أوساط الاحتلال تزعم إقامة مطار إيراني جنوب لبنان.. وتحذيرات من مواجهة
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
كشفت صحيفة عبرية، عن تصاعد المخاوف الإسرائيلية لدى كبار قادة الأجهزة الأمنية من اندلاع حرب متعددة الجبهات، بالتزامن مع احتدام الأزمات الإسرائيلية الداخلية ودخولها مرحلة جديدة تنذر بأزمة دستورية تفاقم الصراع الإسرائيلي الداخلي.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في تقرير لمعلقها العسكري، يوسي يهوشع، أنه "في خلفية المداولات في محكمة العدل العليا على التشريع القضائي (النظر في إلغاء قانون أساس شطب "حجة المعقولية") والأزمة الداخلية التي تحتدم، الجبهة ضد إيران وفروعها في المنطقة تتطور إلى تهديد خطير للغاية، تهديد يستوجب كامل اهتمام القيادة السياسية ورص الصفوف في الجيش والجمهور، تمهيدا لإمكانية تصعيد في عدة ساحات في وقت واحد".
ونوهت أنه "لا يوجد سبيل آخر لتفسير الرسائل التي يطلقها أعلى المسؤولين في الجهاز، على أمل أن يستمع الجمهور والقيادة المنتخبة".
رئيس جهاز "الموساد" دادي برنياع، الذي "يحوز على إخطارات جديدة وكثيرة عن نوايا إيرانية لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في العالم، خطابه الأحد الماضي، كان شاذا لأنه تضمن تهديدا مباشرا للقيادة الإيرانية وبيانا بموجبه لم يعد هناك مجال حصانة وكل مس بإسرائيلي أو يهودي سيؤدي بالضرورة لجباية ثمن في قلب طهران".
وأشار برنياع، إلى ما كتب في "يديعوت" عشرات المرات في الأشهر الأخيرة، أن "الجسارة الإيرانية تتعاظم لجملة أسباب، من انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط وحتى الشرخ في إسرائيل".
ومثال على هذه الجسارة، ما كشف النقاب عنه وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت الاثنين الماضي، أن "إيران أقامت في جنوب لبنان، على مسافة 20 كيلو مترا فقط عن إسرائيل (فلسطين المحتلة)، مطارا معدا لأهداف هجومية، وفي الصور التي عرضها غالانت، يمكن رؤية علم إيران يرفرف على مسارات الطيران، التي يعتزم النظام العمل منها ضد إسرائيل بالتعاون مع حزب الله، وكما قال غالانت: الأرض لبنانية، السيطرة إيرانية، والهدف إسرائيل".
وزعمت الصحيفة، أن "المطار في هذه المرحلة، يستخدم لإطلاق طائرات مسيرة، لكن الخطة الأكبر هي خلق محور بديل لتهريب الوسائل القتالية من سوريا، التي ينجح الجيش الإسرائيلي في احباطها في غارات دقيقة من الجو منذ أكثر من عقد، في إطار "المعركة ما بين الحروب".
وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، يتهم #إيران بإنشاء مطار في جنوبي #لبنان لاستخدامه ضد #إسرائيل، حيث يبعد عن الحدود مسافة 20 كيلومترًا.
استعرض غالانت صورًا للمطار قائلًا، “يمكن الرؤية في الصور علم إيران يرفرف على مسارات الطيران التي يخطط نظام آية الله للعمل منها ضد مواطني… pic.twitter.com/GscndZA10B — عنب بلدي (@enabbaladi) September 12, 2023
ونوهت أن "إيران تدرك أن إسرائيل لا تهاجم في لبنان كونها مردوعة أمام حزب الله، والفكرة هي خلق مجال حصانة يساعد في مساعي تعاظم القوة، إلى جانب قاعدة قريبة من الحدود، يمكن منها إطلاق طائرات مسيرة لمهام هجومية خلف الحدود مع إسرائيل".
وقدرت "يديعوت"، أن "هذه القاعدة ربما هي ليست الوحيدة التي أقامتها طهران مع حزب الله في المنطقة".
وفي هذا السياق، ينبغي الانتباه إلى الخطاب الثالث للمسؤول في الجهاز، رئيس الأركان، ففي الكلمة التي ألقاها أمام المهرجان العسكري المركزي لإحياء 50 سنة على حرب أكتوبر 1937، قال الفريق هرتسي هليفي: "علينا أن نتعاطى مع كل تصريح لأعدائنا، بالأقوال أو بالأفعال، ألا نستخف بهم وألا نعظم قوتنا".
وأضاف: "علينا أن نكون جاهزين أكثر من أي وقت مضى لمواجهة عسكرية واسعة ومتعددة الجبهات تتضمن مناورة في اشتباك قتالي وفي احتكاك عال مع العدو ستنطوي على خسائر وإصابات تشارك فيها أيضا الجبهة الداخلية، فحين تمتلئ وسائل الإعلام بالمناقشات حول دروس حرب 1973، مرغوب أن ننصت، خاصة إلى النص الواضح والصريح لقائد الجيش في 2023".
