الجزيرة:
2025-03-12@12:20:52 GMT

أسرى اتفاق أوسلو الـ22.. ماذا عنهم؟

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

أسرى اتفاق أوسلو الـ22.. ماذا عنهم؟

جنين- فقدَ السمع والبصر معا، وبما تبقى من جسد نحيل لا يقوى على تحريك معظمه، يجلس الحاج محمد شريف السعدي (أبو عماد) منتظرا أملا بأن يحتضن نجله الأسير رائد ولو لمرة واحدة قبل أن يُقضى أجله، ويحاول تصبير نفسه على مرِّ الفراق وحسرته بصورة لابنه يضمها إلى صدره.

اعتقل نجله رائد السعدي (57 عاما) عام 1989، وحكم بالسجن المؤبد مرتين بعد إدانته بمقاومة الاحتلال، وهو اليوم يقضي عامه الـ35 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليكون ضمن 22 أسيرا فلسطينيا باتوا يعرفون باسم "أسرى ما قبل أوسلو".

لم يحمل هؤلاء الأسرى من أوسلو سوى الاسم فقط، إذ ظلت إسرائيل وأمام الضعف الرسمي الفلسطيني وغياب الدعم العربي والعالمي تتعنت بالإفراج عنهم، ولم تجد نفعًا كل المحاولات المطالبة بإطلاق سراحهم، زيادةً في عقابهم من ناحية ولاستخدامهم ورقةً للمساومة لأي حل مستقبلي من ناحية أخرى.

كان ذلك سببا في خيبة أمل الحاج أبو عماد، بل أفقده صحته أيضا، ويقول للجزيرة نت بينما أخفض صوت المذياع الذي يظل يحمله بانتظار سماعه خبرا مفرحا، إن كل أمله بعد أن فقد بصره ولم يعد يرى، أن يحتضن نجله رائد حرا، ويتحسسه بين يديه، قبل أن يرحل عن الدنيا كزوجته ونجله الكبير عماد.

ذوو الأسير السعدي يعلقون آمالهم على المقاومة الفلسطينية في إبرام صفقة جديدة مع إسرائيل للإفراج عن أبنائهم (الجزيرة) الأمل في المقاومة

وبحرقة المشتاق لولده الأسير الذي لم يره منذ نحو 7 سنوات، يتساءل أبو عماد عن دور العرب والمسلمين وعن "إنسانية العالم"، التي لم تتمكن من إطلاق سراح ابنه وسكتت عن إبقاء أسرى معتقلين لـ40 عاما.

يقول السعدي: "أيعقل لهذا الحد لا يوجد من يضغط لتحرير الأسرى؟"، موجها لومه للمفاوض الفلسطيني الذي كان يجب أن "يضغط بقوة وحزم لتبييض السجون، فأوسلو ليست مجرد اتفاق، بل أساس لمرحلة فلسطينية جديدة"، على حد تعبيره.

ولم يخفِ لومه أيضا "صفقات التبادل" التي استثنت نجله وأسرى آخرين منها، ودعا السلطة الفلسطينية للضغط بكل قوتها للإفراج عنهم، لكنه ورغم ذلك يعوِّل وبقوة على المقاومة الفلسطينية وفصائلها بإحراز صفقة جديدة، تحرر نجله وبقية الأسرى.

إسرائيل تتحفظ على الإفراج عن 22 أسيرا من الأسرى القدامى الذين تم اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو (الجزيرة)

وعلى حبل المقاومة وإحرازها صفقات تبادل مع الاحتلال، يُعلق ذوو الأسرى عموما و"أسرى أوسلو" خاصة آمالهم لتحرير أبنائهم، ولا سيما في ظل حالة الضعف السياسي الرسمي والحزبي الذي يعيشه الفلسطينيون، كحال ذوي الأسيرين جمعة آدم ومحمود خربيش في مدينة أريحا.

ويقول ذووهما إن أي صفقة تحققها المقاومة وتخرج أبناءهم من المعتقل، هي بارقة الأمل الوحيدة التي تخفف من قهرهم وغيظهم وتصبرهم على مر الفراق، لكي ينعم أبناؤهم بما تبقى من حياتهم التي قضوا جلها في السجون.

