبية قدر الإمكان، وكذلك في تقليل تآكل المعدات المستخدمة لإنتاج النفط والغاز بسبب الميكروبات، ما يخفف في النهاية من مخاطر انسكابات النفط الخطيرة.

المصدر: سبيس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الفضاء المحطة الفضائية الدولية معلومات عامة معلومات علمية المحطة الفضائیة

إقرأ أيضاً:

علماء الفلك يكتشفون آلية توقف عملية تكوين نجوم جديدة في المجرات القديمة

اكتشف تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي ، أول دليل على أن الانبعاثات الناجمة عن الثقوب السوداء فائقة الكتلة الواقعة في المجرات القديمة تحمل كميات كبيرة من الغاز البارد إلى الوسط بين المجرات، وهو أمر ضروري لتكوين نجوم جديدة ، حسب موقع “روسيا اليوم”.

وأوضح العلماء من فريق التلسكوب، لماذا يؤدي النشاط العالي للثقوب السوداء إلى التوقف التام لعملية تكوين النجوم الجديدة، وفق ما أفادت به الخدمة الصحفية لجامعة “كامبريدج” البريطانية.
وقال روبيرتو مايولينو الأستاذ في جامعة ‘كامبريدج‘ :” لقد افترضنا منذ فترة طويلة أن الثقوب السوداء لها تأثير كبير على مظهر المجرات، وأنها تلعب دورا مهما في وقف عملية تكوين النجوم، ولكن قبل إجراء تلك الدراسات مع ‘جيمس ويب‘ لم نتمكن من تأكيد هذه الفرضية بشكل مباشر، وكان هذا الاكتشاف بمثابة تأكيد آخر على أن إطلاق ‘جيمس ويب‘ جاء قفزة كبيرة في دراسة الكون المبكر وتطوره”.

وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل البيانات التي جمعها تلسكوب “جيمس ويب” المداري الأمريكي أثناء رصد المجرة القديمة الكبيرة GS-10578 الواقعة في كوكبة (فورناكس) على مسافة 11.7 مليار سنة ضوئية.

وأظهرت الدراسات التي تم إجراؤها بمساعدة “جيمس ويب” أن عمليات تكوين النجوم في مجرة “GS-10578” قد توقفت بالفعل، حيث تلعب الانبعاثات الصادرة عن الثقب الأسود الهائل في مركزه دورا رئيسيا في ذلك.

ونتيجة لذلك، فقدت المجرة “GS-10578” أكثر من 90% من احتياطياتها الأصلية من الغاز البارد وتوقفت عملية تكوين النجوم بشكل كامل تقريبا في وقت قصير جدا.

ويشير علماء الفلك إلى أن عملية تكوين النجوم الجديدة توقفت بطريقة مماثلة في حوالي نصف المجرات القريبة منا، حيث لا توجد احتياطيات كبيرة من التراكمات الباردة من الغاز والغبار.وام


مقالات مشابهة

  • علماء يكتشفون شبكة دماغية أكبر بمرتين لدى مرضى الاكتئاب
  • بعد غموض دام 50 عاماً.. علماء يكتشفون فصيلة دم جديدة
  • علماء يحذرون من بكتيريا فائقة تقاوم المضادات الحيوية
  • علماء أعصاب يكتشفون تغيرات في دماغ المرأة لها علاقة بالحمل
  • علماء يكتشفون آلية توقف تكوين نجوم جديدة في المجرات القديمة
  • علماء يكتشفون حقيقة “مخفية” في لوحة “ليلة النجوم” لفان غوخ
  • علماء الفلك يكتشفون آلية توقف عملية تكوين نجوم جديدة في المجرات القديمة
  • علماء يكتشفون وجود صلة بين الحيض المبكر والسكتة الدماغية
  • مركز محمد بن راشد للفضاء يناقش أحدث مستجدات المشاريع الفضائية
  • علماء: الميكروبات المسببة للأمراض تنتقل لمسافات بعيدة بفعل الرياح