يعد الثائر محسن حمود الهندوانة من أوائل الثائرين ضد الحكم الامامي والمخططين الرئيسيين لحركة لانطلاق ثورة 26 سبتمبر 1962م والتي قضت على عصور الظلم والانحطاط للنظام الأمامي الكهنوتي والذي كان يمثل فيه آل حميد الدين آخر السلاليين .
وسنحاول في المشهد اليمني اعطاء الثائر البطل الهندوانه حقة كرموز من رموز ثورة سبتمبر والتي نتاول فيها عظمته وشجاعته كغيره من الثوار الأحرار خلال شهر سبتمبر ولذي حتفل فيه اليمنيون بثورة ٢٦ سبتمبر 1962م .



أولا : بطاقة تعريفية
محسن حمود الهندوانة (1931 - 1961 ) ثائر عسكري يمني ولد بقرية دار سلم بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء ، وكان أحد الثلاثة المشتركين في محاولة إغتيال الإمام أحمد 1961، أثناء زيارته لمستشفى الحديدة، مع زميليه عبد الله محمد اللقية، ومحمد عبد الله العلفي. وكان الهندوانة من "عكفة"
(حرس) الإمام نفسه، والتي مكنته من معرفة ظلم الحكم الامامي واقعيا ومخالفته للدين الإسلامي القويم القائم على العدل والمساواة .

ثانيا : العملية الفدائية الثورية
حاول ثلاثة من صغار ضباط الجيش وهم محمد عبد الله العلفي وعبد الله اللقية ومحسن الهندوانة اغتيال الإمام أحمد في مستشفى الحديدة الذي كان فيه لزيارة المرضى من الجنود يوم 6 مارس عام 1961، ولكنه نجا بأعجوبة، يروي ابنه العباس :
”عندما كنت مع ابي في زيارة لمستشفى الحديدة وانا في السادسة من عمري توجهنا عبر عنابر المشفى لزيارة الجنود المرضى والمرضى وعند اخر زيارة لاحد المرضى ودعه ابي داعيا له فرجعنا إلى ممر يؤدي إلى بوابة المستشفى وفجأة اطفأت الانوار وما هي الا ثواني فسمعت طلقات الرصاص داخل الممر فشدني الامام إلى صدره بقوة صارمة وارتمى بكل ثقله علي فكنت احس بالرصاصة تلو الاخرى وهي تدخل جسده كأنما زلزال مهيب يهز جسدي بعنف لم اذكر له مثيل, ثم اذكر كلمة مدير المستشفى وهو يقول امسكوهم واذكر انه فتحت الانوار في الحال وعندما رفعوا الامام إلى سرير متحرك احسسنا انه قد فارق الحياة, وما هي الا دقائق وتنبثق تلك العيون العظيمة ويعلو صوته الجهور بكلمات لم اعد اذكرها مما كنا فيه“
وظل الإمام يحكم اليمن بنفسه حتى وفاته في 19 سبتمبر 1962م وصباح يوم 26 سبتمبر قامت الثورة، وأعلن النظام الجمهوري بعد أسبوع واحد من وفاته، وتولى ابنه محمد البدر حميد الدين حكم البلاد لمدة أسبوع واحد قبل قيام الثورة ولمدة ثمان سنوات بعد قيام الثورة محاولاً للحفاظ على حكم آل حميدالدين.


