تحويل متصفحي الإنترنت إلى مشترين
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
كيف يمكن لمفهوم “التسوق الترفيهي” Shoppertainment أن يسّرع من التسوق الاكتشافي خلال فترة التنزيلات الكبرى؟
بقلم: طارق هنيدي – نائب رئيس عمليات منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في فيديكس إكسبريس
في ظل العصر الرقمي اليوم، الذي يشهد إقبال المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تبني القنوات الرقمية، أصبح من الممكن تحويل المشاهدين إلى مشترين بسهولة وسلاسة.
فاليوم، يشاهد المستهلكون كل ما يرغبون به وقتما يشاؤون وأينما يتواجدون وعلى أي جهاز يريدون. وفي حين أن توفر الخيارات المتنوعة قد أوجدت تحديات جديدة من خلال تجزئة السوق، فهي أوجدت أيضاً فرصاً جديدة للـ”لتسوق الترفيهي” Shoppertainment.
بمعنى آخر، يُقصد بمفهوم “التسوق الترفيهي”، إنشاء تجربة تجارة ترفيهية وثيقة الصلة بالمستهلكين. وفي الواقع، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست غريبة على مفهوم “التسوق الترفيهي”، وهو اتجاه شائع في مراكز التسوق في المنطقة، لا سيما في دبي التي تشتهر بتنظيم كبرى فعاليات البيع بالتجزئة مثل “مفاجآت صيف دبي” و”مهرجان دبي للتسوق”.
نظراً لأن المستهلكين يقضون وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” و”انستجرام” ستلعب دوراً أكبر وأكثر أهمية في تشكيل ملامح رحلة العميل والتأثير على عملية صنع القرار. وفي واقع الحال، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة “إيبسوس” Ipsos بتكليف من “جوجل” أن 80٪ من المتسوقين المستطلعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عادة ما يشاهدون مقطع فيديو متعلق بالمنتج الذي يرغبون في شرائه. ويظهر الاستطلاع كذلك بأن ثلث المتسوقين الذين شملهم الاستطلاع يصنفون محتوى الفيديو كمصدر مفضل للأفكار، في حين يرى ثلثيهم بأن محتوى الفيديو يشكل وسيلة لمساعدتهم على تحديد ما يشترونه.
وباعتبار أن متوسط عدد المستخدمين يتصفحون محتوى الإنترنت يومياً بالتمرير على شاشات أجهزتهم المحمولة بما يعادل قطع مسافة تبلغ 90 متراً، وهو نفس ارتفاع تمثال الحرية، فإن مشاركة تجارب على غرار مفهوم “التسوق الترفيهي” من الممكن أن يجعل علامتك التجارية تتألق وسط “المنافسين”. إلى جانب ذلك، بمقدور بائعي التجزئة، في إطار إستراتيجية التجارة الإلكترونية الخاصة بهم، جذب المستهلكين وتوجيههم بسلاسة أكبر نحو الشراء باستخدام طرق ترفيهية مثل مقاطع الفيديو والألعاب.
محتوى الفيديو هو الرائد
يجمع مفهوم “التسوق الترفيهي”، بين المحتوى المفيد والممتع والتعليمي المصمم خصيصاً بما يتماشى مع اهتمامات الجمهور المستهدف، والذي عادة ما يكون في شكل مقاطع فيديو أو بث مباشر. لطالما كانت الأساليب التسويقية تتمثل في كيفية تحويل هذه الأنظار إلى عملاء حقيقيين. على سبيل المثال، إن تقديم عرض توضيحي لنصائح حول المكياج والعناية بالجمال، أو مشاركة أفكار التصميم الداخلي الأنيق للمنازل وغيرها، قد يتيح فرصاً تحث المشاهدين على تسوق السلع المستخدمة في مقاطع الفيديو. من الضروري اليوم الاستفادة من المحتوى المقدم من قبل صانعي محتوى الفيديو المعروفين والموثوقين، وتقديم تجربة تسوق غامرة. وهذا النوع من التسوق ينشئ شعوراً بالانتماء للمجتمع في أوساط المستهلكين الذين يتابعون بشغف علامة تجارية معينة أو شخصية مؤثرة ينسجمون معها.
