في وقت الخطر.. كيف تنجو وعائلتك من الفيضانات والأعاصير؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
لا يمكن إيقاف عاصفة أو إعصار قادم إلى المنطقة التي تعيش فيها، لكن يمكن للإنسان اتخاذ خطوات تحميه برفقة عائلته، من تلك الكوارث الطبيعية.
وتقدم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC) عدة نصائح للبقاء بأمان خلال العواصف والأعاصير، مشددة على أنه من المهم اتباعها قبل وأثناء وبعد الكوارث.
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، باتخاذ خطوات أساسية مسبقة، حال اقتراب حدوث عاصفة أو إعصار، بما في ذلك "وضع خطة شخصية طارئة، للتعامل مع الكارثة المحتملة".
وشددت على أهمية "متابعة واتباع التعليمات الصادرة عن سلطات الأرصاد الجوية، وعدم تجاهل أوامر الإخلاء، إن لزم ذلك".
كما قالت إنه "من الضروري تخزين المواد الغذائية الأساسية في المنزل والسيارة، بالإضافة إلى الإمدادات الطبية، وفهم المخاوف الصحية والطبية لكبار السن".
لماذا حصدت الفيضانات آلاف الأرواح "بسرعة" في درنة الليبية؟ ضربت عاصفة "دانيال" القوية عدة مدن شرقي ليبيا، وتسببت في دمار سدين في درنة وفيضانات دمرت نحو ثلث المدينة وتسببت في مصرع أكثر من خمسة آلاف شخص، وفي تقديرات أخرى نحو 20 ألفًا.وصف مسؤولون ليبيون سواء في الحكومة المكلفة من البرلمان في الشرق، أو حكومة الوحدة الوطنية في الغرب، ما تواجهه البلاد بأنه أمر غير مسبوق، وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" فهناك عوامل جغرافية ومتعلق بالمناخ تسببت في هذه الكارثة وفي مصرع الآلاف بسرعة كبيرة.
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أيضا، بـ"طباعة المستندات المهمة (مثل أرقام هواتف الطوارئ) قبل وقوع الإعصار".
ويمكن أن يؤدي انقطاع التيار الكهربائي أثناء وبعد الإعصار، إلى منع الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت، عندما يكون الإنسان في أمس الحاجة إليها.
وتنصح الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة (NOAA) بأن يكون لديك "من الطعام والماء والدواء غير القابل للتلف، ما يكفي كل فرد في عائلتك لمدة 3 أيام على الأقل".
ومع انتشار المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت، حث خبير الأرصاد الجوية والمتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية الأميركية، جون مور، الناس على "التأكد من أنهم يعتمدون على مصادر موثوقة للمعلومات، مثل وسائل الإعلام المحلية، وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية"، بحسب شبكة "سي بي إس" الأميركية.
عند وقوع العاصفة أو الإعصارأما أثناء وقوع العواصف أو الأعاصير، فتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بـ"الابتعاد عن مياه الفيضانات، واتباع التحذيرات بشأن الطرق التي غمرتها المياه".
وأكدت أيضا على "ضرورة عدم قيادة السيارة في المناطق التي غمرتها الفيضانات، كون السيارات أو المركبات الأخرى لا تحمي من المياه، وإنما يمكن أن تنجرف أو تتوقف في المياه المتحركة".
وتطلب السلطات الأميركية من الناس، ارتداء "سترة النجاة" إذا كان من الضروري قيادة السيارة في مياه الفيضانات، أو بالقرب منها.
وتعد الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، السبب الرئيسي الثاني للوفيات الناجمة عن الأعاصير المدارية التي تصل إلى اليابسة، بحسب خدمة الأرصاد الجوية الأميركية.
كما توصي السلطات بغسل اليدين بالماء النظيف والصابون إذا لامس الشخص مياه الفيضانات. كما يمكن استخدام المناديل المطهرة التي تحتوي على الكحول إذا كانت المياه أو الصابون غير متوفر.
