أكد معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد ، على قوة العلاقات الاقتصادية والتجارية لدولة الإمارات مع جمهورية الصين وهونغ كونغ والتي تشهد نمواً مستمراً في المبادلات التجارية والاستثمارية وذلك في إطار الاهتمام الكبير من قيادتي البلدين الصديقين والشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.

جاء ذلك خلال كلمة معاليه اليوم في جلسة بعنوان “إطلاق الإمكانات في الشرق الأوسط” المنعقدة ضمن فعاليات الدورة الثامنة من قمة “مبادرة الحزام والطريق” في هونغ كونغ.

وأضاف معاليه أن الإمارات تعد أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تعد الصين أكبر شريك تجاري للإمارات على مستوى العالم. وأشار إلى أن مشاركة دولة الإمارات اليوم في قمة “مبادرة الحزام والطريق” تمثل خطوة نحو التطوير والبناء لخط طريق الحرير الجديد، كما نتطلع إلى المشاركة في منتدى التعاون الدولي الثالث لمبادرة الحزام والطريق ، الذي سيُعقد خلال شهر أكتوبر المقبل في العاصمة الصينية بكين.

ويشارك وفد دولة الإمارات برئاسة معالي عبدالله بن طوق المري في الدورة الثامنة من قمة “مبادرة الحزام والطريق” في هونغ كونغ والتي تشهد حضور أكثر من 5000 من قادة الأعمال من مختلف دول العالم.

وتشهد القمة هذا العام تعاونا كبيرا بين دولة الإمارات ودول منطقة الشرق الأوسط بهدف استكشاف الفرص التعاونية والتجارية في مختلف المجالات، كما ستركز على إمكانية العمل المشترك في مجال الحلول الخضراء والحلول الرقمية الجديدة، إضافة إلى التطلع لزيادة التعاون في مجالات التكنولوجيا والخدمات اللوجستية.

وترأس جلسة “إطلاق الإمكانات في الشرق الأوسط”، معالي كريستوفر هوي تشينغ يو، وزير الخدمات المالية والخزانة في هونغ كونغ، وبحضور معالي رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي في جمهورية مصر العربية، ومعالي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، وزير الاستثمار في المملكة العربية السعودية، حيث تناولت الجلسة مجموعة من المحاور ومنها استعراض الفرص التجارية والاقتصادية التي تمتلكها دولة الإمارات، وممكنات بنيتها التحتية المتميزة من موانئ ومناطق حرة ومراكز لوجستية، إضافة إلى دورها البارز في تسهيل حركة التجارة العالمية، كما ركزت الجلسة على تعزيز استفادة دول منطقة الشرق الأوسط من مبادرة الحزام والطريق، وآليات زيادة الاستثمارات للدول الآسيوية في المنطقة.

وقال معالي عبدالله بن طوق : “تعد الدورة الثامنة من هذه القمة منصة مهمة لتعزيز التواصل والتكامل الاقتصادي بين دول منطقة الشرق الأوسط ودول مبادرة الحزام والطريق في مختلف القطاعات والصناعات، وذلك من خلال استكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية، ودعم التوسع في القطاعات الاقتصادية الجديدة، والتي تعد قطاعات حيوية داعمة للابتكار والمعرفة والاستدامة”.

وأضاف: “تمتلك دولة الإمارات ودول المنطقة فرصاً استثمارية واعدة ومناخاً تنافسياً للتجارة والاستثمار، كما أن انضمام ثلاث دول عربية إلى مجموعة “بريكس” خلال شهر أغسطس الماضي، يؤكد الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والتجارية للمنطقة”.

وأوضح: “نستهدف مضاعفة المبادلات التجارية والاستثمارية مع الصين وهونغ كونغ خلال العقد المقبل، كما سنركز خلال هذه القمة على تعزيز العمل المشترك وتبادل الخبرات والآراء في قطاعات الاقتصاد الجديد والتكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال، بما يتماشى مع المستهدفات الاقتصادية لرؤية الدولة “نحن الإمارات 2031″، وبما يسهم في تعزيز الممارسات المستدامة، ويدفع عجلة التنمية الاقتصادية”.