والتساؤل الذي يدور هنا، ما الشيء الذي يستجيب له المستهلكون، وكيف يمكن لتجار البيع بالتجزئة عبر الإنترنت الاستفادة منهم؟
توسيع نطاق التأثير على الجمهور من خلال صانعي المحتوى الموثوقين
ينبغي أن يعكس مفهوم “التسوق الترفيهي” الخاص بك هوية علامتك التجارية لمساعدتك على تأسيس اتصال حقيقي مع العلامة التجارية. وبمقدور صانعي المحتوى أو المؤثرين سد هذه الفجوة بشكل فعال.
استثمر الوقت لتقييم أداء المبيعات وإظهار القدرة على التكيف مع المتغيرات من خلال تحفيز مشاركة الجمهور القائمة على أساس المحتوى. من الضروري التركيز على محتوى أصيل وعالي الجودة بدلاً من السعي إلى إنشاء مقاطع فيديو مثالية وتستغرق وقتاً طويلاً. احرص على منح الأولوية لتقديم نتاج فيديو منتظم ومتسق لبناء قاعدة من المتابعين الأوفياء على مدار فترة زمنية. إن المحتوى ذو القيمة العالية، مثل مقاطع الفيديو الهادفة القائمة على سرد القصص، يُعدّ أكثر جاذبية مقارنة بحملات التنزيلات الترويجية.
لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع
بالإضافة إلى اختبار أ/ب (A/B Testing) لصانعي المحتوى وأنواع المنتجات المعروضة، من الضروري المقارنة بين المنصات والأسواق عبر الإنترنت أيضاً. ستختلف تركيبة جمهورك من قناة إلى أخرى حسب فئة المنتج. في هذه الأيام، يسعى تجار التجارة الإلكترونية إلى وضع استراتيجية مبيعات قوية متعددة القنوات للاستفادة من فرص مشاركة المستهلك المتعددة.
اعتماداً على القنوات الأكثر رواجاً في أوساط عملائك وموقعهم الجغرافي، قم بإجراء اختبار لمدى مشاركة وتفاعل الجمهور عبر “إنستجرام”، و”يوتيوب” و”فيسبوك”، بالإضافة إلى موقعك الإلكتروني. قم بتحسين وتكثيف نشاطك حيثما يتواجد لديك متابعون. تشكل الرسائل الإخبارية أيضاً وسيلة ممتازة لاختبار إعلانات الفيديو المشوّقة. كما بإمكان العلامات التجارية التي تتواصل مع عملائها المخلصين باستخدام “واتساب” نشر المحتوى الأحدث من نوعه هناك.
ومع ذلك، تذكر أن مقطع فيديو واحد قد لا يكون له التأثير ذاته على كافة منصات التواصل الاجتماعي. من الممكن أن تحقق بعض المنصات نجاحاً أفضل من خلال عرض مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق، في حين أن منصات أخرى ستجذب انتباه وتفاعل المستهلكين بشكل أفضل من خلال بث مقطع فيديو تتراوح مدته من 8-10 دقائق. وبالنسبة لموقعك الإلكتروني، يمكنك التفكير في عرض مقاطع فيديو تسويقية قصيرة جداً وخاطفة.
استكشاف السوق دائم التغير
ابق على صلة بآخر الاتجاهات المستجدة من حولك من خلال التحسين المستمر، واحرص على تقديم محتوى قادر على ربط وجذب مشاركة الجمهور. حدد المعيار الذي ترغب بمراقبته واستفد من بيانات التحليلات من أجل التطوير. من المؤكد أن التعليقات تعد غاية في الأهمية، وعندما تكون تجربة العميل تفاعلية للغاية من خلال تسخير أدوات مثل التعليقات المباشرة والدردشات واستطلاعات الرأي، ستتعرف أكثر على تفضيلات عملائك.