ويمكن أن تحتوي مياه الفيضانات على العديد من الجراثيم التي قد تضر بالصحة، بما في ذلك المواد الكيميائية الخطيرة، والنفايات البشرية، والماشية والحيوانات البرية أو الضالة، وخطوط الكهرباء المتساقطة، وغيرها من الملوثات التي يمكن أن تسبب الأمراض.
بعد الكارثةوبعد انتهاء الكارثة الطبيعية، توصي السلطات الأميركية بـ"اتباع احتياطات السلامة قبل العودة إلى المنزل الذي غمرته المياه".
وشددت على "ضرورة عدم دخول المبنى المتضرر، حتى تحدد السلطات المحلية أنه آمن، إذ يمكن للأعاصير أن تلحق الضرر بالمباني وتجعلها غير آمنة".
الجثث في كل مكان.. صور ومقاطع فيديو لمأساة درنة الليبية تتوالى المشاهد التي توضح حجم الكارثة التي حلت بمدينة درنة في شرق ليبيا بسبب إعصار دانيال، ما بين جهود جمع الجثث والبحث تحت الأنقاض وفي البحر عن مفقودين، والمستشفيات التي تعج بالمصابين، وانقطاع الكهرباء.وأشارت أيضا إلى "أهمية الاعتناء بأي جروح أو إصابات لمنع العدوى"، لا سيما أن خطر الإصابات أثناء وبعد الإعصار والكوارث الطبيعية الأخرى يظل مرتفعا.
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بـ"عدم استخدام الأجهزة الكهربائية المبتلة، وإيقاف تشغيل التيار الكهربائي عن المنزل إذا كان الجهاز المبتل لا يزال متصلا بالكهرباء".
وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي، فيجب استخدام المصابيح الكهربائية بدلا من الشموع.
كما تذكر التوصيات، أهمية التخلص من الأطعمة التي ربما تكون قد لامست مياه الفيضانات أو العواصف. ويمكن للأطعمة غير الآمنة أن تسبب الأمراض، حتى لو كان شكلها ورائحتها ومذاقها طبيعيا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: میاه الفیضانات الأرصاد الجویة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
«العلامات الحيوية» للأرض مقلقة وتدق ناقوس الخطر
أفاد تقرير علمي صادم أن عددا متزايدا من «العلامات الحيوية» للكوكب التي تعكس حالة المناخ والبيئة أصبحت سيئة بشكل مثير للقلق.
كتب ويليام ريبل من جامعة ولاية أوريجون وزملاؤه: « إننا نقف على حافة كارثة مناخية لا رجعة فيها. ولا شك أن هذه حالة طوارئ عالمية، حيث أصبح الكثير من عناصر الحياة الأساسية على الأرض معرضًا للخطر».
ويأتي تقييمهم في التقرير السنوي الخامس لحالة المناخ الذي تقوده شركة ريبل، في محاولة لتقديم تحذير واضح لما يقول الباحثون إنه أزمة، بالنظر إلى التطرف الذي قـِيسَ عبر مؤشرات رئيسية، من مستويات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، إلى فقدان غطاء الأشجار.
إننا أمام حالة طوارئ عالمية لا يمكن إنكارها، حيث أصبح جزء كبير من نسيج الحياة على الأرض تحت التهديد.
ويقول (مايكل مان) من جامعة بنسلفانيا، وهو أحد المؤلفين المشاركين في التقرير، الذي يضم أيضًا المؤرخة (نعومي أوريسكيس)، وعالم الأرض (تيم لينتون)، وعالم المحيطات (ستيفان رامستورف): «أزمة المناخ ليست تهديدًا بعيدًا، بل هي أزمة تأثيرها هنا والآن».
قام الباحثون بتقييم 35 «علامة حيوية»، بما في ذلك كمية الحرارة في المحيطات وسُمْكُ الأنهار الجليدية. تشمل العلامات الحيوية أيضًا مقاييس للعوامل البشرية التي تحرك العديد من هذه التغييرات، مثل إنتاج اللحوم للفرد الواحد ودعم الوقود الأحفوري.
