علي المعرفي: المعرفة الطريق الصحيح لمساهمة الشباب الإيجابية
خليفة الكواري: التعليم ليس مجرد هدف تنموي 
فيصل الفهيدة: قطر الخيرية تبدي اهتماماً كبيراً بالأطفال في مناطق النزاعات 

نظمت اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع مؤسسة التعليم فوق الجميع ومكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» الإقليمي، ومكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» بالدوحة، حلقة نقاشية بعنوان «كيفية إدراج أصوات الشباب في جدول أعمال حماية التعليم من الهجمات».


حضرت الحلقة النقاشية سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، رئيس اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم.
وجاء تنظيم فعالية الحلقة النقاشية هذه في إطار الاحتفال باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات في التاسع من شهر سبتمبر كل عام، الذي اعتمدته وصادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في مايو 2020 بناء على مسودة قرار قدمته دولة قطر بعنوان «اليوم العالمي لحماية المؤسسات التعليمية من الهجمات»، ويقضي باعتبار التاريخ المذكور يوما عالميا لحماية التعليم من الهجمات، ويحث المجتمع الدولي على تخفيف المحنة التي يتعرض لها الطلاب المتضررون من النزاعات المسلحة.


وقال السيد علي عبدالرزاق المعرفي مدير إدارة شؤون التعاون الدولي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والقائم بمهام أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، إن أهمية الحلقة النقاشية تنبع من كون محاورها تدور حول تفعيل دور الشباب في حماية التعليم من الهجمات، وسبل تحقيق العدالة لضحايا تلك الهجمات، ومساعدة المعلمين والإداريين على إعادة دمج الأطفال المتضررين في التعليم.
وأشاد المعرفي، في كلمة بمستهل الحلقة النقاشية، بدور دولة قطر من حيث تبني مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 74/‏275 الصادر في هذا الشأن، معتبرا الاحتفال بهذا اليوم وساما وعنوانا للرؤية الصائبة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع، لإعلاء قيمة وأهمية التعليم، باعتباره حقا من حقوق الإنسان، وحرص سموها على توفير الحماية له، وضمان حصول كل طفل في العالم على هذا الحق مهما كانت الظروف والبيئة التي يعيش فيها، مشيرا إلى أن سموها أكدت على ضرورة وجود دعوة عالمية موحدة لإنشاء آليات فعالة لرصد انتهاكات القانون الدولي، وضمان محاسبة مرتكبيها.
ونوه إلى أن دولة قطر كانت من أولى الدول الداعمة والمؤيدة لإعلان المدارس الآمنة منذ انطلاقه عام 2015، بهدف توفير تعليم جيد وشامل لملايين الأطفال المتضررين من الفقر والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، وأنها قد أطلقت في هذا المجال عدة مبادرات لتوفير فرص التعليم لهؤلاء الأطفال في العالم، لكنه نبه إلى أنه على الرغم من ذلك فإن الهجمات على التعليم ومؤسساته تتواصل في جميع أنحاء العالم، وهو ما سيؤثر على مستقبل أجيال بأسرها من الأطفال دون إمكانية حصولهم على التعليم الجيد والشامل، ويؤدي أيضا إلى تفاقم الأوضاع المعيشية المتردية والتي يعاني منها ملايين الأطفال.
