إعلان إثيوبيا الانتهاء من الملء الرابع لسد النهضة، طرح الكثير من علامات الاستفهام حول مصير جولة التفاوض الحالية، والخطوات المتاحة أمام مصر والسودان لتقليل المخاطر الناتجة عن التصرفات الإثيوبية أحادية الجانب والتي سيكون لها تأثير كبير على الأمن المائي للبلدين.

ما تأثير الملء الرابع لسد النهضة على الأمن المائي لمصر والسودان؟
بداية، يقول ضياء الدين القوصي، خبير المياه، مستشار وزير الري المصري الأسبق: “حتى الآن لم تتأثر مصر بعمليات الملء الأربع لسد النهضة الإثيوبي، لكن التأثير بلا شك سيكون في المستقبل إذا ما استمر التعنت الإثيوبي والإصرار على استكمال ملء بحيرة السد البالغة 74 مليار م م”.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، إنه “إذا أرادت إثيوبيا العام القادم حجز الكمية المتبقية من المياه لملء بحيرة سد النهضة هنا ستكون المشكلة المائية على مصر، والأهم من ذلك هو التصرف الإثيوبي الأرعن رغم التصريحات الوردية التي تم إطلاقها خلال اللقاءات الرسمية بمراعاة حقوق الآخرين وعدم الإضرار بهم”.
وأشار القوصي، إلى أن “صبر المصريين بدأ في النفاذ فعليا وأخشى أن لا تكون النهاية سعيدة، لأن مصر لن تنتظر حتى يتم إفراغ بحيرة السد العالي والموت عطشا، لذا أتوقع أن تجد مصر حلا لتلك الأزمة وبحيرة السد العالي ممتلئة، والتصرفات الإثيوبية الحالية لا تنبىء بمستقبل مضيء”.

ومن الناحية الفنية، يقول القوصي، إنه “من الناحية الفنية المستقبلية ليس هناك اتفاق على عملية التشغيل وتوقيتاتها وكميات المياه الناتجة عنها، لأن التوربينات الحالية لن تصرف كميات كبيرة من المياه، ولكي تصل المياه للآخرين يجب تشغيل عدد كبير من التوربينات، لذا فإن التصرفات الإثيوبية حمقاء لا تراعي حقوق الآخرين، والمصريين اليوم أمام خيارين كلاهما مر (الموت عطشا أو الهلاك الجماعي)”.

من جانبه، يقول أحمد المفتي، خبير المياه ومدير مركز الخرطوم الدولي لحقوق الانسان، إن “إثيوبيا أعلنت عن اكتمال الملء الرابع لسد النهضة ولم تخطر السودان كالعادة، وبعد تلك الخطوة أصبح إجمالي كمية المياه خلف السد نحو 36 مليار م .م”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن “الأثار السالبة لتلك الإجراءات الإثيوبية الأحادية سوف تبدأ في الظهور تدريجيا، لأنه لا يستطيع أحد اليوم الجزم بكيفية تفاعل تربة السد مع 36 مليار م. م، ولا يستطيع أحد الجزم أيضا بكيفية تشغيل إثيوبيا للسد، لأنه لا توجد قواعد وخطوط توجيهية متفق عليها للتشغيل، والمواطن هو الذي سوف يلمس الأثار السالبة مباشرة”.

وأشار المفتي، إلى أن التأثيرات الظاهرة الآن تتمثل في أن إثيوبيا تمكنت من المياه بنسبة 100 في المئة سياسيا وفنيا، نظرا لأن سعة خزان الروصيرص السوداني 7.5 مليار م م ، فإذا صرفت إثيوبيا من سد النهضة 10 مليار م م، فإنها تغرق السودان، لذا أصبح السد قنبلة مائية تتحكم في قرار السودان السياسي.

وأوضح خبير المياه، أن إثيوبيا لم تكن في احتياج للظرف الراهن الذي يمر به السودان، لأنها ظلت تحقق مآربها سنويا منذ العام 2011 في الوقت الذي كانت تتمتع فيه السودان باستقرار سياسي، وبعد هذا الملء أصبحت إثيوبيا غير ملزمة بحصص مصر والسودان وما إذا كانت تكفي أم لا.
ولفت المفتي، إلى أن “رد الفعل السوداني المصري حيال ذلك كما كان واضحا هو الاستسلام الكامل للأمر الواقع الذي فرضته إثيوبيا منذ بداية المفاوضات في العام 2011”.

ووصفت وزارة الخارجية المصرية، الأحد الماضي، إعلان إثيوبيا إتمام عملية الملء الرابع لـ”سد النهضة”، بأنه “استمرار في انتهاك إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015”.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قال في وقت سابق، إن بلاده تمكنت من التغلب على التحديات الداخلية والضغوط الخارجية التي واجهتها فيما يخص سد النهضة.
استضافت مصر، الشهر الماضي، جولة جديدة من محادثات سد النهضة، بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا، في وقت أكد رئيس وفد إثيوبيا المفوض سيلشي بيكلي، أن “هناك فوائد ستجنيها مصر والسودان من استكمال بناء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي”.
وأعلنت الحكومة المصرية، أن “جولة التفاوض المنتهية بالقاهرة الأسبوع الماضي، لم تشهد تغيرات ملموسة في مواقف الجانب الإثيوبي”، مشيرة إلى أن “هدف المفاوضات هو الوصول إلى اتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة”.
وأكد البيان أن “مصر تستمر في مساعيها الحثيثة للتوصل في أقرب فرصة إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، على النحو الذي يراعي المصالح والثوابت المصرية بالحفاظ على أمنها المائي والحيلولة دون إلحاق الضرر به، ويحقق المنفعة للدول الثلاث”.

