علي المعرفي: المعرفة الطريق الصحيح لمساهمة الشباب الإيجابية
خليفة الكواري: التعليم ليس مجرد هدف تنموي 
فيصل الفهيدة: قطر الخيرية تبدي اهتماماً كبيراً بالأطفال في مناطق النزاعات 

نظمت اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع مؤسسة التعليم فوق الجميع ومكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» الإقليمي، ومكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» بالدوحة، حلقة نقاشية بعنوان «كيفية إدراج أصوات الشباب في جدول أعمال حماية التعليم من الهجمات».


حضرت الحلقة النقاشية سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، رئيس اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم.
وجاء تنظيم فعالية الحلقة النقاشية هذه في إطار الاحتفال باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات في التاسع من شهر سبتمبر كل عام، الذي اعتمدته وصادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في مايو 2020 بناء على مسودة قرار قدمته دولة قطر بعنوان «اليوم العالمي لحماية المؤسسات التعليمية من الهجمات»، ويقضي باعتبار التاريخ المذكور يوما عالميا لحماية التعليم من الهجمات، ويحث المجتمع الدولي على تخفيف المحنة التي يتعرض لها الطلاب المتضررون من النزاعات المسلحة.


وقال السيد علي عبدالرزاق المعرفي مدير إدارة شؤون التعاون الدولي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والقائم بمهام أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، إن أهمية الحلقة النقاشية تنبع من كون محاورها تدور حول تفعيل دور الشباب في حماية التعليم من الهجمات، وسبل تحقيق العدالة لضحايا تلك الهجمات، ومساعدة المعلمين والإداريين على إعادة دمج الأطفال المتضررين في التعليم.
وأشاد المعرفي، في كلمة بمستهل الحلقة النقاشية، بدور دولة قطر من حيث تبني مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 74/‏275 الصادر في هذا الشأن، معتبرا الاحتفال بهذا اليوم وساما وعنوانا للرؤية الصائبة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع، لإعلاء قيمة وأهمية التعليم، باعتباره حقا من حقوق الإنسان، وحرص سموها على توفير الحماية له، وضمان حصول كل طفل في العالم على هذا الحق مهما كانت الظروف والبيئة التي يعيش فيها، مشيرا إلى أن سموها أكدت على ضرورة وجود دعوة عالمية موحدة لإنشاء آليات فعالة لرصد انتهاكات القانون الدولي، وضمان محاسبة مرتكبيها.
ونوه إلى أن دولة قطر كانت من أولى الدول الداعمة والمؤيدة لإعلان المدارس الآمنة منذ انطلاقه عام 2015، بهدف توفير تعليم جيد وشامل لملايين الأطفال المتضررين من الفقر والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، وأنها قد أطلقت في هذا المجال عدة مبادرات لتوفير فرص التعليم لهؤلاء الأطفال في العالم، لكنه نبه إلى أنه على الرغم من ذلك فإن الهجمات على التعليم ومؤسساته تتواصل في جميع أنحاء العالم، وهو ما سيؤثر على مستقبل أجيال بأسرها من الأطفال دون إمكانية حصولهم على التعليم الجيد والشامل، ويؤدي أيضا إلى تفاقم الأوضاع المعيشية المتردية والتي يعاني منها ملايين الأطفال.
وأكد مدير إدارة شؤون التعاون الدولي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والقائم بمهام أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، إيمان دولة إيمانا راسخا بأن التعليم حق من حقوق الإنسان، ويسهم بدور إيجابي في تحقيق التقارب والتواصل والتفاعل بين الحضارات والثقافات والشعوب، ويعزز القيم الإنسانية المشتركة، ومبادئ الحق والعدالة والسلام والاحترام المتبادل، مبينا أنه «لكل ذلك أولت الدولة اهتماما كبيرا لدعم كافة الجهود الدولية نحو ضمان توفير الحق في التعليم الجيد للجميع، والتي تتضح من خلال الإسهامات والدعم المقدم للدول المتضررة والنامية».
كما شدد على أهمية دور الشباب في صناعة التغيير والإسهام في صياغة رؤى جديدة من خلال المشاركة المجتمعية الفاعلة في تقديم تصورات ومبادرات وحلول في مواجهة التحديات المختلفة، معربا عن ثقته بأن التعليم والمعرفة والبحث العلمي وإجراء الحوار وتبادل الخبرات والرؤى، هو الطريق الصحيح والأمثل لمساهمة الشباب الإيجابية.
جهود كبيرة 
من جهته، أكد السيد فهد السليطي الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم فوق الجميع في كلمة مسجلة «فيديو» أهمية اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات الذي يصادف التاسع من شهر سبتمبر كل عام ويحتفى بذكراه الرابعة على التوالي هذه السنة، مستعرضا الجهود الكبيرة والمقدرة التي قامت بها مؤسسة التعليم فوق الجميع في هذا الخصوص مع شركائها، بقيادة حملة على مستوى العالم للمطالبة بوقف الهجمات على التعليم، وقال إنه رغم ذلك شهدت الهجمات زيادة مستمرة، حيث أفاد التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات بأن أكثر من 25 ألف طالب ومعلم قتلوا خلال الخمس سنوات الماضية.