وأكد مدير إدارة شؤون التعاون الدولي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والقائم بمهام أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، إيمان دولة إيمانا راسخا بأن التعليم حق من حقوق الإنسان، ويسهم بدور إيجابي في تحقيق التقارب والتواصل والتفاعل بين الحضارات والثقافات والشعوب، ويعزز القيم الإنسانية المشتركة، ومبادئ الحق والعدالة والسلام والاحترام المتبادل، مبينا أنه «لكل ذلك أولت الدولة اهتماما كبيرا لدعم كافة الجهود الدولية نحو ضمان توفير الحق في التعليم الجيد للجميع، والتي تتضح من خلال الإسهامات والدعم المقدم للدول المتضررة والنامية».
كما شدد على أهمية دور الشباب في صناعة التغيير والإسهام في صياغة رؤى جديدة من خلال المشاركة المجتمعية الفاعلة في تقديم تصورات ومبادرات وحلول في مواجهة التحديات المختلفة، معربا عن ثقته بأن التعليم والمعرفة والبحث العلمي وإجراء الحوار وتبادل الخبرات والرؤى، هو الطريق الصحيح والأمثل لمساهمة الشباب الإيجابية.
جهود كبيرة 
من جهته، أكد السيد فهد السليطي الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم فوق الجميع في كلمة مسجلة «فيديو» أهمية اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات الذي يصادف التاسع من شهر سبتمبر كل عام ويحتفى بذكراه الرابعة على التوالي هذه السنة، مستعرضا الجهود الكبيرة والمقدرة التي قامت بها مؤسسة التعليم فوق الجميع في هذا الخصوص مع شركائها، بقيادة حملة على مستوى العالم للمطالبة بوقف الهجمات على التعليم، وقال إنه رغم ذلك شهدت الهجمات زيادة مستمرة، حيث أفاد التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات بأن أكثر من 25 ألف طالب ومعلم قتلوا خلال الخمس سنوات الماضية.
وأكد سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري مدير عام صندوق قطر للتنمية، أن التعليم ليس مجرد هدف تنموي، وليس فقط حقا أساسيا من حقوق الإنسان المتعارف عليه دوليا، بل يتعداها ليكون مفتاحا للتحرر من الجهل والفقر، وجسرا للعبور لمستقبل أفضل للأطفال والشباب أينما وجدوا، وخصوصا في البلدان الأكثر هشاشة والأقل نموا.
ونبه سعادته، في الكلمة ألقاها بهذه المناسبة، إلى أنه بينما يتمتع الكثير من الأطفال والشباب بوصول آمن إلى مقاعدهم الدراسية، يعاني ملايين الأطفال من صعوبات وتحديات ومخاطر تجعل من التعليم تهديدا على حياتهم وسلامتهم أكثر مما يكون منارة لمستقبل أفضل لهم، كاشفا في هذا الصدد أنه في عامي 2020 و2021 فقط، تم رصد ما يزيد عن خمسة آلاف هجوم يستهدف قطاع التعليم ومرافقه عبر هجمات مسلحة وغير مسلحة في أكثر من 28 بلدا حول العالم، وتحديدا في بعض المناطق في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا، ومشيرا إلى أنه من بين تلك الهجمات، هناك ما يزيد عن ثلاثة آلاف هجوم استهدف المدارس في المناطق الآهلة عبر العبوات الناسفة والقنابل الجوية.
كما لفت سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري إلى أنه يجب، على المستوى المحلي، التواصل والتعاون والعمل مع المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية المحلية والقطاع الخاص والمجموعات القبلية في المناطق الريفية وتلك النائية لدعمها وتدريبها للتعامل مع ما يهدد التعليم وقدرة الأطفال والشباب على الوصول إليه، مشيدا في هذا السياق بالدور الرائد الذي تقوم به مؤسسة التعليم فوق الجميع كشريك استراتيجي لصندوق قطر للتنمية في مجال التعليم وإعادة الأطفال إلى المدارس، بحيث نجحت خلال الأعوام القليلة الماضية في إعادة ما يزيد عن 10 ملايين طفل إلى مقاعد الدراسة.