كما أعلن رئيس وفد إثيوبيا المفوض سيلشي بيكلي أن “هناك فوائد ستجنيها مصر والسودان من استكمال بناء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي”، مؤكدا أن بلاده لن تتراجع عن حقوقها وتتمسك بموقفها الذي يرتكز على مبدأ الاستغلال المتساوي والعادل.

يأتي ذلك بعد شهرين من اتفاق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في شهر يوليو/ تموز الماضي، على استئناف المفاوضات، على هامش قمة دول جوار السودان، والتنسيق مع السودان.

وهناك خلاف بين مصر وإثيوبيا منذ سنوات بشأن بناء سد النهضة، فيما طلبت السودان والقاهرة مرارا من إثيوبيا التوقف عن ملء خزان سد النهضة، بانتظار اتفاق ثلاثي ملزم بشأن طرق تشغيل السد باعتباره الأكبر في أفريقيا.
وتعتبر مصر، التي تعتمد على النيل لتأمين 97% من حاجاتها من الماء، أن سد النهضة يمثل تهديدا “وجوديا” لها.

وكالة سبوتنيك

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الملء الرابع لسد النهضة سد النهضة الإثیوبی مصر والسودان ملیار م إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصافرة الأولى لسلمان فلاحي مع الأحمر

أسندت لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم طاقمًا قطريًا لإدارة مباراة غدًا بين منتخبنا الوطني ومنتخب الكويت، بقيادة الحكم الدولي سلمان فلاحي، ورمزان النعيمي حكمًا مساعدًا أول، وماجد هديرس الشمري حكمًا مساعدًا ثانيًا، ومحمد أحمد الشمري حكمًا رابعًا، وعبد الله العذبة حكمًا لتقنية الفيديو، ويساعده محمد أحمد الشريف.

سلمان فلاحي من مواليد عام 5 فبراير 1990 وهو دولي منذ عام 2017، ويعد فلاحي حاليا من أبرز الحكام في دولة قطر بعد المونديالي عبدالرحمن الجاسم وتم اختيارهم موسم 2023-2024 أفضل طاقم في الدوري القطري الممتاز، وتم اختيار فلاحي بعد إجادته في إدارة نهائي كأس الأمير في ذات في الموسم بين السد والدحيل، في السنوات الأخيرة أصبح فلاحي الخيار الأول لإدارة أهم المباريات المحلية في قطر آخرها قمة السد و الدحيل 22 فبراير الماضي وأيضا الديربي بين السد والعربي وكلاسيكو السد والريان، من أهم المباريات القارية التي أدارها فلاحي بين يوكوهاما مارينوس الياباني وضيفه العين الإماراتي 11 مايو الماضي في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا الموسم الماضي.

وتعد مواجهة يوم غد الأولى التي يديرها سلمان فلاحي لمنتخبنا الوطني على الصعيد الرسمي، وهي سادس مباراة يديرها في تصفيات كأس العالم، حيث كانت آخرها قمة السعودية والبحرين، ومواجهة إندونيسيا وأستراليا، اللتين انتهتا بالتعادل السلبي، ضمن منافسات المجموعة الثالثة في شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين.

وخلال المباريات الـ207 التي أدارها محليًا ودوليًا، استخدم فلاحي البطاقة الصفراء في 810 مناسبات، وأشهر 19 بطاقة حمراء، منها 14 مباشرة، فيما احتسب 71 ركلة جزاء، من بينها واحدة في تصفيات كأس العالم، خلال لقاء السعودية والبحرين، والتي أهدرها سالم الدوسري."

مقالات مشابهة

  • السودان يتمسك بموقفه حول وضعية أبيي ويرفض الإجراءات الأحادية
  • الباعور يلتقي السفير السوداني لبحث التعاون المشترك وقضايا النازحين
  • إطلاق نار في كراج النهضة ببغداد بسبب خلاف على دور العجلات
  • خبير يكشف لـ24: لا ملء سادس لسد النهضة.. ومصلحة مصر في تشغيل التوربينات
  • العطا .. حديث مؤيد بالقانون الدولي!
  • 2.2 مليار شخص يعانون نقص المياه النظيفة.. الأمم المتحدة تحذر: ذوبان الأنهار الجليدية يهدد الأمن المائي العالمي.. والبنك الدولي: 273 ألف حالة وفاة للأطفال سنويًا بسبب سوء الخدمات
  • عرقاب يبحث تعزيز التعاون الثنائي بأديس أبابا مع وزير المياه والطاقة الإثيوبي
  • الصافرة الأولى لسلمان فلاحي مع الأحمر
  • ماذا خسرت مصر والسودان بعد عقد من اتفاقية مبادئ سد النهضة؟
  • الصومال ترحب باستعادة القوات السودانية السيطرة على القصر الجمهوري