وسلط الضوء على مجموعة من المشاريع الاقتصادية والتجارية المشتركة لدولة الإمارات والصين وهونغ كونغ على المستويين الحكومي والخاص في العديد من القطاعات ومنها الطاقة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المالية والعقارات والتصنيع والنقل اللوجستي.

ودعا معالي عبدالله بن طوق المستثمرين ورجال الأعمال المشاركين في القمة إلى الاستفادة من ممكنات السوق الإماراتي والذي يتمتع بالجودة والموثوقية والتميز، فضلاً عن كونه بوابة تجارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يفتح الباب أمام قاعدة مستهلكين تزيد على 400 مليون شخص، حيث توفر العلاقات الاستراتيجية الدولية لدولة الإمارات وشراكتها الاقتصادية الشاملة الوصول إلى العديد من الأسواق، مما يعزز من انتشارها ونموها على المستوى الدولي.

كما استعراض معاليه عدداً من السياسات الاقتصادية التي تبنتها دولة الإمارات لتمكين وتنافسية البيئة التجارية ونموها إلى آفاق جديدة ومنها، وتوفير الحوافز والممكنات الداعمة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار والتوسع في الأسواق الإماراتية، ومنها تعديل قانون الشركات التجارية والذي سمح بالتملك الأجنبي بنسبة 100%، وتحديث أنظمة الإقامة في الدولة بما يدعم استقطاب أصحاب الأعمال والكفاءات والمواهب، وإقامة المؤتمر السنوي لمنصة الاستثمار العالمية “إنفستوبيا”.

وأشار إلى دور الشباب المهم في زيادة آفاق التعاون الاقتصادي والتبادل المعرفي ونقل الخبرات.. مضيفا أن دولة الإمارات تسعى لمشاركة دول العالم في إيجاد الحلول للتحديات العالمية والعمل المشترك على إيجاد حلول تكنولوجية مبتكرة تعزز مسارات التجارة والاستثمار والنمو الاقتصادي.

جدير بالذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أطلق مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، كما تحتفل الصين خلال شهر أكتوبر المقبل بمرور 10 سنوات على هذه المبادرة والتعاون المشترك مع أكثر من 152 دولة في العالم والتي تمثل ما نسبته 75% من سكان العالم، وتهدف المبادرة إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية، تربط آسيا أوروبا وأفريقيا سعياً إلى تحقيق التنمية والازدهار على نحو مشترك، ويشير الاسم إلى شبكة الطرق البرية والبحرية، التي ربطت بين الصين وأوروبا مروراً بالشرق الأوسط، بطول يتعدى عشرة آلاف كلم.وام