أما على المستوى الوطني، فقال سعادته إنه على الحكومات دور بارز في تعزيز الأمن والأمان خصوصا في المناطق البعيدة والنائية لحماية التعليم من الهجمات، فضلا عن اتباع الطرق السلمية في الوساطة لفض النزاعات والحروب، وسلط الضوء في هذا الخصوص على العديد من الأمثلة التي قامت بها دولة قطر مؤخرا في هذا المجال والتي تصب عموما في خدمة الأمن والسلام الدوليين، دون استثناء الأثر المباشر من النجاح بفض النزاعات بالطرق السلمية على حماية التعليم ومستقبل الأطفال والشباب.
وألقى السيد فيصل الفهيدة نائب الرئيس التنفيذي لقطاع التنمية المحلية بقطر الخيرية كلمة مماثلة في الحلقة النقاشية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الرابع لحماية التعليم من الهجمات، أكد فيها أن التعليم في مناطق النزاعات يعد قضية بالغة الأهمية، وأنه من هذا المنطلق أولت قطر الخيرية اهتماما خاصا بالأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاعات وحرصت على إعطائهم حقهم في الحصول على تعليم جيد في بيئات آمنة دون معوقات من خلال عملها في المناطق التي تشهد أزمات ممتدة، ودعمها للتوجهات الدولية وتوجهات دولة قطر والأمم المتحدة في هذا الشأن.
حق أساسي لمستقبل مشرق 
وأكدت السيدة فريجينيا جامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح في كلمة عبر الفيديو أن التعليم ليس امتيازا ولكنه حق أساسي يمكن الشباب والأطفال من رسم مستقبل أكثر إشراقا، داعية إلى عدم الاستهانة بدور التعليم حتى في ظروف النزاعات، وأنه يتعين حماية الأطفال والمدارس والمعلمين بما يضمن حقوقهم وتجنيبهم الانتهاكات، والتصديق على إعلان المدارس الآمنة الذي جرى إطلاقه عام 2015.
كما ناشدت السيدة جامبا، المتحدث الرئيسي في هذه الفعالية، بمنع الهجمات على المدارس واستخدامها العسكري وتجريم كل هذه الأفعال، مع الالتزام في سياق ذي صلة باتفاقية حقوق الطفل ووضع الخطط اللازمة لتعزيز مستوى حماية الأطفال ورفاههم والاهتمام بمعايير حمايتهم عالميا، مبينة أن الإطار القانوني لذلك، سواء في السلم أو الحرب قوي ولكن يتوجب تنفيذه.
إشادة بدور الدوحة المحوري 
وتناولت الحلقة النقاشية التي تحدث فيها مسؤولون من مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن بالدوحة وقطر الخيرية والمدارس وجامعة حمد بن خليفة وسعادة السيد انتوني ماكدونالدز مدير مكتب «اليونيسيف» الإقليمي بالدوحة محاور تتعلق بأهمية التعاون والشراكات الدولية لحماية التعليم من الهجمات ودور الشباب في ذلك، وثمنوا الدور المحوري والرائد الذي تضطلع به دولة قطر وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ومؤسسة التعليم فوق الجميع في هذا السياق.
وقال الدكتور أناس بوهلال، من مكتب «اليونسكو» الإقليمي بالدوحة ومنسق جلسة النقاش، إن القضايا التي أثيرت مهمة للغاية، مؤكدا على حيوية المبادرة القطرية التي قدمتها للأمم المتحدة لحماية التعليم من الهجمات وتم اعتمادها عام 2020.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر اليونسكو التعليم فوق الجميع اليونيسيف حماية التعليم من الهجمات الحلقة النقاشیة للأمم المتحدة قطر الخیریة أن التعلیم فی المناطق الشباب فی دولة قطر إلى أنه من حقوق إلى أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

