أثارت مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت أضواء قوية في السماء قبل وقوع الزلزال الذي ضرب المغرب، جدلاً واسعاً بين العلماء.

 وقال عالم الجيوفيزياء المتقاعد الذي كان يعمل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية جون دير،، إن هذه الانفجارات من الضوء الساطع المتراقص بألوان مختلفة حيرت العلماء لفترة طويلة، ولا يوجد حتى الآن إجماع حول أسبابها، لكنها "حقيقية بالتأكيد"، مشيراً إلى أن الفيديو الأخير من المغرب، الذي انتشر بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يشبه أضواء الزلزال التي التقطتها الكاميرات الأمنية خلال زلزال عام 2007، في بيرو.

وأوضح العالم المتقاعد لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن رؤية هذه الأضواء تعتمد على الظلام وعوامل التفضيل الأخرى.

Earthquake light.#DEW pic.twitter.com/Lip9Iv3TrG

— Stacye???? (@StacyeBe) September 12, 2023 دراسة أسهل لأضواء الزلزال

ومن جانبه قال خوان أنطونيو ليرا كاتشو، أستاذ الفيزياء في جامعة ناسيونال مايور دي سان ماركوس في بيرو، الذي درس هذه الظاهرة، إن فيديو الهاتف المحمول والاستخدام واسع النطاق للكاميرات الأمنية جعل دراسة أضواء الزلازل أسهل. وأضاف "قبل أربعين عاماً، كان الأمر مستحيلاً". "لو رأيتهم لن يصدق أحد ما رأيته"


وبحسب الشبكة الأمريكية، يمكن أن تتخذ أضواء الزلازل عدة أشكال مختلفة، وفقاً لما ورد عن الظاهرة بكتاب شارك في تأليفه دير ونُشر في طبعة 2019 من موسوعة جيوفيزياء الأرض الصلبة، وورد فيه أنه وفي بعض الأحيان، قد تبدو الأضواء مشابهة للبرق العادي، أو قد تكون مثل شريط مضيء في الغلاف الجوي يشبه الشفق القطبي، وفي أحيان أخرى تشبه الكرات المتوهجة العائمة في الجو. وقد تبدو أيضًا مثل ألسنة اللهب الصغيرة التي تومض، أو تزحف على طول الأرض أو بالقرب منها، أو مثل ألسنة اللهب الأكبر الخارجة من الأرض.


ولفهم أضواء الزلازل بشكل أفضل، قام العالم جون دير وزملاؤه بجمع معلومات عن 65 زلزالًا أمريكياً وأوروبياً مرتبطاً بتقارير جديرة بالثقة عن أضواء الزلازل التي يعود تاريخها إلى عام 1600. وقد شاركوا عملهم في ورقة بحثية عام 2014، نُشرت في مجلة Seismological Research Letters.
ووجد الباحثون أن حوالي 80% من هذه الحالات التي تمت دراستها بعد ملاحظتها في الزلازل التي تزيد قوتها عن 5.05 درجات، حيث لوحظ أن هذه الظاهرة تحدث قبل وقت قصير من وقوع الزلزال أو خلاله، وكانت مرئية على بعد 600 كيلومتر  من مركزه.
ومن المرجح أن تحدث الزلازل، وخاصة القوية منها، على طول أو بالقرب من المناطق التي تلتقي فيها الصفائح التكتونية. ومع ذلك، وجدت دراسة عام 2014 أن الغالبية العظمى من الزلازل المرتبطة بالظواهر المضيئة حدثت داخل الصفائح التكتونية، وليس عند حدودها.

علاوة على ذلك، كان من المرجح أن تحدث أضواء الزلازل في الوديان المتصدعة أو بالقرب منها، وهي الأماكن التي تمزقت فيها قشرة الأرض - في مرحلة ما في الماضي -، ما أدى إلى إنشاء منطقة منخفضة طويلة تقع بين كتلتين أعلى من الأرض.

This clip is from a surveillance camera in the city of Agadir,Morocco, at the moment the earthquake occurred...

