موقع النيلين:
2025-03-20@06:16:41 GMT

حلو مُر.. رواية تفسر ما جرى في السودان

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

حلو مُر.. رواية تفسر ما جرى في السودان


صدرت حديثًا عن الدار المصـرية اللبنانية، رواية حلو مُرللكاتب محمد مصطفى عرفي، وتحاول الرواية تفسير ما جرى في السودان الشقيق، منطلقة من الماضي القريب إلى الحاضر المَعيش، شاخصة إلى مستقبلٍ غامضٍ ومُربك.

وتدور الرواية حول محمود مصطفى كمال، المدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في القاهرة، الذي يستكمل رسالته للدكتوراه بالمشاركة مع جامعة لندن، ورغم برودة الأجواء في العاصمة الإنجليزية، إلا أن محمود يُفتن بها، مستدفئًا بعلاقة عاطفية تشتعل بينه وبين فتاة سودانية تُدعى مها، بعد تعرُّفه على والدها الأستاذ محجوب الميرغني، ولذي أقصاه الإخوان من منصبه كسكرتير للسفارة السودانية في لندن، بعد سيطرتهم على الحكم عقب انقلاب سنة 1989م، فلم يجد محجوب سوى الاستسلام للأمر الواقع، والانصياع لأوامر النظام الجديد فيقول: “التزمت التقية، وراعيت ما طلبوه مني.

. أخذت أدفع الأيام دفعًا، بحلوها ومرها، تمامًا مثلما ألفيت نفسـي طفلًا مضطرًّا لتناول شراب الحلو مُر السوداني الشهير، والتي كانت والدتي تسقيني إياه إجبارًا لاعتقادها بتأثيره في الوقاية من الأسقام والحسد وكافة الشـرور والآثام.. آه يا أمي! خاب الظن وتبدد الرجاء، فلم يُجدِ المشـروب السحري نفعًا عندما دمروا حياتي وحوّلوني من مشـروع سفير نابه يُشار إليه بالبنان، إلى موظف تحصيل بمطعم”.

ومن اسم المشـروب السوداني الشهير الذي يُصنع من الذرة والبهارات، تتخذ الرواية اسمها ودلالتها، فحين يوجِّه محمود سؤالًا لمحجوب قائلًا: سمعت الكثير عن تميز الجريب فروت السوداني عن غيره.. ولكن ما هو الحلو مر؟، يرد محجوب قائلًا: كل ما أستطيع قوله الآن أنه هو ملخص وبيان حالة السودان الذي هو بطبعه حلو يعايش المر حاليًّا.

ومن خلال الأحداث التي تتصاعد بسلاسة، نتعرف على عدد من الشخصيات التي تتقاطع خطوطها مع بطل الرواية محمود، مثل: مايكل هسلر الأستاذ البريطاني المشـرف على رسالة محمود للدكتوراه، وعصام الذي يتعرف عليه هسلر في بار باعتباره شابًّا سودانيًّا هاربًا من النظام القمعي، ويسعى ليساعده في عمل الدراسات العليا، ومن خلال هسلر يتعرف محمود على عصام، قبل أن تنكشف حقيقته للجميع. أما مها محجوب، فهي الفتاة التي تأثرت كثيرًا بالانقلاب المأساوي الذي حدث للسودان، وطال حياتهم في لندن فقلبها إلى النقيض، وجعل أباها يتحول إلى عامل في مطعم بعد أن كان المستقبل ينتظره كدبلوماسي واعد: قلبه الطيب تفتت بانقلاب الكيزان، أو الإخوان مثلما يُسميهم السودانيون، وربيبهم ومُنظِّرهم الترابي.. تبًّا لهم! ماذا فعلوا بك يا سوداننا الحبيب؟ كيف غدروا بك وألقوك في غياهب جُب حالك الظلمة ومستنقع للعنف لا ينقضـي؟ هوس ديني أهوج عمَّ السودان حتى تم إيهام عوام الناس وآحادهم بأن جَلْد فتاة ضُبطت متلبسة بجرم ارتداء البنطلون الجينز بالشارع هو انتصار حضاري للإسلام.

وفي محاولة للاقتراب من الأوضاع المتردية للسودان في ظل حكم الإخوان، يطير محمود إلى الخرطوم عام 2001م لإنجاز الدراسة الميدانية الخاصة برسالته للدكتوراه حول تطور الفكر السياسي لحركة الإخوان في السودان، لنتعرَّف على حقيقة ما تعرَّض له هذا البلد الشقيق، على أيدي نظام قفز على السلطة متدثرًا بالأسمال الدينية.