ثالثا: التخطيط للثورة
خطط مع زميله العلفي والثلايا لاغتيال الإمام أحمد، أثناء زيارته لبعض المصابين من عكفته، الذين أسعفوا إلى المستشفى عقب انقلاب إحدى السيارات بهم، وتم إطلاق الرصاص على الإمام أحمد وأصيب إصابة مباشرة غير أنها لم تقضي عليه وتظاهر بالموت وألقي القبض على صاحب الترجمة وزميليه ونقل إلى مدينة تعز .
ومهدت الثورة الثلاثية في 1961 والتي شارك فيها الهندوانه مع محمد عبدالله العلفي والثلايا ، لثورة ٢٦سبتمبر 1962م وكانت خطتهم الثورة الثلاثية سريعة قاموا بثورة التاسع من مارس لم يكن يعلم عن خطتهم البالغة الجرأة أحد، ولا أحد غير ثلاثتهم، كانت مفاجئة و كانت لابد ان تحدث تلبية لشرعية الاستجابة التاريخية لليمن المعتقل تحت عمامة الزيدية المميتة لليمنيين ولأرضهم الجليلة.
قرروا الثلاثة على عجل غير عادي دون خطة مسبقة ان يقتلوا احد اسوء والعن واشرس واطغى حكام الإمامة الزيدية الرجعية فور ان علموا ان احمد ابن يحيى حميد الدين سيزور مستشفى الحديدة مساء يوم ال9 من مارس 1961م لتفقد عدد من حراسة المفضلين الذين انقلبت بهم السيارة في الحديدة
واتفق الثلاثة الاماجد على التنفيذ كفرد واحد وعند وصول الامام احمد المستشفى منع العلفي وهو قايد الحراسة للمستشفى كل حراس الإمام المرافقين له من الدخول معه قايلا أن دخولهم سيشكل ازعاج وقلق إضافي للمرضى وأنهم سيحدثون جلبة ، رفض البعض منهم لكن العلفي استدرك وقال ان هذه هي رغبة الإمام نفسه فلم يدخل معه احد .
كان الهندوانة داخل بهو المستشفى منتظرين دخول الإمام الذي كان معه العلفي ، تحرك العلفي حسب الخطة واطفأ الاضواء وعلى الفور تم إطلاق وابلا من الرصاص على الإمام من الثلاثة الثوار الكبار وتاكدوا على عجالة كما هي في مثل هذه الحالة ان الإمام قد مات ولكنه لم يمت لقد تظاهر بالموت.
اكتسح حراس الإمام بهو المستشفى في ثواني فور سماعهم صوت الرصاص ، لم يهرب الثلاثة العظماء العلفي واللقية والهندوانة، بل واعلنوا عن أنفسهم أنهم قرروا تحرير اليمن من معتقلها التاريخي الإمامي الهجمي البغيض ، قاوم العلفي وافرغ ما في جعبة بندقيته واستشهد بعد ان اطلق عليه الحرس النار، كان الثوار الثلاثة يعلمون انهم سيقتلون نجحت العملية ام لم تنجح طبيعة خطتهم كلها تؤدي الى استشهادهم لم يكن لديهم خطة للهروب والاحتماء ، ولا شك انهم أرادوا ذلك اضاءة فخمة يمنية على تاريخ من الفداء من أجل اليمن وشعبه ، كانت ثورة عادلة لثلاثة قرروا ان يمنحوا اليمن واليمنيين العدالة الإلهية في ابلغ صور الفداء الشديد الوضوح
تم نقل اللقية والهندوانة الى تعز مع موكب الإمام وفي تعز حقق معهم الإمام وابنه البدر شهور وكان البدر في كل جلسة تحقيق معهم يغرس في جسدي اللقية والهندوانة غرز عميقة بجنبيته لكي يعترفا عمن معهما من غيرهم ، 9 أشهر صب الإمام وابنه وحاشيتهم الأمنية كل انواع العذاب الجحيم على شخصيهما الأكثر طهارة في الأرض .
وفي 1 يناير بتعز تم اغتيال اللقية والعلفي بالسيف وبعد 9 اشهر كانت الثورة العظمى ال26 من سبتمبر 1962م والتي خلدت بطوالتهم والتي سارت دروس لجميع اليمنيين للسير فيها من أجل الحرية والعيش بكرامة بدلا من الذل والتجويع الحوثي - السلالي .
أعدم (الهندوانة)، عن عمر ناهز الثلاثين عامًا، وذكر العقيد أحمد بن أحمد فرج أنَّه أعدم في مدينة الحديدة لكنه خلد نفسه في صفحات التاريخ كغيره من الثوار الأبطال الذين قدموا انفسهم فداء للحرية والكرامة ونصرة للمستضعفين من اليمنيين وإعلاء لكلمة الله والتي تحاول الطائفة الشيعية الإساءة اليه من خلال تحويل الدين القائم على العدل والمساواة إلى دين عنصري يحابي فئة ضد غيرها والذي يخالف الدين الإسلامي السوي .

