كـيروش بدأ في رســـم شــخصـية جـــديدة للعــنابـي

 رغم التعادل في الوقت القاتل امام المنتخب الروسي، الا ان منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم نال رضا الجماهير بعد الأداء الجيد والمستوى المرتفع الذي قدمه في التجربة الودية الأوروبية الثانية والتي انتهت بالتعادل 1-1 في وقت كان العنابي يستحق فيه الفوز سواء بالهدف الوحيد او بأهداف أخرى ضاعت منه لاعبيه، كما انه دفع ثمن عدم التركيز في اللحظات الأخيرة ووقع في فخ التعادل.

 
بغض النظر عن النتيجة فإن العنابي قدم مباراة كبيرة وأعاد الى الاذهان جانبا من صورته المعروفة كفريق منظم وكفريق قادر على مجاراة الفرق الأفضل والاقوى منه. 
استطاع منتخبنا التفوق على الدب الروسي بعد 15 دقيقة فقط من بداية المباراة وسيطر على مجرياتها تماما ولم يدع للفريق المنافس الفرصة للتفوق عليه من جديد كما حدث في الدقائق الأولى. 
تفوق العنابي جاء بفضل السيطرة على منطقة الوسط والتي تفوق فيها منتخبنا تماما، إضافة الى نجاح الفريق في اختراق الدفاع الروسي عبر الاجناب سواء الأيمن او الايسر، ولو وفق اللاعبون في هذه الكرات لسجلوا اكثر من هدف. 
التجربة الروسية من افضل واقوى التجارب التي خاضها العنابي مؤخرا من حيث الأداء التكتيكي والمستوى الفني حيث كانت المباراة مفتوحة وشبه رسمية والفريقان كانت لديهما الرغبة في الفوز. 
وكان بمقدور العنابي ان يحقق فوزا معنويا بالإضافة الى الاستفادة من الاحتكاك مع منتخب قوي مثل المنتخب الروسي، لكنه عدم التوفيق الذي صادف الجبهة اليمنى بقيادة بيدرو ويوسف عبد الرزاق، حيث كانت هذه الجبهة من انشط الجبهات واخطرها، وكان بيدرو مصدر الخطورة الحقيقية على المرمى الروسي ولو وفق ومعه يوسف عبد الرزاق لاستطاع صناعة اكثر من هدف، واستطاع هو نفسه تسجيل الاهداف حيث ضاعت منه الكرات بسهولة وهو امر طبيعي للاعب عائد بعد غياب طويل. 
كيروش اعتمد في المباراة على التشكيل الأقرب والتشكيل الأساسي، مع وجود بعض العناصر الشابة والمهمة، واثبت انه لديه أيضا بعض البدلاء الذين يمكن الاعتماد عليه في المرحلة القادمة الهامة. 
ولا شك ان المدرب البرتغالي للعنابي سيبني على التجربة الروسية أمورا كثيرة في المرحلة القادمة حيث وضحت الرؤية بالنسبة للتشكيل والاسماء. 
في كل الاحوال أصبح لدى كيروش الآن رؤية واضحة لكل الأسماء الموجودة في القائمة، وأصبح لديه أيضا نظرته لكل لاعب بعد ان خاض تجربتي كينيا وروسيا بأكبر عدد من اللاعبين.
من المؤكد ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة وضع النقاط على الحروف، ومرحلة الاستقرار على التشكيل وعلى الخطة ورسم الشخصية الجديدة لمنتخبنا، صحيح ان الفريق ظهر بمستواه المعروف وادائه الجيد، لكن من المؤكد ان كيروش يسعى الى رسم شخصية جديدة للفريق تتناسب مع طموحات المرحلة القادمة من المنافسة في كأس اسيا 2023 والعمل على الاحتفاظ باللقب، والتصفيات الاسيوية المزدوجة لكأس العالم 2026 وكأس اسيا 2027، وكل ذلك لن يتحقق الا من خلال شخصية جديدة للفريق يحاول كيروش رسمها في المرحلة الحالية قبل انطلاق المباريات الرسمية 16 نوفمبر المقبل.

المصدر: العرب القطرية