وأكد سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري مدير عام صندوق قطر للتنمية، أن التعليم ليس مجرد هدف تنموي، وليس فقط حقا أساسيا من حقوق الإنسان المتعارف عليه دوليا، بل يتعداها ليكون مفتاحا للتحرر من الجهل والفقر، وجسرا للعبور لمستقبل أفضل للأطفال والشباب أينما وجدوا، وخصوصا في البلدان الأكثر هشاشة والأقل نموا.
ونبه سعادته، في الكلمة ألقاها بهذه المناسبة، إلى أنه بينما يتمتع الكثير من الأطفال والشباب بوصول آمن إلى مقاعدهم الدراسية، يعاني ملايين الأطفال من صعوبات وتحديات ومخاطر تجعل من التعليم تهديدا على حياتهم وسلامتهم أكثر مما يكون منارة لمستقبل أفضل لهم، كاشفا في هذا الصدد أنه في عامي 2020 و2021 فقط، تم رصد ما يزيد عن خمسة آلاف هجوم يستهدف قطاع التعليم ومرافقه عبر هجمات مسلحة وغير مسلحة في أكثر من 28 بلدا حول العالم، وتحديدا في بعض المناطق في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا، ومشيرا إلى أنه من بين تلك الهجمات، هناك ما يزيد عن ثلاثة آلاف هجوم استهدف المدارس في المناطق الآهلة عبر العبوات الناسفة والقنابل الجوية.
كما لفت سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري إلى أنه يجب، على المستوى المحلي، التواصل والتعاون والعمل مع المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية المحلية والقطاع الخاص والمجموعات القبلية في المناطق الريفية وتلك النائية لدعمها وتدريبها للتعامل مع ما يهدد التعليم وقدرة الأطفال والشباب على الوصول إليه، مشيدا في هذا السياق بالدور الرائد الذي تقوم به مؤسسة التعليم فوق الجميع كشريك استراتيجي لصندوق قطر للتنمية في مجال التعليم وإعادة الأطفال إلى المدارس، بحيث نجحت خلال الأعوام القليلة الماضية في إعادة ما يزيد عن 10 ملايين طفل إلى مقاعد الدراسة.
أما على المستوى الوطني، فقال سعادته إنه على الحكومات دور بارز في تعزيز الأمن والأمان خصوصا في المناطق البعيدة والنائية لحماية التعليم من الهجمات، فضلا عن اتباع الطرق السلمية في الوساطة لفض النزاعات والحروب، وسلط الضوء في هذا الخصوص على العديد من الأمثلة التي قامت بها دولة قطر مؤخرا في هذا المجال والتي تصب عموما في خدمة الأمن والسلام الدوليين، دون استثناء الأثر المباشر من النجاح بفض النزاعات بالطرق السلمية على حماية التعليم ومستقبل الأطفال والشباب.
وألقى السيد فيصل الفهيدة نائب الرئيس التنفيذي لقطاع التنمية المحلية بقطر الخيرية كلمة مماثلة في الحلقة النقاشية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الرابع لحماية التعليم من الهجمات، أكد فيها أن التعليم في مناطق النزاعات يعد قضية بالغة الأهمية، وأنه من هذا المنطلق أولت قطر الخيرية اهتماما خاصا بالأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاعات وحرصت على إعطائهم حقهم في الحصول على تعليم جيد في بيئات آمنة دون معوقات من خلال عملها في المناطق التي تشهد أزمات ممتدة، ودعمها للتوجهات الدولية وتوجهات دولة قطر والأمم المتحدة في هذا الشأن.
حق أساسي لمستقبل مشرق 
وأكدت السيدة فريجينيا جامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح في كلمة عبر الفيديو أن التعليم ليس امتيازا ولكنه حق أساسي يمكن الشباب والأطفال من رسم مستقبل أكثر إشراقا، داعية إلى عدم الاستهانة بدور التعليم حتى في ظروف النزاعات، وأنه يتعين حماية الأطفال والمدارس والمعلمين بما يضمن حقوقهم وتجنيبهم الانتهاكات، والتصديق على إعلان المدارس الآمنة الذي جرى إطلاقه عام 2015.
كما ناشدت السيدة جامبا، المتحدث الرئيسي في هذه الفعالية، بمنع الهجمات على المدارس واستخدامها العسكري وتجريم كل هذه الأفعال، مع الالتزام في سياق ذي صلة باتفاقية حقوق الطفل ووضع الخطط اللازمة لتعزيز مستوى حماية الأطفال ورفاههم والاهتمام بمعايير حمايتهم عالميا، مبينة أن الإطار القانوني لذلك، سواء في السلم أو الحرب قوي ولكن يتوجب تنفيذه.
إشادة بدور الدوحة المحوري 
وتناولت الحلقة النقاشية التي تحدث فيها مسؤولون من مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن بالدوحة وقطر الخيرية والمدارس وجامعة حمد بن خليفة وسعادة السيد انتوني ماكدونالدز مدير مكتب «اليونيسيف» الإقليمي بالدوحة محاور تتعلق بأهمية التعاون والشراكات الدولية لحماية التعليم من الهجمات ودور الشباب في ذلك، وثمنوا الدور المحوري والرائد الذي تضطلع به دولة قطر وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ومؤسسة التعليم فوق الجميع في هذا السياق.
وقال الدكتور أناس بوهلال، من مكتب «اليونسكو» الإقليمي بالدوحة ومنسق جلسة النقاش، إن القضايا التي أثيرت مهمة للغاية، مؤكدا على حيوية المبادرة القطرية التي قدمتها للأمم المتحدة لحماية التعليم من الهجمات وتم اعتمادها عام 2020.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر اليونسكو التعليم فوق الجميع اليونيسيف حماية التعليم من الهجمات الحلقة النقاشیة للأمم المتحدة قطر الخیریة أن التعلیم فی المناطق الشباب فی دولة قطر إلى أنه من حقوق إلى أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