السياسة لن تحرر الأسرى

وزّعت إسرائيل 104 أسرى ممن اعتقلوا قبل "أوسلو" إلى 4 دفعات، تمهيدا لإطلاق سراحهم واستباقا لعودة المفاوضات، فأطلقت سراح 3 دفعات وأبقت الرابعة رهن الاعتقال، لتنسف بذلك كل الجهود المبذولة لتحريرهم.

يقول وزير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس للجزيرة نت، إن قضية الأسرى ليست البند الوحيد في اتفاق أوسلو الذي أخلّت به إسرائيل، وبما ترتب عليها من اتفاقات أخرى، "فهي عمليا قوَّضت أوسلو وسحقت كل الاتفاقيات".

وأضاف فارس أن إسرائيل كانت لديها نية مبيّتة بعدم إطلاق الدفعة الرابعة، وخاصة أسرى فلسطينيي 48 ومن يتهمون بعمليات فدائية كبيرة، وظهر ذلك ليس فقط بتقسيم الأسرى لدفعات بدلاً من الإفراج عنهم مرة واحدة، وإنما بجعل قرار إطلاق تلك الدفعة بيد الكابنيت الإسرائيلي (مجلس الوزراء المصغر)، وليس بيد رئيس الحكومة الإسرائيلية فقط، كما هو شأن الدفعات الثلاث السابقة.

واستبعد فارس أي أمل بالإفراج عن الأسرى عبر القنوات السياسية، وقال إن "الأمل منعدم"، لأنه لا يوجد شريك سياسي في إسرائيل، وإن من يحكم إسرائيل "طغمة فاشية" هدفها الانتقام من الأسرى وليس إطلاق سراحهم.

وأضاف أن "الأمور مأزومة ومتوترة الآن ومفتوحة على كل الاحتمالات، ولذلك لا نصدّر وهْما للشعب الفلسطيني بأن بالإمكان ومن خلال المسارات السياسية تحريرهم".

عند التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993 كان عدد الأسرى الفلسطينيين يبلغ 12500 أسير، ولم تتطرق هذه الاتفاقية حسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا) إلى قضية الأسرى في بنودها ونصوصها، وكانت إسرائيل تتعامل مع قضية الإفراج عن الأسرى من منطلق "مبادرات حسن النية" ووفق مقاييسها الداخلية.

كما أرجأت إسرائيل الحديث عن الأسرى للاتفاقات اللاحقة، ومع ذلك تعنتت بالإفراج عنهم كلهم، وكانت تخفض أعداد المفرج عنهم بكل مرة تقدم على ذلك.

المفاوض هو المسؤول

يحمل أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العربية الأميركية والباحث بشؤون الأسرى عقل صلاح المفاوض الفلسطيني المسؤولية عن عدم الإفراج عن هؤلاء الأسرى، ويقول إن أول شرط للتفاوض وإنهاء الصراع كان يجب "تبييض السجون" قبل كل شيء.

ويتفق صلاح مع قدورة وذوي الأسرى بأنه لا سبيل للإفراج عن أبنائهم إلا عبر المقاومة، وما تحدثه من عمليات أسر لجنود إسرائيليين وتساوم عليهم.

ويقول صلاح إن الأسرى ولا سيما القدامى وذوو المؤبدات يعيشون ظروفا صعبة وقاسية، خصوصا في ظل العقوبات التي تحاول إسرائيل فرضها عليهم، كما أنهم يشعرون بالخذلان بعد نحو 4 عقود من توقيع أوسلو وهم ما زالوا بالأسر، كما يغيب الأمل عن أي صفقة تبادل تلوح بالأفق في ظل رفض إسرائيل دفع الثمن وإطلاق سراحهم حسب الاتفاقات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إطلاق سراحهم الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

هل ينجح ويتكوف في حلحلة مفاوضات غزة؟ وكيف علق مغردون؟

وبحسب ما نقله موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين، فإن ويتكوف سيتوجه إلى الدوحة يوم الثلاثاء القادم، بهدف جمع كل الأطراف –حماس وإسرائيل والوسطاء- في مكان واحد لعدة أيام من المفاوضات المكثفة للتوصل إلى اتفاق نهائي.

