أخوّة النكبات
لم تكسب من القطيعة لا الجزائر ولا المغرب شيئاً، أما تونس فقد ضيّعت فرصة لتكون وسيط خير بين شقيقين، ظناً منها أنها ستربح شيئاً.
اليوم ألا يمكن للجزائر وتونس والمغرب أن يجلسوا إلى طاولة واحدة، يبحثون فيها عن أدنى الأدنى المشترك، لتخفيف المعاناة عن شعوبهم بسبب هذه القطيعة.
سقط حلم ملايين بالمنطقة المغاربية بولادة اتحاد ظنوا أنه بات قريباً، لكن القيادات الخمس التي تداولت على الحكم إلى اليوم دفنت حلم الشعوب في الوحدة، بسبب رغبتها الجامحة في الحكم لوحدها.
* * *
تأثرت الشعوب العربية تأثراً شديداً بزلزال المغرب الذي ضرب البلاد ليل الجمعة السبت الماضي، وشهدت مواقع التواصل حملة من الحب الصادق والتضامن الحقيقي مع الشعب المغربي في هذه المحنة.
وجاءت كذلك البيانات الرسمية العربية، وفيها ما يتجاوز مجرد القول الدبلوماسي إلى فعل تضامني لا ينتظر جزاءً ولا شكوراً، غير أن ما يستوقفنا في هذا الخصوص هي المواقف التونسية والجزائرية، وحالة المغرب العربي التي تدفع إلى الحسرة، واليأس من رؤية حلم الوحدة المغاربية متحققاً.
تونس، التي تعيش خلافاً كبيراً مع المغرب منذ أن اختار الرئيس قيس سعيّد الانحياز نهائياً إلى الجزائر في ملف الصحراء، قالت في بيان لها، أول من أمس السبت، إنها "تقف إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في هذه المحنة وتضع كل ما لديها من إمكانات لمعاضدة جهود أشقائها، وتتقدم بعبارات التعازي لأهالي الضحايا".
بدورها، أعربت الجزائر، السبت، عن تضامنها، وأفاد بيان للخارجية بأنها قررت "فتح مجالها الجوي أمام الرحلات لنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين"، من دون أن يشمل الرحلات الجوية التجارية لنقل المسافرين. وأبدت "استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية ووضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية، تضامناً مع الشعب المغربي الشقيق وذلك في حال طلب من المملكة المغربية".
وكانت الجزائر قد أغلقت أجواءها أمام عبور الطائرات المغربية في سبتمبر/ أيلول 2021 بعد شهر من قطع العلاقات مع المغرب، بسبب توترات سياسية، وظلت هذه الأجواء مغلقة حتى الآن. ويتساءل عرب كثيرون، لماذا لا نتضامن إلا زمن النكبات، ولماذا لا تبرز هذه الأخوّة إلا في المحن.
لقد سقط حلم ملايين في المنطقة المغاربية بولادة اتحاد ظنوا في وقت من الأوقات أنه بات قريباً، ولكن القيادات الخمس التي تداولت على الحكم إلى اليوم، في المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا، دفنت حلم الشعوب في الوحدة، بسبب رغبتها الجامحة في الحكم لوحدها.
واليوم، ألا يمكن للجزائر وتونس والمغرب أن يجلسوا إلى طاولة واحدة، يبحثون فيها عن أدنى الأدنى المشترك، لتخفيف المعاناة عن شعوبهم بسبب هذه القطيعة، التي لم تكسب منها لا الجزائر ولا المغرب شيئاً، أما تونس فقد ضيّعت فرصة لتكون وسيط خير بين شقيقين، ظناً منها أنها ستربح شيئاً.
*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: المغرب الجزائر تونس موريتانيا زلزال المغرب ملف الصحراء
إقرأ أيضاً:
أشهر المعارضين الجزائريين من الناظور: النظام العسكري يتنكر لدور المغرب في تحرير الجزائر
زنقة 20 | علي التومي
إنتقد الإعلامي الجزائري المعارض هشام عبود الذي نجا من محاولة اختطاف باسبانيا، تنكر النظام الجزائري للدور البارز الذي لعبه المغرب في دعم استقلال الجزائر عن الإستعمار الفرنسي خلال القرن الماضي.
وأوضح عبود، في كلمة في بيت عائلة المجاهد محمد الخضير الحموتي ببني أنصار بإقليم الناظور أن منزل الحموتي، كان يؤوي قادة الثورة الجزائرية مثل هواري بومدين وعبد العزيز بوتفليقة.
واكد عبود ان إسهامات الحموتي، المعروف بلقب «تشي غيفارا المغرب الكبير» و»الجندي الإفريقي»، في تقديم الدعم المالي واللوجستي للثوار الجزائريين، بما في ذلك توفير السلاح والمأوى، ما ساهم بشكل كبير في مواجهة الإستعمار الفرنسي.
واتهم عبود النظام الجزائري الحالي بتمزيق روابط الأخوة بين الشعبين المغربي والجزائري، متهما إياه بتصعيد العداء عبر إغلاق الحدود وتأسيس ميليشيات تخدم مصالحه في «جمهورية وهمية» تسعى إلى تقويض سيادة المغرب، ووصف النظام بأنه فاسد ويستنزف موارد الجزائر على نحو أقرب إلى العصابات، معتبرا أن هدفه إحداث نزاع دائم مع المغرب.
وشهدت بني أنصار زيارة وفد من الشخصيات الثقافية والإعلامية ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى 69 لاستقلال المغرب والذكرى 70 لاندلاع الثورة الجزائرية.
وقاد الوفد خضير الحموتي، رئيس مؤسسة محمد الخضير الحموتي لحفظ ذاكرة شمال إفريقيا، وشمل شخصيات بارزة، منها الصحافي هشام عبود والكاتب الحقوقي أنور مالك، وهما معروفان بمواقفهما المعارضة للنظام الجزائري، ودعوتهما لبناء علاقات متينة بين المغرب والجزائر.
وانطلقت الزيارة بتكريم دار محمد الخضير الحموتي بوضع إكليل من الزهور، وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء البلدين، في خطوة تبرز روح التضامن التاريخي بين الشعبين.
ويذكر أن عبود قد نجا في الآونة الأخيرة من محاولة اختطاف من قبل مافيا مرتبطة بالنظام الجزائري في إسبانيا، وأصر على أن حضوره إلى المغرب يعكس استمرار نضاله ضد الاستبداد، ويؤكد أهمية تسليط الضوء على التاريخ المشترك بين الشعبين بعيدا عن السياسات العدائية.