في يومه العالمي.. التعليم باليمن يكابد أصعب حقبة في تاريخه

صنعاء- "نحاول قدر المستطاع تعليم الطلاب في ظل ظروف بالغة الصعوبة، بينها انعدام الكتاب المدرسي والرواتب الضئيلة لا تفي بأدنى متطلبات الحياة". بهذه الكلمات يصف عادل أحمد قائد -وكيل مدرسة الثورة- بريف محافظة تعز واقع التعليم في اليمن.

ويواجه هذا البلد حربا مستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين منذ نحو 10 سنوات، أثّرت على مختلف جوانب الحياة ودفعت ملايين الأطفال إلى خارج المدارس.

ويعمل قائد في قطاع التعليم منذ 28 عاما، ويرى أن الواقع الحالي يقاسي تحديات كبيرة بينها انحسار الكادر التعليمي المؤهل، وغياب الكتاب المدرسي، وضآلة راتب المعلمين الذي لا يكفي حتى لشراء الدقيق، كما يقول.

وصادف الجمعة الموافق 24 يناير/كانون الثاني "اليوم العالمي للتعليم"، في وقت يواجه فيه هذا القطاع الحيوي باليمن أصعب حقبة في تاريخه.

ويضيف قائد (54 عاما) أن "التعليم في بلاده بات متدهورا جدا، وأصبح بعض الطلاب لا يستطيع حتى كتابة اسمه بالشكل الصحيح ولا يجيد القراءة، جراء ازدحام التلاميذ وضيق الفصول الدراسية، وعدم توفر الكتاب المدرسي".

يحرص المعلمون على استمرار التعليم رغم الظروف الصعبة المعقدة جراء تدهور وضعهم المعيشي (الجزيرة) احتجاجات

وخلال الفترة القليلة الماضية، شهد عدد من مدن اليمن احتجاجات على تدهور الوضع المعيشي للمعلمين والأكاديميين نتيجة تراجع قيمة رواتبهم بنحو 10 أضعاف جراء تدهور العملة.

إعلان

ولأول مرة منذ سنوات، تأخّر تسليم رواتب الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2024، مما أدى إلى إضراب في المدارس والجامعات الحكومية قبل أن يتم استئناف التعليم خلال الأيام الماضية بعد وعود من السلطات بتحسين أوضاع الكادر التعليمي.

وحسب رصد الجزيرة نت، تراجعت رواتب الأكاديميين إلى أقل من 120 دولارا بعد أن كانت بمعدل 1500 دولار مطلع العام 2015، بينما راتب المعلمين أصبح بالمتوسط نحو 40 دولارا هبوطا من قرابة 400 دولار قبل الحرب.

وفي سبتمبر/أيلول 2024، أعلن ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في اليمن، بيتر هوكينز، وجود 4.5 ملايين طفل خارج المدرسة في البلاد، معتبرا ذلك "قنبلة موقوتة".

وحذّر، في حوار صحفي نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، من أنه "ما بين خمس وعشر سنوات، ربما يكون الجيل القادم أميا، وربما لا يعرف الحساب، ولديه القليل جدا من المهارات الحياتية والتأسيس، وهذا سيكون أمرا إشكاليا أكثر وأكثر مع انتقال البلاد إلى المرحلة التالية مع جيل جديد".

ويوم الاثنين الماضي، عقد وزير التربية والتعليم اليمني طارق سالم العكبري، اجتماعا موسعا في مدينة عدن لبحث سير العملية التربوية والتعليمية في البلاد. وشدد في بيان لوزارته، على أهمية تضافر الجهود من الجميع لاستقرار العملية التربوية والتعليمية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بالبلاد".

وسبق أن شكَت الحكومة مرارا من صعوبات مالية كبيرة منعت من مواجهة متطلبات القطاع التعليمي، خصوصا تحسين أوضاع المعلمين والأكاديميين.

مستقبل كارثي

يقول المعلم الخمسيني عبده أحمد صالح، الذي يعمل  في مدرسة التصحيح بمنطقة بني بكاري التابعة لمديرية جبل حبشي غربي محافظة تعز، إن "استمرار تدهور التعليم في اليمن ينبئ بمستقبل كارثي للأجيال".

وفي حديثه للجزيرة نت يشكو من أن "المعلم اليمني أصبح غير قادر على توفير أدنى متطلبات الحياة لأفراد أسرته خاصة مع استمرار تدهور العملة".

إعلان

وأضاف أن وضع التعليم في بلاده أصبح مأساويا، وواقع المعلمين يتدهور باستمرار، مشيرا إلى أن راتبه لا يصل إلى 50 دولارا ولا يكفي لتوفير أدنى متطلبات الحياة لأسرته المكونة من 8 أفراد.

وتابع" بعض المعلمين اتجهوا إلى الإضراب بسبب عدم صرف رواتب أشهر سابقة، واستمرار غلاء المعيشة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية للكادر التعليمي، وهذا الأمر يؤثر على مستوى الطلاب".