في ظل ما تشهده المنطقة من نمو في سوق التجارة الإلكترونية، فمن الممكن أن يؤدي مفهوم “التسوق الترفيهي” إلى خلق شعور بالانتماء للمجتمع في أوساط المستخدمين، وهو ما يعزز الولاء للعلامة التجارية. بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة وتجار البيع بالتجزئة عبر الإنترنت في جميع أنحاء المنطقة الذين يتطلعون إلى تسريع استراتيجيات النمو الخاصة بهم وبناء قاعدة راسخة من العملاء المتكررين والمتفاعلين مع العلامة التجارية، توفر استراتيجيات مبيعات “التسوق الترفيهي” المرتكزة على الفيديو في المقام الأول العديد من المنافع. إلى جانب تحسين المحتوى الخاص بك والاستفادة من القنوات الملائمة، تأكد من أن المرحلة الأخيرة من تجربة العميل – التسليم في الوقت المحدد – ليست أمراً ثانوياً.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: فيديكس منطقة الشرق الأوسط محتوى الفیدیو مقطع فیدیو من الممکن من خلال
إقرأ أيضاً:
عند الوقوع في احتيال إلكتروني.. هل البنوك مسؤولة عن تعويض الضحية؟
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع واعتماد الأفراد بشكل متزايد على التسوق الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، تتزايد أيضاً التهديدات المرتبطة بالاحتيال الإلكتروني.
في هذا السياق، تناول الدكتور وضاح الطه، الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في الإمارات، أبرز أساليب الاحتيال الإلكتروني وطرق الوقاية منه، مسلطاً الضوء على تأثيرات التسوق الإلكتروني على الاقتصاد التقليدي.
صرّح الدكتور وضاح الطه، بأن الاحتيال الإلكتروني يشكل تحدياً متزايداً في ظل انتشار التسوق عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، موضحاً أن هذا النوع من الاحتيال يعتمد أساساً على استهداف الضحايا للحصول على معلومات حساسة، مثل بيانات الحسابات المصرفية أو كلمات المرور، بهدف سرقة الأموال من خلال بطاقات الائتمان أو بطاقات الدفع المسبق.
وأشار إلى أن ضعف الثقافة المالية لدى البعض يجعلهم عرضة للاستدراج، حيث يتم إقناعهم بمشاركة معلومات شخصية وسرية مثل كلمة المرور، وهو أمر لا ينبغي أن تطلبه أي جهة، وخاصة المصارف، لافتاً إلى أن المصارف تحذر دائماً عملاءها من تقديم مثل هذه البيانات الحساسة لأي طرف كان.
وأكد الدكتور الطه أن من أبرز أساليب الاحتيال.. تقديم عروض تسويقية مغرية وغير واقعية عبر الإنترنت، مما يدفع الضحايا إلى تزويد الجهات المحتالة بمعلوماتهم الشخصية، لافتاً إلى أهمية التحقق من مصداقية المواقع التي يتم الشراء منها والتأكد من تسجيل الشركات في الدولة التي تعمل فيها، كما شدد على ضرورة التريث وعدم الاستعجال في تقديم البيانات الشخصية، خاصة عند التعامل مع جهات غير معروفة.
مسؤولية البنوكوأضاف أن البنوك تتحمل مسؤولية كبيرة في حماية عملائها، مؤكداً وجوب تعويض الضحايا في حال تعرضهم لعمليات سحب غير مشروعة من حساباتهم، خاصة عندما يكون السحب قد تم من دولة أخرى دون استخدام العميل لبطاقته.
إجراءات الوقايةوفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية، قدم الدكتور الطه عدد من النصائح للمتسوقين الإلكترونيين تشمل:
1- التأكد من تسجيل الشركة قانونيًا في الدولة التي تعمل فيها.
2- يُفضل استخدام خيار الدفع النقدي عند التسليم خاصة عند التعامل مع شركات أو مواقع لأول مرة.
3- الامتناع عن تقديم معلومات شخصية أو بيانات البطاقة لأي جهة غير موثوقة.
4- عدم الدخول إلى مواقع غير معروفة أو طلب بيانات إضافية مشبوهة.
من جهة أخرى، أشار الدكتور الطه إلى أن التسوق الإلكتروني قد أحدث تغييرات كبيرة في المشهد الاقتصادي، حيث أثر بشكل ملحوظ على المتاجر التقليدية وأدى إلى تراجع مبيعاتها وإفلاس بعضها.
وأوضح أن المزايا التي يقدمها التسوق الإلكتروني، مثل إمكانية استعراض مواصفات السلع بسهولة وطلبها مباشرة عبر الإنترنت، جعلته الخيار المفضل للكثير من المستهلكين، كما أشار إلى أن الأفراد أصبحوا ينشئون مواقعاً بسيطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لبيع منتجاتهم، مما ساهم في تخفيف التكاليف على الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر، مشيراً إلى أن هذه الطريقة توفر فرصاً كبيرة للموهوبين وأصحاب المشاريع الصغيرة.