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة ورئيس أفريقيا الوسطى يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وفخامة فوستان آرشانج تواديرا رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، اليوم، توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين والتي تهدف إلى تعزيز التجارة البينية وفرص الاستثمار خاصة في القطاعات الرئيسة. 
وقع الاتفاقية، خلال المراسم التي جرت في قصر الشاطئ في أبوظبي، من جانب دولة الإمارات معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية، ومعالي باتريك أكولوزا وزير التجارة والصناعة في أفريقيا الوسطى. 
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "نتطلع إلى أن يشكل توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مرحلة جديدة في علاقات دولة الإمارات وجمهورية أفريقيا الوسطى في ظل رؤيتهما المشتركة للنمو والتنمية المستدامة؛ لتحقيق منافع اقتصادية ومجتمعية متبادلة"، مشيراً سموه إلى أن "الاتفاقية تستهدف فتح آفاق جديدة للتجارة والاستثمار والتعاون لتحقيق مصالح مجتمعينا." 
من جانبه، رحب الرئيس فوستان آرشانج تواديرا بتوقيع الاتفاقية، متطلعاً إلى أن تسهم في الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية أفريقيا الوسطى وتحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي للبلدين.
يذكر أن حجم التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات وجمهورية أفريقيا الوسطى بلغ نحو 252 مليون دولار أميركي عام 2024، بنسبة نمواً 75% مقارنةً بالعام السابق. فيما تشمل الصادرات غير النفطية من دولة الإمارات إلى جمهورية أفريقيا الوسطى السلع الاستهلاكية الأساسية مثل المنتجات الغذائية والمنسوجات والإلكترونيات بجانب الآلات والأدوية التي تدعم القطاعات الحيوية في الدول الأفريقية. بينما تُصدّر جمهورية أفريقيا الوسطى، المنتجات الزراعية كالبن والقطن والكاسافا إلى دولة الإمارات، إضافة إلى الموارد المعدنية القيمة مثل الذهب والماس وغيرهما.
يتوقع أن تزيد الاتفاقية فرص وصول المنتجات المحلية إلى أسواق البلدين من خلال طريق إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية وإزالة الحواجز غير الجمركية أمام التجارة البينية وتعزيز الاستثمارات في القطاعات الرئيسة ومنها القطاع الزراعي والبنية التحتية والتكنولوجيا. 
ومع استمرار دولة الإمارات في توسيع نطاق شبكتها التجارية العالمية، تُبرز الاتفاقية التزام الدولة مع جمهورية أفريقيا الوسطى؛ أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية مع الدول الأفريقية، وذلك إدراكاً من الدولة للأهمية المتنامية للقارة الأفريقية في الاقتصاد العالمي.
يهدف البلدان، من خلال الاتفاقية، إلى إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية وتسهيل التجارة وتمهيد الطريق لتوطيد التعاون في مختلف القطاعات. ويعد برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة ركيزة أساسية لتحقيق هدف دولة الإمارات المتمثل في رفع إجمالي التجارة غير النفطية إلى 1.1 تريليون دولار بحلول العام 2031. إذ أدى البرنامج دوراً مهماً في تحسين الوصول إلى الأسواق سريعة النمو، وأسهم بصورة كبيرة في زيادة حجم إجمالي التبادل التجاري للدولة، الذي وصل في العام 2024 إلى أعلى مستوياته عند 816 مليار دولار، بزيادة تبلغ 14.6% عن العام 2023. 
كما شهد صاحب السمو رئيس الدولة وفخامة رئيس أفريقيا الوسطى، خلال المراسم، إعلان عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين شملت مجالات: حماية وتشجيع الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي والبنية التحية إضافة إلى الموارد المعدنية والتعليم وغيرها.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة ورئيس أفريقيا الوسطى يبحثان علاقات التعاون بين البلدين حمدان بن محمد ينعى خليفة محمد الخلافي المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • برنامج الشراكات الاقتصادية الشاملة للإمارات يصل إلى محطته الـ20
  • وزراء ومسؤولون: الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وأفريقيا الوسطى تعزز التجارة والاستثمارات البينية
  • شرطة أبوظبي تشارك في مبادرة “أفطر 3” مع بنك أبوظبي الأول
  • الخارجية الصينية: قطاع غزة ملك للشعب الفلسطيني
  • بتوجيهات حميد بن راشد.. عجمان تواصل دعم غزة بـ 410 أطنان من المساعدات في رمضان ضمن عملية “الفارس الشهم 3”
  • “إنفستوبيا” تعقد نسختها الخامسة 31 مارس 2026 بأبوظبي
  • السودان يشكو الإمارات أمام العدل الدولية على خلفية “التواطؤ بإبادة جماعية”
  • مسئول بـ"الاتحاد الأوروبي": مصر دولة محورية في الشرق الأوسط والبحر المتوسط
  • محمد بن زايد ورئيس إفريقيا الوسطى يشهدان اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة
  • رئيس الدولة ورئيس أفريقيا الوسطى يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين