فرق الإنقاذ تكثف جهودها في القرى النائية بالمغرب
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
الرباط (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلةواصلت فرق الإنقاذ جهودها المكثفة، أمس، في قرى دمرها الزلزال وإن كانت آمال العثور على ناجين تتضاءل بعد 6 أيام على الكارثة التي خلفت قرابة ثلاثة آلاف قتيل.
وأدى تباعد القرى وطرقها الوعرة إلى صعوبة عمل الفرق، حيث تتواجد فوق جبال شاهقة، مثل القرى التابعة لمدن أمزميز وشيشاوة وتارودانت.
ولم تتوقف المبادرات الشعبية لدعم ضحايا الزلزال، حيث توافدت عشرات الشاحنات والسيارات، على المناطق المتضررة، محملة بالمساعدات الغذائية والإغاثية، وفق ما تناقلته منصات التواصل الاجتماعي.
وبلغت قوة الزلزال الذي ضرب المغرب، الجمعة، 7 درجات على مقياس ريختر، ومركزه منطقة الحوز، بحسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي وصف الزلزال بأنه «الأعنف منذ قرن». وفي موازاة ذلك، تتواصل جهود فتح وتوسعة مسالك جبلية لإيصال المساعدات للقرى النائية.
بلغ عدد ضحايا الزلزال 2901 قتيل على الأقل إضافة إلى 5530 جريحاً، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية أمس الأول، مشيرة إلى أن معظمهم دفنوا.
وأكدت أن السلطات تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال. وسويت العديد من القرى بالأرض، خصوصا وأن أبنيتها في الغالب طينية، مثل قرية «إنغيد» في منطقة الحوز جنوب مراكش.
وقال مسؤول في وزارة التجهيز أمس، إن فرقاً متخصصة تواصل العمل على فتح مسالك ثانوية ضيقة وسط الجبال، لتأمين الوصول إلى قرى صغيرة. وأكد أن «الطريق الرئيسية المؤدية لجماعة دائرة إغيل حيث مركز الزلزال قد فتحت وأيضا لقرية أغبار المجاورة».
وتستخدم السلطات المغربية طائرات مروحية ومسيرات وأعداداً كبيرة من عناصر الجيش لتنفيذ عمليات الإنقاذ والإسعاف وتقديم الإمدادات الأساسية في مناطق جبلية منكوبة بأقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت ووارزازات. وفي موازاة عمليات الإغاثة وفتح الطرق تواجه السلطات تحدي إيواء الأسر التي فقدت بيوتها، حيث أقيمت عدة خيام قرب البيوت المهدمة. وفي بلدة أمزميز، على بعد نحو 60 كيلومترًا جنوب مراكش، على الطريق المؤدية لتلك القرى الجبلية، وزعت القوات المسلحة خياماً على السكان الذين فقدوا بيوتهم.
كما قام الجيش المغربي بتزويد المناطق المتضررة من الزلزال بمخابز متنقلة ضخمة.
ولقيت مبادرة الجيش استحساناً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشاد المتابعون بهذه المبادرة التي تأتي لتُعزز دور القوات المسلحة في المناطق المتضررة، إلى جانب جهودها الأخرى في سبيل تخفيف وطأة الفاجعة.
وفي سياق آخر، أعلن الصليب الأحمر الألماني، أمس، عن إرسال أول شحنة مساعدات إلى مناطق الزلزال في المغرب.
وأوضح الصليب الأحمر الألماني أن طائرة تقل ما مجموعه 36.6 طن من المساعدات التي تتضمن 3000 من الفُرُش الأرضية العازلة و550 خيمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الزلزال المدمر المغرب
إقرأ أيضاً:
هدايا تقدمها السفن لشط العرب
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
حمل لنا شط العرب شحنات هائلة من الهدايا والعطايا والهبات بكميات ربما لا يعرفها عامة الناس، لكنها معروفة ومألوفة في عموم القرى الساحلية أو الواقعة على ضفاف الانهار. .
بداية نذكر ان طول مجرى شط العرب من جزيرة السندباد إلى رأس البيشة يزيد على 100 كيلومترا، وفي هذا المجرى الطويل ثلاثة موانئ عراقية وثلاثة إيرانية. كانت تتعامل كلها مع شتى أنواع السفن التجارية. ولهذه السفن عادات تشبه الطقوس الموسمية. فالسفن المشحونة بصناديق الموز والبرتقال والتفاح ما ان تغادر موانئ شط العرب نحو البحر حتى تبدأ برمي صناديق الفاكهة، فتنطلق القوارب المحلية من الجهتين (العراقية والإيرانية) وتتسابق في التقاط العدد الأكبر من صناديق الموز. .
اذكر أيضاً ان لجان فحص المنتجات الغذائية رفضت بضاعة سفينة كانت محملة بالبرتقال، ولما أرغموها على مغادرة الميناء نحو البحر قرر ربانها رمي الصناديق كلها في مجرى شط العرب، فاستيقظ الناس صباح اليوم التالي ليجدوا مياه النهر وجداوله ممتلئة بالبرتقال الذي غطى مسطحات واسعة من المنطقة المحصورة بين (الفداغية) و (الفاو) في يوم امتلأت فيه البيوت والسواقي بسلال البرتقال. آخذين بعين الاعتبار أن البرتقال لا يغرق لأن قشرته مليئة بجيوب الهواء الصغيرة التي تساعد على إعطائه كثافة أقل من الماء. .
احيانا تلجأ السفن المغادرة إلى رمي كميات كبيرة من الألواح الخشبية المخصصة للعزل والتستيف، فتهرع القوارب من الضفتين لالتقاط الألواح الخشبية اللازمة لتسييج البساتين. .
واحيانا يدرك ربان السفينة حاجة القرى فيرمي لهم اعداداً من البراميل المغلقة (الفارغة) او الحاويات المطاطية المغلقة. فيلتقطها ابناء القرى القريبة. يستخدمونها لحفظ المياه او لتخزين المنتجات النفطية. .
لكل سفينة فائض من المواد والبضاعة التالفة، لكنها تمثل ثروة للفقراء. فيجود عليهم ربابنة السفن، واحيانا يتعمدون تخفيف سرعة السفينة لكي يوفروا الجهد، ويمنحوا ابناء القرى فرصة الاستحواذ على المواد المفيدة. .
احياناً تضطر السفن إلى الانتظار فترمي مخطافها في (الصنگر) أو (الزيادية)، أو (سيحان) أو (المعامر) فيتجمع القرويون حولها بقواربهم الصغيرة، وهنا تبدأ المقايضة وتبادل المواد. منتجات زراعية أو حيوانية مقابل كميات من الشاي أو السكر او المعلبات أو السجائر الإفرنجية. .
لكن هذه المظاهر اختفت وانحسرت، لم يعد لها أي أثر بسبب توقف الملاحة في امتداد هذا المجرى الملاحي الحيوي. .