غوتيريش يقبل استقالة مبعوثه إلى السودان وأردوغان يلتقي البرهان بأنقرة
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبول استقالة ممثله الخاص إلى السودان فولكر بيرتس، في وقت التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
وقال غوتيريش تعليقا على استقالة بيرتس "نعم، لديه أسباب قوية جدا تدفعه إلى الاستقالة، ويجب أن أحترم إرادته وأقبل استقالته".
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أنه لا يعتقد أن مجلس الأمن الدولي قادر على التوحد بسهولة واتخاذ قرار يفرض حلا للأزمة في السودان.
وفي وقت سابق، أعلن المبعوث الأممي الألماني فولكر بيرتس استقالته من منصبه، محذرا من خطر تحول النزاع في السودان إلى "حرب أهلية".
وقال بيرتس أمام مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأربعاء "أتوجه بالشكر إلى الأمين العام على هذه الفرصة والثقة التي منحني إياها، لكنني طلبت منه إعفائي من مهامي".
وفي تقرير قدمه، حمّل بيرتس طرفي النزاع مسؤولية استمراره إلى الآن، وقال "ما بدأ كنزاع بين تشكيلين عسكريين يمكن أن يتحول إلى حرب أهلية فعلية"، مشيرا إلى أن المعارك "لا تظهر أي مؤشر على التهدئة، ولا يبدو أي طرف قريبا من نصر عسكري حاسم".
واتهم بيرتس القوات المسلحة السودانية بتنفيذ ضربات جوية عشوائية، كما اتهم قوات الدعم السريع بتنفيذ أعمال عنف جنسي ونهب وقتل في المناطق التي تسيطر عليها.
وكانت الخارجية السودانية أعلنت في يونيو/حزيران الماضي بيرتس شخصا غير مرغوب فيه، وذلك بعدما طلب عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني في مايو/أيار الماضي من غوتيريش استبداله.
في هذه الأثناء، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي سوداني أن أربعين شخصا قتلوا في غارة جوية استهدفت سوقين شعبيين وأحياء عدة في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي السودان.
وعبرت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من تصاعد وتيرة القصف العشوائي في السودان، مما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين.
وأضافت الوزارة أن على طرفي الصراع الالتزام بتعهداتهما بحماية المدنيين كما نص إعلان جدة.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أن الجيش وقوات الدعم السريع لم يلتزما بتعهداتهما طوال الأشهر التي تلت الإعلان عن الاتفاق.
ويتبادل الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب خروقات خلال اشتباكات بدأت في أبريل/نيسان الماضي ولم تفلح عدة هدنات في إيقافها، مما خلف أكثر من ثلاثة آلاف قتيل -أغلبهم مدنيون- وأكثر من خمسة ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
لقاء أردوغان والبرهانوفي سياق متصل، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة مساء أمس الأربعاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن اللقاء بحث آليات إرسال الدعم الإنساني للسودان وجهود تركيا المستمرة لإيجاد حل للأزمة هناك.
ورافق البرهان في الزيارة كل من وزير الخارجية المكلف علي الصادق ومدير المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل.
وقال الصادق لدى عودة الوفد السوداني إلى بلاده إن المباحثات بين أردوغان والبرهان تطرقت إلى العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي، مضيفا أن الجانب التركي أكد استعداده للمساهمة في إعمار ما دمرته الحرب.
وفي مايو/أيار الماضي أبدى أردوغان في اتصال هاتفي مع البرهان استعداد أنقرة لاستضافة "مفاوضات شاملة" لإنهاء الصراع الدائر في السودان، لكن أيا من طرفي الصراع لم يرد بشكل رسمي على هذه المبادرة.
وتعتبر زيارة البرهان إلى تركيا الخامسة من نوعها بعد مصر وجنوب السودان وقطر وإريتريا منذ اندلاع القتال الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان الماضي، والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم.
وبدأ البرهان جولاته الخارجية بعد خروجه من الخرطوم باتجاه مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر (شرقي البلاد) في 27 أغسطس/آب الماضي، والتي فسرها محللون بأنها سعي لدعم إنهاء الحرب، في حين يرى آخرون أنها هروب مما يصفونه بـ"واقع مأزوم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عبد الفتاح البرهان الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
الخارجية السودانية: فرض عقوبات على البرهان يعبر عن التخبط
قالت وزارة الخارجية السودانية إن القرار الأميركي بفرض عقوبات على البرهان لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة، ويعني عملياً دعم من يرتكبون الإبادة الجماعية.
أحمد موسى: مصر تسعى لدعم استقرار السودان وإعادة إعمار الدول المنكوبة (فيديو) عاجل.. وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى السودانوقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم الخميس، أنها فرضت عقوبات على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وآخرين.
وقالت الوزارة إن الجيش السوداني، بقيادة البرهان، ارتكب هجمات مميتة بحق المدنيين، وشن غارات جوية على المدارس والأسواق والمستشفيات، كما أنه يتحمل المسؤولية عن المنع المتعمد لوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، واستخدام الغذاء سلاحاً في الحرب
وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية السودانية إن القرار الأميركي بفرض عقوبات على البرهان لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة، ويعني عملياً دعم من يرتكبون الإبادة الجماعية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أربعة مصادر أميركية قولها، إن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية مرتين على الأقل ضد قوات الدعم السريع، فيما اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجيش بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين.
وأكدت الصحيفة، نقلاً عن هؤلاء المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية، أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في مناطق نائية من السودان ضد عناصر من «قوات الدعم السريع»، كما يخشى الأميركيون من استخدامها في مناطق تكتظ بالسكان في العاصمة الخرطوم.
وجاء الكشف عن استخدام الأسلحة الكيميائية قبل لحظات من فرض واشنطن عقوبات على البرهان، إثر توثيق ارتكاب قواته فظائع تشمل القصف العشوائي للمدنيين واستخدام التجويع سلاحاً، بحسب الصحيفة.
وأضافت نيويورك تايمز، أن المعرفة ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوداني مقتصرة على مجموعة صغيرة داخل الجيش، وأن البرهان هو الذي سمح باستخدام تلك الأسلحة ضد قوات الدعم السريع.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي إن الجيش السوداني ما زال يستهدف المدنيين، وإن الجيش والدعم السريع شريكان في الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني.
وانتقد بلينكن الجيش السوداني، وقال إنه عرقل تقدم المفاوضات، وسبق أن رفض المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار مرات عديدة.
وشدد بلينكن على أنه لا حل عسكرياً للأزمة في السودان، ويجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وعبّر عن عدم رضاه إزاء وتيرة دخول المساعدات الإنسانية إلى السودان، وقال إنها غير كافية.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في أبريل 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة، في خضم عملية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للتحول إلى حكم مدني، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.