المليشيات الحوثية تجبر طلاب المدارس على زيارة روضة الشهداء بمحافظة الضالع

أجبرت مليشيا الحوثي الإرهابية طلاب مدارس مديرية دمت التي تحت سيطرتها في محافظة الضالع جنوب اليمن على زيارة روضة الشهداء حيث يُدفن صرعى المليشيا الذين سقطوا في الجبهات. 

 

وقالت مصادر محلية لـ"مأرب برس" إن هذه الخطوة تأتي في إطار حملتها لتعبئة الطلاب وتعزيز الولاء الفكري والسياسي للمليشيا. 

 

وأضافت المصادر إلى أن الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً تم إبلاغهم بأن هذه الزيارة واجب وطني حيث تم تنظيم رحلات مدرسية إلى معرض وروضة الشهداء بهدف تعليمهم قيم الشهادة والتضحية. 

 

وذكرت المصادر إن المدعو محسن سفيان منتحل صفة مسؤول قطاع التربية بالمحافظة رافق الزيارات مع عدد من المعلمين الذين كانوا يلقون خطباً حول بطولات الشهداء وتأثيرهم في مواجهة أبناء جلدتهم تحت مسمى العدوان.

 

المصادر نفسها أكدت إن هذه الزيارة محاولة لتجنيد الأطفال في صفوف المليشيات وزرع أفكارهم في عقول الصغار وسط تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن مما يثير قلق المنظمات الحقوقية الدولية حول استخدام الأطفال في الصراعات المسلحة.

 

تسعى المليشيات الحوثية التي تسيطر على بعض مديريات الضالع إلى استغلال النظام التعليمي كوسيلة لتوجيه الأفكار وتعزيز سلطتها وهو ما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على مستقبل الأجيال القادمة في اليمن.

 

مقالات مشابهة

  • المليشيات الحوثية تجبر طلاب المدارس على زيارة روضة الشهداء بمحافظة الضالع
  • أوّلها أوروبا.. بوتين يوقع على مرسوم يمنع الدول الداعمة للتحول الجنسي من تبني الأطفال الروس
  • بيان من الحلبي عن تمديد فترة التسجيل وآلية التعليم.. هذا ما جاء فيه
  • وضع التعليم في محافظة أبين | سعيدة الميسري
  • «التعليم» تلزم المدارس الخاصة والدولية بتطبيق الحد الأدنى للأجور على المعلمين
  • منتدى الشبكة العالمية للأديان يطلق «نداء أبوظبي» لحماية الطفل
  • المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان يطلق "نداء أبوظبي" لحماية الطفل
  • المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان يطلق نداء أبوظبي لحماية الطفل
  • المدارس تبدأ تسليم التابلت لطلاب أولى ثانوي.. اليوم
  • أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس