كتبت سابين عويس في" النهار": لا شك في ان المهمة الانتحارية للموفد الرئاسي الفرنسي جان - ايف لودريان قد بلغت خواتيمها. فما ان يغادر الرجل بيروت، سيعكف على وضع تقرير مفصل بما سمعه وما لمسه، بحثاً عن نقاط تقارب او قواسم مشتركة يمكن البناء عليها، على ان يودع تقريره اللجنة الخماسية التي ستنعقد الثلثاء المقبل في نيويورك، ليصار على أساسه الى جوجلة المواقف والمعطيات وصولاً الى اصدار توصيات قد تكون الأخيرة حيال الشأن اللبناني.

ذلك ان ما بعد هذا الاجتماع لن يكون كما قبله، كما تشير المعلومات المتقاطعة بين الأوساط المتابعة للملف.

في جوجلة ليومي المشاورات الحافلين باللقاءات، يمكن تسجيل مجموعة من الملاحظات والمؤشرات التي تدلل على المسار الذي يسلكه لودريان.

أولى هذه الملاحظات تتمثل في البيان الاستباقي للخارجية الفرنسية الذي حسم الجدل حول نقطتين أساسيتين: ان الزيارة تأتي في اطار الجهود الحميدة التي استُهلت في تموز الماضي بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر، ما يكسب مهمة المبعوث الفرنسي الغطاء الدولي، ويقطع الشك حيال تفرّد باريس بالمبادرة، ما يجعل العودة الى هذه الدول امراً حتمياً ومحسوماً لجهة اطلاعها على نتائج المشاورات ليبنى على الشيء مقتضاه. اما النقطة الثانية، فتمثلت في استبعاد وجود مبادرة حوارية يعتزم لودريان القيام بها، اذ اقتصر بيان الخارجية على التأكيد على "عقد محادثات جديدة تندرج في سياق المبادلات التي اجراها في مهمتيه السابقتين، وانه سيتطرق الى المشاريع ذات الأولوية التي ينبغي لرئيس الجمهورية ان يعالجها بغية تيسير بلورة حل توافقي في البرلمان وسد الفراغ المؤسسي".

هذا البيان، معطوفا على المواقف التي صدرت عن المسؤولين الذين التقاهم لودريان، يقود الى الملاحظة الثانية وهي ان الديبلوماسي الفرنسي لا يحمل أي مبادرة جديدة، وان أجوبة النواب والكتل على رسالته لم تساعد على بلورة مبادرة بل هو ذهب ابعد الى تقاطع كامل مع مبادرة رئيس المجلس نبيه بري، متلقفاً دعوته الى الحوار لينطلق منها في محادثاته على قاعدتين: حوار يؤدي الى جلسة انتخاب.


لا يعني هذا وفق مراجع سياسية التقت لودريان ان باريس تبنت مبادرة بري وتسوّق لها، كما لا تعني ان الحوار سيؤدي حكماً الى الذهاب الى جلسة لانتخاب مرشح "الثنائي" النائب السابق سليمان فرنجية . بل تفيد المعلومات ان الحوار سيكون للحوار. واياً تكن نتائجه، توافقاً ام لا، ستنعقد جلسة الانتخاب وتُطرح فيها أسماء المرشحين الذين سيختارهم النواب. هل هذا يعني انه لن يكون هناك تعطيل للنصاب بعد الجلسة الأولى؟ تردّ المراجع بالنفي لأن الجلسة هذه المرة ستكون تحت المجهر الدولي، ويجب الا تتوقف الا بعد انتخاب رئيس.

ملاحظة أخرى يمكن ادراجها ضمن اطار التساؤل عن الجهة التي ستكون راعية للحوار، وهل تكون فرنسا ام الرئيس بري نفسه؟ لم يُحسم الجواب بعد، علماً ان لودريان ابلغ محدثيه ان باريس لا تمانع في رعاية حوار كهذا اذا طلب الافرقاء اللبنانيون ذلك، وإنْ كانت تفضل ان يكون الحوار داخلياً وبرعاية لبنانية.