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: الإمام أحمد سبتمبر 1962م

إقرأ أيضاً:

مجلس القضاء يستعرض إنجاز المحكمة العليا خلال الثلاثة الأشهر الماضية

الثورة نت|

استعرض مجلس القضاء الأعلى في اجتماعه اليوم، برئاسة رئيس المجلس القاضي الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين، تقرير حول مستوى إنجاز المحكمة العليا خلال الثلاثة الأشهر الماضية.

وتضمن التقرير عرضا موجزا لأهم الإصلاحات التي قامت بها المحكمة في الجوانب القضائية والتنظيمية والإدارية خلال الثلاثة الأشهر الماضية بهدف إنجاز أعمالها وتطوير أدائها وآليات عملها بما يكفل سرعة الفصل في القضايا المنظورة أمامها.

ونوه المجلس بالجهود التي تبذلها المحكمة العليا في سبيل سرعة الفصل في القضايا وتطوير وتجويد أعمالها، وإصدار عدد من التعاميم القضائية لتنظيم العمل وضبط سير الإجراءات في المحاكم المختلفة.

وواصل مجلس القضاء مناقشة مشروع دليل إجراءات القسمة، وأحاله إلى الأمانة العامة للمجلس لصياغته بصورة نهائية بعد استيعاب جميع الملاحظات المقدمة عليه من بعض أعضاء المجلس، وتقديمه للمجلس في اجتماع قادم لإقراره.

كما ناقش مشروع تعديل بعض مواد قانون المرافعات والتنفيذ المدني، وكلف وزير العدل وحقوق الإنسان ورئيس هيئة التفتيش، بإعداد مصفوفة تستوعب الملاحظات والآراء والمقترحات المقدمة بشأن هذه التعديلات والرفع للمجلس بذلك في اجتماع قادم.

وفصل المجلس في عدد من تظلمات أعضاء السلطة القضائية وفقا للقانون، واطلع على بعض طلبات المتظلمين المحالة من مكتب رئاسة الجمهورية بشأن إعادة النظر في بعض الأحكام القضائية، واتخذ بشأنها القرارات المناسبة.

وكان المجلس قد ناقش عددا من المواضيع المدرجة في جدول أعماله واتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة، كما اطلع على محضر اجتماعه السابق وأقره.

مقالات مشابهة

  • لشكهم في سلوكها.. 3 أشقاء ينهون حياة أختهم بسوهاج
  • قوة الأجور تضعف احتمالات خفض الفائدة في بريطانيا
  • دور استلام وتسليم بين محافظ الحديدة السلف قحيم والمحافظ الخلف عطيفي
  • ضبط المتهمين بأداء حركات استعراضية في موكب زفاف بطريق الإسماعيلية الصحراوي
  • فيديو موكب زفاف يثير الجدل.. وتدخل فوري من الأمن
  • ضبط 4 أشخاص لاستعراضهم بالسيارات فى موكب زفاف على صحراوى الإسماعيلية
  • رويترز..ارتفاع الأجور في بريطانيا كثيرا وزيادة مخاوف بنك انجلترا بشأن أسعار الفائدة
  • معركة سبتمبر ... تذكير للرياض بنوايا صنعاء !
  • وفاة مأساوية لأمريكي بأنياب كلابه الثلاثة في الشارع
  • مجلس القضاء يستعرض إنجاز المحكمة العليا خلال الثلاثة الأشهر الماضية