التعليم في الخيام نتيجة قلة الفصول الدراسية في ريف اليمن (الجزيرة) العمل بدل المدرسة

بدوره، يعزو الناشط المجتمعي عبد الله البركاني تدهور التعليم إلى انهيار الأوضاع المعيشية للمعلمين والطلاب. وأضاف للجزيرة نت أن "ثمة معلمين يتسلمون راتبا شهريا لا يوازي 20 دولارا، وهو مبلغ ضئيل جدا، لا يمكن أن يوفر أدنى مقومات الحياة".

وتابع "العديد من المعلمين يذهبون إلى المدارس دون أن يتناولوا طعام الإفطار بسبب تدني مستوى دخلهم المعيشي، مما يؤثر على جودة التعليم".

ويلاحظ البركاني أيضا أن الكثير من الأسر أصبحت تُلقي بأطفالها إلى سوق العمل عوضا عن المدرسة، بهدف توفير متطلبات العيش جراء الفقر المدقع وتدهور الأوضاع.

وطالب الناشط اليمني الحكومة بصرف رواتب الكادر التعليمي بما يوازي قيمة رواتبهم مطلع 2015، حتى يتم الاهتمام بالتعليم بشكله المطلوب.

المرأة اليمنية حاضرة في التعليم الطوعي نتيجة قلة الكادر في العديد من المدارس (الجزيرة) من الرمضاء للنار

ودفع التدهور الكبير في التعليم بعض الأسر اليمنية إلى تسجيل أولادهم في مدارس خاصة رغم الكثير من التحديات.

وفي حديثه للجزيرة نت، يقول المواطن محمد إسماعيل، إنه سجّل أولاده الثلاثة في مدرسة خاصة بمدينة تعز، بعد أن شهد الإهمال الكبير في المدارس الحكومية. وأضاف "كنت أظن أن التعليم الخاص سيكون منقذا لأطفالي، لكن وضعي أصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار".

إعلان

وتابع "طرق التعليم أصبحت غير مجدية في المدارس كافة، فالوضع العام أثر على كل مناحي الحياة، ولولا حرصي الكبير على تعليم أطفالي في المنزل لما تعلموا حتى الإملاء".

وأردف "المدارس الخاصة تطلب مبالغ مالية كبيرة، لكن كفاءة المعلمين تتراجع نتيجة الرواتب الزهيدة التي تعرضها على الموظفين لديها، ما يجعل المخرجات غير جيدة".

ومضى قائلا "رغم كل هذه الصعوبات والتحديات لجأنا إلى التعليم الخاص كونه أفضل نسبيا إذا ما تمت مقارنته بالقطاع العام الذي يعاني من إضراب متكرر وتعليم جزئي لبعض الحصص فقط".

بعض الفصول الدراسية يتكدس فيها نحو 100 طالب مما يؤثر على طبيعة التعليم (الجزيرة) دمار واسع

في أكثر من بيان، سبق أن أعلنت الأمم المتحدة تدمير أو تضرر آلاف المدارس في اليمن جراء الحرب، وأن 8 ملايين طالب بحاجة ماسة إلى دعم تعليمي.

وفي السياق، يقول أمين عام نقابة المعلمين بمحافظة تعز عبد الرحمن المقطري إن الحرب تسببت بدمار أكثر من 10 آلاف مدرسة على مستوى اليمن، مع نهب العديد من المؤسسات التعليمية ومعامل المعاهد التطبيقية والتقنية والعلوم، فضلا عن وقف طباعة الكتب وتسرب أكثر من 2.5 مليون طالب وطالبة من التعليم، وتضرر آلاف المعلمين، مما خلق مأساة كبيرة في الجانب التعليمي.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال إن عدد المعلمين الرسميين في مديرية واحدة كبيرة بمحافظة تعز هي "صالة" 2500 معلم، لكن إجمالي المعلمين مع المتطوعين الموجودين حاليا لا يتجاوز ألفا، مشيرا إلى أن الطلاب قبل الحرب في المديرية ذاتها كان عددهم 88 ألف طالب وطالبة، وحاليا لا يصل عددهم إلى النصف.

ولفت النقابي اليمني إلى تدهور الاقتصاد وتراجع الريال اليمني بشكل كبير، خاصة مع شح الموارد، والإنتاج المحلي، ما تسبب بتفاقم الأوضاع المعيشية لدى المعلم  والطالب.

وأوضح أن "المعلم أصبح يذهب إلى المدرسة حافي القدمين، وشارد الذهن، ومهموما بحال أسرته، ولا يستطيع تقديم التعليم الجيد للطلاب، مما يسبب كارثة للتعليم في المستقبل".

إعلان

وحول الحلول لهذا الوضع يقترح المقطري أنه "يجب على أفراد المجتمع خصوصا الآباء والمجالس المحلية وبعض التجار الميسورين الاتفاق مع المعلمين وتقديم رواتب شهرية، لهم بحدود 50 ألف ريال (24 دولارا)، وتوفير بعض الحصص الغذائية لهم كما جرى في بعض المناطق، كحل مؤقت حتى تنتهي الأزمة".

وشدد على ضرورة أن "تتخذ الدولة كل الوسائل من أجل حل هذه القضية من خلال التعاون مع الأشقاء والمنظمات الدولية لحل معاناة التعليم".

معاناة التعليم الجامعي

ألقت تداعيات الحرب بثقلها على التعليم الجامعي في اليمن الذي بات يعاني واقعا مزريا، بينما تم إغلاق بعض الأقسام نتيجة عدم الإقبال عليها وهجرة العديد من الأكاديميين بحثا عن معيشة أفضل.

يقول رئيس قسم الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة تعز الدكتور منير التبعي، إن "وضع الأكاديميين اليمنيين بات مزريا وكارثيا للغاية، مشيرا إلى أن الأستاذ الجامعي اليوم لا يستطع أن يفي بأبسط احتياجاته الضرورية للحياة خاصة أن راتبه لا يساوي إيجار شقة، فضلا عن احتياجاته الأخرى من غذاء ودواء".

وأضاف للجزيرة نت أن "راتب الأستاذ الجامعي كان قبل عشر سنوات ما يعادل 1500دولار، واليوم لا يساوي 120 دولارا، ومع ذلك يستمر الأكاديميون في التدريس من منطلق الواجب الوطني والإنساني".

وأردف التبعي "قبل 10 سنوات كان الأستاذ يطالب بتحسين مستحقاته المالية، أما الآن لم يعد يطالب بأكثر من أن يعود إليه الراتب السابق، خاصة مع استمرار العملة المحلية في التراجع وغلاء الأسعار".

وشدد التبعي على ضرورة  تحسين مستوى الراتب ورفعه بما يساوي قيمته قبل اندلاع الحرب، وإيقاف الانهيار المتسارع للعملة الوطنية أمام العملات الأجنبية والارتفاع الجنوني للأسعار ومحاسبة المتلاعبين بها.

وشدد قائلا "إذا تحققت هذه الحلول سوف يعود الأستاذ الجامعي إلى عمله وهو قادر على دفع الإيجار والاهتمام بأولاده، وتعليم طلابه، بالإضافة إلى عودة  كرامته وقيمته ومكانته في هذا المجتمع".

إعلان

مقالات مشابهة

  • معرض الكتاب يستقبل أطفال حدائق أكتوبر ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الآمنة
  • معرض الكتاب يستقبل أطفال حدائق أكتوبر ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الجديدة الآمنة
  • التعليم باليمن يكابد أصعب حقبة في تاريخه
  • في يومه العالمي.. التعليم باليمن يكابد أصعب حقبة في تاريخه
  • المؤهلات المطلوبة للتقديم لوظائف المدارس المصرية اليابانية
  • اختتام برنامج إثراء مهارات التعليم المبكر بالظاهرة
  • فتح باب التقديم لرياض الأطفال في المدارس الحكومية الدولية .. أول مارس
  • «التعليم» تعلن فتح باب التقديم في المدارس الرسمية الدولية السبت المقبل
  • معرض الكتاب يستقبل أطفال "أهالينا" ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الجديدة الآمنة
  • التضخم يلتهم رواتب المعلمين في أوروبا.. ما هي الدول التي شهدت انخفاضات حادة؟