كارثة غير مسبوقة.. كشف أسباب حصد الفيضانات آلاف الأرواح في ليبيا
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
ضرب الإعصار "دانيال" القوي عدة مدن شرقي ليبيا، وتسببت في انهيار سدين في درنة، مما أسفر عن فيضانات دمرت نحو ثلث المدينة، ومصرع أكثر من 5 آلاف شخص، وفي تقديرات أخرى نحو 20 ألفًا. ووصف مسؤولون ليبيون، سواء في الحكومة المكلفة من البرلمان في الشرق، أو حكومة "الوحدة الوطنية" في الغرب، ما تواجهه البلاد بأنه "أمر غير مسبوق".
وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هناك "عوامل جغرافية متعلقة بالمناخ" تسببت في هذه الكارثة، وفي مصرع الآلاف "بسرعة كبيرة".
وذكرت الصحيفة أن الفيضانات في درنة كشفت بشكل واضح "كيف يمكن أن تؤثر طريقة إنشاء البنى التحتية، بالتعاون مع المناخ والجغرافيا، في حجم الدمار، لتحول عاصفة إلى كارثة غير مسبوقة".
وقالت أستاذة علوم البيئة في جامعة ميامي الأميركية، كاثرين ماخ: "الفيضانات هي مصادر الخطر الطبيعية الأكثر تدميرا من حيث الممتلكات والأرواح".
وتعتبر البيئة الطبيعية للمنطقة التي ضربها الإعصار "دانيال"، من بين العوامل التي تؤثر بشكل كبير على حجم الأضرار.
على سبيل المثال، تتمتع ليبيا بمناخ جاف، ونادرا ما تشهد أمطارا غزيرة، لكن العاصفة الأخيرة تسببت في أمطار قياسية بلغ منسوبها نحو 400 ملم في درنة والمناطق المحيطة بها، وفقًا للمركز الوطني للأرصاد في ليبيا.
وفي العادة، يكون منسوب الأمطار نحو 1.5 ملم فقط في هذا الوقت من العام.
وتعليقا على ذلك، قالت ماخ: "نعيش بسبب التغير المناخي، في فترة تشهد هطول الأمطار بكثافة أكبر".
وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة درنة تقع فوق ما يعرف بالمروحة الطميية أو "المروحة الغرينية"، وهو مصطلح يشير إلى طبيعة تتشكل عند قواعد سلاسل الجبال بواسطة الرواسب، التي تتكون بعد انسياب المجاري المائية في الأودية شديدة الانحدار.
وقال أستاذ البيئة في جامعة كاليفورنيا الأميركية، بريت ساندرز، إن مثل هذه الطبيعة أو المناطق "معرضة بشكل كبير لخطر الفيضانات القوية".
واستطرد موضحا: "حينما تتعرض مناطق المراوح الطميية لأمطار غزيرة، تزداد احتمالية الفيضانات القوية، وتتحرك بسرعة شديدة، حاملة الرواسب والحطام، لتجرف كل ما في طريقها".
وضربت فيضانات قوية اليونان خلال الأيام الماضية بفعل نفس العاصفة "دانيال"، وأودت بحياة 15 شخصا في وسط البلاد، بسبب الأمطار الغزيرة التي سجلت منسوبات قياسية.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن خبير المناخ اليوناني، خريستوس زيريفوس، قوله إنه لم يتم جمع بيانات العواصف بالكامل بعد، لكنه قدّر أن منسوب مياه الأمطار التي تهطل على ليبيا يبلغ مترا، أي ما يعادل ما سقط على ثيساليا بوسط اليونان خلال يومين.
وأضاف، الثلاثاء، أن ما حدث "لم يسبق له مثيل"، وأن "كمية الأمطار التي غمرت منطقة البحر المتوسط، كانت أكبر من أي وقت مضى، منذ بدء التسجيل في منتصف القرن التاسع عشر".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
تحذير أممي من كارثة إنسانية في اليمن بسبب نقص التمويل
يمن مونيتور/قسم الأخبار
أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان أن عدد الأشخاص المتضررين من الأزمة الإنسانية في اليمن بلغ 19.5 مليون شخص، مما يعكس زيادة قدرها 1.3 مليون عن العام الماضي، مع تسجيل احتياجات ملحة في مجالات الصحة والخدمات الإنسانية.
وتشير البيانات إلى أن حوالي 4.9 مليون امرأة في سن الإنجاب بحاجة إلى دعم وخدمات صحية، من بينهم أكثر من 680 ألف امرأة حوامل، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز خدمات الصحة الإنجابية في ظل تدهور البنية التحتية الصحية وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
وأفاد أنه وفي إطار الجهود المستمرة، استطاع الصندوق خلال الربع الأول من عام 2025 الوصول إلى أكثر من 450 ألف شخص، من خلال تقديم الرعاية الصحية الإنجابية المنقذة للحياة، تلبيةً لاحتياجات النساء والفتيات اللواتي يعانين من آثار الصراع.
وشمل الدعم وجود 126 مرفقًا صحيًا، و44 مكانًا آمنًا، و8 ملاجئ، و6 مراكز للشباب، إضافة إلى مراكز للصحة العقلية.
لكن، على الرغم من الإنجازات، يهدد نقص التمويل المستمر استمرارية هذه الخدمات، حيث يحذر المسؤولون من احتمال توقف الخدمات المنقذة للحياة عن 1.5 مليون امرأة وفتاة إذا استمر نقص التمويل، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها جهود الإغاثة في ظل الواقع المتدهور.
ويأتي تصاعد الصراع وتواصل الهجمات والهجمات في البحر الأحمر، بالإضافة إلى الغارات الجوية، ليزيد من تعقيد الوضع الإنساني، ويعزز من الحاجة الملحة لتضافر الجهود الدولية لتلبية الاحتياجات المتزايدة وضمان حماية النساء والفتيات في ظل هذه الظروف الصعبة.