الأمورُ حُسِمت في عين الحلوة.. ماذا سيجري خلال السَّاعات المُقبلة؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
الأمورُ حُسمت لدى حركة "فتح".. لا تراجع إلّا عبر تنفيذ عمليّة عسكريّة قد تبدأ قريباً جداً بالشراكة مع الدولة اللبنانية لإنهاء توتر مُخيّم عين الحلوة. الأدلة القاطعة والملموسة لدى أطراف لبنانية وفلسطينية أظهرت وجود مُؤامرة جرى التّخطيط لها لضرب المُخيم في العُمق و "قلبِ" السلطة داخله رأساً على عقب عبر جماعات مُسلحة باتت تُصعد هجماتها وتهدّد صيدا وأطرافها ككل والجيش في الطليعة.
بصراحةٍ وبكلام حازم، يقولُ مصدرٌ مسؤول في "فتح" لـ"لبنان24" إن "الأمورُ لم تعد تُحتمل لاسيما أنّ المسلحين يشنون الهجمات باستمرار"، وأضاف: "من الممكن أن نبدأ عمليّة عسكرية في أيّ وقت ضدّ معاقل المُسلحين بعدما تمادوا كثيراً مع داعميهم لتحويل عين الحلوة إلى "يرموك 2"، إما عبر إفتعال إشتباكات وفتح محاور قتالية أو عبر ضرب المطلب الأساس بتسليم قتلة اللواء أبو أشرف العرموشي للدولة اللبنانية".
وأكمل: "إنَّ فتح ليست مكسر عصا، ومن يسعى لإنهائها فهو واهمٌ تماماً والرسالة ستكونُ حازمة ولا تراجع بتاتاً، وسنضرب المخطط الذي يهدف لإشعال كافة المخيمات وتشتيت الفلسطينيين داخل لبنان".
إستناداً إلى معطيات كثيرة ميدانيّة وعسكريّة، فإنَّ ما يمكن أن يشهده المخيم سيختلف تماماً عن الجولات القتالية السّابقة، فالجيشُ قد يكونُ في صلبِ المعركة هذه المرة بعدما بات إستهدافهُ فاضحاً جداً، وآخر فصول هذا الأمر تجلّت يوم أمس بسقوط قذيفة صاروخية في محيط ثُكنة زغيب العسكريّة المحاذية للمخيّم إبان اشتباكات تواصلت خلال ساعات المساء واستمرّت حتى فجر اليوم. اللافت وسط المشهديَّة القائمة هي زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون، صباح اليوم الخميس، اللواء الأول في صيدا حيثُ تفقد الوضع الميداني في ضوء التطورات في المُخيم. الجولة المفاجئة هذه تحمل دلالات مهمة وفيها تأكيد على أن الجيش يرصد كافة الأمور ويضعها في إطار متابعة جدّية.
ما سيحصلُ من تطورات في "عاصمة الشتات الفلسطيني" سيكونُ محضر بحثٍ على طاولة هيئة العمل الفلسطيني المُشترك التي ستعقد إجتماعاً طارئاً لها اليوم الخميس في سفارة دولة فلسطين في بيروت. بحسب معلومات "لبنان24"، فإنَّ "فتح" ستكونُ حاسمةً في خيارها وقد أخذت الضوء الأخضر من قيادتها في رام الله بأنهُ لا تراجع عن مطالبها الميدانية في المخيم، فإمّا تسليم جماعتيْ "جُند الشام" و"الشباب المُسلم" لقتلة العرموشي بـ"التي هي أحسن" وإمّا خوض معركة كبرى ضد المسلحين بالتنسيق مع الجيش.
ما سيقوله مسؤولو "فتح" خلال الإجتماع المُرتقب اليوم سيكونُ مكمّلاً لكلامِ المُشرف على الساحة اللبنانية في الحركة عزام الأحمد يوم أمس من السراي الحكومي، إذ قال إن "المُهلة لتسليم المطلوبين محدودة وغير مفتوحة، كما أنّ كافة الخيارات واردة وموجودة". مع هذا، ترجح المعلومات ألّا يكون كلام "فتح" هذه المرّة ودياً خلال الإجتماع، فالعتابُ سيكونُ حاضراً بسبب تغاضي مختلف الفصائل الفلسطينية عن مُساندتها وتحديداً في تشكيل القوة الفلسطينية المُشتركة التي كان من المفترض أن تساهم في جلب المطلوبين بإغتيال العرموشي.