Those Mysterious blue flashes of light appeared again on the horizon and no one knew what they were. pic.twitter.com/TEZrkpeNcr

— ???????????????????????? ???????? (@The_1Teller) September 10, 2023 أسباب سطوع الأضواء قبل الزلزال

ومن جانبه توصل فريدمان فرويند، المتعاون مع دير والأستاذ المساعد في جامعة سان خوسيه والباحث السابق في مركز أبحاث أميس التابع لناسا، إلى نظرية واحدة لأضواء الزلازل، حيث أوضح أنه عندما تتعرض عيوب أو شوائب معينة في بلورات الصخور لضغط ميكانيكي - كما هو الحال أثناء تراكم الضغوط التكتونية قبل أو أثناء وقوع زلزال كبير -، فإنها تتفكك على الفور، وتولد الكهرباء.

وتابع أن الصخور هي مادة عازلة، وعندما تتعرض للضغط الميكانيكي، تصبح شبه موصلة، وأن الأمر "مثل تشغيل البطارية، وتوليد شحنات كهربائية، يمكن أن تتدفق من الصخور المجهدة إلى الصخور غير المجهدة وعبرها"، لافتاً في مقال نشر عام 2014 في مجلة "The Conversation" بأن الشحنات تنتقل بسرعة تصل إلى حوالي 200 متر في الثانية.

وتشمل النظريات الأخرى حول أسباب أضواء الزلازل، الكهرباء الساكنة الناتجة عن تكسر الصخور وانبعاث غاز الرادون، وفي الوقت الحاضر لا يوجد إجماع بين علماء الزلازل على الآلية التي تسبب أضواء الزلزال، وما زال العلماء يحاولون فك ألغاز هذه الظواهر.

ويأمل فرويند أنه قد يكون من الممكن يوماً ما استخدام أضواء الزلازل، أو الشحنة الكهربائية التي تسببها، بالإضافة إلى عوامل أخرى، للمساعدة في التنبؤ باقتراب زلزال كبير.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني زلزال المغرب

إقرأ أيضاً:

نجم الجدي

لطالما كان للنجوم حضور قوي فـي الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها فـي القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى فـي سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدميها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها فـي السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

•• واليوم نتحدث عن نجم ثابت فـي السماء وهو النجم الذي سمته العرب «الجدي» وكانت القبائل العربية تسميه نجم «القبلة» لأنه كان يستخدم لتحديد اتجاه الشمال بدقة، لأنه نجم ثابت نسبيا فـي السماء الشمالية، ولذلك أطلق عليه نجم القطب الشمالي، وهذا النجم يقع فـي كوكبة الدب الأصغر، ولأن هذا النجم ثابت فـي السماء فلذلك لم يعتمد عليه العرب كثرا فـي تحديد المواسم الزراعية والفصول، كونه لا يتحرك كثيرا، ولكن القبائل العربية جعلته أحد أشهر النجوم كونه يخبرهم بالاتجاهات بكل سهولة ويسر، واستعان به كذلك البحارة العرب.

•وكان العرب يشبهونه بالجدي الصغير، فلذلك أطلقوا عليه هذه التسمية، وكانوا يتعرفون عليه فـي السماء من خلال أنهم كانوا يستخدمون نجوم الدب الأكبر المعروفة عندهم بـ«بنات نعش» للإشارة إلى نجم الجدي، فكانوا يتتبعون النجمين الأخيرين فـي مجموعة الدب الأكبر وهما نجمي الدبة والمراق، ثم يمدون خطا وهميا منهما ليصلوا إلى نجم الجدي.

•وإذا أتينا إلى خصائصه الفلكية التي أثبتها العلم الحديث فإننا نجد أن هذا النجم هو نجم عملاق مقارنة بشمسنا، فمن حيث الحجم قطره أكبر 37.5 مرة تقريبًا من قطر الشمس، أما من حيث الحرارة فتبلغ درجة حرارة سطح نجم الجدي حوالي 6000 كلفن، وهي قريبة جدًا من درجة حرارة الشمس التي تبلغ 5778 كلفن، وهو يبعد عن الأرض حوالي 433 سنة ضوئية.

