الممر اﻟﻬﻨﺪى اﻷوروﺑﻰ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﻳﻌﻴﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺧﺮاﺋﻂ اﻻﻗﺘﺼﺎد
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
فرص عظيمة للاستفادة من المشروع والتحول إلى مركز اقتصادى إقليمى
شهدت قمة العشرين المنعقدة قبل أيام فى العاصمة الهندية نيودلهى إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى عن تطوير ممر جديد للسفن والسكك الحديدية يربط الهند بالشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط.
ثلاثة قادة دوليون اتفقوا معًا على المشروع وهم الرئيس الأمريكى جو بايدن، وناريندرا مودى رئيس الوزراء الهندى، والأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودي.
والفكرة الرئيسية للمشروع تركز على مد ممر تجارى كبير يبدأ من الهند ثم يصل الإمارات ثم السعودية والأردن وإسرائيل قبل أن يصل إلى أوروبا، ويضم الممر كابلا بحريا لنقل الطاقة، وهو ما يسهل التجارة ويزيد من فعاليتها عبر الدول المار خلالها.
وطبقًا لوصف جو بايدن، فإن هذا المشروع سيسهم فى استقرار وازدهار الشرق الأوسط، وتوقعت أورسولا فون لاين رئيسة المفوضية الأوروبية أن يؤدى هذا الحسر الكبير إلى زيادة التجارة بين الهند وأوروبا بنسبة 40 فى المئة.
وينظر البعض للممر الجديد بأنه محاولة أمريكية للرد على فكرة التكتلات الاقتصادية الجديدة وعلى رأسها البريكس، وإطار لخطة عمل معدة لمواجهة التوسع الاقتصادى والتجارى الصينى فى العالم، وتحديدًا من خلال التركيز على منطقة الشرق الأوسط باعتبارها منطقة التواصل مع مختلف أنحاء العالم، ومحطة النقل الرئيسية إلى دول الاتحاد الأوروبي.
لقد خصص الاتحاد الأوروبى نحو 300 مليار يورو على استثمارات البنية التحتية فى الخارج بين عامى 2021 و2027 من خلال مشروع «البوابة العالمية»، الذى تم إطلاقه جزئياً لمنافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية والدفاع عن المصالح الأوروبية مع الشركاء التجاريين الرئيسيين. ووفقاً لـ«فايننشال تايمز»، تقف مبادئ المشروع على النقيض من آلية تمويل البنية التحتية فى «مبادرة الحزام والطريق» الصينية، والتى تعرض تمويلها لانتقادات لكونه غامضاً ويجبر الدول الفقيرة على الوقوع فى فخ الديون.
ورغم الابتسامات الودية والتصافح الذى جرى خلال قمة العشرين بين الرئيسين الأمريكى والصينى، إلا أن سياسات كلا البلدين تتعارض فى مجال التجارة خاصة فى ظل المنافسة الدائرة. فى الوقت ذاته يعتبر الاتحاد الأوروبى هذا الممر ضرورى فى ظل الآثار السلبية التى يعانيها نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
يرى باتريك وينتور الكاتب المتخصص فى العلاقات الاقتصادية فى الجارديان أن التكتل الآخذ فى التوسع تحت اسم مجموعة «بريكس»، والذى تؤدى فيه الصين دورًا قياديًا، لا تقابله سوى مجموعة دول العشرين التى يمكن أن تقاوم الزحف الصيني.
يأتى ذلك فى ظل إشارات عديدة لكبار الاقتصاديين حول تدهور اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبى نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما أشار إليه مؤخرًا باولو جنتيلونى مفوض الاقتصاد فى الاتحاد الأوروبى، مشيرًا إلى أن أوروبا تواجه أزمة مزدوجة تتمثل فى الركود وارتفاع الأسعار على السواء نتيجة الحرب.
وهنا قد يكون الممر الكبير حلا لازما للفكاك من المارد الصينى المهيمن على التجارة العالمية، لكن لم يتضح بعد أى الكفين أثقل، وتُغلب معظم الدول مصالحها المباشرة فى الانتماء إلى طرف على حساب آخر، وتتجه دول أخرى إلى اتباع سياسات مرنة للوصول إلى أقصى مكاسب اقتصادية، ومن الضرورى أن تدرس مصر المشروع بشكل تفصيلى، وتبحث إمكانات الاستفادة، وتعيد حساباتها على ضوء ما تفرضه خرائط التكتلات الجديدة من تغيرات.