وبعد أن يواجه محمود جبروت النظام الإخواني في السودان، ينجح في الفرار من الجحيم بمعجزة، لكنّ سؤالًا مؤرقًا يطارده بعد إقلاع الطائرة التي تعود به إلى لندن: أغمضت عينيَّ ثم فتحتهما، فشاهدت أرض الجزيرة الخصبة بالقرب من منطقة المقرن.. كل هذه الخصوبة العفية في مساحات شاسعة مترامية الأطراف، ويبقى السودان على هذا الحال من الفقر والإنهاك والتردي؟!.

محمد مصطفى عرفي.. كاتب ومحاضر أكاديمي، حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون والعلوم السياسية من لندن. له العديد من المؤلفات الأدبية والسياسية باللغتين العربية والإنجليزية، حيث صدرت له خمسة كتب باللغة الإنجليزية، وأربع روايات باللغة العربية، هي: الحب في لندن 2015م، ودموع ماتريوشكا 2017م، ووردة في حقل الصبار 2020م وظلال الكولوسيوم 2021م.

القاهرة 24

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

لغز بلا أدلة.. جاك السفاح.. قاتل غامض أرعب لندن

بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هو تلك الجرائم التى وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أى دليل يقود إلى الجاني.

سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات، كيف تختفى لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة فى الغموض رغم مرور العقود؟.

فى هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التى هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.. وبلا إجابات!


الحلقة السابعة عشر

في أواخر القرن التاسع عشر، وتحديدًا عام 1888، عاش سكان لندن حالة من الذعر والرعب بسبب سلسلة من جرائم القتل الوحشية التي طالت عددًا من النساء في منطقة “وايت تشابل” والأحياء الفقيرة المحيطة بها.

ورغم المحاولات الحثيثة لكشف هوية الجاني، بقي القاتل مجهولًا حتى اليوم، لتتحول قضيته إلى واحدة من أكثر الألغاز الإجرامية شهرة في التاريخ.

بدأت القصة بوقوع خمس جرائم قتل متتابعة، ارتُكبت جميعها بأسلوب واحد يشير إلى أن القاتل شخص واحد، حيث قُتلت الضحايا بالخنق، قبل أن تُقطع شرايين رقابهن، ثم تُشوه أجسادهن بطريقة دقيقة توحي بأن الجاني يمتلك خبرة في التشريح.

مع تصاعد الذعر في شوارع لندن، وصلت إلى وسائل الإعلام رسائل موقعة باسم “جاك السفاح”، كان بعضها مرفقًا بأجزاء بشرية، كالكلى، ما زاد من غموض القضية وأثار جنون الصحافة البريطانية، التي جعلت من “جاك السفاح” أشهر قاتل متسلسل في ذلك العصر.

ورغم الجهود المكثفة للشرطة البريطانية، لم يتمكن المحققون من القبض على القاتل أو كشف هويته، مما أدى إلى موجة غضب عارمة واحتجاجات واسعة، انتهت باستقالة وزير الداخلية ورئيس شرطة لندن، في واحدة من أكبر الأزمات الأمنية في تاريخ بريطانيا العظمى.

ورغم مرور أكثر من 135 عامًا على تلك الجرائم، لا يزال لغز “جاك السفاح” غير محلول، لتظل القضية من أشهر الجرائم المسجلة ضد مجهول.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • كيت ميدلتون تكشف سبب انتقالها من لندن إلى وندسور
  • الجزائر تُدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكب الرئيس الصومالي
  • حب الوطن الصادق والإخلاص هو الذي سيجمعنا ويوحدنا
  • الحمادي يغادر إلى لندن مصاباً ولن يخوض المواجهتين ضد الكويت وفلسطين
  • الثالوث الذي دمر حميدتي
  • سلطان يُطلق المرحلة الثالثة لـ «التفسير البلاغي» وموسوعة رواية ورش
  • لغز بلا أدلة.. جاك السفاح.. قاتل غامض أرعب لندن
  • ما بين التبشير والتحضير.. فسر حلمك الحامل لحرف الباء
  • القصة الحقيقية وراء «شباب امرأة».. هل الرواية مستوحاة من الأدب الفرنسي؟
  • “جريمة في بيت وزير” رواية جديدة للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم