أزمة مختلقة... سعر ربطة الخبز سيتجاوز الـ 100 ألف ليرة
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
كتبت ندى عبدالرزاق في "الديار":
يزداد القلق من انقطاع امدادات القمح للمطاحن، والتوجّس من ان الخبز سيصبح سلعة نادرة في لبنان لان سعر الربطة سيرتفع، الا ان هذا الحديث ليس دقيقا ويفتقد للشفافية. صحيح ان ساعة رفع الدعم عن الطحين قد حانت، ووزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال علّق توقيع جدول الطحين المدعوم، لكن القمح البلدي بنوعيه متوافر، ويمكن للمطاحن شراء النوعية المخصصة للخبز.
وشرح مدير المركز الوطني للاستشعار عن بُعد غالب فاعور لـ "الديار" أن "دراسات المركز الوطني للاستشعار عن بُعد التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، تشير الى أن نصف مساحة لبنان تقريباً صالحة للزراعة، ولكن بإنتاجية متفاوتة. والمؤكد أن الاراضي الزراعية العالية الخصوبة تشكل ما لا يزيد عن ثلث مساحة لبنان، وتتضمن جميع السهول الفسيحة في البقاع وعكار والكوره، والسهول الساحلية الضيقة، بالإضافة إلى السهل الساحلي الجنوبي في صيدا والصرفند وصور ومرجعيون، وفي الشوف الأعلى، وحاصبيا وراشيا، والمنطقة الجبلية في أعالي جبل لبنان. ويتميز لبنان بموقعه الجغرافي ومناخه المعتدل وتضاريسه الجغرافية وتربته الغنية، التي اتاحت تنوع المزروعات في أرجائه كافة".
وتابع "ان الاراضي الزراعية المستغلة فعلياً في لبنان، وفقاً لخريطة استخدام الاراضي لعام 2017 الصادرة عن المركز الوطني للاستشعار عن بُعد بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار، تغطّي حوالي 2850 كم2 تمثل 27.78% من مساحة لبنان. وتتضمن هذه الاراضي: المزروعـات الموسـمية، والمزروعـات الدائمة (الأشجار المثمرة والموز والزيتون والحمضيات والعنب) والمزروعـات الموسـمية المحميـة".
اضاف: "تظهر خريطة استخدام الاراضي لعام 2017 على مقياس 1:20000 توزع الأراضي الزراعية التي تتواجد بشكل رئيسي في محافظات البقاع والجنوب والشمال. كما تبين الخريطة مناطق المزروعات الموسمية التي تتركز بشكل رئيسي في سهلي البقاع وعكار". واشار "الى ان المزروعات الموسمية تحتل مساحة 1371 كم2 تمثل 48% من مساحة الاراضي الزراعية في لبنان. بينما تغطي المزروعات الدائمة 1436 كم2 وتمثل 50% من الاراضي الزراعية في لبنان. وهي تتوزع بشكل أساسي في السهول الساحلية والهضاب خاصة في جنوب لبنان وأعالي الجبال في محافظة جبل لبنان. اما المزروعات المحمية فتقدر مساحتها بـ 42 كم2 تمثل تقريباً 2% من الاراضي الزراعية وهي تتواجد بشكل رئيسي في الشريط الساحلي".
ووفقا لفاعور "تتوزع المزروعات الموسمية بشكل أساسي في محافظتي بعلبك الهرمل والبقاع (851 كم2) ثم تليها محافظات الشمال (210 كم2) ومحافظات الجنوب (269 كم2). أما في محافظة جبل لبنان فتغطي المزروعات الموسمية 41 كم2 في السهول الساحلية".
وقال: " تغطي زراعة القمح في لبنان المساحة الاكبر من المزروعات الموسمية في لبنان. وتتشكل المزروعات الموسمية وفق الاحصاء الزراعي الشامل لعام 2010 من الاصناف التالية: الحبوب (51%)، الخضار (24%)، البقوليات (11%)، الزراعات العلفية (3%) والزراعات الصناعية (11%). وقد بينت نتائج الاحصاء الزراعي أن زراعة القمح تمثل 70% من زراعة الحبوب في لبنان".
ولفت الى انه "بالاستناد إلى النسب المئوية لأصناف المزروعات الموسمية الناتجة من الاحصاء الزراعي لعام 2010 مع المساحات التي تم تحديدها في خريطة استخدام الاراضي، يمكن تقدير مساحة القمح في لبنان بحوالي 490 كم2 وهو رقم يتجاوز المساحة التي قدرتها وزارة الزراعة عام 2010 والتي بلغت 338 كم2".
في سياق متصل، تعتبر زراعة القمح من الزراعات الاستراتيجية ومن الركائز الاساسية التي يعتمد عليها القطاع الزراعي في لبنان، حيث يبلغ حجم الإنتاج اللبناني من القمح سنويا حوالي 150 ألف طن، كما تدعم الحكومة اللبنانية المزارعين بشراء محاصيل القمح والشعير بأسعار تشجيعية، لتعود فتبيعها وفقاً للأسعار الرائجة.
على خطٍ موازٍ، قال رئيس "تجمع مزارعي البقاع" إبراهيم ترشيشي لـ "الديار": الجميع يعرف "ان محصول القمح هذا الموسم كان ممتازاً وفائضاً حتى انه تجاوز الـ 60 والـ 70 الفا وبنوعيه الصلب والطري"، واشار الى ان "المشكلة تكمن في الآلية المرتجلة التي وضعتها الدولة لتتسلم المحاصيل من المزارعين، بدون خطة مدروسة على الارض".
ولفت الى ان "الوزارة أرشدت المزارعين الى تعبئة طلبات لشراء القمح منهم وهذا الامر لن يحدث لأنها طلبت منا ان نبيع الطن بـ 270$. لكن الانكى من السعر هو اننا سنتقاضى المال من مصرف لبنان الذي لم يدفع لنا التعويضات العائدة للقمح منذ العام 2018".
وتوجه ترشيشي الى المطاحن بالقول: "لا تتباكوا وتطلقوا الشائعات المزيفة لترهيب الناس، لان القمح اللبناني متوافر، شرط ان يُدفع ثمنه كما يجب"، مضيفا "ان كانوا يريدونه مدعوما، فعلى البنك الدولي شراء القمح الوطني، بدلا من المستورد ومن ثم يُوزّع على المطاحن".
وختم : "يجب وضع شرط على كل صاحب مطحنة انه في كل مرة يشتري قمحا مستوردا عليه ان يأخذ 10% من القمح المحلي، الذي هو خالٍ من البارود والملوثات وطازج، ويعتبر من اجود الأنواع التي أكرم الله بها أرضنا".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الاراضی الزراعیة فی لبنان الى ان
إقرأ أيضاً:
اللاجئون السوريون بين النزوح والعودة: لا قرار بحلّ الأزمة!
كتب محمد علوش في" الديار": بحسب المعلومات تصل أعداد السوريين المغادرين للأراضي اللبنانية باتجاه سوريا إلى حوالي الألف يومياً خلال الأيام الماضية، ولكن هذا لا يعني أن حل أزمة النازحين وُضعت على السكة الصحيحة لعدة أسباب كما تؤكد مصادر متابعة لهذا الملف.
السبب الأول بحسب المصادر هو موقف الجهات الدولية المعنية بملف اللجوء السوري، وتحديداً مفوضية شؤون اللاجئين، فهي لا تزال تعتبر أن أزمة اللجوء لا تُحل سوى بتأمين العودة الآمنة والكريمة وضمان حرية العائدين، وهي تعتبر أن النظام السوري بسقوطه قد يعني بالنسبة لكثيرين سقوط الشرط الأمني الذي كان يمنع العودة لكن لا يزال هناك امور تتعلق بضمان الحرية والعودة الكريمة، وهذا لن يتحقق قبل أن تنتهي الفوضى في سوريا من جهة ومعرفة ما إذا كان لدى العائدين مكاناً للعيش.
وتُشير المصادر إلى أن المفوضية أكدت للمسؤولين اللبنانيين أنها لن تقدم مغريات للسوريين من اجل البقاء في لبنان لكنها ترفض إجبار أحد على العودة، وتؤيد العودة الطوعية حتى أنها أكدت استعدادها لدعم عودة من يريد من خلال تمكينه من الاستقرار في سوريا.
السبب الثاني أن لبنان الرسمي رغم كل الاجراءات التي قام بها بمعالجة أزمة اللجوء السوري في لبنان بقي عاجزاً عن تخطي الفيتوات الخارجية التي منعت العودة والحل، وتشير المصادر إلى أن الحكومة المقبلة معنية بشكل أساسي بالبحث عن حلول مع الدول الاوروبية والولايات المتحدة الأميركية.
السبب الثالث هو وجود لجوء سوري جديد إلى لبنان من لون طائفي معين، ففي الأيام الماضية التي تلت سقوط نظام بشار الأسد في سوريا دخل لبنان عشرات الآلاف من السوريين من الشيعة والمسيحيين بسبب خوفهم وقلقهم من مستقبل الوضع في سوريا بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على البلد، وترى المصادر أن الحكومة اللبنانية، بعد رفضها بداية، أدخلت السوريين إلى لبنان وهم توزعوا في البقاع بشكل أساسي، مشيرة إلى أن هؤلاء لن يعودوا في وقت قريب قبل التأكد من المستقبل السوري، وبالتالي هو ملف جديد يُضاف إلى ملف اللجوء السوري.
يقول المسؤولون السوريون الجدد أنهم بصدد الطلب من كل السوريين خارج سوريا للعودة إليها، ولكن لا يكفي القول في هذا الملف فالعودة تتطلب شروطاً أهمها القرار الخارجي المؤيد، الرغبة الداخلية السورية الحقيقية وتقبّل الجميع، وانطلاق قطار إعادة الإعمار بما يحسن الوضع الاقتصادي السوري.