ولا يجب أن ننسى أن مصر لديها نتيجة تحكمها فى واحدة من أهم الممرات الملاحية فى العالم وهو قناة السويس مزايا تنافسية عظيمة، تمكنها من التفاوض للاستفادة من أى تكتلات اقتصادية ناشئة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الممر اﻟﻬﻨﺪى أوروبي المشروع قمة العشرين الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي العاصمة الهندية الرئيس الامريكى جو بايدن رئيس الوزراء الهندي الأمير محمد بن سلمان التكتلات الاقتصادية الاتحاد الأوروبى
إقرأ أيضاً:
محمد بن زايد يشهد إطلاق أكبر وأول مشروع من نوعه عالمياً في الطاقة المتجددة
بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أطلقت شركتا أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" و"مياه وكهرباء الإمارات"، أكبر وأول مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة في أبوظبي.
وأطلق المشروع الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة "مصدر"، ومحمد السويدي وزير الاستثمار العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة القابضة (ADQ)، وذلك خلال فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة.
على مدار الساعةويعد المشروع خطوة مهمة تسهم في تحقيق نقلة نوعية في نظم الطاقة إذ سيوفر الطاقة المتجددة على مدار الساعة بما يكرس ريادة الإمارات عالمياً في نشر حلول الطاقة المتجددة، ويسهم في توفير حوالي (1 غيغاواط يومياً) من الحمل الأساسي من الطاقة المتجددة، ليشكل أكبر محطة للطاقة الشمسية مزودة بنظم بطاريات لتخزين الطاقة على مستوى العالم.
ويقع المشروع في أبوظبي فيما يضم محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 5.2 غيغاواط "تيار مستمر"، إضافة إلى أنظمة بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 19 غيغاواط/ساعة، ليرسي معياراً عالمياً جديداً في ابتكارات الطاقة النظيفة.
وقال الدكتور سلطان الجابر، إنه "بفضل الرؤية الاستشرافية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، استطعنا من خلال هذا المشروع الرائد معالجة تحدي عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة، التي كانت تشكل لعقود من الزمن أكبر عائق أمام تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه المصادر، وفي الإمارات تمكنا من إيجاد حل عملي، إذ ستعمل "مصدر" بالتعاون مع شركة مياه وكهرباء الإمارات على تطوير منشأة قادرة على توفير إمدادات موثوقة ومستمرة من الطاقة النظيفة على مدار الساعة.
وأضاف أنه "للمرة الأولى على الاطلاق، سيوفر المشروع الرائد عالمياً 1 غيغاواط من طاقة الحمل الأساسي المستمرة، وهي خطوة أولى تشكل بداية لنقلة نوعية بهذا المجال على مستوى العالم".
وأوضح أن "المشروع يجسد تطلعات الإمارات الرامية إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة، وتوفير الطاقة النظيفة اللازمة لمواكبة النمو في الطلب على الطاقة من قبل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، بجانب تجسيده رؤية القيادة والتزام الإمارات بدفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي".
وستعمل محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وأنظمة بطاريات تخزين الطاقة على تحقيق الاستقرار والكفاءة اللازمين لمواجهة تحديات عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة، فيما ستسهم مُنشأة تخزين الطاقة بسعة 19 غيغاواط/ ساعة، الأكبر من نوعها في العالم في تحقيق التكامل السلس للطاقة الشمسية في الشبكة على نحو يضمن توفير الإمداد على مدار الساعة، ومن خلال دمج أحدث التقنيات المتجددة مع حلول تخزين الطاقة، يؤكد المشروع التزام الإمارات بتوسعة نطاق حلول الطاقة النظيفة المبتكرة لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة، إضافة إلى دعم استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، وبما يتماشى مع أهداف "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي جرى التوصل إليه خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ " COP28".