وزير الأمن غالانت، "هو الآخر أجرى الربط الواجب الذي يحذر الجيش الإسرائيلي منه؛ بين الأزمة الداخلية والثقة الذاتية للأعداء، وقال: "في السنة الأخيرة، نواجه صدعا آخذا في التعمق في المجتمع الإسرائيلي حول التوازن بين السلطات، الثمن قد يكون باهظا، وباهظا جدا في سياقات الأمن القومي، وعليه، التغييرات المركزية تجرى بتوافق واسع، كمن يقف على رأس جهاز الأمن، أقضي هنا بأن استمرار الصراع الداخلي بين تيارات صقرية في إسرائيل، يتسلل إلى داخل الجيش وأجهزة الأمن الأخرى، ويجبي ثمنا لا يمكن للجيش وجهاز الأمن أن يحتمله".
ولفتت الصحيفة، أن "العدو الذي يستمع جيدا لكبار مسؤولي الجهاز، كفيل بأن يقع أيضا في خطأ اللامبالاة، ولعلهم هناك يرون تفوقا في تهديد متعدد الساحات في فترة التفكك، لكن من الأفضل لهم أن يعرفوا بأن التهديد بالذات هو محرك قوي لتجنيد كل المقدرات، لوضع الخلافات جانبا ولهجوم مشترك بهدف حماية إسرائيل، هكذا كان في حرب أكتوبر، وهكذا سيكون اليوم أيضا إذا ما طولبنا بذلك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة إيران لبنان فلسطين إيران لبنان فلسطين الاحتلال الإسرائيلي صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تحتل أراضينا وتقتل أبناءنا.. نواف سلام يقطع الطريق على محاولات التطبيع
قال رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، الأربعاء، إنّ: "التطبيع مع إسرائيل في لبنان هو أمر مرفوض من جميع المواطنين"، وذلك خلال تصريحات له، إثر استقباله وفدا من مجلس نقابة المحررين، برئاسة جوزيف القصيفي، بحسب بيان لرئاسة الحكومة.
وأوضح سلام، خلال تصريحاته التي أتت تزامنا مع تقارير إعلامية تتحدث عن ممارسة الولايات المتحدة لضغوط على لبنان بغرض الاتفاق مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أنه: "لا يوجد أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان، وهو مرفوض من كل اللبنانيين".
وأشار إلى أن الضغط الدولي والعربي على دولة الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف اعتداءاتها على جنوب لبنان "لم يستنفذ"، فيما أشار إلى أنّ: "استمرار توافر وسائل للضغط السياسي والدبلوماسي، لم يحددها".
وفي السياق نفسه، اعتبر سلام، أنّ: النقاط الحدودية الخمس التي تتمسك دولة الاحتلال الإسرائيلي بالبقاء فيها في جنوب لبنان "لا قيمة لها عسكريا ولا أمنيا، سوى الإبقاء على ضغطها على لبنان قائما".
ورفض رئيس الحكومة اللبنانية، فيما يرتبط بقطاع غزة، كافة التصريحات الإسرائيلية بخصوص تهجير سكان غزة والضفة الغربية المحتلة، ومساعي "إقامة دولة فلسطينية خارج فلسطين التاريخية".
وشدّد سلام على ضرورة حشد الدعم العربي والدولي "من أجل مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي".
أما بخصوص زيارة المبعوث الفرنسي، جان إيف لودريان، الأربعاء إلى لبنان، أوضح سلام أنّ: "الهدف منها هو بحث ملف إعادة الإعمار"، ملفتا أنّ: "لبنان يعمل مع فرنسا والبنك الدولي وكبار الدول المساهمة للحصول على الدعم اللازم من أجل عمليات إعادة الإعمار".
وكشف سلام أنه في نهاية نيسان/ أبريل المقبل، يفترض إقرار مبلغ 250 مليون دولار أمريكي الذي خصصه البنك الدولي لهذا الملف، وبعد ذلك يفترض عقد مؤتمر لجمع مبلغ مليار دولار.
ووفقا لبيان الحكومة اللبنانية، فإنّ سلام قد وصف الوضع في الجنوب اللبناني بأنه "مقلق في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية"، خصوصا بعد عملية إطلاق صواريخ، الأسبوع الماضي، باتجاه مستعمرة "المطلة" شمالي دولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ قالت "تل أبيب" إنّ: مصدرها لبنان.
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من سريان اتفاق لوقف النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني، بتاريخ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، قد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 1263 خرقا له، ما خلّف 100 شهيد و331 جريحا على الأقل، وذلك بحسب إحصاء للأناضول، استندت فيه إلى بيانات رسمية لبنانية.
إلى ذلك، تنصلت دولة الاحتلال الإسرائيلي من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول يوم 18 شباط/ فبراير الماضي، وذلك خلافا للاتفاق، حيث نفّذت انسحابا جزئيا، كما تُواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
كذلك، شرعت دولة الاحتلال الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان. وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الأهوج على لبنان.
وفي سياق ذاته، تحوّل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على لبنان إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما خلّف أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إناهيك عن نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وتحتل دولة الاحتلال الإسرائيلي أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، منذ عقود، فيما ترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس، على حدود ما قبل حرب 1967.