ومن بين هذه المقاييس الـ35، وجد التقرير أن 25 منها وصلت إلى مستويات قياسية هذا العام، حطّم معظمها الأرقام القياسية المسجلة في عام 2023. ارتفع عدد السكان إلى 8.12 مليار شخص في وقت سابق من هذا العام، بينما وصل عدد الماشية المجترة، المصدر الرئيسي للميثان، إلى 4.22 مليار حيوان. وتجاوزت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي هذا العام ما يعادل 40.4 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، مما دفع المستويات الجوية لثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، وهو من الغازات الدفيئة القوية التي تنبعث من التربة، إلى مستويات مرتفعة جديدة.
كما وصلت تأثيرات تغير المناخ إلى مستويات قياسية. فهناك المزيد من الحرارة في المحيطات، ومياه البحر أصبحت أكثر حمضية، في حين يستمر مستوى سطح البحر في الارتفاع، كما أن كميات قياسية فقدت من الكتلة الجليدية في جرينلاند. كما ارتفع معدل الوفيات المرتبطة بالحرارة في الولايات المتحدة، إذ يبلغ الآن 0.62 لكل 100 ألف شخص سنويا، وهو ما يمثل زيادة بنسبة تزيد عن 30 في المائة عن عام 2023.
«لقد قمنا الآن بإدخال الكوكب إلى ظروف مناخية لم نشهدها نحن أو أقاربنا ما قبل التاريخ من جنسنا بني الإنسان،» كما كتب الباحثون في هذا البحث.
خمسة مؤشرات لم تسجل أرقاما قياسية العام الماضي، لكنها سجلت أرقاما قياسية في عام 2024. ويشمل ذلك الاستهلاك القياسي للفحم والنفط. وفقدت الطبقة الجليدية في القارة القطبية الجنوبية كتلة أكبر من أي وقت مضى خلال السنوات الـ22 الماضية. وبلغت مساحة الغابات المحترقة 11.9 مليون هكتار، وهو رقم قياسي. وارتفعت درجات الحرارة العالمية المتوسطة إلى ما يزيد عن المتوسط أكثر من أي وقت مضى في السنوات الـ145 الماضية على الأقل.
يقول توماس كروثر، عالم البيئة في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ، المشارك في تأليف التقرير: «من المذهل أنه في عالم يعاني فيه مليارات البشر بالفعل من آثار تغير المناخ، فإن معدلات انبعاثات الوقود الأحفوري وإزالة الغابات لا تتباطأ، بل إنها في الواقع تتزايد».
ولقد سجلت بعض المؤشرات أرقاما قياسية في الاتجاه الصحيح فيما يتصل بتخفيف آثار تغير المناخ. على سبيل المثال، بلغ استهلاك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مستويات قياسية مرتفعة، وفي عالم التمويل كان هناك مستوى قياسي من سحب الاستثمارات من الوقود الأحفوري.
وارتفعت أيضا نسبة الانبعاثات التي تغطيها تسعير الكربون إلى مستويات قياسية هذا العام، وشهد معدل إزالة الغابات في البرازيل انخفاضا.
ولكن الباحثين يزعمون أن هذا ليس كافيا على الإطلاق. ويقولون: «من المؤسف أننا فشلنا في تجنب التأثيرات الخطيرة، ولا نستطيع الآن إلا أن نأمل في الحد من مدى الضرر».
إن مثل هذه اللغة المباشرة غير معتادة في تقرير علمي. لكن المؤلفين يزعمون أن هذا مبرر، وهو شعور يتماشى مع بيان نشره ريبل وزملاؤه في عام 2020 وقّعَ عليه الآن أكثر من 15000 باحث، الذي قال: إن العلماء لديهم التزام أخلاقي بتحذير الناس من مخاطر تغير المناخ.
وبحسب التقرير الجديد، «فإنه في ظل التأثيرات المتزايدة التي لا يمكن إنكارها لتغير المناخ، فإن التقييم لا يوصف بالمتشائم بل يوصف بالصادق».