إنقلابٌ من "حماس"
بكل بساطة، المعركة باتت "وجودية"، وما تكشفهُ الوقائع الميدانية يُشيرُ إلى أنَّ الضغط على "فتح" ليس عادياً بل هو مُخطّط ومنسّق له بإتقان وتحديداً من خلال تحريك جماعاتٍ أصولية لها باعٌ طويل في إثارة التوتر داخل لبنان. أمام كل هذه المُعطيات، يبدو أن صبر "فتح" بدأ ينفدُ بعدما وجدت أنّها مُطوّقة من جهات فلسطينيّة تسعى للإنقضاض عليها عسكرياً وسلطوياً من الداخل، والإتهاماتُ في هذا الأمر سيقت باتجاه "حماس".
خلال يوم الثلاثاء، كان الإجتماعُ بين قيادتي "فتح" و "حماس" ودياً، لكنه سرعان ما تحوّل التقارب إلى "إبتعاد"، وهو أمرٌ أثار إستياءً عارماً لدى قادة حركة "فتح" الذينَ وجدوا في "حماس" خصماً يريدُ ضرب "فتح" والإنقلاب عليها في المخيمات عبر مجموعاتٍ يجري تحريكها بأساليبَ مشبوهة عسكرياً ولوجستياً. أما الأمر الأكثر بروزاً فيتمحورُ حول وجود معطيات تتحدثُ عن تأييد السفارة الإيرانية في بيروت وبشكل خفيّ لما تقومُ "حماس" على أكثر من صعيد وتحديداً في ما خصّ ملف المخيمات.
اللافتُ يوم أمس هو أنَّ القياديّ في حركة "حماس" موسى أبو مرزوق أطلق رسالتين ناريتين باتجاه "فتح" عقب الإجتماع معها قبل يومين، وقال: "المسؤول عن الأمن يجب أن يكون قوة مشتركة وليس فصيلا واحدا"، فيما قال أيضاً وتحديداً بعد آخرِ تصريحٍ لعزام الأحمد: "ما يجري في مخيم عين الحلوة الآن هو تدميرٌ للمخيم تحت عنوان محاربة الإرهاب ولكن من دون نتائج حقيقية تُذكر.. حاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق لكنّ التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى".
إذاً، ما يقوله المرزوق يدلّ على أمرين لا ثالث لهما: الأول وهو أنّ أي تسوية في عين الحلوة لن تكون إلا حساب كسر سلطة "فتح" على المُخيمات، فيما الأمر الثاني يشيرُ إلى اعتبار المرزوق "فتح" بأنها جهة تُدمّر عين الحلوة من بوابة مواجهة مطلوبين بتهم "الإرهاب" فيما لم تتمكن حتى الآن من تحقيق إنجاز ميداني. في ما خصّ النقطة الثانية، فإنَّ مصادر "فتح" رأت في كلام المرزوق بمثابة تصويرٍ للحركة على أنها ضعيفة وأن ما تقومُ به لا يخدم هدفاً جيداً بل هو تدميري، وتضيف: "ما يجري هو شيطنة لفتح وحربها ضد الإرهاب حالياً، ولهذا السبب سيرى الجميع من هي فتح وكيف تتحرّك وما ستنجزه وكيف ستحمي المُخيم".
بدورها، تقولُ مصادر في "حماس" عبر "لبنان24" إنّ "الحركة ملتزمة بعدم التصعيد مع أي طرفٍ فلسطيني لأن ذلك يخدم العدو الإسرائيلي"، نافية أنّ يكون مخطط "حماس" هو إنقلاب كما يقال، وتضيف: "فلتكن هناك قوّة مشتركة يتم تأسيسها بإجماع كافة الفصائل.. ما الذي يمنعُ ذلك؟ هذا هو مطلب فتح وحماس أيضاً.. فليتم إنجاز هذا الأمر". في المقابل، تقول مصادر "فتح" لـ"لبنان24" بشأن القوة الأمنية: "حينما طُلب من حماس أن تساهم بتشكيلها من أجل جلب قتلة العرموشي، تنصلت وماطلت ولم تُقدم أي عنصر.. الآن ومن أجل تقسيم أمن المخيم، باتت حماس تهرول نحو تأسيس القوة.. ما يبدو هو أنّ الأجندات باتت تكشف عن نفسها على أرضِ الواقع".
تطورات ميدانيَّة عنيفة
ولأول مرة منذ اندلاع التوتر منذ تموز الماضي، فوجئ سُكان المناطق المحيطة بالمُخيم منتصف هذه الليلة بإلقاء قنبلة مُضيئة في سمائه وتحديداً فوق منطقتي التعمير التحتاني والطوارئ حيثُ يتحصن مسلحو جماعتي "جند الشام" و "الشباب المسلم".