إذاً، لن تكون مهمة لودريان الأخيرة، ولن يكون اسم فرنجية الاسم الوحيد على طاولة الحوار، ولن تكون السعودية بعيدة عن مواكبة الحوار الى جانب الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر التي تستعد للدخول على خط المبادرة. والأكيد ان هذا الحراك سيكون الفرصة الأخيرة. قالها لودريان لعدد من النواب التغييريين الذين التقاهم، ومفادها: هذه هي المبادرة المطروحة على الطاولة، وعدم السير بها يعني الذهاب الى خيار الخطر الوجودي الذي يتهدد الكيان اللبناني.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

السودان يحمل دولة عربية مسؤولية عدم استقرارها

اعلنت بعثة السودان لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، عن تسيير شركة إماراتية أكثر من 50 رحلة جوية خلال الأسابيع الأخيرة، لتزويد ميليشيات الدعم السريع بالمعدات والعتاد العسكري، وهي الشركة ذاتها المتورطة في أنشطة مشابهة في ليبيا، وفق قولها.

 

وذكر نائب مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، السفير عمار محمد محمود، في خطاب تلاه أمام مجلس الأمن الدولي ما اعتبره «أدوارًا إماراتية جديدة» لدعم قوات الدعم السريع.

 

وأوضح محمود أن الإمارات تعد السبب المباشر في عدم الاستقرار في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك إقليم دارفور، من خلال رعاية قوات الدعم السريع وارتكابها جرائم واسعة النطاق، واستهداف المدنيين بشكل ممنهج.

 

وأكد المندوب السوداني امتلاك بلاده معلومات مؤكدة تشير إلى وجود خبراء إماراتيين يشرفون على تدريب عناصر الدعم السريع داخل الإمارات على استخدام الطائرات المسيَّرة، إضافة إلى التدريب داخل السودان في المناطق الواقعة تحت سيطرة هذه القوات.

 

هوية الشركة الإماراتية

وتابع «تنقل الطائرات من الإمارات عبر شركة (فلاي سكاي أير) لأكثر من 50 رحلة جوية خلال الأسابيع الأخيرة لتزويد الميليشيات بالمعدات والعتاد العسكري»، منوهًا بأن الشركة المذكورة متورطة في أنشطة مشابهة في السودان وليبيا وأماكن أخرى.

 

وقال نائب المندوب السوداني إن الإمارات واصلت أنشطتها المعادية وجندت المرتزقة للعمل في صفوف قوات الدعم السريع في حربها داخل السودان. وقدمت الحكومة الكولومبية اعتذارها للسودان على الأنشطة التي نفذتها عناصر كولومبية ومشاركتها في الأعمال العدائية ضد الشعب السوداني.

 

وأضاف «دولة الإمارات صعَّدت في الأسابيع الماضية من عدوانها ضد السودان باستخدام طائرات دون طيار تنطلق من مطار أم جرس في تشاد لاستهداف مواقع داخل مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، ومدن أخرى في شندي وعطبرة ومروي شمال السودان».

 

الإمارات تنفي وتركيا تعرض الوساطة مع الخرطوم

وتنفي الإمارات هذا الدور وتقول إنها تسعى للسلام في السودان وأنشأت المطار لدعم جهود الإغاثة.

 

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان الجمعة عن استعداد بلاده للتوسط في حل الخلاف بين السودان والإمارات العربية المتحدة، مشددًا على التزام تركيا بمبادئ تحقيق السلام والاستقرار في السودان، وحماية وحدة أراضيه وسيادته، ومنع التدخلات الأجنبية.

 

 

مقالات مشابهة

  • السفير لياوليتشيانج : مصر كانت من أوائل الدول التي دعمت مبادرة "الحزام والطريق" وهي شريك أساسي في البناء
  • بعد تدمير مسجد بني حيان.. دعوة من الهيئة الإسلامية للإعلام إلى اللجنة الخماسية
  • لماذا يحمل بعض الأشخاص أكثر من هاتف ذكي؟.. خبراء يكشفون السر
  • "خليجي 26".. يوسف ناصر يحمل على عاتقه أحلام المنتخب الكويتي
  • الدبيبة: تنسيق الوزارات والشفافية أساس خطة التنمية الخماسية لعام 2025
  • السنوسي: مبادرة خوري “تحرك الجمود السياسي” وتحتاج لآليات واضحة لتنفيذها
  • دراسة: "صمغ" يحمل قوة طبية خفية في علاج السرطان
  • السودان يحمل دولة عربية مسؤولية عدم استقرارها
  • المفتي يعلن التوصيات الختامية للندوة الدولية لدار الإفتاء
  • الطبلقي: لابد أن يكون حل البعثة الأممية قابلاً للتطبيق