واستجابة لهذه الجهود، قرر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة غدا، يضم نائب رئيس جهاز الشاباك، ومنسق شؤون الرهائن، والمستشار السياسي لنتنياهو.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4إدارة ترامب: الاجتماع مع حماس مفيد جدا ونتفهم قلق إسرائيلlist 2 of 4محللان: دخول الأميركيين على الخط مع حماس أحرج نتنياهوlist 3 of 4إعلام إسرائيلي: الأغلبية الساحقة من الجمهور تؤيد إنهاء الحرب والأميركيون يتجاوزونناlist 4 of 4آدم بولر مدير مؤسسات طبية يفاوض في شؤون الأسرىend of list

وفي الوقت نفسه، نظم إسرائيليون مظاهرات واعتصامات في تل أبيب للمطالبة بإتمام الاتفاق والإفراج عن جميع الأسرى، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشرطة، في حين طالب 56 أسيرا إسرائيليا سابقا نتنياهو بتنفيذ الاتفاق بالكامل.

ووجهت هيئة عائلات الأسرى اتهامات لنتنياهو بعرقلة جهود استعادة الأسرى، محذرة من مغبة العودة إلى الحرب، في حين قالت حركة حماس إن هناك مؤشرات "إيجابية" بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مع نفيها موافقتها على هدنة مؤقتة.

وعلى النقيض، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "لا علم لنا بتقدم المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، مما يعكس حالة التناقض في التصريحات الرسمية حول مسار المفاوضات.

إعلان تقدم أم مماطلة؟

ورصد برنامج شبكات (2025/3/9) تعليقات بمواقع التواصل الاجتماعي حول جديد ملف التفاوض لوقف الحرب في غزة، ومنها ما كتبه محمد الجمال: "أنباء إيجابية ومبشرة من قيادات غزة وحتى في إعلام العدو الإسرائيلي.. الأمور ذاهبة إلى استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات المرحلة الثانية".

وغرد وليد رضا "أنا أرى أن المحتجزين كارت يستخدمه ترمب لكبح جماح نتنياهو، ونجح (دونالد) ترامب بأن يجعل قضية المحتجزين الأولى في إسرائيل"، في إشارة إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس الأميركي في الضغط على الجانب الإسرائيلي.

بينما عبر مجدي الزناتي عن تشككه قائلا "الاحتلال بهذا يكسب الوقت فقط دون فتح المعابر ودخول المساعدات يثبت ما أقوله"، وهو ما يتقاطع مع رأي عبد الحكيم الذي كتب "ولا راح يوافقوا.. راح يخلوكم تقبلوا الهدنة المؤقتة وبعدها حيطلعوا أسراهم وحيقلبوا على غزة..".

وكتب مختار "إسرائيل سخرت كل قوتها لقتل أسراها لدى المقاومة، وهي لا تزال متمسكة بسلوكها غير الإنساني برفض فك الحصار عن غزة وبدء مفاوضات المرحلة الثانية"، معبرا عن انتقاده للسياسة الإسرائيلية في التعامل مع ملف الأسرى والمفاوضات.

وبالتوازي مع التحركات الأميركية، التقى وفد من حركة حماس في القاهرة برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لبحث مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مراحله المختلفة.

وخلال اللقاء، أعلنت الحركة موافقتها على تشكيل لجنة سمتها "الإسناد المجتمعي" من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة، حتى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، في خطوة قد تمثل تقدما في ملف الحوكمة المستقبلية للقطاع.

وانتهت رسميا المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي استمرت 42 يوما في الأول من مارس/آذار الجاري، بعدما لم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق بشأن تمديده.

إعلان 9/3/2025

مقالات مشابهة

  • مفاوضات غزة - الكشف عن تفاصيل مقترح ويتكوف
  • لبنان تلوح باستئناف المواجهة مع الاحتلال
  • بلاسخارت تنقل أجواء سلبيّة من اسرائيل وانفراج متوقع في ملف الأسرى المدنيين
  • “أمن المقاومة الفلسطينية” يكشف ضبط متخابر مع العدو خلال مراسم تسليم الأسرى
  • هل ينجح ويتكوف في حلحلة مفاوضات غزة؟ وكيف علق مغردون؟
  • ضبط متخابر مع الاحتلال كان يجمع المعلومات خلال مراسم تسليم الأسرى
  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟
  • أيام مفصلية.. غزة تترقب نتائج "المفاوضات المكوكية"
  • إعلام عبري: فشل مفاوضات إطلاق سراح أسرى أمريكيين بين واشنطن وحماس
  • عائلات أسرى الاحتلال تواصل المبيت أمام وزارة الحرب للمطالبة باستمرار صفقة التبادل