•وقد ذكر هذا النجم كثيرا فـي الشعر العربي، فنجد أن الشاعر الجاهلي المهلهل بن ربيعة قد ذكره فـي قصائده فقال:•••كَأَنَّ الْجَدْيَ جَدْيَ بَناتِ نَعْشٍ

•يَكُبُّ عَلَى الْيَدَينِ بِمُستَدِيرِ

•وَتَخْبُو الشعْرَيَانِ إِلى سهَيْلٍ

•يَلُوحُ كَقمَّةِ الْجَبَلِ الْكَبِيرِ

••وورد ذكر هذا النجم فـي الشعر العماني فهذا الشاعر الغشري يذكر هذا النجم فـيقول:

••وإنَّ له الميزانَ يتلوه عقْرَبٌ

•ويتْلوه قَوسٌ والمجادِلُ أفكَلُ

•ومن بعده فصل الشتاءِ وإنَّمَا

•به الشمسُ بُرْجَ الجدْي تأوِي وتَنْزِلُ

••وأما الشاعر اللواح الخروصي فـيقول فـي قصيدة رثائية:

••سقى قبرك المزن نهلا وعلا

•بنوء الثريا ونوء الجدي

•وجاد قبورا حواليك صارت

•جوارك من ازكويّ زكي

• وأما الملاح العماني أحمد بن ماجد فقد ذكر هذا النجم فـي منظومته الفلكية فقال:

••لأَنَّ دائماً له انقضا

• ومثلُهُم ميخ الجُدَيِّ أَيضا

•وغايةُ الميلِ إلى المغيبِ

• إِذا استَقَلَّ الهقع يا حبيبي

••ونجد الشاعر العباسي أبو تمام الطائي يقول فـي هذا النجم:

••نَجما هُدىً هَذاكَ نَجمُ الجَديِ إِن

• حارَ الدَليلُ وَذاكَ نَجمُ الفَرقَدِ

•هَذا سنانٌ زاغِبِيٌّ فـي الوَغى

• وَكَأَنَّما هَذا ذُبابُ مُهَنَّدِ

••وهذا الشاعر الأموي ذو الرمة المشهور بالحب والغزل يقول فـي أحد قصائده الغزلية ذاكرا هذا النجم ويقرنه بنجم النسر فـيقول:

••تَزَاوَرْنَ عَنْ قُرَّانَ عَمْداً وَمَنْ بِهِ

• مِنَ النَّاسِ وَازْوَرَّتْ سرَاهُنَّ عَنْ حَجْرِ

•فَأَصْبَحْنَ بِالحَوْمَانِ يَجْعَلْنَ وِجْهَةً

• لِأَعْنَاقِهِنَّ الجَدْيَ أَوْ مَطْلَعَ النَّسْرِ

••كما أن الشاعر العباسي أبو العلاء المعري ذكر هذا النجم فـي لزومياته وقرنه مع نجم الأسد فقال:

••قَد أَهبِطُ الرَودَةَ الزَهراءَ عارِيَةً

•سدّى لَها الغَيثُ نسجا فَالنَباتُ سَدِ

•تُمسي لشقائِق فـيها وَهيَ قانِيَةٌ

•مِمّا سقاها رُعافُ الجَديِ وَالأَسَدِ

••أما الفـيلسوف محيي الدين بن عربي الذي عاش فـي الزمن الأيوبي فقد ذكر هذا النجم فـي أحد قصائده فقال:

••إلى السرطانِ من أسد تراه

• بسنبلةٍ لميزانِ الهويّ

•وعقربٍ صدغه يرمي بقوسِ

• من النيران من أجلِ الجدي

••ومن الذين ذكروا هذا النجم فـي قصائدهم الشاعر العباسي ابن نباته السعدي الذي يقول:

•خَطَتْ سمْنَانَ ليس لها دَليلٌ

••ولا عَلَمٌ يلوحُ ولا مَنَارُ

•تُراعى الجَدْيَ غُرتُها سَنَاهُ

•وضوءُ الفرقدينِ لها عِذَارُ

مقالات مشابهة

  • محطات الرصد تسجل هزة أرضية في صنعاء
  • العلماء يكتشفون فائدة للتبغ تجعله منقذا للأرواح على الأرض وفي الفضاء
  • نجم الجدي
  • إقليم التبت يتعرض لهزة أرضية ضحلة على عمق 10 كيلومترات
  • مناوي يقول إنه ناقش مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أوضاع الحرب السودانية
  • الكويت.. زلزال بقوة 3.9 درجة يضرب جنوب غرب المناقيش
  • العلماء يكتشفون طريقة جديدة للعثور على حياة خارج الأرض
  • العلماء العصر الجليدي يقترب.. هل نحن مستعدون لمواجهة البرد القارس؟
  • مركزي عدن يقول بأنه تلقى بلاغاً خطياّ من البنوك التي تعمل في مناطق سيطرة الحوثيين .. هذا ماجاء فيه
  • العلماء يحددون موعد العصر الجليدي المقبل فكيف سنعيش وقتها؟