تعيش اليمن قرابة العام والنصف من حالة اللاسلم واللاحرب، بين مكونات الشرعية، والمليشيات الحوثية، إثر استمرار الهدنة الهشة غير المجددة والتي انتهت في أكتوبر من العام الماضي.

وبشأن ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي خالد بقلان، لـ"العربي الجديد"، إن "الجميع يدرك أن اليمن يعيش لأكثر من عام ونصف العام حالة من اللاحرب واللاسلم، وهذا له أسباب عدة، منها أن الملف تجاوز الإقليم - أي التحالف العربي - لأن الكثير من الجهات أو المنظمات وجدت مدخلاً للتربح من المساعدات وغيرها، ناهيك عن أن تفويت الفرص أهم سبب، لأنه كان بإمكان الشرعية حسم المعركة مبكراً، لكن الفساد وهيمنة طرف سياسي عليها، إلى جانب اتفاق استوكهولم أدى إلى منح الحوثي رئة ثالثة للتنفس".

ورأى بقلان أن "الشرعية قادرة على الحسم العسكري، خصوصاً في ظل الوضع الحالي الذي يعاني فيه الحوثيون من أزمة، وغضب شعبي واسع في مناطق نفوذهم، ومطالبات بالرواتب، وعدم قدرة على الحشد، وتغطية كافة المحاور في حال اتجهت الأمور للتصعيد". وأضاف: "أما عن جاهزية الشرعية للحسم، فإن هذا يعود لمن يقود اليوم دفّتها، إذا كان لديه قرار ذاتي، يمكننا القول إن الجاهزية في أعلى مستوياتها".

وأشار بقلان إلى أن "ما يمنع اتخاذ القرار بحسم المعركة عسكرياً هو جهات إقليمية ودولية فاعلة، ترى أن الفعل السياسي والتفاوض هو الحل، وهذه من الضغوط التي تواجهها الشرعية من قبل الأمم المتحدة وآخرين. لكن هذا لا يعني التسليم بها، ويراها الكثير من ضمن المبررات، لكن من الواضح أن الشرعية أصبحت في موقف دفاعي، وهذا يعني أن قرار الحرب والحسم ليس بيدها وحدها".

من جهته، تطرّق المحلل العسكري العميد جمال الرباصي، إلى جملة أسباب تفسر الواقع الراهن، من بينها "الخلافات بين المكونات السياسية للشرعية"، إلى جانب "فشل وزارة الدفاع ورئاسة الأركان في لملمة المكونات العسكرية المختلفة"، وما أسماه "اختراق" الانقلاب لتلك القوات، فضلاً عن "طول فترة الصراع، وإنشاء قوات متنوعة الولاء للإقليم، ودخول الإقليم وصراعاته والأجندة الدولية المشبوهة، وإرهاق الطرفين المتحاربين".

واعتبر الرباصي أن "الشرعية ليست جاهزة للحسم العسكري. فمن شروط الجاهزية وحدة القيادة والسيطرة للقوات، وهذا غير متوفر بسبب تبعية القوات لقادتها وداعميها، مثلاً قوات الانتقالي، وقوات العمالقة، وقوات المقاومة الوطنية، وكذلك قوات وزارة الدفاع، وكل طرف له أجندته الخاصة". حسب تعبيره.

وأشار الرباصي إلى أن "هناك مانعا محليا وإقليميا ودوليا من اتخاذ قرار الحسم العسكري". وأوضح أن "المانع المحلي أن هناك قوى لها نفوذ قوي داخل الشرعية لا ترغب في الحسم العسكري، وطرفا آخر غير مهتم، وأولوياته مختلفة عن الهم الوطني العام".

وأشار إلى أن المانع الإقليمي أنه بعد ثماني سنوات من الحرب لا يرغب التحالف العربي في المزيد منه، وغير مستعد لتمويل معارك قادمة، ويسعى إلى حوار مع الآخر المنقلب لإبعاد دولته عن الأضرار، والتي وصلت إلى أراضيه ومصالحه الحيوية، والتخلص من الضغوط الدولية، بينما أطراف إقليمية أخرى سعيدة بما آل إليه الوضع في الميدان. "وهناك أطراف دولية، لها أجندة واضحة في استمرار الوضع كما هو، وتسعى إلى تعليق المشهد اليمني، واستخدامه في أجندتها المحلية".

ويرى الرياضي أن مجلس القيادة بحاجة إلى توحيد القوات المسلحة تحت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة، ومناطقها العسكرية ودوائرها.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: الحسم العسکری

إقرأ أيضاً:

الوضع الإنساني كارثي في بلدة طمون

#سواليف

قالت مصادر للجزيرة إن #الوضع_الإنساني “كارثي” في #بلدة_طمون جنوب #طوباس في #الضفة_الغربية، بسبب #حصار #قوات_الاحتلال وعملياتها الواسعة.

وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال أعلنت فرض حظر التجوال لمدة 48 ساعة، مشيرة إلى أن عشرات العائلات المحاصرة في طمون أطلقت نداءات استغاثة.

مقالات ذات صلة ترامب يكشف عن 3 مناطق لتهجير مواطني غزة إليها  2025/02/06

مقالات مشابهة

  • الدفاع الروسية: مقتل أكثر من 200 شخص في مقاطعة كورسك
  • بالعشرات.. الدفاع الروسية تكشف حجم الخسائر الأوكرانية
  • مناقشة سبل تعزيز التعاون العسكري بين عُمان وتركيا
  • الوضع الإنساني كارثي في بلدة طمون
  • جيجل.. إنقاذ 16 صومالياً حاولوا الهجرة بطريقة غير الشرعية
  • جيجل.. إنقاذ 16 مرشحا للهجرة غير الشرعية من جنسية صومالية
  • محللون: تصريحات ترامب بشأن غزة تزيد تعقيدات الوضع بإسرائيل
  • بوساطة إماراتية.. روسيا تستعيد 150 أسيرا من أوكرانيا
  • هل تخلت واشنطن عن محاربة داعش؟ حديث عن نهاية وشيكة للوجود العسكري الأمريكي في سوريا
  • قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 76 مقذوفا في غضون 24 ساعة