زلزال الحوز وانتصار “تمغرابيت “
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
بقلم : د. عبد الله بوصوف/ أمين عام مجلس الجالية
تقشعر الأبدان ونحن نشاهد هـروبا جماعيا للناس خارج بيوتهم خوفا من تساقط الجدران على رؤوسهم والاحتماء بالشوارع والساحات الفارغة في ليلة زلزال يوم الجمعة 9 شتنبـر، حيث وصلت الهزة الأرضية الى 7 درجات من سـلم ريتشر، ليصبح الأعنف في تاريخ الزلازل بالمغرب متجاوزا زلزال اكادير سنة 1960 والحسيمة سنتيْ 1994 و2004.
كما تقشعر الأبـدان ونحن نشاهد سَـعْي المغاربة إلى تقديم المساعدة والتضامن والدعـم لإخوانهم المنكوبين وضحايا زلزال الحوز في مشهد إنساني ووطني عظـيم، ليس بغريب أو جديد على الأمة المغربية.
هذا الألم الجماعي من جراء فـقْـد الأهـل والأقارب وسقوط بيوت أهالـينا في مرتفعات منطقة الحوز، ومناطق أخرى، وصرخات الثكلـى والـيتامى والشيوخ وارتفاع أرقام القتلى والجرحى إلى المـئات، وأمل العالقين وسط الأنقاض في وميض حياة تكشفه عمليات الإنقاذ؛ لا عزاء فيه سوى مظاهر التضامن المغربي الذي يعزز الشعور بالانتماء إلى جسد واحد لأمـة مغربية كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وتاريخ عريق لمغرب تجاوز الصعاب بفضل التلاحم القوي بين العرش والشعب، ووطن هبّت أوطان أخرى لتقديم المساعدة في هاته الأوقات العصيبة، احتراما لتاريخه الكبير ولمكانة جلالة الملك محمد السادس، ولشعب ودود كريم عزيز.
وقـد لمسنا روح “تمغرابيت” منذ اللحظات الأولى وتجند مختلف السلطات العمومية والفرق الطبية، وفي الاستجابة الطوعية للعديد من المواطنين المغاربة والمقيمين الأجانب سواء مسيحيين أو يهود، الذين اصطفوا جميعا في طوابير طويلة من أجل التبرع بالـدم في مشهد قوي للتسامح والتضامن، ولمسناها أيضا في نداءات لتنظيم قوافل مساعدات انطلاقًا من منصات التواصل الاجتماعي، ولمسناها في استعداد مغاربة العالم للمساهمة في عمليات التضامن وهو أمـر ليس بجديد عنهم ويذكرنا بموقفهم الوطني في زمن جائحة كورونــا.
ومن أجل إعطاء دفعة قوية لمفعوم “تامغرابيت” شكل بلاغ الديوان الملكي ليوم 9 شتنبر بوابة كبيرة للتضامن والتآزر، أولًا بتحديد إجراءات استعجالية تهم مجالات تسريع عمليات الإنقاذ والحصص الغذائية والماء، والاستفادة من التجربة البشرية واللوجستية للقوات المسلحة الملكية بما فيها إقامة مستشفى طبي جراحي ميداني.
وثانيًا، بتكليف لجنة وزارية لتسطير برنامج استعجالي لإعادة بناء المنازل المدمرة في أقرب الآجال والتكفل بالأشخاص في وضعية صعبة كاليتامى والأشخاص في وضعية هشـة، وبالأشخاص بدون مأوى وبكافة احتياجاتهم الأساسية؛ بالإضافة إلى فتح حساب خاص لتلقي المساهمات التطوعية التضامنية للمواطنين والهيئات الخاصة والعمومية، ودعا إلى أداء صلاة الغائب بكافة مساجد المملكة ترحما على أرواح ضحايا زلزال الحوز، وإعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام مع تكنيس الاعلام الوطنية فوق جميع المباني العمومية.
ولتجنب كل الصعوبات فقد أوصى البلاغ الملكي بتشكيل احتياطات ومخزون للحاجيات الأولية على مستوى كل جهة من المملكة من اجل مواجهة كل أشكال الكوارث، كخطوة استباقية تخفف مستقبلا من أثار هاته الكوارث لا قدر الله.
