حلو مُر.. رواية تفسر ما جرى في السودان
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
صدرت حديثًا عن الدار المصـرية اللبنانية، رواية حلو مُرللكاتب محمد مصطفى عرفي، وتحاول الرواية تفسير ما جرى في السودان الشقيق، منطلقة من الماضي القريب إلى الحاضر المَعيش، شاخصة إلى مستقبلٍ غامضٍ ومُربك.
وتدور الرواية حول محمود مصطفى كمال، المدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في القاهرة، الذي يستكمل رسالته للدكتوراه بالمشاركة مع جامعة لندن، ورغم برودة الأجواء في العاصمة الإنجليزية، إلا أن محمود يُفتن بها، مستدفئًا بعلاقة عاطفية تشتعل بينه وبين فتاة سودانية تُدعى مها، بعد تعرُّفه على والدها الأستاذ محجوب الميرغني، ولذي أقصاه الإخوان من منصبه كسكرتير للسفارة السودانية في لندن، بعد سيطرتهم على الحكم عقب انقلاب سنة 1989م، فلم يجد محجوب سوى الاستسلام للأمر الواقع، والانصياع لأوامر النظام الجديد فيقول: “التزمت التقية، وراعيت ما طلبوه مني.
ومن اسم المشـروب السوداني الشهير الذي يُصنع من الذرة والبهارات، تتخذ الرواية اسمها ودلالتها، فحين يوجِّه محمود سؤالًا لمحجوب قائلًا: سمعت الكثير عن تميز الجريب فروت السوداني عن غيره.. ولكن ما هو الحلو مر؟، يرد محجوب قائلًا: كل ما أستطيع قوله الآن أنه هو ملخص وبيان حالة السودان الذي هو بطبعه حلو يعايش المر حاليًّا.
ومن خلال الأحداث التي تتصاعد بسلاسة، نتعرف على عدد من الشخصيات التي تتقاطع خطوطها مع بطل الرواية محمود، مثل: مايكل هسلر الأستاذ البريطاني المشـرف على رسالة محمود للدكتوراه، وعصام الذي يتعرف عليه هسلر في بار باعتباره شابًّا سودانيًّا هاربًا من النظام القمعي، ويسعى ليساعده في عمل الدراسات العليا، ومن خلال هسلر يتعرف محمود على عصام، قبل أن تنكشف حقيقته للجميع. أما مها محجوب، فهي الفتاة التي تأثرت كثيرًا بالانقلاب المأساوي الذي حدث للسودان، وطال حياتهم في لندن فقلبها إلى النقيض، وجعل أباها يتحول إلى عامل في مطعم بعد أن كان المستقبل ينتظره كدبلوماسي واعد: قلبه الطيب تفتت بانقلاب الكيزان، أو الإخوان مثلما يُسميهم السودانيون، وربيبهم ومُنظِّرهم الترابي.. تبًّا لهم! ماذا فعلوا بك يا سوداننا الحبيب؟ كيف غدروا بك وألقوك في غياهب جُب حالك الظلمة ومستنقع للعنف لا ينقضـي؟ هوس ديني أهوج عمَّ السودان حتى تم إيهام عوام الناس وآحادهم بأن جَلْد فتاة ضُبطت متلبسة بجرم ارتداء البنطلون الجينز بالشارع هو انتصار حضاري للإسلام.
وفي محاولة للاقتراب من الأوضاع المتردية للسودان في ظل حكم الإخوان، يطير محمود إلى الخرطوم عام 2001م لإنجاز الدراسة الميدانية الخاصة برسالته للدكتوراه حول تطور الفكر السياسي لحركة الإخوان في السودان، لنتعرَّف على حقيقة ما تعرَّض له هذا البلد الشقيق، على أيدي نظام قفز على السلطة متدثرًا بالأسمال الدينية.
وبعد أن يواجه محمود جبروت النظام الإخواني في السودان، ينجح في الفرار من الجحيم بمعجزة، لكنّ سؤالًا مؤرقًا يطارده بعد إقلاع الطائرة التي تعود به إلى لندن: أغمضت عينيَّ ثم فتحتهما، فشاهدت أرض الجزيرة الخصبة بالقرب من منطقة المقرن.. كل هذه الخصوبة العفية في مساحات شاسعة مترامية الأطراف، ويبقى السودان على هذا الحال من الفقر والإنهاك والتردي؟!.
محمد مصطفى عرفي.. كاتب ومحاضر أكاديمي، حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون والعلوم السياسية من لندن. له العديد من المؤلفات الأدبية والسياسية باللغتين العربية والإنجليزية، حيث صدرت له خمسة كتب باللغة الإنجليزية، وأربع روايات باللغة العربية، هي: الحب في لندن 2015م، ودموع ماتريوشكا 2017م، ووردة في حقل الصبار 2020م وظلال الكولوسيوم 2021م.
القاهرة 24
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
شرطة لندن توجه اتهامات لمتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين
وجّهت شرطة لندن، الأحد، تهمة الإخلال بالنظام العام إلى 10 أشخاص، بعدما أوقف العشرات في العاصمة البريطانية، خلال تظاهرة مؤيّدة للفلسطينيين.
وأوقفت شرطة لندن، السبت، أكثر من 70 متظاهراً، بعدما تحدثت عن "جهد منسّق لانتهاك" شروط المظاهرة، ولا سيّما المنطقة المحددة لتنظيمها.
ونفى منظمو التظاهرة أن يكون قد حصل أيّ انتهاك "منسّق" للشروط، واتّهموا عناصر الشرطة بالتعامل بشدّة مع المتظاهرين.
ومن أصل 77 متظاهراً تم توقيفهم، أفرج عن 24 بكفالة، فيما لا يزال 48 قيد التوقيف.
ومن المقرر أن يمثل العشرة الذين وُجّه إليهم الاتّهام أمام محكمة ويستمنستر في لندن "في الأيام المقبلة"، على ما أوضحت الشرطة.
وقال قائد الشرطة آدم سلونيكي: "لقد شهدنا في الأمس جهداً متعمداً، بما في ذلك من جانب منظمي التظاهرة، لانتهاك الشروط".
وأضاف "سنستمر بالعمل بالاستناد إلى ما تسجله كاميرات المراقبة والمقاطع المصورة المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والكاميرات التي يحملها عناصرنا من أجل القيام بمزيد من التوقيفات وتوجيه الاتهام عندما نحدّد حصول أعمال إجرامية".
ومن بين الأشخاص الذين وُجّه إليهم الاتهام كريستوفر ناينهام، 62 عاماً، وهو نائب رئيس ائتلاف "أوقفوا الحرب"، أحد الأطراف المنظّمة للتظاهرة.
وفي بيان نشروه عبر منصة إكس، اتّهم منظمو التظاهرة الشرطة بتوقيف نانيهام "بشكل عنيف ومن دون سبب ظاهر".
وأكّد المنظمون أنّه "لم يحصل في أيّ وقت من الأوقات انتهاك منظّم للشروط التي تفرضها الشرطة"، واصفين عمليات التوقيف بأنّها "هجوم مباشر على حرية التجمع والديمقراطية".