وفعلياً، فقد تضاربت المعلومات بشأن مصدر القنبلة، فمن جهة قيلَ أنها من "فتح"، فيما قالت مصادر ميدانية لـ"لبنان24" إنه ليس لدى الحركة مثل هذه القدرات العسكريّة.
وخلال الليل، بقيَ التوترُ سيّد الموقف بعدما تصاعدت حدّة الإشتباكات الأربعاء، وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين. ميدانياً، تركّزت الإشتباكات عند المحاور التالية: حطين، الرأس الأحمر، التعمير التحتاني، البركسات، في حين أفيد عن حدوث توتر داخل حي صحون - الرأس الأحمر. كذلك، دخل حي الصفوري على الخط بعدما شهد على إشكالٍ أدى إلى مقتل القائد العسكري في "تيار الإصلاح الديمقراطي في فتح" خالد أبو النعاج.
و"الصفوري" هي منطقة تشهدُ على سيطرةٍ المسؤول المفصول من "فتح" محمود عيسى المُلقّب بـ"اللينو"، وتقول مصادر "لبنان24" إنّ الأخير لم ينخرط ضد الحركة خلال الإشتباكات بعكس ما قيلَ مؤخراً في أوساط المخيم.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عین الحلوة الم خیم فی الم
إقرأ أيضاً:
"أحلامنا الحلوة".. انطلاق أول عرض مسرحي لطلاب جامعة الجلالة الأهلية غدا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُقدم جامعة الجلالة الأهلية، المسرحية الاجتماعية “أحلامنا الحلوة”، وهي أول عرض مسرحي يُقدم بالكامل من قبل طلاب الجامعة من مختلف الكليات، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد الشناوي، رئيس جامعة الجلالة، وبإشراف وتنظيم إدارة الأنشطة الطلابية.
واشار بيان صادر من المكتب الاعلامى لجامعة الجلالة ، الى ان العرض يُقام على مسرح كلية الفنون بجامعة الجلالة، بداية من غدا الاثنين 23 ديسمبر 2024، كعرض مخصص لطلاب وطالبات الجامعة.
تتناول المسرحية قضايا وأحلام الشباب، مسلطة الضوء على الفروق بين الجيل القديم والجيل الحديث في التفكير والطموحات، كما تبرز أهمية احتواء الشباب وفهم تطلعاتهم، من خلال مشاهد درامية استلهمت فكرتها من تجارب الطلاب أنفسهم، لتُقدم مزيجًا من الجدية والمرح في قالب فني هادف.
يهدف هذا العمل الفني إلى تعزيز التواصل بين الأجيال، وتشجيع الطلاب على التعبير عن أفكارهم وأحلامهم بحرية، كما تُبرز المسرحية أهمية الفن كوسيلة للتفاهم والتفاعل بين الطلاب والاكاديميين والإداريين، مع اختلاف الاعمار لتقديم تجربة مسرحية ملهمة ومميزة تعكس روح الجامعة.
يشارك في المسرحية نخبة من المواهب الطلابية، وهم: سيف الدين محمد، بسملة إبراهيم، كنزي عمرو، ميار فؤاد، دانيال ماجد، لوجين سمير، محمود الجزار، نادر وليد، ياسمين عمرو، محمد صديق، سامح عاطف، إيلاف السعيد، جومانا سامي، سمير البربري، أشجان رمزي، أرساني إكرامي، يوسف سعيد، أحمد الكوش، حبيبة عماد، ميرا يسري، محمود إيهاب، حبيبة عبد الفتاح، محمد بسيوني، مصطفى وليد، مصطفى عزت.
المسرحية من تأليف: أحمد الملاواني، وأداء حركى واستعراضات: محمد حبيب، وموسيقى الحان وغناء: مينا عطا، وديكور: د. فخري العزازي، وفريق عمله من طلاب كلية الفن والتصميم؛ هالة صايم، غادة حبيب، كنزي عمرو، سلمي محمد، شهد عبد الحميد، مرڤت فرج، محمد السيد، عبد الرحمن خميس، مازن محسن، حبيبة عبدالغني، جني عبد العال، هدي كرم.
واشراف عام: محمد اللولى من إدارة الأنشطة الطلابية بالجامعة، ومخرج منفذ: سامح عبد العزيز، واخراج: محمد نشأت.