لقـد فتـح البلاغ الملكي الخاص بزلزال الحوز، ورشا فكريا واجتماعيا وثقافيا جديدا وأُفُـقا سياسيا جديدًا يخص مفهوم “تمغرابيت”، جعل له امتدادات في مجالات المساعدة والإيواء والاهتمام بالطبقات الهشة في المجتمع، وفلسفة المساهمة التطوعية التضامنية وثقافة التبرع بالدم، وترسيخ ثقافة البناء والمحافظة على تراث الأجداد.
وكما عـودنا “كبير العائلة” على تقديم صور رائعة في ” تمغرابيت” منها استقباله الشخصي لأفراد الجالية المغربية بميناء طنجة، وإقـامته لخيمة ملكية على إثـر زلزال الحسيمة، والتزامه بالتدابير الاستعجالية والإنسانية زمن جائحة كورونــا وتبرعه في صندوق مواجهة كورونا… ها نحن نفهم مرة أخرى من صاحب الجلالة أن “تمغرابيت” لا تدرس في المعاهد العليا أو الجامعات، بل هي حُب جماعي للخير والتضامن والتسامح، وهي روح تسري في دماء المغاربة وأساس تميزهم سواء داخل الوطن أو خارجه.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: زلزال الحوز
إقرأ أيضاً:
مسيرة حاشدة في القبيطة تحت شعار “مع غزة .. ثبات وانتصار”
الثورة نت/..
احتشد أبناء مديرية القبيطة بمحافظة لحج اليوم، في مسيرة تحت شعار “مع غزة .. ثبات وانتصار”، نصرة لغزة وتأكيداً على الجاهزية لمواجهة العدو الصهيوني، الأمريكي والبريطاني.
وبارك المشاركون في المسيرات التي تقدّمها وكيل المحافظة فيصل الفقية ومسؤول التعبئة بالمحافظة جميل الصوفي ومدير مديرية القبيطة وحيد الخضر ومسؤول التعبئة بالمديرية أحمد الأهدل ومدير أمن المديرية داؤود عبده علي وقيادات أمنية وعسكرية ومشايخ وشخصيات اجتماعية ومواطنين، الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية على كيان العدو الصهيوني والذي جاء نتيجة صمود أسطوري وثبات وصبر الشعب في قطاع غزة.
ونددوا بالجرائم والمجازر الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة والمستمرة منذ 15 شهرًا على مرأى ومسمع من العالم وتواطؤ وتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية .. مؤكدين على ثبات موقف الشعب اليمني المساند للشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة والاستمرار في التحشيد والتعبئة لمواجهة أي تصعيد للعدو وكل التحديات.
وأكد بيان صادر عن المسيرة، أن العدو الإسرائيلي تلقى في هذه الجولة أقوى الضربات وأشد الاستنزاف في تاريخ احتلاله المؤقت، وجسدت أقوى صور الوحدة والأخوة الإيمانية من خلال جبهات الإسناد التي امتزجت فيها أزكى دماء الأمة.
وأشار البيان إلى أن خروج اليوم في مسيرات مليونية استجابة لله ولرسوله وللسيد القائد نصرة للشعب الفلسطيني وتتويجًا للموقف اليمني.
وبارك البيان للشعب الفلسطيني الانتصار الإلهي العظيم الذي أشفى قلوب المؤمنين وسوّد وجوه المجرمين الظالمين، كما بارك هذا الانتصار لقوى المقاومة وجبهات الإسناد وفي مقدمتها حزب الله وجبهة المقاومة الإسلامية في العراق.
وجددّ البيان مباركته لقائد الثورة الانتصار العظيم الذي تحقق بفضل الله، مؤكدًا الاستعداد الدائم للتحرك الشامل في مواجهة أي تصعيد عدواني إجرامي إسرائيلي سواء هذه الأيام أو ما بعدها، والتمسك المستمر بالقضية الفلسطينية والوقوف الدائم والصادق مع المقاومة الباسلة.